رواية انصاف القدر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سوما العربي
من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية انصاف القدر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سوما العربي ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية انصاف القدر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سوما العربي
الفصل الثالث وثلاثين
فى طريق العودة لمصر وعلى متن طائرة عامر… طائرة النحس الاعظم.. بات هذا المسكين موقننا بذلك.
جلست تصف أسنانها أمامه بابتسامة كفيلة بقتله لها تقول :مرسى على السفريه الحلوة دى يا عامورى.
نظر لها شزرا وقال :بس يا بابا.
مطت شفتيها وقالت :انتى زعلانه يا حلوه؟
زاد غيظه منها.. هل تراه طفل صغير فقال :حلوه؟!
اقتربت منه تتسحب.. لا بأس من بعض التدليل بعدما فعلت ما أرادت.
اخذت تمسح بيدها على طول كتفه تراضيه:حبيبي زعلان مني؟
عامر :لا ولو فاكره ان بالى بتعمليه ده ممكن أضعف ولا أنسى مستحيل.
مليكه :قلبك اسود اوى.
عامر :بقا انا تعملى فيا كده… تطردينى وأنزل الريسبشن احجز جناح غيره الاقى ماهر ومراته تحت ويفطسوا من الضحك عليا… بقا عامر الخطيب يتقاله عيله علمت عليك.. شكلك هتبات على السلم… ياعينى ع الحلو لما تبهدله الايام… بقا انااا.. انا.. رشا تقولى تعالى يابنى هنعطف عليك وننيمك على اى كنبه اناااا؟!!
كتمت ضحكاتها بصعوبه تهمس أمام شفتيه :قولهم حبيبتي وبتتدلع عليا.
لا يستطيع مقاومة اغوائها… تنهار حصونه امامها.. لما اقتربت عليه تقبله حاول الامتناع وإظهار مدى غضبه.
لكن لرحيق شفيتها سحر عظيم عليه… ضمها له أكثر يقبلها… يعوض ليلته البائسه.
فصل قبلته بصعوبه ينظر داخل عينيها:والله حرام الى عملتيه فيا امبارح ده… كان نفسى نقضى اول ليلية لينا مع بعض فى مدريد.
مليكه :هنعوضها مره تانيه.. تخطفنى وانا نايمه وتشيلنى هيلا هوب وتجبنى هنا.
عامر :لا.. خلاص.. هاابيعها.
مليكه :ليه كده؟
عامر :اتقفلت… حسيت انها فعلاً نحس.
ضحكت بقوة وهو الآخر ضحك يهز رأسه بيأس.
_____________________________
فى الحاره امام محل الجزاره رفع رجب هاتفه يتحدث فيه قائلاً :جهزتى يا ست البنات.
نجلاء وهى تضغط على كل حرف:بلبس اهو.
ابتسم بتلاعب يقول:لو مكسله اروح لوحدى.
نجلاء :هو ايه الموضوع بالظبط ماقولنا بلبس فى ايه.. عايز تروح لوحدك وخلاص انسى يارجب.. اقفل بقا خلينى اخلص.
أغلقت الهاتف بوجهه وهو قهقه عاليا بطريقة لفتت له نظر المارة.
انتبه على نظراتهم وحمحك يلملم ياقة جلبابه يتذكر ماحدث عندما ترك يوسف مع حكمت وسيد وصعد إليها
فلاش باااااك
دلف رجب سعيد بطريقة لا توصف… وهو يراها تجلس على احد الأرائك تهز ساقيها بغضب تنقر بقبضه يدها على ذراع الاريكه الخشبى.
كبت ضحكته يقترب منها يقول :مساء الخير.
نظرت له بشر جعلته يتمتم :استرها يا ستار العيوب.
نجلاء :يوسف عامل ايه… كويس يوسف.. حلو يوسف.
رجب:نحمد الله.. قدر ولطف.
نجلاء:همممم.. وكنت بقا بتتكلم معاها تقول ايه؟
ابستم بجانب فمه يريد الاستمتاع بغيرتها قليلاً… ان يعوض ايام عذابه وغيرته أثناء ماكانت على ذمة ذلك الجحش.
قال:مش فاكر الصراحة اصلنا طول الطريق بنتكلم.
