رواية خطاياها بيننا الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم هدير نور
من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية خطاياها بيننا الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم هدير نور ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية خطاياها بيننا الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم هدير نور
رواية خطاياها بيننا البارت الثاني والعشرون
رواية خطاياها بيننا الجزء الثاني والعشرون
رواية خطاياها بيننا الحلقة الثانية والعشرون
غمغم جابر متسائلاً
=اومال فين بابا…؟؟
اجابته بسمة مبتسمة
=بابا فى المستشفى عند الخالة ازهار بقاله 3 ايام…
اسرعت غزل قائلة بقلق
=ليه فى حاجة…؟ ماما فيها حاجة؟
اجابتها بسمة سريعاً
=لا ابداً اطمنى هو حب بس يقضى الوقت معاها زى عادته مفيش حـ…………
لكنها ابتلعت باقى جملتها تنظر الى الباب الذى خلف جابر و غزل هامسة باختناق
=ايه ده ..
هزت غزل رأسها بينما عقد جابر حاجبيه باستفهام استدارت غزل تنظر خلفها الى ما جعل بسمة تنصدم بهذا الشكل لكن اهتز جسدها بصدمة فور ان رأت والدتها تدلف من باب المنزل يصحبها عثمان…
=ماما……
صرخت غزل و قلبها يكاد ان يتوقف من الصدمة قبل ان تركض نحو والدتها باقصى سرعة لديها حتى كادت ان تتعثر و تسقط ابا انها لم تبالى و اندفعت نحو والدتها ترتمى بين ذراعيها تحضنها بقوة منفجرة فى بكاء مرير و كامل جسدها يرتجف انفعالاً و هى تتمتم بصوت ممزق باسم والدتها كما لو كانت تعويذة ترددها لا تصدق بانها قد فاقت من غيبوبتها الطويلة اخيراً…
احتضنت ازهار جسد ابنتها المرتجف تبكى هى الاخرى لا تصدق انها تضمها بين ذراعيها اخيراً رفعت وجهها الغارق بالدموع اليها تحتضنه بين يديها موزعة عليه قبلات حنونة قبل ان تضمها بين ذراعيها و هى تهمس بصوت يتخلله الاشتياق
=قلب امك…و نور عين امك
انهت كلماتها مزيدة من احتضانها لها و قلبها يقصف بقوة كما لو كان سيغادر صدرها..
بينما كانت غزل تبكى بشهقات متقطعة اخذت تربت على ظهرها محاولة تهدئتها هامسة لها بحنان بكلمات مهدئة و هى تقبل رأسها قبلات متتالية…
وقف جابر يراقب هذا المشهد بانفس منحبسة و غصة تسد حلقه بينما قلبه يلتوى داخل صدره على بكاء حبيبته فرغم عدم حبه لأزهار الا انه قد فرح من اجل زوجته يعلم انها قد مرت بالكثير و تستحق ان تعود اليها و الدتها بعد كل ما عانته على يده و يد عائلته…
ابتعدت ازهار عن ابنتها تمرر يدها بحنان فوق وجهها تمسح دموعها طابعة قبلة فوق جبينها قبل ان تلتف نحو فوزية التى ما ان سمعت بوصول ازهار اسرعت بالخروج من المطبخ..
احتضنتها ازهار فقد كانت من اقرب الاشخاص اليها بهذا المنزل
بينما استغل عثمان انشغالها هذا و اقترب من غزل و نزع من يدها خاتم زواجها مما جعلها تنظر اليه باعين متسعة ممتلئة بالتساؤل لكنه هز رأسه لها بان تلتزم الصمت فهمت غزل على الفور انه لا يريدها ان تخبر والدتها عن زواجها من جابر لا تعلم لماذا لكن بالتأكيد هناك سبب مقنع لطلبه الغريب هذا
اتجهت ازهار نحو جابر تمد يدها نحوه قائلة بلؤم
=ازيك يا ابن جوزى…
اجابها جابر من بين اسنانه المشدودة بقسوة
=الله يسلمك يا مرات ابويا…
سقطت عينين ازهار على يد جابر الاخرى التى تحمل خاتم زواجه مما جعل وجهها يشحب قائلة بحدة
=ايه ده انت اتجوزت…؟؟!
اجابها جابر بهدوء مخادع بينما عينيه تلتمع بالنصر
=اها مش تباركيلى….
اسرعت قائلة بصوت مختنق و هى تلتف تنظر الى ابنتها التى كان وجهها ملئ بالاضطراب
=و اتجوزت مين بقى…؟!
