رواية ظلها الخادع الفصل الثالث 3 بقلم هدير نور
من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية ظلها الخادع الفصل الثالث 3 بقلم هدير نور ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية ظلها الخادع الفصل الثالث 3 بقلم هدير نور
رواية ظلها الخادع البارت الثالث
رواية ظلها الخادع الجزء الثالث
رواية ظلها الخادع الحلقة الثالثة
تجمدت بمكانها فور ان فتحت الباب و رأت نوح الجنزورى يقف امام باب شقتها بهيبته وجسده الصلب اخذت ترفرف بعينيها عدة مرات معتقده بانها تتخيل وجوده لكنها شهقت بذعر عندما رأته بالفعل امامها يدلف الى داخل الشقة بخطوات بطيئه متمهله قائلاً بسخريه لاذعه
=اهلاً بالحراميه….
تنحنحت مليكه قبل ان تمتم بحده بعد ان فاقت من صدمة وجوده امامها
=انت …انت بتعمل ايه هنا…؟!
اجابها نوح و هو يتقدم للداخل ببطئ
=جيت اطم…..
لكنه قاطع جملته فور ان وقعت عينيه على قصاصات الورق التى لم تكن الا صوره المنتشره فوق الارض و الطاوله …
شعرت مليكه بالدماء تغادر جسدها فور ادراكها انه قد رأى صوره التى تغرق المكان وضعت يدها المحمله بصوره تخفيها خلف ظهرها بارتباك شاعره بكامل جسدها يرتجف بحده لا تدرى فيما سوف يفكر بها….اخذت تراقب بعينين متسعتين بالذعر نوح و هو يتجه ببطئ نحو تلك الصور انحني ملتقطاً احدى القصاصات مشيراً بها بيده وهو يتمتم بحده وعينيه تلتمع بقسوة بثت الرعب بداخلها
=الصور دى بتعمل ايه عندك….؟!
اندفعت نحوه مليكه دون ان تجيبه تختطف الصوره التى بيده تخفيها خلف ظهرها مع الباقيه متمتمه بارتباك وقد التمع العرق البارد فوق جبينها
=انت…انت ايه جابك هنا مش المفروض انك هت….؟!
لكنها ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما رأته يقترب منها بخطوات بطيئة متمهله مما جعلها تتراجع الى الخلف بخوف و هى لازالت تخفى تلك الصور خلف ظهرها شعرت برجفه من الخوف تمر بجسدها فور ان ضرب ظهرها الحائط من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسد نوح الصلب الذي اصبح امامها مباشرة
انحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ
=مجوبتيش على سؤالى..؟!
ليكمل و هو ينحنى نحوها مقرباً شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
= صورى بتعمل ايه معاكى…
شعرت مليكه برجفه حاده تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها وقفت تتطلع اليه بعينين متسعه بينما اخذ صدرها يعلو و ينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها….
همست بصوت منخفض مرتجف بعد ان ابتلعت الغصة الحادة التى تشكلت بحلقها
=انت…انت فاهم غلط….
قاطعها بهدوء محيطاً وجهها بيديه ممرراً ابهامه فوق وجنتيها ببطئ مثير هامساً بصوت منخفض
=فاهم غلط…؟؟! طيب و ايه بقى الصح انك بتجمعى الصور دى علشان واقعه فى غرامى مثلاً…..
شعرت مليكه بالبروده تتسلل الى جسدها فور سماعها كلماته تلك ظناً منها انه قد اكتشف امرها اخذت دقات قلبها تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يقفز من صدرها فى اى لحظه همست بصوت مرتجف يكاد يكون مسموع
=انا…انا…….
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما رأته يرجع رأسه للخلف و يطلق ضحكه ساخره عميقه و التى كانت بمثابه دلو من الماء المثلج الذى انسكب فوق رأسها
=تحبينى….؟!
ليكمل بقسوة يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية
قابضاً على ذراعها يلويه خلف ظهرها بقسوة متجاهلاً صرخة الالم التى اندلعت منها
=بقى واحده حقيرة .. زباله زيك تعرف يعنى ايه تحب……
هتفت مليكه بغضب تنتفض بحده مقاومه اياه محاوله الافلات من بين قبضته التى تحاصرها لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته فوق ذراعها الذى يثنيه خلف ظهرها مما جعل موجه من الالم تضربها بقوة
=انت…انت انسان مريض….ليه كنت اتهبلت علشان احب واحد زيك انانى..مغرور فاكر مفيش غيره فى الدنيا…..
افلت ذراعها محيطاً خصرها بذراعيه جاذباً اياها اليه لترتطم بصدره الصلب بقسوه اخذت مليكه تنتفض بين ذراعيه محاوله الابتعاد عنه لكنه شدد من ذراعيه حول خصرها وهو يتمتم بصوت منخفض ساخر
=طبعاً عمرك ما تحبى واحد زى….لانك واحده جشعه..حراميه و اللى من نوعك ميعرفش يعنى ايه يحب حد غير نفسه..
شعرت مليكه بكلماته تلك كخنجر حاد ينغرز فى قلبها يدميه بقسوة خاصة عندما رأت احتقاره لها يلتمع في عينيه بوضوح….
دفعته بكامل قوتها بيديها فوق صدره مبعده اياه عنها مما جعله يتراجع بعيداً عنها عده خطوات استغلت مليكه ذلك و اندفعت من اسفل ذراعه هاربه حتى وقفت باقصى الغرفه و صدرها يعلو و ينخفض بقوة بينما تكافح لإلتقاط انفاسها المتسارعه…
وقف نوح يتأملها بعينين تلتمع بالغضب والازدراء
هتفت بحده و هى تمرر يدها المرتجفه فوق شعرها الذى تبعثر محاوله جعل صوتها هادئ قدر الامكان
=الصور دى….انا جمعتها لما جيت اشتغل فى شركتك علشان…علشان…
قاطعها نوح بحده و وجه محتقن بالغضب
=علشان تحضرى لعمليه نصب جديده و ت قعنى فيها…فاكره انك هتيجى و تشتغلى فى شركتى و هتقدرى تنصبى عليا للمره التانيه بسهوله مش كده…
قاطعته مليكه هاتفه بعصبيه
=لا مش كده…..