انتفضت من مقعدها تقول بغيره :طول الطريق… ليه وجوزها فين.
رجب :سيد.. ده سيد ده اخويا.
تحركت بعصبيه تلملم بعض الأشياء بغضب تخرج بها غيظها تقول :يبقى مش ولابد.. لما يسيب مراته تقعد تضحك وتتساير مع راجل غريب الى هو اصلاً طليقها يبقى راجل مش اد كده.
استدار يعطيها ظهره يضحك بقوه فصرخت به:بصلى هنا بكلمك… بقا أنا هنا بشد فى شعرى وانت بتدينى ضهرك.
استدار لها… اقترب منها وهى تتراجع للخلف حتى اصطدمت بالحائط وقال بتلاعب:وبتشدى فى شعرك ليه؟
رفرفرت برموشها… حصرها من جميع الاتجاهات.
ردد بإلحاح :إيه مش بتردى يعنى.
نجلاء بتلعثم:ماهو..
رجب :هاه
نجلاء :ماهو مافيش حاجة اقولها ووو. وانا.. هو انت ازاى تقف مع الى كانت مراتك وتتكلموا عادى وقولتوا إيه وقالت ايه وانت رديت قولت ايه ووو.. قاطعها مواجها:نجلاااااء.
نظرت ارضا تعلن استسلامها:ايوه بغير.
اخذ نفس عميق لا يصدق حاله… ضمها له بقوة يقبل رأسها.. لا يصدق ما يحدث.
بااااااااك
استفاق من ذكريات ليلة أمس الساخنه جدا على صوتها تقف لجواره تقول :يالا بينا؟
نظر لها بغيره شديدة… لكنه لا يجد اى تعليق بعبائتها السوادء المحتشمة وحجاب يغطى شعرها بكتفيها.. لا تضع غير الكحل الأسود خاصتها… شنطة يد انيقه.. وحذاء خفيف.
وقف على مضض يقول :لازم يعنى الكحله؟
نجلاء :اه بحبها.
رجب :طب يالا ياستى.
سار لجوارها… لاول مره يسيرا في الحاره أمام الناس منذ زواجهم… الكل رجال ونساء ينظر عليهم.. فى البداية تضايق لكن على نهاية المشوار تقبل الأمر… طريقة زواجه بها لم تكن عاديه… عراك يوم أمس مازال صداه يصدح في كل الأرجاء… لقد فعل ما أراد وتزوجها وأيضاً يريد كتم السنة الناس؟! ومن بيده ذلك؟ فليدعهم يقولون ما يحلوا لهم… لقد فاز بها وحسم الأمر.
_____________________________
جلس عادل بجوار قاسم فى فيلا والد هديل بعدما وافق على مافعلته ابنته.
لأول مرة واجهته بقوة… لأول مرة يرى ابنته هكذا… تحدته وقالت انها لن تعود لعامر ولن تفعل الخطط والمؤامرات لاسترجاعه… ولو على شركة البرمجيات التى سلبها منها فهى لم تعد تريدها… ستشقى مجددا وتشيد غيرها.. لما رائ كل ذلك اضطر على الموافقة خصوصاً بعد اعلان عامر بزواجه من مليكه.
تحدث قاسم يقطع ذلك الصمت قائلاً :مساء الخير يا فندم.
والد هديل:مساء النور… البيت نور والله ياقاسم يابنى.
قاسم:منور بوجودك ياباشا… انا مش هطول عليك بس انا جاى النهاردة مع صاحبى وصديق عمرى عادل عشان نخطبله بنت سعادتك.
والد هديل :ايوه بس انا شايفك انت وهو بس… يعنى… فين الوالد… الست والدته… اعمام، اخوال.. اى حاجة.
نظر عادل ارضا بحرج وحزن… والديه تقريباً نسوا امره… ولا أهل او أصدقاء غير قاسم.. ماذنبه هو.
شعر قاسم بحزن صديقه فقال :حضرتك انت هتجوز بنتك لراجل.. اهله مش هيزيدوا حاجة.
والد هديل:ايوه يا ابنى بس ده جواز لازم أهل. افرض لاقدر الله حصل مشكلة لازم يكون له كبير ارجعله.