هم جابر باجابتها لكن قاطعه عثمان قائلاً سريعاً
=واحدة متعرفهاش من اللى كان بينه و بينها شغل يا ازهار
زمجر جابر بحدة و هو يكاد ان يفقد السيطرة على اعصابه
=انت بتقول ايه يابا…!!!
نظر اليه والده بتوسل ان يصمت مما جعل جابر يغلق فمه ضاغطاً على اسنانه بقسوة و هو يحاول تمالك اعصابه حتى لا ينفجر بهم بينما ظلت عينيه مسلطة فوق زوجته التى اصبح وجهها شاحب الان تنظر اليه باعين ممتلئة بالدموع..
هتفت ازهار بفرح و قد اشرق وجهها بابتسامة واسعة
=مبروك يا جابر…طيب اومال فين مراتك علشان اسلم عليها…
اجابها عثمان بصوت مضطرب
=بتزور اهلها… فى مصر و هترجع بكرة ان شاء الله
اومأت ازهار قبل ان تلتف نحو بسمة تسلم عليها لكنها هتفت بفزع فور ان لاحظت وجهها ضاربة يدها فوق صدرها
= ايه اللى حصل لوشك…؟!
اجابتها بسمة بصوت مرتجف و يدها تمر فوق جزء وجهها الملئ بالندوب
=حادثة….
غمغمت ازهار بشفقة وهى تجذبها نحو تضمها اليها
=يا ضنايا يا بنتى…
كانت بسمة ستقاومها رافضة لمستها لكنها استسلمت و احتضنتها فى المقابل فور تذكرها ان ازهار ليست بالسوء الذى كانت والدتها و خالتها تحاولان اظهارها به لذا ستعطيها فرصة فهى الان بحاجة عطف و حب جميع من حولها خاصة والدها و شقيقها لذا ستفتح صفحة جديدة مع ازهار و غزل من اجلهم
فى ذات الوقت…
كانت تهبط لبيبة الدرج وهى تعقد حجابها فوق رأسها بينما تغنى بصوت مرح
=اما نعيمة نعمين… اما نعيمة….. نعمين… اماااااااا……..
لكنها ابتلعت باقى جملتها ضاربة صدرها بيدها صارخة بفزع فور ان وقعت عينيها على ازهار تقف بالردهة تحتضن بسمة
=يا حزن الحزن…
لتكمل وهى تهبط الدرج وعينيها متسعة على مصرعيها
=يا حزن الحزن عليا و على سنينى….
=ده بجد.. ده و لا انا بتنيل بحلم
كانت تتمتم وعينيها مسلطة على ازهار برعب
خانتها احدى ساقيها و تعثرت باحدى درجات الدرج و سقطت حتى اسفله ليتجه نحوها جابر و بسمة محاولان مساعدتها لكنها نهضت منفضة ايديهم بعيداً قائلة بهستيرية و عينيها ثابتة على ازهار
=سيبونى…. سيبونى… ده حلم… اكيد حلم لا.. حلم ايه… ده كابوس.. كابوس
وقفت ازهار تنظر اليها بشماتة و على شفتيها ابتسامة ملتوية ساخرة قائلة بتهكم
=ايه يا لبيبة… مالك… زى ما تكونى شوفتى عفريت قدامك يا وليه…
اقتربت منها لبيبة وهى تهز رأسها كما لو كانت تحاول افاقات نفسها
=لا ده حقيقة.. و النبى حقيقة….ما هو كابوس
انهت جملتها متجهة نحو ازهار وبدأت تلمس جسدها ضاغطة على ذراعها حتى تتأكد من وجودها مما جعل ازهار تتراجع الى الخلف هاتفة بحدة
=الله مالك.. يا ولية انتى اتجننتى ولا ايه
وقفت غزل بجانب والدتها تؤاقب هذا المشهد منفجرة بالضحك هى وبسمة..
فلبيبة تبدو كما لو صاعقة قد ضربتها تهزى بكلمات غير مترابطة تحدث نفسها كالمعتوهة
امسكت ازهار بيد ابنتها قائلة وهى تنظر بحدة نحو لبيبة
=تعالى يا ضنايا طلعينى اوضتى عايزة انام علشان اعرف افوق للاشكال دى…
احتضنتها غزل و ابتسامة واسعة تملئ شفتيها قبل ان تعقد ذراعها بذراع والدتها و يصعدوا سوياً الى غرفتها..