لتكمل و هى تقترب منه ببطئ و تردد
=ممكن تعقد نتكلم براحه و انا هفهمك على كل حاجه بس ادينى فرصه…
ظل واقفاً بمكانه متردداً عدة لحظات لكنه زفر باستسلام قبل ان يجلس اخيراً فوق احدى المقاعد يضع قدماً فوق الاخرى بغطرسه قائلاً بحنق
=ابهرينى….
جلست مليكه فوق الاريكه التى بجانب مقعده بتردد مشبكه يديها ببعضها البعض عالمه بانها يجب عليها اخباره بالحقيقه حتى تستطيع الخروج من هذا المأزق الذى ورطتها به شقيقتها
=اللى نصب على راقيه هانم مرات باباك مش انا……….
لتكمل سريعاً عندما رأت علامات السخريه ترتسم فوق وجهه و يهم بمقاطعتها
=ملاك اختى التوأم…..
اكملت سريعاً بصوت مرتجف محاوله اقناعه عندما رأت علامات عدم التصديق ترتسم فوق وجهه
=انا…انا ممكن اكلمها لو مش مصدقنى و انت هتسمع كل حاجه بنفسك…..
مرر يده ببطئ فوق ذقنه غير الحليق قائلاً بتفكير
=اختك التوأم……..
ليكمل ضاغطاً على كل حرف بقسوه
=طبعاً مش عايشه فى مصر .. و عايشه برا مش كده
اسرعت مليكه تجيبه بينما تهز رأسها بحماس ظناً منها انه قد بدأ بتصديقها
= ايوه هى…هى فعلاً عايشه فى امريكا و حتى…..
لكنها ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما انحنى فى مقعده للامام نحوها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوا بوصات قليله قبض فوق معصمها جاذباً اياها نحوه اكثر مزمجراً بقسوة
=شايفنى قدامك واحد اهبل من الهبل اللى انتى بتنصبى عليهم…اختك و توأم لا و عايشه برا مصر كمان….علشان طبعاً تبررى انك تجبيها قدامى
همست مليكه بشفتين مرتجفتين
=انا…انا ممكن اخليك تكلمها علشان تصدق
لوى نوح شفتيه بسخريه
=طبعاً هتكونى متفقه مع اى واحده تمثل التمثليه الخايبه دى معاكى وتقول كلمتين على التليفون وانا المفروض اصدق زى الاهبل…
ليكمل ممرراً ابهامه فوق معصمها الذى لا يزال بين يده ببطئ مثير حاولت مليكه جذب يدها بعيداً لكنه شدد قبضته عليها اكثر غير سامح لها بالابتعاد
=قدامك طريقتين علشان تخلينى اصدق القصه الخايبه بتاعتك دى
هزت مليكه رأسها بحماس و قد التمع الامل بداخلها بانه قد يصدقها بالفعل محاوله تجاهل الرعشه التى ارسلتها لمسته البطيئه فوق معصمها
=تجبيلى دلوقتى صورة ليكى مع اختك او شهادة ميلادها بس خدى بالك الصورة او شهاده الميلاد اللى هتجبيهم دول انا هوديهم لناس مختصه تفحصهم بس لو طلعوا مزورين هتبقى كتبتى نهايتك وقتها….
شعرت مليكه بان الضغط الذي قبض علي صدرها يهدد بسحق قلبها فهى تعلم الان بان لا يوجد امل و لا مخرج لها من مأزقها هذا
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=انا…انا…انا و ملاك مكناش قريبين من بعض علشان نتصور سوا خصوصاً انها طول حياتها كانت عايشه مع ماما برا و منزلتش مصر الا مره واحده و فى المره دى نصبت فيها عليكوا…
لتكمل وقد بدأ جبينها يتصبب بالعرق من شده الخوف و التوتر
=ومم… مالهاش اى ورق رسمى فى مصر هى ماما سجلتها فى امريكا و خدت الجنسيه هناك…
قاطعها نوح بخشونه بينما عبنيه تلتمع بشراسه
=يعنى اختك مسافره…و مفيش صوره واحده تجمع ما بينكوا و كمان مفيش اى ورق يثبت انها موجوده من الاساس و عايزانى اصدق لعبتك الوسخه دى…..
ليكمل بقسوة و هو ينتفض واقفاً مرمقاً اياها بنظرات نافره حاده
=حضرى نفسك للى هيحصلك لان من بكره هتقضى نص عمرك فى السجن وهخاليكى تندمى على اليوم اللى فكرتى فيه تلعبى على عيلة الجنزورى
انتفضت مليكه واقفه تقبض على يده بين يديها المرتجفه تهمس بتضطرع و رجاء و هى تنتحب
=بلاش السجن و اغلى حاجه عندك كله الا السجن…..
وقف نوح يتطلع اليها بصمت عدة لحظات شاعراً بضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه بعينيها تلك المغرورقتين بالدموع..
تركت مليكه يده فجأه متجهه نحو احدى الغرف و هى تهتف بصوت مرتجف غير مفهوم
=ثث…ثانيه …ثانيه واحده
ظل نوح واقفاً بثبات فى مكانه مراقباً خطواتها حتى اختفت بداهل تحدى الغرف زفر بضيق ممرراً يده فى شعره و قد بدأ يشعر بالضيق و الملل من هذا الموضوع باكمله فهو لا يهمه المال الذى اخذته من زوجه والده فهذا يعد مبلغ تافه بالنسبه الى المليارات التى يملكها لكن الامر يتعلق بشرف عائلته و سمعته فقد قامت بخداع فىد من عائلتها اى كأنها قامت بخداعه هو و اصبح هذا كوصمة عار تلاحقه… فعالم اعماله ملئ بالحيتان ينتظرون له خطأ او ثغره حتى يستغلوها ضده و قد كان خداعها لزوجة والده و اتهامها من قبل الؤسسه الخيريه باهدارها لاموال الجمعيه كان ما ينتظرونه لكى يهزوا مكانته التى بذل الكثير من الجهد منذ ان كان بالعشرين من عمره لكى يصل الى ما وصل اليه الان…
افاق نوح من افكاره تلك عندما رأها تخرج من الغرفه وبين يديها ورقه مطويه فتحتها و اضعه اياها بين يديه
=ده …ده عقد البيع بتاع الارض اللى بابا عملهولى اول ما هكمل ال٢٥سنه هتبقى ملكى و اقدر اتصرف فيها براحتى يعنى بعد ٧ شهور هرجعلك الارض و بكده يبقى مفيش نصب و اكيد مش هيبقى فيه سجن مش كده…
اخذ نوح يفحص الورقة التى بين يديه بشك فقد تكون قامت بتزويرها كما زورت الاوراق الاخرى التى نصبت بها على زوجة والده
اخرج هاتفه ملتقطاً صورة للعقد ثم قام بارساله الى محاميه امراً اياه بفحصه جيداً و التأكد من صحته
وصله رده على الفور بان العقد من ظاهره صحيحاً لكن لزيادة التأكد سوف يرسله الى احدى معارفه
بالشهر العقارى ليتأكد من صحته و سوف يجيبه فى الغد باكراً…
اخفض نوح هاتفه ملتفاً الى مليكه التى كانت واقفه تنظر اليه باعين تلتمع بالترقب و الخوف
=بكره الصبح تبقى قدامى فى مكتبى…
همست مليكه بارتباك و هى تعقد ذراعيها فوق صدرها بحمايه
=ليه…؟!!