قاسم :شوف ياباشا… مافيش اى حاجة فى الدنيا مضمونة او حد يقدر يضمنهالك… ولنفرض مليتلك البيت ده رجاله تحت وفوق وتممنا الجوازه وكل حاجه فل ،وجه ضربها مثلاً تقدر تقولى مين من الرجاله دى هيمنعه… ولو رحت لحد يتدخل مش هتلاقى… لكن انا بقولك عادل راجل.. ابوه وامه مسافرين ومرتبطين بمواعيد شغل وسفر وحجز تذاكر والراجل مستعجل على الحلال نوقفه احنا ليه.
نظر له والد هديل بحاجب مرفوع.. لقد اقنعه ذلك القاسم.
بينما قاسم قرأ فى عينه ذلك ولكز عادل قائلا :مبروووك ياض.. ادعيلى.
_____________________________
جلست تحيه أمام تلك السيدة الخمسينيه…خمسينيه؟!! والله هى التى تعدت الخمسين… تقسم وهى ترى جمال واناقه تلك السيدة والدة سامح.
حرب نظرات بينهم.. كل منهم تنظر للاخرى بزهول… تحيه موهزله من تلك المرأة التى وكما قال ابنها تخطت الخامسه وخمسين تمتمت:بقا دى عدت الخمسين؟! لا ده انا اروح اتدفن اكرملى.
ووالدة سامح تنظر لها بريبة تحدث نفسها هى الأخرى :اوه ماى جد… دى تبقى مرات ابنى… مش ممكن نو وااى.. هى جميلة بس.. يامامى شكلها شعنونه اووى.
حمحم سامح قائلاً :ماما دى تحية الى قولتلك عليها.. تحيه دى صافيناز هانم امى.
نظر لهم وجد كل منهن تنظر للاخرى بريبة وعدم اقتناع.
اغمض عينه بيأس وقال :انا كنت متأكد انكوا هتحبوا بعض من اول قعده
_____________________________
وقف عامر أمام محمد يضحك قائلا :نخيت يا واد.
محمد :انا مش عارف انا ايه اللي بعمله فى نفسى ده بس… مش عارف ابعد عنها ومش عارف الى بعمله ده صح ولا غلط.
عامر :يابنى ما خلصنا بقا.. البنت كويسه واهى هتتوب على إيدك.
محمد :ماشى ماقولناش حاجة بس… ياعامر دى الإجرام بيمشى فى دمها.. الخوف كله من الجينات.
قهقه عامر عالياً وقال :يخربيتك.. ههههههه.. بس قولى.. الى هنا عملوا ايه لما عرفوا.
محمد:المتوقع.. تنّحوا واتصدموا… وفادى بقا.. فرصته وجاتله.. هرانى انا وهى تريقه… يالا كله سلف ودين… بس اهو… فى الاخر اتقبلوا الموضوع.
عامر :على خير ان شاء الله.. فرحكوا بعدى انا ومليكه.
محمد :طب مايبقى فرح واحد وخير البر عاجله.
عامر :بطل الخِصله دى يامحمد… فرح ولاد الخطيب لازم يبقى حاجة تشرف مش اتنين فى واحد عشان نوفر… وبعدين لو انتو وافقتوا انا لأ.. انا عايز اعمل لمليكه فرح كبير ليها تبقى هى الملكه فيه.. اوكى.
محمد :على راحتك.. غاوى وجع قلب.. انا كنت هدفع معاك بدل ما تغرم فرح كامل لوحدك.
عامر:كفى نفسك يا حبيبي… واوعى بقا من طريقى عشان استعجل مراتى لسه هنسافر من القاهره لاسكندريه… اوعى.
غادر سريعاً وهو وقف قليلا ثم انتفض فجأة على صوت تلك التى ظهرت من العدم :توتا بتمسى.
محمد :يخربيتك.. هيجرالى مره حاجة بسببك.
توتا :من كتر الفرحه انا عارفه… انت يابنى امك دعيالك عشان وقعت في سكتك.
محمد :او يمكن ذنب وبيخلص ماحدش عارف.
توتا :لو كده ماشى وماله.. حلو بردو.. اهو ذنب ناس بتخلصه ناس واخد انا الأجر والثواب.
محمد :اعمل فيكى إيه؟
توتا :خدنى عشينى براا.