بينما وقفت لبيبة تراقبهم باعين ممتلئة بالصدمة و هى لازالت لم تستوعب حقيقة الامر..
فور مغادرة غزل و ازهار اقترب جابر من والده قائلاً بحدة و عصبية
=ايه اللى بيحصل بالظبط.. ليه معرفتهاش انى و غزل متجوزين…. و كدبت الكدبة الخايبة دى
اجابه عثمان برجاء وهو يمسك يده
=اهدى يا بنى و وطى صوتك… هفهمك كل حاجة بس لما غزل تنزل…
اومأ جابر بحدة قبل ان يلتف نحو خالته التى اقتربت منه قائلة
=و دى صحيت امتى… ؟؟
ابتعد عنها جابر مغمغماً بحدة
=ونبى يا خالة الحكاية ما ناقصكى
ثم تركها و غادر المكان هتفت بحدة من خلفه
=يعنى انا اللى ناقصاك..جتكوا ستين قرف…
لتكمل بقسوة وهى تلتف تنظر بغل الى عثمان
=اها يا خويا…مين قدك حبيبة القلب رجعتلك…
اجابها عثمان مبتسماً
=الحمد لله
اشتعلت النيران بصدرها راغبة بالصعود خلف ازهار وخنقها بيديها لكن فجأها عثمان عندما طلب منها التحدث معها بمفردهم
ذهبا معه الى داخل غرفة الاستقبال و الفضول لمعرفة ما يريد يتأكلها .
༺༺༺༻༻༻
بعد مرور ساعتين…
كان كلاً من غزل و جابر جالسين مع عثمان بغرفة المكتب الخاصة بجابر..
هتف جابر بحدة وهو يضرب بيده فوق الطاولة
=يعنى ايه اخبى جوازى من مراتى.. ليه كنا عملنا جريمة ولا قتلنا قتيل
اسرع عثمان محاولاً تهدئته
=لا يا بنى معملتوش جريمة و لا حاجة.. بس ازهار اول حاجة سألت عنها لما فتحت عينيها عنك انت و غزل و كانت خايفة تكونوا اتجوزتوا و انا طمنتها انه لا…..
قاطعه جابر صائحاً بغضب
=ليه… ما هى كانت عارفة اننا بنحب بعض ايه اللي حصل و خلها تتقلب بالشكل دة
ربتت غزل على ذراعه قائلة بصوت منخفض محاولة تهدئته
=اهدى يا حبيبى مش كدة…
زفر بحدة هاتفاً بعصبية
=ما انا متنيل هادى اهو…
ليكمل و هو يلتف نحو والده قائلاً بفظاظة
=خايفة ليه…؟ ما تفهمنى
ظل يتطلع اليه عثمان عدة لحظات قبل ان يلتف و ينظر بتردد نحو غزل فكيف يخبره انه بليلة الحادث قد وصل الى علم ازهار بان جابر كان يتأمر على غزل و يتلاعب بها موهماً اياها انه يحبها و انه يرغب بالزواج منها حتى ينتقم منها و يأخذ بثأره من ازهار
عندما ظل والده صامتاً ادرك جابر ان هناك شئ خطير بالأمر زمجر بحنق قائلاً بنفاذ صبر
=ما تقول يا با فى ايه…؟
اجابه عثمان متلبكاً و هو يشير بيده بعصبية
=بعدين… بعدين يا جابر المهم دلوقتى الدكاترة محذرانى انها متتعرضش لاى ضغط او صدمات غلط عليها…
هتف جابر بغضب وهو يكاد ان يفقد اعصابه
=و انا مال أهلى… انا مش هخبى جوازى من مراتى…علشان ست الهانم مراتك مش عاجبها
هتفت غزل بحدة زاجره اياه بغضب
=جابر… براحة شوية دى ماما مش كدة…
رمقها بحدة قبل ان يزفر بغضب ويتراجع ف جلسته للخلف مستنداً الى ظهر الاريكة يفرك وجهه بعصبية
غمغم عثمان برجاء محاولاً التأثير عليه
=يا بنى الست تعبانة.. و خايفة على بنتها الوحيدة هما يومين نمهد لها فيها الموضوع بلاش نصدمها ممكن يحصلها حاجة
امسكت غزل بيده قائلة بتوسل و عينيها تلتمع بالرجاء
=علشان خاطرى يا جابر…
نزع يده من يدها هدر قائلاً بصوت غليظ
=برضو لا… مش هخبى جوازنا زى الل عاملين عاملة…
ارتفعت الدموع في عينيها قائلة بصوت باكى
=طيب يكون فى علمك يا جابر ماما لو حصلها حاجة مش هسامحك العمر كله….
