رواية ظلها الخادع الفصل الأول 1 بقلم هدير نور
من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية ظلها الخادع الفصل الأول 1 بقلم هدير نور ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية ظلها الخادع الفصل الأول 1 بقلم هدير نور
رواية ظلها الخادع البارت الأول
رواية ظلها الخادع الجزء الأول
رواية ظلها الخادع الحلقة الأولى
دخلت مليكه الى المنزل بخطوات بطيئة متهدله ترتمى فوق الأريكه بتعب و وجه متجمد يرتسم فوقه الحزن..
اطلقت تنهيده طويله تدل على على مدى الاحباط واليأس الذان تشعر بهم
فها هى هى المرة المائه التى تذهب بها لمقابلة عمل و يتم رفضها برغم مؤهلاتها العاليه فقد كانت حاصله على شهادة الماجستير لكن تلك الشهاده لم تنفعها فى شئ …
اخذت كلمات شقيقتها الساخرة تتردد بأذنها كما لو كانت
=مين صاحب شركة محترم هيقبل يشغل واحده زيك بمنظرك و لا بلبسك الغريب ده …
نهضت مليكه ببطئ تتجه بخطوات متردده نحو المرأة التى كانت تحتل نصف الحائط تتأمل مظهرها الذى كان شقيقتها و الجميع دائماً يسخرون منه واصفين اياها بالمعقده البشعه…
اخذت تنظر الى شعرها الاشقر الناعم الذى كانت تجمعه دائماً فوق رأسها بكعكعه حاده…و النظارة السوداء الضخمه التى ترتديها برغم بان ليس لديها اى مشاكل بنظرها فقد اعتادت على ارتدائها منذ ان كانت بسن المراهقه مستغله
انها تخفى معظم ملامح وجهها حتى تحمى مشاعرها من الاخرين..تحميها من نظرات الاخرين الساخره التى دائماً كانت تلاحقها….
مررت يدها فوق تنورتها السوداء الطويله التى كانت تصل كاحل قدميها و قميصها الابيض الذى كانت تغلق ازراره حتى عنقها تتفحص مظهرها المنعكس بالمرأه و عقلها لا يكف عن ترديد كلمات شقيقتها…
زفرت مليكه بضيق بينما اخذ عقلها يفكر بكلمات شقيقتها تلك هل حقاً مظهرها هو السبب فى عدم قبولها بشغل اى وظيفه من الوظائف التى تقدمت اليها…
انتفضت بمكانها خارجه من افكارها تلك عندما وصل اليها صوت رنين جرس باب شقتها فقد كانت كلما سمعت رنين هذا الجرس تشعر بالرعب يغزو قلبها فقد انتقلت الى هذه الشقه منذ اقل من شهرين فبعد وفاة والدها بعدة اشهر اصر الرجل الذى يملك شقتهم على اخراجها منها و برغم ان والدها قد توفى منذ اكثر من سنه الا انها لم تعتاد على العيش بمفردها حتى الان….
اتجهت نحو الباب تضع اذنها فوقه محاوله الاستراق الى اى صوت بالخارج صائحه بصوت مرتفع جعلته خشن و قاسى قدر الامكان
=ميييين…؟!
وصل اليها صوت صديقة طفولتها رضوى تجيبها بهدوء من خلف الباب
=انا… يا مليكه افتحى..
فتحت مليكه الباب على الفور ثم استدارت عائده مرة اخرى نحو الاريكه ترتمى فوقها بارهاق وتعب
جلست رضوى بجانبها فوق الاريكه تعقد قدميها اسفلها حذب انتباهها على الفور وجه صديقتها الحزين…
=مالك يا مليكه فى ايه…؟!
رفعت مليكه بصمت يديها الاثنين تلوح بها امام وجه صديقتها…
همست رضوى ببطئ و عينيها معلقه فوق يد مليكه
=اترفضتى للمرة العاشرة..
اكملت عنها مليكه باحباط
=في الاسبوع….
لتكمل بوجه مكفهر حزين
=اترفضت من ١٠ شركات مختلفه فى اسبوع واحد مفيش ولا شركه قابله تشغلنى..
تمتمت رضوى بهدوء مربته فوق ذراع مليكه بحنان
=هما اللى خسرانين… و الله صدقينى..هيلاقوا فين مترجمه زيك معها ماجستير قد الدنيا….
لتكمل و هى تعتدل فى جلستها تهمس بتردد
=بقولك ايه يا مليكه….