محمد :نعم؟ انا كان فى مخيلتي ان إلاهتمام مابيطلبش
لكزته فى كتفخ بمرح :لا بيطلب عادى خليك فريش.
لم يستطع كبت ضحكته… ضحك.. سعيد بهذه المحتاله جداً ويحبها.
هز رأسه بقلة حيله وهو يضحك:هههه امرى لله.. اتفضلى قدامى.
رفعت رأسها بشموخ قائله:هلبس الى على الحبل واجى.
محمد :ماشى هستاكى برا… ماتتاخريش.
ركضت سريعاً لغرفتها وهو يبتسم عليها بحب ثم تحرك ناحية سيارته ينتظرها.
_____________________________
كان بسيارته متجه للإسكندرية.. زفاف صديقه اليوم وهى مصره على استحضار شياطينه وإفساد اليوم بذلك الفستان الذهبى الذى ترتديه.
نظرت له تتصنع البراءه تقول :ايه بس ياحبيبي.
عامر :حبيبي ايه وزفت ايه… انتى ولا كأن ليكى راجل مالى عينك.. احنا مش اشترينا فستان مع بعض قبل ما نسافر.. هو فين… وايه الزفت القصير ده.
لم تجد ماتقول.. لقد أخطأت.
طوال الحفل وهو غير راضى عنها تمام.. تقريباً لا يحدثها… يلصقها به بتملك لكنه لا ينظر حتى إليها.
بينما كارم يجلس لجوار نهى يقول بغزل:فاضل على الحلو تكه يا سكر محلى محطوط على كريمة انت.
رفرفت برموشها قائله :حلو ايه وتكة ايه يا اخ انت.
كارم :اخ؟! اخص الله يخيبك.. فى وشى كده وفى ليله زى دى… لعلمك مهما عملتى انا هكون موفق النهاردة بإذن الله.
نهى:موفق فى ايه يابنى آدم انت ماتفهمنى.
كارم :نهار اسود امال لو ماكنتيش معديه ال28.. شكلنا هنبدا من الاول، قولى ورايا.. زرع.. حصد… قاطعته هى :انا عقلى كان فين وانا بمضى.
كارم :احنا لسه بنقول ياهادى وأنتي بتندبى..لا بقولك ايه.. انا مابحبش الندب اه.
نهى:ايه تندبى دى… ايه الالفاظ السوقية دى.
كارم :انا لسه هوريكى تصرفات ولاد الشوارع.
انكمشت حول نفسها بخوف وهى تراه يغمز لها بتوعد… فقد انتظر هذا اليوم كثيراً
بينما وقف رجب برأس مرفوع بجوار نجلاء و توفيق يقف على بعد أمتار منهم ينظر لهم بغيظ.
لم يستطع السيطرة على نفسه واقترب منهم…ينظر لنجلاء شزرا:وبسلامته ده جيباه معاكى ليه عند نسايب بنتك… شكلك اتهبلتى.
تحولت ملامح رجب للجحيم.. وضع نجلاء خلف ظهره يجابه توفيق قائلا :الكلام فى اى حاجة يبقى معايا…. بس هقول ايه ماهو الى مايعرفش ياخد حقه بدراعه ويجيب رجاله تاخدهوله مايعرفش يتكلم الا مع الحريم.
ارتجف توفيق وتحدث بتلعثم وارتباك:تق. تقصد إيه؟
رجب :انت عارف وانا عارف… لما انت محروق اوى كده ماجتش ليه يا دكر تاخد حقك منى راجل لراجل ويا تموتنى يا موتك.. باعتلى رجاله تدشدشلى المحل! بس الله فى سماه إلى عملته والى حصل للمحل كوم وابنى الى انصاب وكان ممكن تبقى اكتر من كده كوم تانى… و وقفتك دلوقتي بقا وانت عايز تكلمها كوم تالت… وانا بقى يا توفيق باخد حقى بأيدى.. ها.. بأيدى… بس مش دلوقتي.. زى ماقولت احنا عند ناس ومش عايزين نبوظلهم ليلتهم.. وعشان خاطر ندى بردوا… بس احناااا… بينا حساب طوووووويل.