فرك جابر شعره بيأس ينظر اليها ليجدها تبكى و بعينيها يرتسم الكثير من عدم اليقين و الخوف..
سحبها بعنف نحوه ممسكًا بها بشدة لدرجة أنه شك في قدرتها على التنفس. قام بدفن وجهه في شعرها وأغمض عينيه ، واستنشق رائحتها مربتاً برفق على ظهرها بحنان قبل ان يغمغم باستسلام
=حاضر يا غزل…
ابتسم عثمان و هو يراقب هذا المشهد فلم يكن يدرك ان ولده يعشق زوجته الى هذا الحد الذى جعل منه ضعيفاً امام بضعة من قطرات دموعها..
رفع جابر رأس زوجته عن صدره مقبلاً اعلى جبينها بحنان ماسحاً دموعها قبل ان يلتف نحو والده قائلاً
=و هنجيب منين بقى مراتى اللى سألتنى عليها..و قولتلها هاتيجى بكرة… و اللى فى البيت هيسكتوا ازاى
اجابه والده بهدوء
=اطمن انا كلمت لبيبة وكل اللى فى البيت واتفقت معاهم ميجبوش سيرة جوازكوا لها… اما حكاية مراتك دى فانا هظبط كل حاجة.. متقلقش
قاطعته غزل بحدة و الغيرة تشتعل فى صدرها فور سماعها كلماتها تلك
=ايه يا بابا… انت هتجيبله واحدة يتجوزها بجد ولا ايه…
انفجر عثمان ضاحكاً من غيرتها تلك قائلاً
=لا يا قلب ابوكى انا اقدر.. بس هنجيب واحده تمثل الدور على امك يومين نكون مهدنالها موضوع جوازكوا بدل ما نصدمها…
اخذت غزل تتصور امرأة اخرى مع زوجها تتدلل عليه كزوجها لم تتحمل الأمر و انفجرت باكية فجأة مما جعل جابر يسرع باحتضانها هامساً بقلق
=فى ايه يا حبيبتى…؟
همست من بين شهقات بكائها
=هتمثل انك متجوز غيرى….
ربت على ظهرها بحنان قائلاً بعجز
=طيب اعمل ايه.. مش ده اللى عايزينه…
اومأت برأسها فلم يكن امامهم حلاً اخر
=ايوة…
لكنها انتفضت مبتعدة عنه قابضة على عنق قميصه قائلة بقسوة
=عارف لو لمحتك بتلمسها… او قريب منها بمتر واحد
لتكمل وهى تنبش اظافرها بصدره
=هدب ايدى فى صدرك و اطلع قلبك افرمه…
اومأ جابر رأسه بطاعة وهو يحاول حبس ضحكته…
بينما كان جسد عثمان يهتز من شدة الضحك وهو يضع يده فوق فمه حتى يكتم صوت ضحكته حتى لا يثير غضبها اكثر من ذلك….
༺༺༺༻༻༻
بغرفة غزل….
بعد ذهاب جابر للعمل تركت غزل والدتها بغرفتها ترتاح قليلاً و ذهبت لاجراء اختبار الحمل الذى جعلت صفا تبتاعه لها…
فقد تأخرت عليها دورتها الشهرية اكثر من اسبوعين مما جعلها تشك بحملها لكنها خائفة من ان تكون النتيجة سلبية مثل الاشهر السابقة
جلست على الطرف الفراش وجسدها يرتجف بعنف تنظر الى العبوة المغلقة بتردد لا تعلم هل تفعلها ام تنتظر قليلاً حتى لا يخيب املها فهى لن تتحمل اى خيبات اخرى..
انتفضت فازعة تخبئ عبوة الاختبار خلف ظهرها عندما فتح باب غرفتها و دلف جابر للداخل..
شاهد جابر انتفاضها هذا ولاحظ انها تخبئ شئ خلف ظهرها اتجه نحوها بهدوء وجلس بجانبها امسك بيدها التى تخبئها خلف ظهرها وعرضها امامه ليرى اختبار الحمل الذى كانت تخفيه هز رأسه فى تساؤل صامت مما جعلها تهمس قائلة بصوت مرتجف و رأسها منخفض
=اتأخرت عليا شهرين.. و عايزة اطمن
لتكمل ترفع عينيها الممتلئة بالدموع اليه
=بس خايفة….