همهمت مليكه مجيبه اياها وهى لازالت مخفضه رأسها و عينيها مسلطه فوق يدها
تنحنحت رضوى عدة مرات قبل ان تهمس بارتباك
=ما ترجعى تدى دروس تانى……
انتفضت رضوى سريعاً مبتعده بذعر الى الخلف فوق الاريكه بعيداً عن مليكه فور ان رفعت الاخيرة رأسها تنظر اليها بغضب صائحه بحده
=انتى اتجننتى يا رضوى دروس ايه اللى ارجع اديها تانى..
لتكمل وهى تهز رأسها بحده
=ده انا اللى كنت بصرف عليهم مش العكس اولياء الامور كانوا بيستضعفونى… حتى العيال كانوا بيتعاملوا معايا على انى اختهم و ياريت اختهم الكبيره حتى…..
لتكمل مليكه وهى تفرك خلف رقبتها بحرج
= اختهم الصغيره يا رضوى….
تنهدت رضوى متذكره الذى كان يحدث مع صديقتها على يد الاولاد التى كانت تدرس لهم فقد كانوا دائماً يستغلون طيبتها مستخفين بها لا يستمعون اليها ساخرين منها دائماً حتى اولياء امورهم كان يستغلون طيبة قلبها..و يتهربون من دفع ثمن الدروس متحججين بظروفهم الماديه السيئه…و البعض الاخر يعطيها مبلغ بخيس جداً عالمين بانها لن تعترض
همست و هى تلوى فمها باسف
=عندك حق….دول كانوا بيمرمطوكى….
هتفت مليكه بحده ناكزه اياها بغضب فى ذراعها
=ما تحترمى نفسك يا رضوى…
ربتت رضوى على ذراعها مغمغمه بألم..
=مش.. مش قصدى و الله….
مررت مليكه يدها فوق وجهها زافره بضيق
=مش عارفه اعمل ايه…و هسدد الديون اللى عليا دى ازاى..
وضعت رضوى اصبعها بفمها تضغط عليه بين اسنانها بتوتر قبل ان تهمس بصوت منخفض شاعره بالخوف مما هى مقبله على قوله لكن ليس امامها خيار سوا هذا فيجب عليها مساعدة صديقتها..
=مليكه…الشركة اللى بشتغل فيها طالبه ناس معانا فى قسم الترجمة…
اتسعت عينين مليكه وهى تتمتم بصوت منخفض و قد اشتعل وجهها بالحمره من كثرة الانفاعل بينما دقات قلبها ازدات بقوة
=شركة نوح الجنزورى..؟!
انتفضت رضوى واقفه تهتف بغضب
=اهو انا بقى مكنتش عايزه اقولك على الشغل ده بسبب كده….
لتكمل و هى تعاود الجلوس مرة اخرى بجانب مليكه التى كان يرتسم فوق وجهها ابتسامه حالمه بلهاء بينما عينيها تلتمع بها النجوم
=مليكه يا حبيبتى … نوح الجنزورى ده حلم اخرنا نشوفه فى التلفزيون…نشوف صورته فى مجله… على النت مش نحبه و نفضل مضيعين حياتنا عليه…
قاطعتها مليكه بضيق و قد زبلت الابتسامه من فوق وجهها..
=فى ايه يا رضوى محسسانى انى اول ما هشتغل عنده هترمى تحت رجله و اقوله بحبك…
لتكمل بحزن و هى مقضبه الحاجبين
=عارفه كويس انه حلم..و انه عمره ما هيبصلى..و لا هيعرف اصلاً ان انا موجوده فى الدنيا دى
قاطعتها رضوى بحده
=و لما انتى عارفه كده كويس ليه مغرقه البيت بصوره و ليه لحد دلوقتى كل ما تشوفى صورة له فى اى مجله او جورنال تطلعى تجرى تقصيها و تحتفظى بهم …؟!
غمغمت مليكه بارتباك وقد اشتعلت وجنتيها بالخجل
=زى ما قولتى نوح حلم بالنسبالى حلم……….
لتكمل بصوت مرتجف و عينيها تلتمع بدموع حبيسه
=حلم جميل بهرب فيه من الواقع اللى انا عايشه فيه..
تناولت رضوى يد صديقتها بين يديها تضغط عليها بحنان
=و هو الحلم ده بقى…يخاليكى ترفضى كل عريس يتقدملك و ض…..