اجابها بهدوء وهو يضع العقد بجيب سترة بدلته
=من بكره هتشتغلى كسكرتيره لمكتبى لحد ما تكملى ال٢٥ سنه بتوعك واستلم الارض…..
ليكمل بقسوة بثت الرعب بداخلها
=طول ال٧ شهور دول مش هتغيبى عن عينى و لا للخظه واحده..
هتفت مليكه سريعاً
=بس ….بس انا مبفهمش اى حاجه فى شغلالسكارتريه…
قاطعها نوح ببرود و هو يرمقها باشمئزاز
=نصيحه حطيها فى عقلك كويس طول ما انتى معايا تبطلى لعبك الوسخ و الكدب اللى بيجرى فى دمك ده…
هتفت مليكه بحده شاعره بالاهانه من كلماته القاسيه تلك
=انا مبكدبش انا فعلاً مبعرفش حاجه فى شغل السك……
قاطعها نوح بنبره بارده كالصاعيق ارسلت رجفه بداخلها
=والله مكتوب فى الCV بتاعك انك اشتغلتى سكرتيره لمده سنتين فى شركه مقاولات كبيره
همت مليكه تخبره بان هذا غير صحيح و ان صديقتها رضوى هى من قامت بوضع هذا بالcv الخاص بها حتى تساعدها فى كسب الوظيفه لكنها خافت ان يتهمها بالتزوير مره اخرى و قد يكشف امر رضوى هى الاخرى و يتسبب فى طردها من وظيفتها
اكمل نوح بهدوء بينما ينقر اصابعه بثبات فوق ذراع المقعد
=مفيش قدامك غيى لأما توافقى و تبقى تحت عينى خلال ال٧ شهور دول لحد ما استلم الارض لأما اسلمك للبوليس و ساعتها…….
قاطعته مليكه سريعاً بلهفه
=موافقة…موافقة طبعاً ان اشتغل سكرتيرتك…
اومأ لها نوح برأسه قبل ان يتجه نحو باب المنزل يستعد للمغادرة
=الساعة ٨ تكون فى المكتب..
اومأت برأسها بصمت بينما تراقبه وهو يغادر المنزل و ما ان اغلق الباب خلفه حتى انهارت فوق الاريكه تدفن رأسها بين يديها بيأس و خوف مما هى مقبله عليه…
!!!!!****!!!!****!!!!
فى اليوم التالى …
كانت مليكه جالسه باحدى المقاعد المتواجده بغرفة الاستقبال المتصلة بالمكتب الخاص بنوح الجنزورى فمن الواضح انها تابعه لسكرتيرته
اخذت تتفحص باعجاب المكتب الانيق الذى سوف يكون لها لكنها تنهدت باحباط عندما تذكرت المأزق الذى وقعت به فهى لا تعلم كيف سوف تعمل كسكرتيرته الخاصه فهى لا تفقه شئ حرفياً بهذا المجال..
انتفضت واقفه عندما رأت نوح يدلف الى الغرفه بوجه مقتضب حاد القى عليها نظره عابره بارده قبل ان يشير بيده لها بغطرسه بان تتبعه..
تبعته بصمت لداخل غرفة مكتبه بخطوات بطيئه متردده انطلقت منها شهقه منخفضه عندما رأت فخامة مكتبه الذى لم ترا فى حياتها مثله من قبل
افاقت من تأملها هذا على صوت نوح الحاد و هو يهتف بحده جعلتها تنتفض فازعه بمكانها
=ايه هنسيب شغلنا و نقعد نتأمل فى المكتب…
همهمت مليكه بوجنتين متخضبتين بالخجل
=مم..مع حضرتك..
تنهد نوح بضيق قبل ان يتمتم بهدوء وهو يجلس فوق مقعده
=فحصت عقد الارض و طلع سليم …علشان كده زى ما اتفاقنا طول ال٧ شهور هتفضلى شغاله معايا هنا تحت عينى…
اومأت له مليكه رأسها بصمت فهى تعلم بانها ليست بموقف يسمح لها ان تجادله فهى تحمد الله انها استطاعت ان تجد مخرج من هذا المأزق حتى و ان كلفها الارض التى ورثتها عن والدها..