احاط وجهها بيديه ماسحاً باصبعه دموعها بطرف اصابعه قائلاً برفق وهو يطبع قبلة فوق عينها
=سبيها لله يا حبيبتى.. و حتى لو محصلش المرة دى… هيحصل الشهر الجاى… مش الشهر الجاى.. يبقى الشهر اللى بعده كله بأمر ربنا
هزت غزل رأسها هامسة
=و نعمة بالله…
امسك بيدها و ساعدها على الوقوف دافعاً اياها برفق نحو الحمام الذى فتحه و ادخلها بداخله مغلقاً الباب عليها ثم وقف امام الباب يرفع رأسه عالياً قائلاً بصوت اجش مرتجف
=يا رب…. انت اللى عالم يا رب…
ظل منتظر اياها عدة دقائق قبل ان تفتح الباب وتخرج ممسكة باختبار الحمل بين يديها سلمته اياه ليسرع باحتضانها بين ذراعيه مسنداً ظهرها الى صدره العريض الصلب..
ممسكاً بين يده عصا الاختبار و عينيهم ثابتة عليه ينتظرون النتيجة و دقات قلوبهم اخذت تزداد بعنف حتي ظنوا بان قلبهما سوف يغادرا جسدهما
وضعت غزل يدها فوق فمها المرتعش تنتظر ظهور العلامات بينما ذراع جابر تحيط خصرها فى محاولة منه لبث الاطمئنان بداخلها لكن هدد الضغط الذي قبض علي صدره بسحق قلبه من شدة الخوف والقلق لكنه حاول الا يظهر لها اى من هذا..
ظهرت اول علامة على عصا الاختبار مما جعل جسد جابر يتشدد بترقب يدعى الله بصمت ان تظهر الاخرى فزوجته لن تتحمل خيبة امل اخرى …
استجاب الله لدعاءه فى الحال و ظهرت العلامة الحمراء الثانية فى اقل من لحظات
صرخت غزل وهى تقفز عالياً
=حامل… حامل يا جابر حامل
احتضنها بين ذراعيه دافناً وجهه بحنايا عنقها منفجراً فى البكاء وهو يهمس بصوت ممزق
=الحمد لله… الحمد لله…
احاطت ظهره بذراعيها تضمه بقوة اليه تهمس ببكاء و هى ترفع عينيها الى السماء
=الف حمد و شكر ليك يا رب..
ابعدها جابر برفق قبل ان يركع فجأة امامها و يضغط وجهه فوق بطنها يطبع عليها قبلات حنونة ضحكت غزل من بين بكائها ممررة يدها بشعره تتحس نعومته برفق..
وقف على قدميه مؤة اخرى جاذباً اياها بين ذراعيه مقبلاً وجهها موزعاً فوقه قبلات متفرقة قبل ان يستولى على شفتيها فى قبلة عميقة همست أنفاسه على وجهها ، ساخنة وسريعة
تنزلق يديه بشعرها يمرر اصابعه بين خيوطه الحريرية..
قطع قبلتهم طرق على الباب مما جعل غزل تنتفض مبتعدة عنه تنظر بذعر الى الباب عندما سمعت والدتها تهتف من خارج الباب
=غزل… انتى صاحية يا حبيبتى..؟!
دفعت جابر الى خلف الستائر السميكة المعلقة امام النافذة مسلمة اياه اختبار الحمل.. لم تمر ثوان الا وفتح باب الغرفة و دلفت ازهار الى الداخل بينما وقفت غزل باضطراب تنظر اليها
=خـ…خـ.. ـخـ.. خير يا ماما..؟؟
اقتربت منها ازهار قائلة بتساؤل
=مالك وشك احمر كدة ليه؟؟
وضعت غزل يدها فوق خدها قائلة بارتباك
=ابداً اصل… اصل…. كنت برقص….
ضحكت ازهار قائلة بمرح و هى تحتضنها بين ذراعيها
=انتى لسة فيكى عادة الرقص دى…
خلفت الستائر…
لوى جابر شفتيه هامساً بحسرة و سخرية
=عادة الرقص…!!! الا ما رقصتلى حتى مرة واحدة بلا نيلة…
مررت ازهار يدها فوق شعر ابنتها قائلة
=غزل هسألك سؤال وتجوابى عليا بصراحة
هزت غزل رأسها لتكمل ازهار قائلة بصوت يتخلله القلق
=انتى لسة بتحبى جابر…؟!
