رواية رحيل العاصي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ميار خالد
من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية رحيل العاصي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ميار خالد ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية رحيل العاصي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ميار خالد
#رحيل_العاصي
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_الثامن_والعشرون
فصل النهاردة طويل، قراءة ممتعه ♥️
كانت تفكر تُرا من هذا الضيف الذي حدثها عنه عاصي، وفي الدقيقة التالية رن جرس المنزل وسمعت هي صوت ليلى عند الباب فنهضت من مكانها وذهبت حتى تفتح الباب، وقبل أن تتكلم وعندما وقع بصرها على الواقفة أمامها نظرت لها بعيون متسعه وقالت:
– سلمى؟!!
ابتسمت لها الأخرى ثم تركت ليلى يدها ودلفت إلى الداخل ثم ذهبت إلى غرفتها ولم تتحدث مع جدتها، وعندما أفاقت حنان من صدمتها تلك ولم تلاحظ الجرح البسيط الموجود في رأس ليلى، قالت:
– أنتِ كنتِ فين كل السنين دي؟!
ابتسمت لها سلمى ثم دلف الاثنان وجلسوا سوياً فقالت حنان:
– أنتِ كنتِ مسافره عند اهلك ولا إيه ؟
– أنا كنت مسافره فعلاً بس مش عند أهلي، أهلي من ساعة اللي حصل وهما مش بيكلموني ولا حد فيهم فكر يتصل بيا مره
– اومال أنتِ كنتِ فين؟
وقبل أن تتكلم سلمى فكرت قليلاً واردفت:
– أنا شايفه أننا نستني لما عاصي يجي الأول وهو هيقولك على كل حاجه
نظرت لها حنان بعدم فهم وصمتت ولكن انبعث بداخلها شعور غريب تشعر وكأن عاصفة قوية سوف تضرب هذا البيت..
***
أخذت نفساً عميقاً ثم قالت:
– أنك تخّرج مريم من المصحة
ناظرها عاصي بصمت وقبل أن ينهض من مكانه أمسكت يده حتى تمنعه، طالعته بعيون دامعة وقالت:
– لو عايزني أعمل العملية وافق إن مريم تخرج من المصحة
قال عاصي بانفعال:
– دي حياتي وأنا الوحيد اللي أقرر إيه المناسب عشان أعمله، أنتِ ليكِ طريق وأنا ليا طريق معتقدش الاتنين ممكن يتقابلوا عشان كده متحطيش حاجه في حياتك قُصاد حاجه في حياتي !
– بس أنا عايزه أساعدك! أنا وعدت نفسي إني اخرجك من دوامة العصيان دي
– برضو دي مشكلتي أنا، ركزي في حياتك أنتِ مش حياتي
– أنت بتأذي نفسك ليه أرجوك يا عاصي أعتبر ده طلبي الأخير
طالعها بصمت وعيونه كانت ترتسم بها الكثير من المشاعر، جانب منه يود أن يخضع لها ويترك لها زمام الأمور بسبب إرهاقه من تلك الحياة، وجانبه العاصي يرفض الخضوع لها ويحارب حتى يظل هو المسيطر على كل الأمور، ولكنه حسم أمره حين تذكر كلماتها عندما قالت له ” كفاية عقلك كل السنين دي أدي فرصة لقلبك أنه يقرر”
نظر لها فكررت كلماتها:
– أرجوك وافق ده طلبي الاخير صلّح كل حاجه
زفر عاصي باستسلام وقال:
– هوافق لو قولتيلي ليه بتعملي كل ده؟
ابتسمت رحيل وقالت:
– عشان مش هاين عليا تفضل عايش في شخصية واحد تاني مش أنت
– يعني إيه؟
– يعني أنت مش وحش ولا قاسي أنت بس مصمم تعاقب نفسك على غلط أنت ملكش ذنب فيه، وبتعاقب كل اللي حواليك عليه
صمت عاصي للحظات وكان يفكر بكلماتها تلك، طالعها بشرود وللحظة لم يقدر على تحديد شعوره اتجاهها، كل ما يعلمه فقط أنه يرغب بوجودها بجواره، كان يشعر دوماً بالعصيان اتجاه كل شيء حتى ظهرت هي وبطريقة غير مقصودة استطاعت من اقتلاع شعورة بالعصيان، ولكنه لم يكتشف هذا بعد أو ربما قد توصل لتلك الحقيقة ولكن جانبه العاصي يرفض تصديقها..