اكمل نوح و هو يلقى نحوها دفتر
=كل مواعيدى طول الاسبوع متسجله هنا حاولى تركزى و قبل كل ميعاد لازم تعرفينى…
همست مليكه بصوت هادئ و هى تتقدم نحو مكتبه لتلقط الدفتر الذى القاه لها
=حاضر…
اشار بيده نحو الباب يصرفها بعجرفه و هو يتمتم بضيق
= اتصليلى بناصر امين و سامح الحفناوى و وصليهم بيا….عندك الارقام كلها متسجله عندك على مكتبك
شعرت مليكه بجسدها يرتجف من شده الارتباك فهى لا تعلم كيفيه انشاء هذه المحادثات الصوتيه
همت ان تخبره بهذا لكنها انتفضت بذعر عندما صاح بها بغضب
=ايه هتفضلى متنحه كده كتير …اتفضلى يلا على مكتبك…
التفت مليكه مغادره مكتبه متمتمه بسخط و غضب شاعره بعقلها سينفجر من كثرة التفكير فهى لا تعلم كيف يمكنها عمل هذه المكالمه الجامعيه…
جلست تنظر الى الهاتف برعب فهذا لم يكن كالهاتف العادى فقد كان ملئ بازرار عديده لا تعلم استخدام اى منها…
تناولت دفتر الاسامى تبحث عن رقم ناصر امين حتى وجدته اتصلت به ثم اخبرته ان نوح الجنزورى يريد التحدث اليه ثم وصلته به… تنهدت براحه فقد اتمت نصف المهمه باقى الجزء الثانى بحثت عن رقم سامح الحفناوى حتى وجدته اتصلت به و اخبرته بانها سوف تصله بنوح الجنزورى. و ناصر امين لكنها تفاجأت عندما صدح رنين الهاتف الاخر الموجود فوق مكتبها…
اجابت عليه لتكتشف بانه ناصر امين يخبرها بانه تم قطع الاتصال مع رئيسها عندما كان يتحدث معه تمتمت مليكه سريعاً بارتباك معتذره منه على خطأها هذا
=انا اسفه…انا اسفه لحضرتك جدا خطأ مش مقصود هوصلك به حالاً…
ضربت مليكه يدها فوق خدها تلطمها بقوة و هى تتمتم بصوت منخفض
=نهار اسود عليا …نهار اسود مش عارف انيل ايه…
اخذت تضرب فوق الازرار و هى لا تعلم ما يجب عليها فعله عندما انفتح بحده الباب الذى يصل مكتبها بمكتب نوح الذى كان يقف امام الباب بوجه قاتم حاد و عينيه تلتمع بشرار الغضب هتف بشراسه من بين اسنانه و هو يشير نحو الهاتف الذى يين يديها
=انتى بتهببى ايه….
كل ما اكلم حد مفيش دقيقه و الخط يقطع
وقفت مليكه تمرر يدها المرتجفه بين خصلات شعرها و هى تهتف بحده رافضه الاعتراف بخطأها
=ايه بتهببى دى ..؟! ياريت تتكلم معايا باسلوب كويس بعدين….
لتكمل بارتباك وهى تتجنب النظر اليه فقد اشتد وجهه بقسوة و غضب
=بعدين التليفون..التليفون
هو اللى بايظ و مش عارفه اظب…
لكنها ابتعلت باقى جملتها عندما رأته يتقدم نحوها بخطوات غاضبه مشتعله اخذت تتراجع الى الخلف حتى اصطدمت ساقيها بمقعدها لترتمى جالسه فوقه تنحنى بجسدها الى الخلف بخوف عندما رأته يستدير حول مكتبها همست بذعر وهى تراقب برعب يده التى امتدت نحوها ظناً منه بانه سوف يقوم بلمسها
=لا بص…بص ..انا ممكن اصوت و الم عل…….
لكنها قاطعت جملتها تتنحنح باحراج عندما رأته يختطف الهاتف الذى كان بجانبها ذراعها فوق مكتبها
وقف نوح يحاول كبت الابتسامه التى ارتسمت فوق وجهه عندما ادرك انها ظنته سوف يقوم بلمسها هز رأسه بعدم تصديق ففى حياته باكملها لم يقابل فتاه مثلها تتحدث دائماً باندفاع هكذا
نفض تلك الافكار بعيداً محاولاً تركيز انتباهه على الهاتف الذى امامه قام الاتصال اولاً بسامح ثم ناصر ثم ربطهم معاً بمحادثه واحده
التفت يتطلع الى مليكه التى كانت تراقب بتركيز و اهتمام ما يفعله بالهاتف حتى تتعلم منه تمتم بسخريه قبل ان يلتف حول مكتبها مبتعداً
=يعنى التليفون مش بايظ زى ما بتقولى…
تنحنحت مليكه تتمتم بصوت مرتبك وهى تتصنع الانشغال بترتيب الادوات التى فوق مكتبها شاعره بالاحراج بسبب جهلها
=مش مش..مش عارفه ايه حصله…فجأه كده
قاطعها نوح هاتفاً باسمها مما جعلها ترفع رأسها اليه وهى تهمهم مجيبه اياه
هتف نوح بسخريه قبل ان يغلق باب مكتبه بحده
=ركزى….ركزى فى شغلك شويه……
جلست مليكه بمكانها تتطلع نحو الباب الذى اغلقه خلفه قبل ان تهز رأسها بغيظ من غطرسته تلك تتمتم محاوله تقليده
=مليكه…ركزى فى شغلك…
كورت يديها فى قبضه قبل ان تهتف بغيظ
=مستفز انا عارفه حبيتك على ايه…
لطمت بيدها فوق فمها فور ان خرجت تلك الكلمات من فمها تتلفت بخوف من حولها تطمئن من انه لا يوجد احد قد سمعها..
زفرت براحه عندما ادركت بانها بمفردها فى الغرفه تناولت المسوده المدون بها مواعيده محاوله حفظها حتى لا ترتكب حماقه اخرى…
!!!!****!!!!****!!!!
كانت مليكه جالسه خلف مكتبها تصب كامل اهتمامها على لوحة مفاتيح الكمبيوتر حيث قام نوح باعطائها بعض الاوراق و امرها بكتابتها على جهاز الكمبيوتر زفرت بحنق و هى تحاول التركيز على اللوحه التى امامها محاوله الكتابه اسرع فقد كانت بطيئة للغايه فهى لم تستعمل الكمبيوتر الا فى مرات قليله للغايه فقد كانت تعتمد على هاتفها كلياً…
اخذت تمتم بغضب عندما صدح صوت رنين الهاتف الداخلى رفعت السماعه ببطئ و هى تدير عينيها بملل
=افندم يا نوح بيه ..؟!
وصل اليها صوته الاجش الصارم
=اعمليلى فنجان قهوة و هاتيه على مكتبى…
اجابته مليكه سريعاً
=قهوة…قهوة ايه انا…
لكنه اغلق الخط قبل ان تكمل جملتها القت سماعة الهاتف بغضب وهى تهتف بحده
=قهوة ايه اللى اعملهاله انا عمرى ما عملتها فى حياتى….
تناولت هاتفها سريعاً تبحث عن رقم صديقتها رضوى حتى وجدته
=رضوى الحقينى طالب منى قهوه و انتى عارفه انى…
قاطعتها رضوى بهدوء
=انك فاشله و مبتعرفيش تعمليها ايوه عارف اهدى يا مليكه اهدى…
هتفت مليكه بغضب
=اهدى ايه هو هيشغلنى سكرتيره ولا بتاعت قهوة و شاى لحضرته..