استدار واخذ نجلاء يضع يده على كتفها يحسبها بعيدا عنه.. تاركا اياه يذوب بجلده… أين كان عقله وهو يفعل ذلك… هو لا طاقة له برجب.
بينما مليكه تقف بغضب لذيذ… لما يعاملها هكذا.
اقتربت منها ندى تقول :ميكا… وحشانى.. عامله ايه؟
مليكه :متعصبه و متنرفزه ومش طايقه نفسى.
ندى :ليه بس ايه اللي حصل.
بدأت تقص عليها كل ما فعلته فتحدثت ندى:يانهارك مش فايت… طب الى عملتيه فى مدريد وهنقول ماشى حقك… لكن طالما اختارتوا فستان مع بعض واشتريتوه تلبسى غيره ليه.. ايه تناحة اهلك دى.
مليكه :بت لمى لسانك ده.
ندى :لمى انتى نفسك فستانك مكشوف اوى.. ايه ده. ايه ده.
مليكه :ماهو.. اصلى بقيت احب اشوفوا غيران عليا اوى.
ندى :ماهو كده هتقفليه منك وتخنقيه.. ومش بعيد تغيرى صورتك عنده وهو شايفك كده واحتمال كبير يزهق منك ومن تصرفاتك… الحاجة لما تزيد عن حدها بتبقى رخمه.
مليكه :عندك حق… طب اعمل ايه؟
ندى :هقولك… بس صحيح، عرفتى الى حصل مع ريتال.
مليكه :لا ايه اللي حصل؟
ندى :مشكلة كبيرة اوى مع أيهم.. طلع واد واطى اوى.. بيقول مركبلها صور وبيهددها.
مليكه :يانهار ابيض.. أيهم؟! معقول
ندى :كلنا والله اتصدمنا.. عايزين نشوف حد يدخل في الموضوع ده.
مليكه :عدى.. عدى المناويشى.
ندى :يانهارك ابيض.. انتى ناويه تطلقى قبل ماتتجوزى بجد… يعنى انتى عاكه الدنيا وكمان عايزة تدخلى فى حوار مع إلى كان خطيبك.. انتى هبله يابت.
مليكه :خلاص هدى ريتال رقمه تكمله… هو الوحيد اللي هيعرف يجيب معاه من الاخر.
ندى :اشمعنى يعنى.. مانقول لجوزك ممكن يتصرف.
مليكه :لا انا نزلت تدريب عند عدى فتره وعرفت طريقته واسلوبه.. الواد ده عايز يتشد صح… وعدى الى هيعرف يشده وممكن يلفقله كام قضية من الى بيودوا ورا الشمس دول.. ماتنسيش انه ابن وزير الداخلية.
ندى :يارب بس يخدم.
مليكه :هو فيه صفات كتير وحشه.. بس خدوم.. كلميه وخدى معاد وهى تروحله.. يستحسن يكون بكرا.
ندى :تمام، روحى ظبطى بقا الدنيا إلى بهدلتيها دى.
_____________________________
كان سيد وحكمت بشقة يوسف.. تاركين الباب مفتوح بسبب دخول وخروج الكثير من الأهل والجيران لزيارته.
تقدمت مى بتردد للداخل… تقدم قدم وتؤخر الأخرى.
حكمت بالمطبخ تصنع له العصير وسيد يقم بإجراء مكالمه فى الشرفة.
وجدته يجلس على احد الأرائك يده مربطه بلفاف ابيض طبى… يبدوا عليه الألم.
فتح عينه وجدها تقترب بتردد… ظل ينظر لها بصمت.. ملامحه لا توحى بأى شئ… فقط يراقب دخولها و ذلك التردد الواضح عليها.
اقتربت منه وهو مازال على صمته.. تحدثت بتلعثم قائله:انا… انا… انا يعنى قولت واجب عليا اجى اقولك الف سلامه.. ولو انى مش بطيقك لله فى لله كده.
كان يوزع نظراته على كل ملامحها الجميله… مى فتاه مستفزه لأبعد الحدود.. تملك ملامح بريئه جدا.
ولسان غير برئ بالمره… يتعجب كثيراً ولا يعلم ماهى حكمة الخالق فى خلقه لها بهذه الخلطه العجيبة… ربما تلك الخلطه هى سر جمالها… او… سر انجذابه لها.