قاطعتها مليكه بحده
=عريس؟!..محدش اتقدملى و كان عايزنى لنفسى…كله كان طمعان فى حته الارض اللى ورثتها من بابا…..
لتكمل بحسره و هى تخفض نظرها الى تنورتها الطويلة السوداء
=و عندهم حق مين هيعجب او هيحب واحده زي….
صاحت رضوى مستنكره وهى تنكزها فى ذراعها بخفه
=واحده زيك؟! وانتى مالك بقى ان شاء الله….ده انتى كنت احلى بنت فى الدفعه بتاعتنا بس انتى اللى بتحبى تخبى نفسك ورا اللى انتى لبساه ده .. بعدين ما عندك خالد اخويا هيموت عليكى و بيحبك من و انتى لسه عيله صغيرة…
همهمت مليكه بارتباك و هى تضغط اظافرها فى كف يدها بتوتر
=خ…خ..خالد انا بعتبره زى اخويا اخويا و انتى عارفه كده كويس…
هزت رضوى رأسها بالايجاب و هى تضغط على يد مليكه بحنان
=عارفه… علشان كده بعد ما رفضتيه اخر مرة كان عنده لسه امل انك ممكن تغيرى رايك بس انا نصحته انه يخطب ساره بنت خالتنا..و يحاول ينساكى…
همست مليكه بحزن و هى ترفع نظارتها الى فوق جسر انفها بيد مرتجفه كعادتها عندما ترتبك او تحزن
=انا…انا اسفه يا رضوى….
قاطعتها رضوى ضاحكه
=اسفه على ايه…انتى هبله لو هو اخويا…فانتى كمان اختى و توأم روحى …و عمرى ما ازعل منك لانى عارفه ان ده غصب عنك و مش بايدك ……
لتكمل و هى تنهض من فوق الاريكه جاذبه مليكه من ذراعها محاوله تغيير مجرى الحديث
=المهم دلوقتى تقومى و تشوفى هتلبسى ايه لمقابله الشغل بكره….
قاطعتها مليكه تهز كتفيها تشير نحو ملابسها التى ترتديها
=هلبس ايه يعنى…ما لبسى اهوو…
صاحت رضوى باستنكار تتفحص ما ترتديه مليكه بازدراء
=لبسك..؟! لبسك ده تنسيه…لو عايزه تتقبلى وتشتغلى فى شركه نوح الجنزورى……..
لتكمل وهى تتجه نحو احدى الغرف التى تحتفظ بها بجميع الاشياء الخاصه بوالدها
=مش الزفته اختك لما نزلت مصر من كام سنه كانت سايبه شنطه فيها لبس تعالى ما نشوفهم….يمكن نلاقى حاجه تنفعك
قاطعتها مليكه بحده جاذبه اياها من ذراعها للخلف محاوله ايقافها
=انتى هتستعبطى يا رضوى لبس ملاك ايه اللى ألبسه…دى لبسها كله مسخره
جذبتها رضوى من يدها تتمتم بسخريه و مرح
=المسخره دى هى اللى هتخاليكى تتقبلى فى الشركه يا ست مليكه..
تنهدت مليكه باستسلام و هى تتذكر نظرات اخر شخص قامت بمقابله عمل معه حيث كان يرمق مظهرها بنظرات ساخره رافضه كما لو كانت تملك رأسين بدلاً من رأس واحده فوق جسدها…
اتبعت رضوى الى داخل الغرفة التى تحتفظ بها باشياء شقيقتها بصمت و قد اقتنعت اخيراً انها اذا رغبت ان يتم قبولها بالوظيفه فيجب عليها تغيير مظهرها هذا …كما ليس امامها خيار اخر فلازالت تحتاج المال حتى تستطيع اكمال تسديد الديون التى تراكمت عليها اثناء مرض والدها…
بعد عده دقائق…
شهقت مليكه بحده فور ان وقعت عينيها على انعكاس مظهرها بالمرأه بينما ترتدى احدى فساتين شقيقتها….
فقد كان الفستان ذو لون ازرق غامق قصير محكم التفاصيل حول جسدها يبرز قوامها الرائع صاحت مليكه بحده و هى تتراجع الى الخلف بينما تصيح برفض
=لا…لا يا رضوى استحاله اخرج بمنظرى ده…
قاطعتها رضوى مثبته اياها من كتفيها بينما تنزع الدبابيس التى تثبت بها شعرها باحكام فوق رأسها لينساب شعرها الاشقر الحريرى فوق ظهرها و كتفيها كشلال من الحرير
=لا هتخرجى…و هتعملى مقابله بكره و هتتقبلى يا مليكه….علشان تقدرى تسدى الديون اللى عليكى…..