اجابتها رضوى بهدوء
=اللى اعرفه ان ساندى السكرتيره اللى قبلك كانت بتعمله القهوة برضو بنفسها كانت قالتلى مره انه بيجيب بن مخصص له من البرازيل و انه…..
قاطعتها مليكه بارتباك
=رضوى مش وقته دلوقتى انتى هتحكيلى قصة حياته
لتكمل هاتفه بعجز
=اعمل القهوة دى ازاى
بدأت رضوى تشرح لها كيفية عمله وهى تتبع تعليماتها بهدوء تمتمت مليكه بهدوء و هى تضطلع بفخر نحو فنجان القهوة الذى صنعته
=الله عليكى يا بت مليكه استاذة حته فنجان و الله خساره فيه….
وصل اليها صوت ضحكة رضوى الصاخبه التى كانت لازالت معها على الهاتف
=ليه مش ده نوح الجنزورى حبيب القلب و اللى كنت مجنونه به…
قاطعتها مليكه بحده
=اديكى قولتيها كنت….
قاطعتها رضوى بسخريه
=متأكده…يعنى قلبك مش بيطنط فى مكانه كده اول ما بتشوفيه..
زمجرت مليكه باستياء و حده محاوله الهرب من الاجابه
=اقفلى يا رضوى اقفلى بدل ما تلاقينى دلوقتى قدامك وبجيبك من شعرك
قدام كل اللى فى مكتبك
هتفت رضوى من بين ضحكها الصاهب
=لا و على ايه روحى ..روحى و ديله القهوة بدل ما يطربق عيشتك…
اسرعت مليكه نحو باب مكتبه تطرقه بخفه قبل ان تدلف الى الداخل وقفت عدة ثوان تتأمله بعينين تلتمع بالشغف حيث كان جالساً خلف مكتبه يتفحص احدى الملفات التى امامه عاقد حاجبيه بتركيز زاد من وسامته اضعاف مضاعفه انفلتت منها تنهيده حالمه لكنها اسرعت بهز رأسها بحده معنفه ذاتها على غبائها و حبه الذى لا يزال ينبض فى قلبها برغم ما تعرضت له على يده اتجهت نحوه بصمت واضعه فنجان القهوة على مكتبه بحده…
رفع نوح رأسه من فوق الملف الذى كان يدرسه متمتماً بسخريه قبل ان يتناول فنجان القهوة يرتشف منه
=ساعة علشان تعملى فنجان قه……
لكنه قاطع جملته يصيح بحدة وهو يضع الفنجان بحده من يده
=ايه القرف ده….ايه اللى انتى مهباباه ده
استقامت مليكه فى وقفتها قبل ان تتمتم بحده وهى تراقب وجهه المتغضن باشمئزاز
=مالها فى ايه…؟!
اشار نوح نحو فنجان القهوه متمتماً بقسوة
=دوقى و انتى تعرفى مالها…
رفعت مليكه رأسها لأعلى قبل ان تتمتم بعجرفه
=بتقرف اشرب من ورا حد…..
لكنها انتفضت فازعه بمكانها عندما ضرب بيده سطح المكتب بغضب مزمجراً بقسوة من بين اسنانه
=قولتلك دوقى…..
تناولت مليكه فنجان القهوه سريعاً منفذه كلماته ترتشف منه جرعه كبيره لكنها شعرت بالصدمه فور ان وصل السائل الحار الى داخل فمها بصقت ما بفمها على الفور و هى تسعل بحده لكنها شهقت بفزع فور ان اصابت القهوه التى خرجت من فمها ملابس نوح رفعت عينيها بخوف اليه تتفحص الفوضه التى صنعتها فقد اصابت القهوه قميصه و رابطة عنقه مدمره اياهم تماماً ابتلعت لعابها بصعوبه و هى تراقب باعين متسعه بالذعر وجهه المحتقن بالغضب و يده التى كورها فوق المكتب يضغط عليها بقسوه حتى ابيضت مفاصلها
همست بصوت مرتجف وهى تتنحنح بارتباك واضعه اصبعها فوق جسر انفها كعادتها عندما تتوتر تستعد لرفع نظاراتها لكنها اسرعت بتنزيل يدها مره اخرى فور تذكرها انها لم تعد ترتدي النظاره بعد الان
=ش..شش.شكلى حطيت ملح بدل السكر……
وضعت يدها فوق خدها المشتعل بالخجل عندما لم يجيبها راغبه بان تنشق الارض و تبتلعها فكل تصرفاتها حمقاء فلم تكتفى بوضع الملح بقهوته بلا قامت ببصقها على بذلته باهظة الثمن ايضاً….
همست بصوت مرتجف محاوله الاعتذار عن حماقتها تلك
=انا….انا …اس…..
هتف بغضب مقاطعاً اياها
= اطلعى برا…..قبل ما تخلينى اعمل حاجه اندم عليها…
هتفت مليكه بحده وهى تتصنع الغضب محاوله استجماع شجاعتها امامه
=على فكرة بقى دى مش غلطتى…
زمجر نوح بغضب مما جعلها تكمل سريعاً و هى تتخذ عدة خطوات للخلف بخوف
=و انا …كنت اعرف منين ان ده ملح بعدين هو فى حد يحط ملح فى كورنر القهوة…..
هتف نوح بشراسة وهو ينتفض واقفاً مما جعل مقعده يسقط فوق الارض محدثاً ضجه عاليه
= برا……سمعتينى براااا
تمتمت مليكه وهى تتجه سريعاً نحو باب الغرفة
=برا..برا…يعنى بتطردنى من الجنه…
ظل نوح واقفاً بمكانه يتابع خروجها بعينين تشتعل بالغضب اخذ يتنفس بعمق محاولاً السيطره على غضبه حتى لا يندفع وراءها و يخنقها بيديه…
!!!!****!!!!!****!!!!!
بعد مرور شهر….
كانت مليكه جالسه خلف مكتبها تكتب الملف الذى طلب منها نوح تحضيره فخلال الشهر الماضى كانت تتعامل معه كما لو كانت تتعامل مع قنبله سوف تنفجر بوجهها فى اى لحظه فقد فشلت فى انهاء العديد من المهام التى طلبها منها مما عرضها لتبويخه الحاد و لكن رغم ذلك مع الوقت تعلمت الكثير من هذه المهام ما عدا الكتابه على الكمبيوتر فلازالت بطيئه بها للغايه…
تنفست بعمق وهى تلتفت نحو جهاز الكمبيوتر محاوله ان مواصلة عملها صبت كامل تركيزها على العمل الذى بين يديها فيجب عليها انهاءه دون ان يخرب هو الاخر
لكنها انتفضت فى مكانها تصرخ بفزع عندما شعرت بيد تقبض فوق ذراعها بقسوة
=اهاااا يا حراميه يا نصابه…..