نظرت اليها غزل عدة لحظات باعين متسعة قبل ان تتنحنح قائلة بصوت اجش
=لا… لا يا ماما…
وضعت ازهار يدها فوق قلبها قائلة
=الحمد لله
لتكمل وهى مستمرة بتحسس شعر ابنتها
=اصل جابر ده يا بنتى عمره ما كان هينفعك…انا كنت عارفة… ده واحد فلاتى ولاعبى و بتاع ستات الله يكون فى عون مراته
=ياولية يا بنت الـ…..
من جز جابر على اسنانه هامساً بغضب و هو يرغب بالخروج وخنقها بيديه
قاطعت غزل والدتها سريعاً ترغب بايقاف استرسال حديثها عن جابر حتى لا يغضب
=ماما… انا جاية معاكى اوضتك.. هنام معاكى النهاردة
احتضنتها ازهار بسعادة قبل ان تسحبها معها لخارج الغرفة تاركين جابر يقف خلف الستائر مشتعلاً بالغضب و السخط…
༺༺༺༺༻༻༻༻
فى مساء اليوم التالى…
كان الجميع جالسين بغرفة الاستقبال بينما كانت عينين ازهار مسلطة على ابنتها فقد لاحظت نظراتها لجابر المليئة بالحب و الشغف لتدرك ان ابنتها قد كذبت عليها فهى لازالت عاشقة له مما جعل قلبها يؤلمها عليها فهو الان رجل متزوج من امرأة اخرى كما لا يمكنها نسيان كلمات لبيبة بيوم الحادث فقد اتت اليها و اخبرتها بكل جحود ان جابر لا يحب غزل لازالت كلماتها تتردد بعقلها حتى الأن
༺انتى فكرك انه بيحب بنتك.. بجد لافوقى من وهمك جابر متفق معايا ياخد بتار امه منك.. هيخلى بنتك تحبه و يتجوزها و بعد ما يتجوزها هيوريها المرار كله.. كل اللى عملتيه فى امه هيطلعه على بنتك هيخليكى تبكى بدل الدموع د.م على بنتك༻
ادركت ازهار انه تزوج من غيرها لان سبب انتقامه لم يعد موجود فقد انتقم له القدر منها وجعلها طريحة الفراش بعد ان تعرضت لحادث ابقاها بغيبوبة لمدة ثلاث سنوات..
امسكت غزل بيد والدتها قائلة بقلق فور ان لاحظت شرودها
=مالك يا ماما؟؟
هزت رأسها راسمة على شفتيها ابتسامة رقيقة
=ولا حاجة يا حبيبتى..
ضغطت غزل على يد والدتها برفق مبتسمة لها لكن ماتت ابتسامتها تلك عندما شاهدت المرأة التى دخلت من باب الغرفة و هى تهتف بمرح
=انا جيت….
انتفض جابر واقفاً هاتفاً بارتباك
=اسما…
اقتربت منه اسما وابتسامة واسعة على شفتيها تعقد ذراعيها حوله محتضنة اياه وهى تغمغم
=واحشتنى اوى يا حبيبى…
شاهدت غزل هذا المشهد و الغيرة تنفجر بداخلها كالبركان انتفضت واقفة تهم بالهجوم عليها لكنها عادت وجلست مرة اخرى فور تذكرها والدتها بعد ان امسك بذراعها عثمان..
لا تصدق انه اختار تلك الفتاة لكى يجعلها زوجته امام والدتها لقد كانت غزل تكرهها..
فبالسنتين الماضيتين كانت تلك الفتاة تتردد على المنزل بحجة العمل مع جابر لكن غزل كانت مدركة تماماً انها تحبه و تحاول ايقاعه بشباكها…
وقف جابر بارتباك بين ذراعى اسما و عينيه مسلطة بخوف على غزل التى كانت جالسة و النيران مشتعلة بعينيها
ابعد اسما برفق التى اتجهت على الفور نحو والدة غزل قائلة بحماس
=اكيد انتى الخالة ازهار… انا اسما مرات جابر…
نهضت ازهار تحتضن اسما و هى تهتف بحماس
=اهلاً… وسهلاً يا حبيبتى… نورتى بيتك
ابتسمت اسما قبل ان تذهب و تسلم على جميع العائلة كما لو كانت غائبة عنهم بالفعل و عادت..
جلست غزل تشاهد هذا و كامل جسدها يهتز بانفعال لكنها لم تتحمل عندما رأت تلك الفتاة تجلس بجانب جابر ملتصقة به بطريقة جعلت الدماء تغلى بعروق غزل..