لتكمل صائحه باقتضاب نازعه النظاره من فوق عينيها بحده
= و تشيلى الزفته اللى على عينك دى انا مش عارفه انتى لابسها ليه اصلاً و انتى نظرك مش ضعيف….
زفرت مليكه باستسلام متأمله مظهرها بالمرأه بحسرة فهى تعلم بانها يجب ان تحصل على هذه الوظيفه ليس فقط من اجل سداد ديونها لكن ايضاً لكى ترضى فضول قلبها الذى اصبح غارقاً فى حب نوح الجنزورى منذ اكثر مم عام وها هى فرصتها الوحيده لكى تستطيع رؤيته..
تنهدت حالمه وعلى وجهها ارتسمت ابتسامه هائمه فاخيراً سوف تستطيع رؤيته و تصبح معه فى ذات المكان فهى تعلم بان اقصى ما ستصل اليه فى حبها هذا هو قدرتها رؤيته من بعيد و لا تجروء على الحلم باكثر من ذلك..
!!!!****!!!!****!!!!!****!!!!
بعد مرور شهرين….
كانت مليكه جالسه فوق مكتبها الخاص بشركة نوح الجنزورى حيث تم قبولها فور تقدمها للعمل …
تململمت بمكانها بضيق فور تذكرها انها و منذ قدومها الى هنا لم تنجح فى رؤية نوح و لو لمره واحده…
فقد فشلت جميع محاولتها فى رؤيته…حاولت فى الكثير من المرات رؤيته اثناء خروجه او دخوله للشركه لكن كل محاولتها بائت بالفشل تماماً خاصة و رضوى تحاصرها كالدجاجه الام محاوله حمايتها من ارتكاب اى حماقه حتى لا تخسر عملها…
ارتسمت ابتسامه حالمه فوق شفتيها متذكره اول يوم رأت فيه نوح كان منذ اكثر من عام كانت وقتها تنتظر ببهو الشركه الخاصه بنوح انتهاء رضوى من عملها حيث كانوا اتفقوا على الخروج سوياً بعد انتهائهم من العمل و عندما انهت مليكه احدى الدروس الخاصه مبكراً قررت ان تمر على صديقتها بمقر عملها خاصة و ان المنزل الذى كانت تعطى به الحصه لا يبعد كثيراً عن مقر الشركه التى تعمل بها…
كانت واقفه تتلملم بضيق امام المصعد تنتظر قدومه فقد كان تأخر كثيراً..لكنها اعتدلت فى وقفتها عندما رأت الشاشه المعلقه فوقه تتشير الى اقتراب المصعد …
و عندما فُتح بابه لم تشعر مليكه بشئ سوا بحائط بشرى يضربها بقوه مما جعل توازنها يختل و تسقط فوق ارضية البهو بقسوه لم تستوعب الذى حدث لها الا عندما انحنى فوقها الشخص الذى خرج من المصعد و اصطدم بها متسبباً فى سقوطها محاولاً الاطمئنان عليها لكن مليكه اصبحت بعالم اخر فور ان وقعت عينيها عليه اخذت تتطلع و هى تحبس انفاسها داخل صدرها شاعرة بالدماء تعصف فى رأسها فقد كان وسيم للغايه بشعره الاسود و عينيه سماوية اللون فقد كان ذو ملامح رجوليه يخطف الانفاس بوسامته اخذ يتمتم معتذراً منها و هو يساعدها بالنهوض على قدميها ممرراً عينيه فوق جسدها بقلق محاولاً البحث عن اى ضرر قد تسبب به لها
=انتى كويسه…حصلك حاجه ؟!
هزت مليكه رأسها ببطئ غير قادره على فتح فمها و النطق بحرف واحد شاعره بلسانها ملتصق بسقف حلقها بينما قدميها اصبحوا كالهلام غير قادرتان على حملها تراقب باعين تلتمع بالانبهار هيئته فقد منبهره بقامته الطويله التى لم تظهر الا عندما وقف على قدميه بجانبها كما كان صوت الاجش الرجولى يبعث رجفه ناعمه بداخلها…
ربت نوح فوق ذراعها بهدوء محاولاً تبرير ما فعله
=انا اسف…انا كنت مستعجل و لما خرجت من الاسانسير مخدتش بالى ان فى حد واقف…خصوصاً و انه الاسانسير خاص بالاداره
قاطعته مليكه بحرج عندما لاحظت الرجال الذين يقفون خلفه منتظرين اياه يتابعون المشهد بتلملم و ضيق كما لو كانت حشره لا تستحق كل اهتمامه هذا…
=حح…حصل خير مفيش حاجه….