التفتت مليكه الى صاحبة هذا الصوت لتجدها امرأه فى العقد الخامس من عمرها تصرخ بحده و هى تجذبها من فوق مقعدها هتفت مليكه بحده
=انتى مين يا ست انتى..سبينى اوعى…….
لتكمل بحده محاوله جذب ذراعها من قبضة تلك المرأه
=بقولك سيبى اوعى ……
زمجرت المرأه بغضب و قد احمر وجهها من شدة الانفعال
=اسيبك…ده ما صدقت لقيتك بعدين هتستعبطى..و تعملى نفسك مش عارفه انا مين…..
لتكمل بحده مشدده من قبضتها حول ذراع مليكه بقسوة
=انا راقيه الكحلاوى اللى نصبتى عليها فى الارض يا حراميه يا نصابه…. .
تجمدت مليكه بمكانها فور ان فهمت الامر فهذه المرأه هى زوجة والد نوح الجنزورى التى نصبت عليها شقيقتها ملاك…
هتفت مليكه بحده جاذبه ذراعه بقوه لتنحح هذه المره فى تحريره من قبضتها
=احترمى نفسك…انا مش حراميه ولا انا نصابه…
ثم حاولت الالتفاف حول المكتب و الابتعاد عن تلك المرأه الثائره لكن لحقتها راقية تقبض فوق ذراعها مرة اخرى و هى تهتف بحده
=مش هسيبك …يا نصابه فكرك هتهربى منى…
ثم اخذت تصرخ بهستريه بينما تنتفض مليكه محاوله الافلات من قبضتها
=نووح….يا نوووح…..
فتح باب المكتب فجأة ليظهر نوح بمدخله مزمجراً بحده و غضب
=ايه الدوشه دى فى ايه……….
لكنه تجمد بمكانه فور ان وقعت عينيه فوق زوجة والده المحاصره لمليكه التى كانت تحاول الابتعاد عنها و هى تصيح بغضب
=ابعدى ايدك دى انتى شكلك مجنونه و غ…
=مليكه….
صاح نوح بحده عابراً الغرفه مثل سكين حاد يشق طريقه… فاستدارت مليكه بصدمه تراقبه و هو يتقدم نحوهم و جسده يوحى بالغضب الذى يثور بداخله بينما عيناه باردتان كالجليد تسببت برجفه من الخوف فى جسدها وقف امامهم مباشرة ونظراته تركزت عليها…
اقتربت منه راقيه تشير نحو مليكه وهى تلهث بصعوبه
=نوح…نوح..دى النصابه اللى نصبت عليا فى ارض الشروق….
قاطعها نوح بهدوء
=عارف….
همست راقيه بصوت مندهش
=عارف….ولما انت عارف بتعمل ايه هنا فى مكتبك
اجابها نوح و هو يضغط على فكيه بقوة بينما عينيه مسلطه فوق مليكه التى كانت عينيها متسعه برعب داخل وجهها الشاحب مما ارسل ضيق بداخله لا يعلم سببه
=سبيها…و تعالى معايا هفهمك على كل حاجه فى مكتبى…
هتفت راقيه بغضب
=تفهمنى ايه انك مشغ……
قاطعها نوح بصوت حازم جعلها تغلق فمها على الفور وتمتثل لأمره
= سبيها يا راقيه هانم قولتلك..
افلتت راقيه ذراع مليكه على مضض مرمقه اياها بنظرة حاده لاذعه قبل ان تدلف الى داخل غرفة المكتب بخطوات غاضبه مشتعله ….
ظل نوح واقفاً بمكانه عدة لحظات يتفحص تلك الواقفه بجسد مرتجف قبل ان يقترب منها بهدوء لكن تجمدت خطواته على الفور عندما رأها تتراجع الى الخلف بخوف زمجر من بين اسنانه بغضب من نفسه اكثر منها فهو لا يجب عليه ان يتأثر بنظرة الخوف المرتسمه بعينيها المخادعه تلك
=لسانك ده لو طولتيه تانى على راقيه هانم انا هقطعهولك و هرميه لكلاب السكك انتى فاهمه….
هتفت مليكه بحده برغم الخوف الذى تشعر به
=لما تتعلموا تحترموا الناس انا كمان هحترمكوا…..
رمقها نوح بسخريه قائلاً بنبره حاده لاذعه
=نحترم مين ….نحترمك انتى….
ليكمل بصوت قاسى حاد بينما يرمقها بنظرة ممتلئه بالازدراء
=نحترم واحده نصابه حراميه سرقت فلوس ارض عارفه انه هيتبنى عليها دار للايتام…
اهتز جسدها بعنف كمن ضربته الصاعقه فور سماعها كلماته تلك فهى لم تكن تعلم بان زوجة والده ارادت الارض لبناء داراً للايتام همست بصوت مرتجف ضعيف
=دار ايتام……؟!
قاطعها نوح بقسوة و هو مرمقاً اياها بغضب
=ايه هتعملى نفسك مكنتيش تعرفي…انا فى حياتى كلها مشوفتش فى قذارتك…
شعرت كما لو ان احدهم طعنها بسكين حاد بقلبها عندما رأت الاحتقار الواضح في عينيه قبل ان يلتف ويتبع زوجة والده داخل مكتبه
انهارت مليكه فوق مقعدها تحيط جسدها المرتجف بذراعيها محاوله تهدئت ذعرها فما مرت به منذ ان التقت بنوح الجنزورى لم تتعرض له من قبل اخذت كلمات زوجة والده تصدح بداخلها كسكين حاد يمزق قلبها
فقد نعتتها بالسارقة تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها و رفرفت رموشها المبلله محاولة كبت دموعها تلك حتى لا تنهار و تتسبب فى مشهد يمكن ان يذلها اكثر ما هى تشعر بالذل والمهانه…
!!!!****!!!!****!!!!!!
فى مكتب نوح…
هتفت راقيه و قد التمعت عينيها بفرح
=يعنى بعد ال٧ شهور دول الارض هترجعلى..؟!
