منوعات

رواية قطة في عرين الاسد الفصل التاسع عشر 19 بقلم بنوتة أسمرة

من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية قطة في عرين الاسد الفصل التاسع عشر 19 بقلم بنوتة أسمرة ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة

رواية قطة في عرين الاسد الفصل التاسع عشر 19 بقلم بنوتة أسمرة 

الحلقة19 … قطه فى عرين الاسد 

بعد ساعة .. حضر المأذون بصحبة “مراد” وفى مشهد غريب عجيب فى أحد زوايا المستشفى .. بدأت مراسم الزواج وأخذ المأذون يلقن كلماته لـ “عبد الرحمن” و “مراد” .. والتى انتهت بـ “مراد” وهو يقول بحنق وضيق شديد :
– قبلتُ زواجهــا
تنهدت “بهيرة” فى راحة وتوجهت الى غرفة “مريم” .. واقتربت من فراشها قائله بحنان :
– خلاص يا بنيتي كتبوا الكتاب
شعرت “مريم” بالألم فى قلبها وروحها ورغماً عنها تساقطت العبرات على وجنتيها وهى تحاول أن تكتم شهقات بكائها .. قالت جدتها لـ “بهيرة” فى حده :
– خلاص عيملتوا اللى رايدينه .. حججتوا حلمكوا بجواز ابنكوا من بنتنا

نظرت اليها “بهيرة” وقالت :
– فى حاجات كتير ما بتعرفيها .. وآنى مستحيل أضر “مريم” واصل
ثم التفتت الى “مريم” قائله :
– شدى حيلك يا بنيتي عشان تسافرى على مصر فى أجرب وجت .. لازمن تبعدى عن المشاكل اللى اهنه .. ومتجلجيش واصل “مراد” ولد خوى راجل وهيعرف يحافظ عليكي لحد ما أجيلك
ثم اقتربت من أذنها هامسه :
– بس لحد ما أجيلك متجبيش سيرة لحدا عن موضوع “ماجد” .. احنا مش ناجصين مشاكل دلوجيت .. ماشى يا ابنيتي
أومأت “مريم” برأسها فى صمت وهي تشعر بالإرهاق والوهن .. قالت “بهيرة” 
– هسيبك دلوجتى ترتاحى 
خرجت “بهيرة” من الغرفة واقتربت من “مراد” الذى كان واقفاً وعلامات الغضب والضيق على وجهه وقالت :
– اسمعنى امنيح .. أول ما تجدر تجوم وتجف على رجلها تاخدها طوالى على مصر .. وآنى هبجى أحصلكوا بس لما أطمن على الحال اهنه
أومأ “مراد” برأسه بصمت فأكملت قائله :
– مش لازمن أمك وأخواتك يعرفوا باللى حوصل 
قال “مراد” بسخريه وتهكم :
– أمال أقولهم ايه .. حب من أول نظرة .. ومقدرتش أستنى لما أرجع القاهرة فكتبت عليها فى الصعيد من غير ما أعرف حد منكم ! .. لا وكمان مش قادر أتحمل فراقها فعجلت بالدخله وجبتها فى ايدي على القاهرة
قالت “بهيرة” بحده :
– جول اللى تجوله .. المهم مش عايزه أمك تعرف ان جوازتك فيها مشاكل .. مش عايزاها تسود عيشة البنيه .. لحد ما أجيلكم ونشوف حل للمشكلة دى
ثم أكملت بحزم :
– خلى بالك منيها امنيح حطها جوه عينك .. البنيه غليانه وملهاش حدا .. دى أمانه فى رجبتك حافظ عليها لحد ما أرجعلك
قال “مراد” بنفاذ صبر :
– ربنا يسهل .. ولو انى مش طايق حتى أشوفها أدامى .. مش عارف ازاى هتحمل انى أدخلها بيتي وأأعدها مع ماما وأخواتى البنات
قالت “بهيرة” :
– متظلمهاش يا ولدى .. متظلمهاش
أقبل الطبيب مطمئناً الجميع على وضع “عثمان” قائلاً :
– الحمد لله جميع الأعضاء سليمه والمطوة اتضربت فى مكان خالى من الأعضاء .. هو بس نزف كتير ومحتاجين نقل دم لان فصيلته مش متوفره حدانا
قال “سباعى” بإهتمام :
– فصيلته ايه يا دكتور ؟
قال الطبيب :
– b نيجاتيف
قال “مراد” بسرعة :
– نفس فصيلتي
التفت اليه الطبيب قائلاً :
– طيب اتفضل معانا عشان ناخد منك عينه الأول نحللها
ربت “عبد الرحمن” على كتف “مراد” قائلاً :
– ربنا يبارك فيك يا ولدى