اومأ لها نوح برأسه و ابتسامه خلابه ترتسم فوق شفتيه متمتماً باعتذار اخر قبل ان يلتف و يكمل طريقه الى الخارج ويتبعه رجاله بصمت…
ومنذ تلك اللحظه و قد وقعت مليكه بحبه تتصيد اخباره من المجلات و شبكة الانترنت حتى انها جائت الى الشركه فى كثير من الاحيان متحججه بزياره رضوى حتى تستطيع رؤيته لتنجح فعلا برؤيته اكثر من مره حيث رأته عدة مرات و هو يخرج او يدخل الشركه و احياناً اخرى و هو يقف ببهو الشركه يتحدث الى احدى رجاله…
خرجت مليكه من شرودها على صوت رنين الهاتف الذى يقبع فوق مكتبها اجابت سريعاً فور رؤيتها لرقم رئيسها يظهر على الشاشة..
=ايوه يافندم….
وصل اليها صوت مدحت السكرى رئيسها بالعمل الذى تمتم بحده
=مليكه… الملف الخاص بمصنع العاشر اللى خلصتى ترجمته امبارح هاتيهولى فى قاعة الاجتماع اللى فى الطابق الخامس…
همست مليكه بصوت مرتجف فور ادراكها المكان الذى امرها بان تحضر الملف اليه
=حح..حاضر…حاضر يا فندم.
هتفت صديقتها رضوى التى كانت تجلس بالمكتب المقابل لها قائله بحذر فور ان وقعت عينيها على وجه صديقتها المشتعل بالحمره
=فى ايه يا مليكه مالك..؟!
اجابتها مليكه بحماس و عينيها تلتمع بالفرح
=مدحت بيه عايزني اوديله ملف فى اوضه الاجتماع اللى فى الطابق الخامس
انتفضت رضوى واقفه على الفور تاركه مكتبها فور سماعها كلماتها تلك مقتربه منها جاذبه اياها من ذراعها نحو خارج الغرفة حتى لا يسمع باقى الموظفين حديثهم همست بحده فور خروجهم للخارج
=دى القاعه اللى فيها اجتماع مجلس الادارة…صح يعنى نوح الجنزورى هيبقى هناك ؟!
اومأت مليكه رأسها و عينيها تلتمع بحماس و لهفه فور سماعها لاسم نوح كعادتها
=ايوه هو الط…
قاطعتها رضوى هامسه بحده من بين اسنانها
=ايوة ..؟! ايوة ايه يا مليكه استحاله هخاليكى تروحى هناك..
لتكمل بحزم وهى تبتعد عنها لداخل الغرفه مرة اخرى
=انا اللى هودى الملف بنفسى وانتى خاليكى هنا….
هتفت مليكه بحده و هى تجذبها من ذراعها عائده بها الى خارج الغرفة
=فى ايه يا رضوى اهدى شويه…بعدين ليه محسسانى انى عيله صغيره و مش هعرف اتصرف او اتعامل…
لتكمل بارتباك عندما رأت صديقتها ترمقها بنظرات تملئها الشك و القلق
=انا هودى الملف و ارجع على طول…انا مالى و مال نوح الجنزورى بعدين ارتاحى عمره ما هيلاحظنى ولا عمره هيبصلى اصلاً انتى مبتشوفيش البنات اللى حوليه و لا اللى بيخرجوا معاه شكلهم ايه…
قاطعتها رضوى قائله بهدوء محاوله جعل صديقتها تدرك الواقع حتى لا تنجرح
= و بيغيرهم زى ما بيغير عرباياته بالظبط مفيش واحده فضلت معاه اكتر من اسبوع….