حركت يدها أمامها حتى ينتبه لها فقال:
– حاضر
نظرت له بدهشه وقالت:
– حاضر إيه؟!!
أخذ نفساً عميقاً ثم قال:
– بكره الصبح هروح أخّرج مريم من المصحة وهرجعها البيت
نظرت له رحيل بعيون متسعة وقالت بفرحه:
– بجد!! خدني معاك طيب
– أنتِ تعبانة مش هينفع
قالت بإصرار طفولي:
– عشان خاطري بالله عليك
ابتسم رغماً عنه وقال:
– خلاص مش عايز صداع، لو نفع تخرجي هاخدك معايا
ابتسمت وقالت:
– طبعاً هينفع أخرج ده أنا قلبي زي الحديد يا أبني عيب عليك
– آه ما هو واضح
ابتسمت رحيل وصمتت للحظات ثم قالت فجأة:
– صحيح هي ليلى فين وعاملة إيه؟!
– روحت مع سلمى من شوية زمانهم وصلوا البيت دلوقتي، كويسة متقلقيش
صمتت رحيل قليلاً ثم حمحمت وقالت:
– هي سلمى هتقعد عندكم ولا إيه؟
أردف عاصي:
– أكيد مش هخليها تفضل لوحدها قعدتها معانا أحسن
ابتسمت رحيل ابتسامه صفراء وصمتت، ثم خرج عاصي من الغرفة واتجه إلى بدر وقال:
– حابب أنها تفضل في المستشفى ولا تخرج؟
تنهد بدر بحزن كبير وقال:
– أنا عارفها لو فضلت هنا هتعمل مصيبة عشان تخرج، الأحسن أنها تخرج وأنا بلغت اللي في البيت بتعبها هما هياخدوا بالهم منها جداً وهنفضل برضو متابعين مع الدكتور
– خلاص تمام أنا هروح أخلص إجراءات خروجها وأنت خليك جنبها
وقبل أن يتحرك عاصي أوقفه بدر، طالعه بابتسامة ممتنه وقال:
– شكرًا أوي على كل حاجه، أنت مش مجبر إنك تعمل كل ده ولا مجبر أنت تشوفني كل شوية لأني عارف الذكريات اللي أنا بفكرك بيها
الكاتبة ميار خالد
ناظره عاصي للحظات ثم ابتسم وتحرك من مكانه وذهب لينهي اوراق خروجها وبعد ساعة وافق الطبيب المختص بحالتها أن تخرج من المستشفى وبصعوبة بسبب حالتها الصحية، ثم عاد عاصي ومعه بدر وانتظروا أمام غرفتها وبعد لحظات خرجت لهم ووضعت يدها في ذراع بدر وسار عاصي بجانبهم، وبمجرد وصولهم إلى الباب الخارجي وجدوا العديد من الصحفيين في انتظارهم وعندما انتبهوا إليهم اتجهوا إليهم بسرعه، وقف عاصي أمام بدر ورحيل حتى يمنعهم من الحديث معهم ولكن بدون فائدة، قال أحد الصحفيين إلى رحيل:
– ياريت حضرتك تطمنينا عليكِ واشمعنا بعد إعلان خبر الخطوبة بساعات حالتك الصحية ساءت كده
نظرت رحيل إلى عاصي بدهشه وعلى وجهها ابتسامة بلهاء وقالت:
– معقول كل دول خايفين عليا أنا طلعت مهمه كده!
ثم قالت بصوتٍ عالٍ:
– يا جماعة مفيش حاجه تستدعي القلق أنا كويسة الحمدلله
وابتسمت بسرور، قال الصحفي مرة أخرى:
– ممكن حضرتك تقوليلنا اتعرفتي على عاصي القاضي إزاي وأمتى قررتم تعلنوا عن خطوبتكم
قالت رحيل بعدم فهم ومازالت الابتسامة على وجهها:
– خطوبة مين ؟
قال الصحفي:
– خطوبتك على أستاذ عاصي
– عاصي مين؟
قالتها بدهشه ولم يستوعب عقلها ما يحدث وبعد ثواني وعندما استوعبت تلك الأسئلة وما يحدث حولها قالت بصدمه:
– نعم!! أنا وعاصي مين اللي …
وقبل أن تُكمل حديثها ضغط عاصي على يدها وقال بصوتٍ خفيض:
– أسكتِ بالله عليكِ هتنيلي الدنيا
قالت رحيل بدهشه:
– أنت مش سامع كلامه شكله فاهم غلط لازم نوضح الدنيا
ثم نظرت إلى الصحفي وقالت:
– أنت فاهم غلط أنا وعاصي مش مخطوبين!