اومأ نوح رأسه بهدوء
لتتابع راقيه و قد التمعت عينيها بالدموع
=ربنا يخاليك ليا يا نوح انت مش عارف انا اتعرضت لكميه تريقه و سخريه ازاى من اعضاء الجمعيه ولا صحابتى اللى فى النادى زى ما يكونوا كا صدقوا….
نهض نوح وهو يبتسم بهدوء مقترباً مربتاً بحنان فوق ذراعها فهو يكن لها كل الحب والاهتمام فبرغم انها زوجة والده الا انها دائماً كانت تعامله كابن لها
=انتى زعلانه ليه دلوقتى لو على الجمعيه جبنالهم ارض اكبر واحسن من الارض التانيه…..
قاطعته راقيه وهى تضغط فوق يده
=برضو لما ارجع الارض هرجع مكانتى و هيبتى وسطهم
مينفعش رئيسة مجلس ادارة اكبر جمعية خيريه فى البلد يتنصب عليها و من حته عيله…..
لتكمل وهى تعقد حاجبيها
=بس قولى يا نوح البنت دى بتعمل ايه هنا…؟!
ابتعد عنها ملتفاً حول مكتبه عائداً الى مقعده و هو يجيبها بهدوء
=مليكه تبقى السكرتيره بتاعتى….
هتفت راقيه بحده
= يعنى ايه يا نوح بعد كل ده وشغلتها معاك هتأمن لها ازاى دى حراميه……..
قاطعها نوح رافعاً يده كاشاره لعدم اكمالها كلامها
=متقلقيش النفس مش هتقدر تاخده من غير ما اعرفه ……
اجابته راقيه وهى تعتدل فى جلستها
=المهم تاخد بالك منها البنت دى انا اللى اتعاملت معها وعارفه قد ايه انها مش سهله…
لتكمل وهى تبتسم بحنان
=ايه رايك تروح معايا و نتغدا سوا النهارده بقالنا كتير متجمعناش دايماً الشغل سارق كل وقتك
اومأ لها نوح بهدوء وهو يبتسم متناولاً هاتفه الذى يصله بالمكتب الداخلى فيجب عليه ان يجعل مليكه تغادر قبل ان يخرج مع زوجة والده حتى لا يتسببوا بحدوث مشكله اخرى بينهم
=ايوه يا مليكه تقدرى تروحى …
ثم اغلق الهاتف دون ان ينتظر حتى ان يستمع الى ردها….
ثم نهض ببطئ لكى بجهز اشياءه حتى يغادر مع زوجة والده الى المنزل….
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!!
وقفت مليكه ببهو الشركه تتلملم فى وقفتها بضيق
=ايوه يا رضوى انا خلصت شغل قدامك قد ايه … ؟!
لتكمل بهدوء
=١٠دقايق تمام خلاص هستناكى برا مش هينفع استناكى هنا
لتكمل بضيق شاعره بالاختناق يجتاحها
=هبقى اقولك يا رضوى بس لما تخلصى و تنزلى..سلام
خرجت مليكه الى خارج الشركه تتنفس بعمق محاوله تهدئت النيران التى تشتعل بداخل صدرها التفتت بحده عندما سمعت شخص يهتف باسمها
=مليكه…
شعرت مليكه بالارتباك عندما رأت عصام شقيق رضوى يقترب منها وعلى وجهه ترتسم ابتسامه مشرقه
=اخيراً خرجتى ده انا مستنيكى بقالى ساعتين …
قاطعته مليكه تهز رأسها بعدم فهم
=مستنينى……؟!
اجابها عصام بارتباك
=قصدى…قصدى يعنى مستنيكى انتى و رضوى…..
ليكمل و هو يتفحصها بعينين تلتمع بالشغف
=انتى غيرتى لبسك و قلعتى النظاره شكلك بقى حلو اوى يا مليكه
تنحنح قائلاً بينما يتلفت بعينيه حوله
=اومال فين رضوى…؟!
اجابته مليكه بهدوء
=لسه قدامها شويه…
قاطعها بينما يلتف عائداً الى موقف السيارات الخاص بالشركه
=طيب تعالى نعقد فى العربيه لحد ما تخلص
اتبعته مليكه على مضض فهى لا تريد التواجد معه بمفردهم
هتفت بارتباك فور ان رأته يقف امام سيارته يفتح لها بابها
=لا يا عصام معلش مش هينفع اركب معاك العربيه لوحدنا لما… لما رضوى تنزل..
ثم اخذت تتلفت حولها تدعو الى الله ان تأتى رضوى فى اقرب وقت وتنقذها من هذا المأزق
تجمد جسدها بصدمه عندما رأته يقترب منها يقبض على يدها بين يديه قائلاً بانفاس لاهثه
=ليه غاويه تعذبينى….مليكه انا بحبك بقالى اكتر ١٠ سنين من و انتى ف الثانوى بحاول اقنعك و انتى مفيش فايده فيكى…..
***فى ذات الوقت***
كان نوح يتجه نحو سيارته مع زوجة والده لكن تجمد فى مكانه يهتز جسده بغضب عندما رأى مليكه تقف مع احد الرجال بموضع حميمى فقد كان هذا الشاب يمسك بيدها بين يديه
تسلطت نظراته المظلمه فوق يد هذا الشاب التى كانت تلتمع بها خاتم خطوبه
شعور من الضيق سيطر عليه وفكره تضرب برأسه كالصاعقه اهى مخطوبه لهذا الشخص..
افاق من افكاره تلك على صوت زوجة والده التى هتفت بقلق عندما رأته لا يزال واقفاً بمكانه و جهه مكهفر
=نوح مالك يا حبيبى فى حاجه…؟!
اجابها بهدوء بينما يصعد الى السياره بجانبها
=لا ابداً مفيش حاجه….
ثم اشار للسائق لكى ينطلق بالسيارة…
انتزعت مليكه يدها من يد عصام هاتفه بقسوة
=عصام ياريت متنساش حدودك فى تعاملك معايا….
بعدين احترم الدبله اللى انت لابسها فى ايدك وعيب الكلام اللى انت بتقوله ده….
قاطعها عصام هاتفاً بالحاح
=مبحبهاش و لو خطبتها فخطبتها علشان احاول انساكى و مش عارف بكلمه منك دلوقتى هتخلينى اسيبها و اسيب الدنيا دى كلها علشانك…
همست مليكه بصوت مرتجف ضعيف وهى تبتعد عنه
=احنا اخوات يا عصام مش اكتر….ياريت تقول لسما ان خدت تاكسى و روحت…
ثم التفت مبتعده عنه سريعاً كمن تلاحقها الشياطين متجاهله نداءه الذى ظل يلاحقها به….