لتكمل وهى تمرر يدها بحنان فوق رأس مليكه
=علشان خاطرى خدى بالك من نفسك….احنا ما صدقنا لقينا شغل محترم ليكى و بشهادتك…
اومأت لها مليكه برأسها محتضنه اياها بين ذراعيها قبل ان تتجه الى داخل الغرفة لتجلب الملف الذى طلبه منها رئيسها و تذهب الى غرفة الاجتماع بخطوات يملئها الحماس و اللهفه و هى تكاد ترقص من شدة الفرح فاخيراً سوف تستطيع رؤية حب عمرها لاول مره عن قرب فقد اكتفت من مراقبتها له من بعد…
!!!!***!!!!***!!!!****!!!!
وقفت مليكه خارج قاعة الاجتماعات ترتب من ملابس و شعرها بيد مرتعشه بينما تسحب نفساً عميقاً محاوله تهدئت ضربات قلبها التى كانت تتسارع بشدة داخل صدرها طرقت الباب بخفه قبل ان تفتحه و تدلف الى داخل القاعه لتنحبس انفاسها داخل صدرها فور ان وقعت عينيها على نوح الجنزورى الذى كان يترأس طاولة الاجتماع بهيبته و رجولته الطاغيه مرتدياً احدى بذلاته الايطاليه التى صنعت له خصيصاً مبرزه قوة بنيته وجسده العضلى بلونها الازرق الغامق الذى اظهر لون عينيه الرائع التى كانت بلون االسماء الصافيه…
جذبت مليكه نفساً مرتجفاً داخل صدرها محاوله تهدئت ذاتها فدقات قلبها اخذت تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يقفز خارج صدرها فى اى لحظه من قوة دقاته المتسارعه بجنون…
افاقت من تأملها على صوت رئيسها و هو يتمتم بحده ونفاذ صبر
=مليكه واقفه عندك بتعملى ايه سلمى الملف بسرعه لنوح باشا…
اومأت له مليكه بصمت قبل ان تتجه نحو نوح الذى كان لايزال يصب اهتمامه على الملف الذى امامه غافلاً عنها تماماً…
اخذت تقترب منه بقدميين ترتجفين بشدة حتى اصبحت تقف بجانبه وضعت الملف امامه بيدين مرتجفتين وصل اليها على الفور رائحة عطره الخلابه التى كانت ممتزجه بسجائره مما جعلها تحبس انفاسها محاوله حفظ رائحته داخل صدرها اكبر قدر ممكن …
رفع نوح رأسه اخيراً نحوها ببطئ يهم بالتحدث اليها بشئ ما لكن فور ان وقعت عينيه عليها تغيرت ملامح وجهه على الفور لتصبح حاده عنيفه انتفض واقفاً بعنف حتى سقط المقعد الذى كان يجلس عليه فوق الارض بقوة محدثاً ضجه عاليه
صاح بغضب اهتز له ارجاء المكان و عينيه مشتعلتين بالنيران و هو يشير بيده نحو باب القاعه..
=كله يطلع برااااا…..براااا
شعرت مليكه بالرعب يجتاحها فور رؤيتها له و هو بتلك الحاله فقد كان اشبه ببركان ثائر على وشك الانفجار باى لحظه..
اخذت تراقب جميع الرجال يهرولون سريعاً نحو باب الغرفه منفذين امره بصمت
اسرعت هى الاخرى تتبعهم الى الخارج لكنها شهقت بقوة عندما شعرت بيده تقبض بقسوه فوق ذراعها مانعاً اياها من التحرك من جانبه هاتفاً بشراسه من بين اسنانه الذى كان يجز عليها بقسوة
=متتحركيش من مكانك خطوه واحده…فاهمه
تجمدت مليكه مكانها على الفور شاعره بالبروده تتسلل الى جسدها فور سماعها كلماته الحاده تلك مرت رجفة من الذعر اسفل عمودها الفقرى عندما شعرت بقبضته تشتد بقسوة حول معصمها ..مما جعل برغبه بالبكاء تجتاحها فهى لا تعلم ما يحدث حولها و لما قام باخراج الجميع من القاعة ما عدا هى….
صرخت بفزع فور ان شعرت بيده تقبض فوق شعرها بقبضه مؤلمه هاتفاً بشراسه فور ان اصبحوا بمفردهم بالمكان
=اخيراً وقعتى تحت ايدى…
ليكمل بقسوة و هو يزيد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف مما جعلها تصرخ متألمه
=فكرك كنت هتقدرى تهربى منى….ده انا نوح الجنزورى….اجيبك لو كنت مستخبيه تحت سابع ارض..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ظلها الخادع)
في نهاية مقال رواية ظلها الخادع الفصل الأول 1 بقلم هدير نور نختم معكم عبر بليري برس