انتفضت واقفة مما جعل والدتها تغمغم بقلق
=راحة فين يا غزل..؟!
اجابتها غزل وعينيها الملتمعة بالدموع مسلطة على جابر واسما
=هطلع اوضتى يا ماما هنام تعبانة شوية..
فور سماع جابر ذلك انتفض واقفاً مقترباً منها قائلاً بلهفة
=تعبانة مالك يا حـبــ…
لكنه ادرك خطأه وقال سريعاً
=يا غزل…؟
اجابته غزل ببرود وهى تتجنت النظر اليه
=عندى صداع…
بينما وقفت ازهار قائلة بحدة له و قد لاحظت لهفته تلك
=ما تروح لمراتك يا جابر… ايه موحشتكش…
نظر اليها جابر بحدة قبل ان يعاود الجلوس بجانب اسما التى اسرعت بعقد يديها حول ذراعه مما جعل غزل لا تتحمل الامر و تنطلق خارجة من الغرفة..
انتفض جابر واقفاً مرة اخرى محاولاً اللحاق بها لكن اوقفه صوت ازهار الحاد
=رايح فين يا جابر…؟؟
ظل واقفاً يتطلع اليها عدة لحظات بارتباك قبل ان يغمغم بحدة
=رايح الارض… اشوف شغلى.. ايه فى مانع
انهى كلامه ثم ترك الغرفة وغادر كان ينوى الصعود الى غرفة غزل لكنه ادرك ان عيون ازهار تلاحقه تراقبه عن كثب مما جعله يضطر للخروج من باب المنزل ثم اتجه نحو الحديقة الخلفية ظل واقفاً ينظر الى شرفة غرفة غزل عدة لحظات قبل ان يتخذ قراره اخيراً فهو لن يتحمل تركها غاضبة منه..
صعد احدى الاشجار العالية و منها قفز الى الشرفة المفتوحة لغرفتها..
دلف الى الغرفة ليجدها مستلقية على الفراش تبكى بشهقات ممزقة اتجه نحوها على الفور يجذبها بين ذراعيه لكنه رفضت لمسته نافضة يده بعيداً عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته و هى تصرخ بحدة لاذعة
=ابعد ايدك دى عنى و متلمسنيش….روح للست اسما بتاعتك
قاطعها جابر بحدة
=اسما مين اللى بتاعتى…
ليكمل بصوت حاد متملك و هو يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياه نحوه لتصطدم بجسده بقوة مما جعلها تشهق بصدمة
=انتى بس اللى بتاعتى و ملكى يا فراولة
ضربته بقبضتيها في اعلى كتفيه وهي تقاطعه بغضب
=بلا فراولة بلا زفت… ملقتش غير الزفتة دى و تجيبها تعمل مراتك
ضمها اليه دافناً وجهه بعنقها يطبع قبلة رقيقة علي جلدها الحريري و هو يغمغم
=و الله يا حبيبى ما ليا ذنب.. بابا اللى اتفق معاها… انا زى زيك اتفاجئت…
هدئت غزل قليلاً فور سماعها ذلك
احاطت عنقه بذراعيها قائلة بحدة و هى تشدد من قبضتها حول عنقه
=عارف لو شوفتها بتلمسك تانى.. هقتلك و هقتلها…
ابتسم جابر مستمتعاً بغيرتها تلك قائلاً محاولاً استفزازها
=طيب لو انا لمستها…
انهى جملته مطلقاً صرخة متألمة عندما قبضت باسنانها على كتفه تعضه بقسوة مما جعل يصرخ بألم
=خلاص.. بهزر و الله بهزر….
افرجت عنه ليسرع بفرك مكان عضتها قائلاً بألم
=يا ساتر عليكى… مفترية
زجرته بنظرات حارقة دافعة اياه فى صدره
=يلا امشى قبل ما ماما تيجى.
قرب شفتيه من شفتيها قائلاً بصوت اجش وعينيه تحترق بها نيران الرغبة
=اخد بوسة الاول….
دفعته فى صدره قائلة بخجل
=مش وقته يا جابر…
غمغم بانفس محترقة وعينيه تظلم بالرغبة
=ده هو ده وقته..