كم هى جمليه.. حتى روحها مرحه رغم تدخلها فى ما لا يعنيها وكونها بطلة العالم فى إثارة غضبه.. ولكن لن ينكر… يشتاقها هو… أصبحت حقيقة مُسّلم بها.
تحدث بسخرية قائلا :لا كتر خيرك والله.. انا من امبارح والقريب والغريب جالى وانتى لسه فاكره تيجى واحنا الشقه لازقه فى الشقه.
زمت شفتيها بغيظ وقالت :هو شحات وعايز عيش فينو.. انت هتتأمر كمان.
يوسف :شحات؟! انا شحات يا… قاطعته بغضب :يا اييه؟ قول كده عشان نربطلك الدراع التانى.
يوسف :انتى جايه تقضى واجب ولا جايه تعصبينى يابت.
مى:بت.. انا بت.. لم لسانك ياجدع انت… تصدق.. انا غلطانه انى قولت اجى اتطمن عليك.
استدارت تريد الرحيل فصرخ بصوت غاضب جاهد ان يكون منخفضاً وقال :انتى رايحه فين. هو ده اللي جايه اتطمن عليك.
مى:لا خلاص انا ماشيه.
حاول الهدوء وقال :مى.. تعالى اقعدى جنبى.
نظرت له بشك.. منذ متى وهو يتحدث معها بسلاسه هكذا… دائما مايشنا الحرب على بعضهم.. ما الجديد.
تحدث مجدداً وقد بدى صوته متألم قليلاً :مى… تعالى قولت… فى ايه هنفضل طول عمرنا خناق كده.
تقدمت جلست لجواره وهى مازلت غير مطمئنه.. لكن جلوسها بقربه جعل رائحته تقترب منها تتغلغل داخل روحها.
أغمضت عينيها تتذكر ضمه لها… ذلك الشعور الذى كلما تذكرته كلما اقشعرت.
لم يكن حاله اقل منها… يتذكرها وهى بحضنه مستكينه لثوانى.
نظر لها مطولاً يقول :ماجتيش تتطمنى عليا ليه؟
مى:مانا جيت اهو… وبعدين انت كل الناس كانت عندك هتاخد بالك من مين ولا مين
يوسف:انا جيبت سيرة الناس كلها دلوقتي ولا سيرتك انتى بس؟ انا بسألك انتى.
مى:اااا.. كان عندى درس.
يوسف :هممم… وبرتجعى فى معادك ولا مستغليه تعبى وبتتأخرى.
رفعت شفتها العليا باعتراض تقول :لا ماعلش ثانيه كده… ده على اساس ايه ماعلش.
يوسف :ماتعصبنيش.
وقفت تقول :تصدق انا غلط لما جيت.. انا ماشيه.
خرجت حكمت من المطبخ تقول :مى.. رايحه فين.. تعالى اقعدى معانا شويه.
مى:هروح اوضتى.. الجو هنا حر.. ويخنق.
قالت الأخيرة بحنق شديد تنظر له وهو صامت بنظراته.
خرجت سريعا وجلست حكمت بجوار ابنها.. لم تكن مستغربه، اعتادت على لعبة القط والفأر بينهما.
خرج سيد من الشرفة وانضم إليهم فقال يوسف بلا اى مقدمات :عم سيد… انا عايز اتجوز مى.
اتسعت أعين سيد بزهول.. بينما تهلل وجه حكمت تقول بفرحة :والنبى صحيح… عين العقل والله.. الصراحة يا سيد انا عينى عليها من زمان.
سيد:ايوه بس… دول لسه صغيرين.
حكمت بسرعه وهى تشع فرحه :يوسف رايح سنه تالته خلاص ومش محتاج ولا مستنظر الشهادة ولا الوظيفة مانت عارف انه شغال مع ابوه وكسيب.. ولو على مى اهى قربت تخلص ثانويه.. وبعدين احنا يعنى قايمين نجوزهم الصبح… يتخطبوا سنة ولا حاجة.
سيد :يا حكمت انتى بتقولى ايه؟ انتى عايزه تولعيها حريقه.. دول طول الوقت خناق ومناقره.. دول لو اتخانقوا زى اى اتنين متجوزين مش بعيد يكسروا الشقه على بعض… حد يحط النار جنب البنزين ويقول هى ولعت ليه!