ضرب عاصي كف يديه في رأسه وقال بصوتٍ خفيض:
– مفيش فايدة فيكِ
وبعدها زادت أصوات الهمهمات والهمسات التي نشأت بين الصحفيين فقال بدر بضحكة:
– معلش يا جماعة رحيل بتحب تهزر، أنا والدها وشكرًا جدًا على المباركات بتاعتكم وبأذن الله قبل الفرح هنعلن عشان كلكم تشرفونا وتغطوا الحفلة
ابتسم الصحفيين وابتعدوا قليلاً حتى يمشوا الآخرين، ناظرت هي بدر باعتراض وقبل أن تتحدث سحبها الاثنان نحو السيارة وعندما تحرك بهم عاصي قالت رحيل باعتراض:
– أنت إزاي تنشر حاجه زي دي من غير ما…
وقبل أن تُكمل الجملة صاح بها بدر وعاصي في نفس الوقت:
– أسكتِ!!
فصمتت رحيل باعتراض وبعدها أخبرها عاصي ما حدث وكيف تصرف هو حتى يتخلص من مشكلة تلك الصور، قالت رحيل بضحكة بلهاء:
– أتصدق صح، بس إزاي مخطرش ده في بالنا من البداية
قال عاصي:
– أخر حاجه كنت أتمناها إني أربط اسمي واسمك سوا عشان كده مفكرتش في الحل ده
نظرت له رحيل بتهكم وصمتت..
***
الكاتبة ميار خالد
كانت امينه تجلس على أعصابها بسبب الكلام الذي سمعته من بدر، تندم كل يوم بسبب الكلمات التي قالتها ذلك اليوم ولكنها قالت هذا تحت تأثير الغضب والتوتر، ولقد وعدت نفسها أن تحمي رحيل حتى من نوبات غضبها تلك، قالت لداليا الجالسة أمامها:
– هما اتأخروا كده ليه مش أبوكِ قالك أنهم جايين
– أيوة يا ماما أهدي زمانهم على وصول
وفي تلك الأثناء وصلت لداليا بعض الرسائل من فارس وكان مضمونها أنه يريد الإطمئنان على رحيل بعدما سمع من إحدى صديقات داليا أنها مريضة، وقد ردت عليه داليا بفتور أنها بخير..
وعندما ردت عليه أتصل بها فوراً وكأنه ينتظر تلك الفرصة حتى يتحدث معها، نهضت من مكانها وذهبت إلى غرفتها بسرعه وفكرت للحظات ثم فتحت الخط وقالت:
– الو
صمت فارس قليلاً وأردف هو الآخر:
– أولاً أنا مش متصل عشانك أنا عايز اطمن على رحيل بس
تنفست داليا بغضب ثم قالت:
– والله! خلاص اتجوز رحيل أحسن بقى
– أنتِ مجنونه يا بنتي اتجوز إيه؟!
– اومال إيه القلق ده كله عليها
– هي مش أختك، للأسف أي حاجه تخصك مهمه عندي
ابتسمت ببلاهة وقالت:
– بجد
ثم انتبهت لِما تقوله فحمحمت بضيق وقالت:
– رحيل كويسة لو متصل عشان تطمن عليها فبطمنك متتصلش بيا تاني بقى
– خديلي ميعاد مع أبوكِ
قالها فارس بدون مقدمات فصمتت داليا بصدمة ونظرت أمامها بعيون متسعه ثم قالت:
– مش فاهمه!
قال الآخر بانفعال:
– هو إيه اللي مش فاهمه بقولك خديلي ميعاد مع أبوكِ عشان اتنيل اجي أطلب إيدك
– تتنيل؟ أنت مغصوب عليا ولا إيه لا كرامتي مسمحلكش!
تنهد فارس وصمت قليلاً ثم قال بضيق:
– أنا كنت محتاج وقت أفكر واخد قرار هعمل إيه وصليت استخاره كذا مره ودعيت ربنا كتير وفي كل مره كانت الإجابة واحده، هي أنتِ
ثم صمت للحظات وأكمل:
– عشان كده قررت إني أنسى أي حاجه قديمة وهديكي فرصة تانية تثبتي فيها العكس، هتغاضي عن أي حاجه كانت في الماضي وهنبدأ صفحة جديدة
قالت داليا بحزن:
– أنا مستاهلكش..