!!!!!****!!!!!****!!!!!
فى اليوم التالى…
كانت مليكه جالسه خلف مكتبها تقطع بغل احدى الاوراق فهذه هى المره الرابعه التى تحاول فيها كاتبه هذه الورقه وتفشل بسبب عقلها الشارد
=طبعاً الورقه الغلبانه اللى بتتقطع دى مكان راس نوح الجنزورى مش كده
رفعت رأسها بحده عندما سمعت هذا الصوت الساخر لتجد رجل فى عقده الثالت يستند باهمال الى باب الغرفه و فوق شفتيه ترتسم ابتسامه لعوبه مد يده اليها عندما رأها تنظر اليه بارتباك
=منتصر امين…تقدرى تقولى الدراع اليمين لنوح
ليكمل و هو يغمز لها بعينه
= و ابن خالته وسطه يعنى
انفجرت مليكه بالضحك وهى تمد يدها تسلم عليه
=اهلاً بحضرتك و انا……
قاطعها بهدوء
=مليكه المحمدى…
تلاشت الابتسامه التى فوق وجهها ببطئ فبالتأكيد اذا كان الذراع الايمن لنوح فبالطبع يعلم عنها…
افاقت من افكارها تلك على صوت منتصر
=سرحتى فى ايه… كده
ليكمل وهو ينحنى نحوها لكنها تراجعت للخلف مبتعده عن يده التى قام بمدها نحوها
=متخفيش…
ليكمل وهو ينتزع احدى الاوراق التى علقت بشعرها الاشقر الحريرى ليسلمها الورقه بيده قائلاً بمداعبه
=انتى بتقطعى الورق وبتحفظيه فى شعرك
انفجرت مليكه ضاحكه
غافله عن نوح الذى كان واقفاً بمدخل مكتبه يراقب ذلك المشهد و جسده ينتفض صاح بحده لاذعه
=منتصر…..
التفت اليه منتصر و هو يهتف
=ايه ده انت جيت اخيراً بقالى ساعه مستنيك يا راجل….
وقفت مليكه تراقب بدهشه وجه نوح المتصلب بغضب بينما يتجه نحو مكتبه بينما يتبعه منتصر للداخل مغلقاً الباب خلفهم
هزت كتفيها بلامبالاه فلا يهمها ما الذى اغضبه طالما ان غضبه هذا لن يطالها….
!!!!****!!!!*****!!!!!!
فى وقت لاحق…
كان نوح جالساً خلف مكتبه ينقر اصابعه بغضب فوق سطح المكتب و ذهنه شارد بما اخبره به المحقق الذى كلفه بالامس بالبحث حول مليكه حتى يعلم ان كانت مخطوبه ام لا
فقد كانت غير مخطوبه اذا من هذا الشخص الذى كان يقف معها بالامس يمسك بيديها كالعاشق الولهان ثم اتى اليوم ليراها واقفه تتغزل بمنتصر و تضحك معه كالعاهره ضرب سطح مكتبه بغضب فهو لايعلم لما يهمه هذا… او لماذا يغضبه
سمع طرقاً فوق الباب لتدلف بعدها مليكه الى الغرفة اخذ يتأمل فستانها الاسود الذى يلتصق بجسدها مظهراً منحانياتها التى تخطف انفاسه
=ده الملف اللى حضرتك طلبت منى امبارح اكتبه على الكمبيوتر….
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات الي الخلف عندما وجدته ينهض من فوق مقعده يقترب منها بخطوات متكاسله بطيئة بينما عينيه تلتمع بشئ بث الرعب بداخلها
اخذت تتراجع الى الخلف لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسد نوح الصلب الذي اصبح يقف امامها مباشرة و اضعاً ذراعيه فوق الحائط بجانب وجهها محاصراً اياها
انحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ
مقرباً شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش مثير
=ايه رأيك لو نلعب لعبه جميله مع بعض….
همست مليكه بصوت مرتجف و هى تحاول ارجاع رأسها للخلف بعيداً عن يده
=ل..لعبة…ايه…ابعد ايدك دى….
همس باذنها مما جعل انفاسه الحاره تمر فوق عنقها
=هنلعب عريس و عروسه..
اخذت مليكه تقاومه بقوة محاوله الافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حولها همست بصوت مرتعش ضعيف شاعره بكامل جسدها ينتفض من شده الذعر
=ابعد…ابعد عنى انت شكلك اتجننت…
لوى فمه بسخريه هامساً وهو يمرر عينيه فوق جسدها بنظرة موحيه
=متقلقيش هتاخدى تمن وقتك مش ببلاش يعنى…
وضعت يديها فوق صدره تدفعه بقوه بعيداً عنها هاتفه بشراسه
=انت…انت انسان مريض ابعد عنى بقولك….
احاط خصرها بأصابعه يعتصره بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت منخفض لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره له اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=ايه هو لازم اكون خاطب او متجوز زى منتصر و اللى كنت معاه امبارح علشان توافقى…
شعرت مليكه بالارتباك من كلماته تلك لتعلم بانه قد شاهدها بالامس مع عصام همست بشفتين مرتجفتين
=انت..انت فاهم غلط
احنى رأسه نحوها متمتماً بسخريه لاذعه
=طيب ما تفهمنى انتى الصح…
اخذت مليكه تراقب شفتيه و هى تقترب من شفتيها لتفهم على الفور انه على وشك تقبيلها دفعته فى صدره بكامل قوتها التى لا تعلم من اين اتتها
مما جلعه يتراجع الى الخلف عده خطوات لم تشعر بنفسها الا و هى تلطمه بقوه فوق خده بصفعه مدويه
وقفت بجسد مرتجف تراقب باعين تلتمع بالذعر خده الذى احمر بشظه بينما علامات اصابعها قد ظهرت به..
ابتلعت الغصه التى تشكلت بحلقها عندما رأت وجهه قد اسود من شده الغضب بينما يقترب منها مره اخري وعلامات الشر ترتسم فوق وجهه…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ظلها الخادع)
في نهاية مقال رواية ظلها الخادع الفصل الثالث 3 بقلم هدير نور نختم معكم عبر بليري برس