يوسف بثقى وكبر :جوزهالى انت بس وانا هربيهالك.
سيد بحنق:انت هتغلط من اولها ياض… احنا لسه على البر وانا لسه ماوفقتش.. انا بنتى متربيه.
يوسف بمجاراه:على يدى… قولت ايه؟
تدخلت حكمت :والنبى ماحد هيربيها غيره ولا حد هيلمه غيرها.. هما الاتنين نفس القطعيه.. تعالى نجوزهم ونخلص منهم… قولت إيه.
هز سيد رأسه قائلاً :قولت ربنا يستر… هاتها جمايل يارب.
بينما يوسف ابتسم بشر… يخطط كيف سيعلمها الادب ويقصص لها لسانها هذا.
___________________________
طول طريق العودة للقاهرة وهى تحاول مراضاته… لكنه مازال على موقفه غاضب.
مليكه :عامر
عامر :نعم
مليكه :انا اسفه مش هعمل كده تانى.
عامر بغضب :هو مش بمزاجك اصلاً… كده ولا كدة مش هتعملى كده تانى.
مليكه:طيب خلاص.
اخذ نفس عميق وقال :ماشى خلاص
مليكه :طب يالا.
عامر :يالا ايه؟
مليكه :صالحنى.
عامر :نعم ياختى؟ هو مين مزعل مين؟
مليكه :انت مزعلنى.. مش بتكلمنى طول اليوم.. بتعاملنى وحش على اول غلطه ليا.. بتهددنى بتقولى كده ولا كده مش هتعملى كده تانى يعنى هيبقي بالعافيه مش بالتراضى…. كل ده كله… صالحنى عليه وانا هحاول اسامحك انت عامورى بردوا.
نظر لها مبهوتا لايصدق كيف قلبت الطاوله عليه.
____________________________
صباح يوم جديد
جلس عدى على مكتبه.. يرمق تلك الصغيرة بإعجاب واضح.
جسد ملفوف… شعر بنى متوسط الطول.. عيون خضراء.. بشره بيضاء مشرئبه بالحمرا.
تفرك يديها ببعض ولا ترفع نظرها له… أمام تلك الصغيرة نسى توتا ومن انجبا توتا.
تحدث قائلاً وهو يأكلها بعينه:وانتى لسه بتحبيه؟
تحدثت بوجع وقهر :لا طبعا.. ده حيوان… هو حضرتك مصدقنى؟انا والله ماعملت كده ولا أتصورت كده.
ابتسم قائلاً :يابنتى بتحلفى ليه.. ماهو الغبى مهددك فى الرسايل.. واضحه خالص اهو وقالك بنفسه انا ركبتلك صور وهفضحك.
بكت مجددا بحرقه تقول :من غبائى وسذاجتى.. استضعفنى وعايز يلعب بيا.
ابتسم بهدوء وإعجاب قائلا:اهو هما دول الى كانوا فى صالحك ونجدوكى.. انه اتعامل معاكى على اساس انك طيبة وساذجه.. ماشغلش دماغه عليكى بلص انه عيل اهبل اصلاً.. يعنى انت مفبرك صور تقوم تقولها فى رسالة انا مفبركلك صور… ده ايه الهبل ده.
رفعت نظرها له لأول مره… وغرق هو فى غاباتها الاستوائية.
لم يشعر بها وهى تحدثه منذ فتره:مستر عدى.. حضرتك معايا؟
انتبه عليها يقول بتأكيد :جدا.
ارتبكت من نظراته وهو لا يرحمها بل يحاصرها بها أكثر وقال:مش عايزك تقلقى.. الواد ده هيتشد صح… بس ممكن تسبيلى رقم موبيلك عشان نتابع كل حاجه مع بعض.
بدون تردد قالت :اكيد طبعا.. انا متشكره اووى.
خرجت من عنده مطمئنه كثيراً وهو يتمتم:ده انا الى بشكر الظروف وبشكر أيهم انه وقعك فى طريقى.. والمره دى انا قتيل.. مستحيل اسيبها لغيرى……….
الفصل الرابع والثلاثون من هنا
في نهاية مقال رواية انصاف القدر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سوما العربي