– أتمنى نكون لبعض عوض عن اللي شوفناه، أنا دلوقتي بقولك كده وخايف تخذليني
– أنت مش بتثق فيا صح؟
– دي في إيدك تبنيها من تاني، في إيدك تخليني بثق فيكِ أكتر من نفسي
مسحت داليا دموعها التي تساقطت على وجنتها وقالت:
– وأنا أوعدك إني هبني الثقة دي ومش هسمح لحاجه تهدها، وهنسى أي حاجه في الماضي وهبدأ معاك صفحة جديدة في عمري
– غلطه واحده ممكن تنهي كل حاجه، متخذلنيش قدام نفسي
ابتسمت داليا وقالت:
– أوعدك
ثم ضحك الاثنان وأنهت داليا المكالمة وهي تضحك بفرحه كبيرة، ولكنها في لحظة عبست وتذكرت حازم، كيف تمكنت من نسيانه بتلك السرعة، كيف تمكن قلبها من انتزاعه منها وكذلك عقلها لينساه وكأنه لم يكن!! وهُنا نقول ” سبحان مُغير مقامات الناس بقلوبنا ” ..
***
الكاتبة ميار خالد
نظرت رحيل إلى عاصي بعد أن وصل بهم تحت منزلهم وقالت:
– هتعمل اللي قولتلك عليه بكره صح؟ هستناك تيجي تاخدني
قال بدر بتساؤل:
– ياخدك فين؟
قالت رحيل:
– مشوار مهم عاصي اتأخر عليه جدًا وأنا عايزه أكون معاه
طالعها بدر باعتراض وأردف:
– أنتِ مش شايفه حالتك مستحيل أوافق إنك تخرجي
قالت رحيل بعِناد:
– هروح يعني هروح مليش دعوة
نظر بدر إلى عاصي حتى يتدخل ويقنع تلك المجنونة أن تهتم بصحتها قليلًا، أردف عاصي:
– معلش بكره بس رحيل هتيجي معايا مشوار كده وبعدين مش هتتعب تاني في حاجه
نظر له بدر للحظات ثم وافق رغماً عنه بسبب إصرار رحيل، ولكنه قال:
– تمام بس مش عايزها تتأخر ولو تعبت أو حصل حاجه …
وقاطع كلام بدر رنين هاتف عاصي برقم شادي، نظر إلى الهاتف بدهشه ثم نظر إلى رحيل وقال:
– المكالمة دي من المصحه!
قالت رحيل بدهشه:
– رد طيب يمكن في حاجه
فتح عاصي الخط وقبل أن يتكلم صاح به شادي:
– مصيبة!
– في إيه قلقتني ؟!
– في ناس من حقوق الإنسان هنا وعايزين أختك!
نظر عاصي أمامه بصدمه وقال:
– مريم؟! وهما عرفوا منين أنها في المصحة أصلاً أنا معرف الكل أن سلمى هي اللي هناك!!
– معرفش أتصرف أنا دلوقتي بحاول امنعهم بأي طريقة لو حد وصل منهم لمريم الدنيا هتخرج عن السيطرة
– تمام أنا جاي حالاً
نظرت له رحيل بقلق ففهم هو نظراتها تلك وطلب منهم أن يترجلوا من السيارة حتى يذهب ولكنها لم ترضى وقالت:
– حصل إيه فهمني؟
– ناس من حقوق الإنسان في المصحة دلوقتي طالبين يشوفوا مريم!
قال بدر بصدمه:
– مريم مين اللي في مصحه يا عاصي؟! مريم أختك!! أنت اتجننت حاطط أختك في مصحه!!
نظرت رحيل إلى والدها وطلبت منه أن يهدأ قليلاً حتى يفكروا بهدوء ليجدوا حل في تلك الازمة، أمسك عاصي رأسه بألم ثم قال باستسلام:
– كل حاجه ضاعت، وأنا تعبت من المحاولة خلاص
صمتت رحيل ولم تظهر أي فكرة في بالها ولكنها لم ترغب أن يشعر بكل هذا الانهزام فقالت:
– بس أنا معرفش عنك إنك بتستسلم بسهولة، حاول تاني والمرة دي أنت مش لوحدك أنا معاك ومش هسيبك في الأزمة دي زي ما أنت مسبتنيش في مرضي
نظر لها عاصي بعيون مرهقه من كل تلك الأحداث التي يتعرض لها، ثم نظر إلى بدر وقال:
– مشوار بكره مضطرين نعمله دلوقتي، عارف إن عندك أسئلة كتير وأنا هجاوبك عليها بس مش دلوقتي
نظر لهم بدر بغضب ثم ترجل من السيارة وتركهم في رحلتهم الصعبة تلك، وصعد إلى بيته وتحرك عاصي ومعه رحيل إلى المصحه..