انهى جملته مختطفاً شفتيها فى قبلة عميقة جعلتها تلهث احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها اليه و هو يعمق قبلته ذابت غزل بين يديه
هسهسة أنفاسه في اندفاع شوق خطت يده من خلال شعرها
جاذباً جسدها إلى جسده
انفصلت شفتاها طواعية عن مطلبه الملح ومرة أخرى دفعها إلى تيار هائل من الرغبة ، مما أشعل كل حواسها بالواقع النابض بالحياة لحاجتها إليه..
فصل قبلتهم اخيراً محيطاً وجهها بين يديه همس بصوت اجش ممتلئ بالعاطفة وهو يتحسس خدها باصبعه
=واحشتينى اوى يا فراولة..
انهى كلماته و اخفض رأسه نحو نمو بطنها الطفيف يطبع قبلة عليه قائلاً بحنان
=حبيب بابا.. عامل ايه النهاردة؟
ابتسمت غزل ممررة بحنان اصابعها بشعره تتحس خصلاته الحريرية
استقام جابر فى جلسته جاذباً اياها بين ذراعيه يضمها بحنان الى صدره بينما يده تستريح فوق بطنها
ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق حتى نهض جابر و بدأ بنزع سترته مما جعل غزل تمتمتم وهى تعقد حاجبيها فى تساؤل
=بتعمل ايه يا جابر؟
اجابها بهدوء و هو ينزع سترته و يمسكها بين يديه
=هغير هدومى علشان انام …
نهضت متجهة اليه قائلة بفزع
=تنام فين.. فى اوضتى لا طبعاً مينفعش… انت ناسى ماما
هتف بحدة و قد اشتعلت نيران الغضب بعروقه
=يعنى ايه.. هنام من غيرك تانى.. مش هيحصل يا غزل
غمغمت برجاء و هى تضع يدها فوق صدرها
=علشان خاطرى يا جابر.. لو نمت هنا هنتفضح.. ماما ممكن تدخل فى اى لحظة….
قاطعها بحدة و غضب
=خلاص تيجى تنامى معايا فى اوضتنا….
هزت رأسها قائلة سريعاً
=مش هينفع يا جابر… افرض شافتنى
وقف يتطلع اليها عدة لحظات و علامات الغضب بادية على وجهه قبل ان يغمغم بحدة
=تمام…. براحتك
اقتربت منه محاولة مراضاته
=يا حبيبى انا مش عايزاك تزعل….
عقدت ذراعيها حول عنقه لكنه دفع يدها بعيداً قائلاً بحدة
=انا مش عيل صغير هتضحكى عليه بكلمتين…
ليكمل و هو يلتقط سترته من فوق الفراش
=ادينى سيبهالك… اشبعى بها
ثم خرج من الغرفة مغلقاً الباب خلفه بقوة اهتزت له ارجاء المكان..
ثم غادر المنزل بأكمله
༺༺༺༻༻༻
فى وقت لاحق من الليل…
عاد جابر الى المنزل فى وقت متأخر من الليل بعد انتهى من عمله فقد غادر المنزل الى مكتبه حتى يدفن نفسه بالعمل..
صعد الى غرفته بخطوات ثقيلة فقد كان لا يرغب بالنوم بدون زوجته فيكفى ليلة أمس فقد نامت بجوار والدتها و ظل هو يتقلب بفراشه بلا هوادة غير قادر على النوم بدونها..
وها هى ليلة اخرى سيقضيها بدون نوم..
دلف الى غرفته ليتجمد فور ان رأى الجسد الملتف بالشرشف و مستلقى على الفراش الخاص به..
هتف بفرح والسعادة تغمره فلا يصدق ان زوجته عادت الى غرفتهم فقد كان يعلم انها لن تقدر على اغضابه
=غزل….
نزع سترته سريعاً قبل ان يسرع بنزع قميصه ويلقيه بعيداً ثم اتجه نحو الفراش يستلقى بجانبها هامساً بصوت ملئ بالحماس
=فراولة… اصحى يا فراولة…
لكنه ابتلع باقى جملته و قد شحب وجهه عندما نزعت الشرشف عن رأسها و استدارت اليه واكتشف انها ليست زوجته بل اسما…
هم بسؤالها ما الذى اتى بها هنا
لكن فتح الباب فجأة و دلفت غزل الى الغرفة مبتسمة تهتف بمرح
=انا جيت…اهو….
لكنها ابتلعت باقى جملتها و قد شحب وجهها فور ان رأت جابر العارى بجانب اسما المستلقية على فراش زواجهم
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
في نهاية مقال رواية خطاياها بيننا الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم هدير نور نختم معكم عبر بليري برس