وهناك كان يوجد إمرأة ورجل ومعهم العديد من الأشخاص وكذلك صحفيه حتى تغطي هذا الحدث، قالت الصحفية بشماته:
– الخبر ده هيبقى ضربه مميته لعاصي القاضي
وهُنا صاحت المرأة التي جاءت من مؤسسة حقوق الإنسان والتي تُدعى منى:
– أنتم رافضين أننا نشوفها ليه أنا مش فاهمه أنا متأكدة أن مريم القاضي هنا
قال شادي:
– يا فندم ياريت تراجعي معلوماتك إحنا معندناش حد بالاسم ده
صاحت منى بغضب:
– ممكن تبعد عني وتسيبني أنا أدور عليها ونشوف مين فينا اللي صادق
ثم تحركت من أمامه وخرجت من مكتبه وظلت تسأل جميع الممرضات عن مريضة بأسم مريم القاضي ولكن لم يتعرف عليها أي شخص، شعرت ببعض الإحراج وقبل أن تقول اي شيء تذكرت شيئاً ما فعادت إلى إحدى الممرضات وسألتها عن مريضة بأسم سلمى!! وقد قال لها شريف تلك التفاصيل، وحينها قالت لها الممرضة عن مكان غرفة المريضة التي تدعو سلمى كما عرفها جميع من في المصحة..
التفتت منى إلى شادي وطالعته بسخرية وشماته ثم قالت:
– واضح فعلاً أنها مش هنا
ثم اتجهت إلى غرفة مريم وقد تحركوا جميعاً خلفها وجاء معهم شادي ورغماً عنه فتح الغرفة لهم بعدما دق على بابها حتى تضع الأخرى حجابها على رأسها، فُتِح الباب ودلفوا جميعاً ليجدوا مريم تجلس على سريرها بهدوء كعادتها وتنظر الفراغ، قالت مريم وكانت تظن أن شادي فقط من في الغرفة:
– جيت ليه؟ مش قولت مش هتيجي هنا غير لما أتغير وأبطل أفكر بسلبية
وعندما أحست بأنفاس كثيرة في الغرفة التفتت إليهم وعندما رأتهم أمامها انتفضت بخوف وركضت بسرعه لتقف خلف شادي وتقول:
– مين دول؟!
قالت منى بقوة :
– أنتِ مش لوحدك أنا جيت هنا عشان اخرجك من السجن ده وأنتِ ترجعي لحياتك وتوديهم في ستين داهيه كمان
نظرت لها مريم بعدم فهم وفي تلك اللحظة وصل عاصي ومعه رحيل إلى المصحه، دلف الاثنان واتجه هو إلى غرفة مريم ورحيل خلفه وبالفعل وصلوا عندما قالت تلك المرأة هذه الكلمات، دلف عاصي إلى الغرفة وعندما وقع بصره على مريم نظر لها بقلق وطالعته هي بفتور، قالت منى:
– أنت كمان جيت!
ثم نظرت إلى مريم وقالت:
– كلمة واحده منك هتغير حياتك وقدرك، كفاية خوف اتكلمي ورجّعي حقك واخرجي من هنا وعاقبي كل اللي كان سبب في وجودك هنا، اتكلمي وأنا مش هسيبك لوحدك أبداً
ثم تحركت منى ودفعت شادي عنها وقالت:
– محدش هيضغط عليكِ اتكلمي وأنا معاكي، مين اللي حابسك هنا
نظرت لها مريم للحظات ثم حركت عينيها ونظرت إلى عاصي نظرة مطولة، كانت تبعث له آلاف الكلمات والمشاعر، وفجأة تحولت تلك النظرات إلى الاصرار والتحدي فقالت بقسوة:
– هتكلم ومش هخاف من حد كفاية كده
نظرت لها رحيل بخوف ولكن الأخرى قالت:
– عاصي هو اللي حابسني هنا من خمس سنين ورفض إني أخرج وأنا كويسة تماماً..
ووقتها أغمض عاصي عينيه باستسلام وانتظر كلماتها التي قد تكون مثل السكاكين التي سوف تمزق قلبه وحياته وشركته ..
الفصل التاسع والعشرون من هنا
في نهاية مقال رواية رحيل العاصي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ميار خالد