*******************************************

فى صباح اليوم التالى دخل “عبد الرحمن” غرفة حفيدته بالمستشفى للإطمئنان على صحتها .. وجدها جالسه فى فراشها ساكنه صامته تراقب السماء من شباك الغرفة .. اقترب منها قائلاً :
– كيفك دلوجيت 
قالت بصوت مبحوح وكأنها انتهت للتو من البكاء :
– الحمد لله
جلس “عبد الرحمن” بجوارها على الفراش وأخرج من جيبة ورقة وفتحها أمام عينيها وأشار بإصبعه على موضع بها وقال :
– دى شهادة وفاة زوجك الأول .. مكتوب اهنه اسمه .. “ماجد خيري الهواري” .. انتى كنتى بتعرفى انه من عيلة “الهوارى” اللى بينا وبينها مشاكل ؟
هزت “مريم” رأسها نفياً وقالت :
– لأ مكنتش أعرف .. معرفتش غير لما جيت هنا
طوى “عبد الرحمن” الورقة وقال بحزم :
– اوعى تجيبي سيره لحدا واصل انك كنتى مرت “ماجد” .. وخصوصى “مراد” اوعى تجبيله سيره واصل .. لانى معرفش أبوه جاله ايه وفهمه ايه .. ومش عايزه يأذيكي يا بنيتي
قالت “مريم” بإستغراب :
– مش فاهمه .. ليه يأذيني لما يعرف انى مرات “ماجد” .. وليه الأسرار دى كلها .. وليه محدش بيجيب سيرة “ماجد” هنا كأنه مكنش موجود .. ليه كل ده
قال “عبد الرحمن” بحزم :
– فى حاجات كتيره مبتعرفيهاش ومادام أبوكى الله يرحمه مجالكيش عليها يبجى الأحسن تفضلى مش عارفاها .. أهم حاجه اوعى تجيبي سيره لزوجك انت كنتى مرت أخوه أو انك بتعرفى مكان أخوه
صمت قليلا ثم قال :
– “بهيرة” بتعرف مش اكده
أومأت “مريم” برأسها قائله :
– أيوة عارفه .. وهى كمان قالتلى مجبش سيرة لحد
تمتم “عبد الرحمن” :
– كنت متأكد انها بتعرف .. وعشان اكده جوزتك لـ “مراد” مش لـ “جمال” 
اقترب منها ووضع يده على ذراعها ونظر الى عينيها وقال بصرامة :
– الحاجة الوحيدة اللى بدك تعرفيها وتكون متأكده منيها ان أبوكى كان راجل زين ولا كل الرجال وكان يعرف ربنا .. مهما سمعتى غير اكده اوعى تصدجى أى كلمه تتجال على أبوكى 
صمت “عبد الرحمن” قليلاً ثم قال :
– وينها “زهرة” أم “ماجد” .. لساتها عايشه ؟
قالت “مريم” بأسى :
– أيوة عايشة .. فى دار مسنين .. حالتها الصحية صعبة جدا .. مبتتكلمش ومبتتحركش .. صدمة موت “ماجد” الله يرحمه كانت شديده عليها أوى .. خاصة بعد وفاة بابا وماما واختى .. مقدرتش تتحمل كل ده وراحت فى دنيا تانيه
قال “عبد الرحمن” بأسى :
– اتعذبت كتير جوى .. واتظلمت كتير جوى .. ربنا يشفيها ويبرد نارها 
ثم قال شارداً :
– يا ترى يا “بهيرة” ناويه على اييه .. هتكشفى المستور ولا هتسيبى كل حاجه لحالها اكده
نظرت “مريم” اليه بإستغراب .. شعرت بأن هناك أشياء كثيرة تخفى عليها .. صممت بينها وبين نفسها أن تكشف كل تلك الأسرار .. لكن دون أن تفضح أمرها كما أمرها “عبد الرحمن” و “بهيرة” .. أخذت تتساءل … لماذا يحذرها الجميع من اخبار “مراد” بأنها كانت تعرف أخيه .. تُرى هل يعرف أصلاً أن لديه أخ .. واذا كان يعرف فلماذا لم يتلقى مع “ماجد” أبداً .. “ماجد” نفسه لم يخبرها أبداً بأن له أخ .. تُرى هل كان “ماجد” يعرف وأخفى ذلك عليها .. أم هو مثلها لم يكن يعرف بوجود هذا الأخ !!

***********************************************

– ماشى موافقة
نطقت “نرمين” بهذه العبارة وهى تشعر بشئ من التوتر الممزوج بالفرحه .. قال الصوت الرجولى بلهفه وسعاده :
– حبيبتى أنا مش قادر أوصفلك فرحتيني أد ايه .. أخيراً هشوفك .. ياااه انتى كنتى وحشانى أوى يا “نرمين”
ابتسمت بخجل وقالت :
– بس مش عايزة أتأخر .. نص ساعة بس 
قال بسرعة :
– أمرك يا حبيبتى متقلقيش هنتكلم مع بعض ونحط النقط على الحروف بس .. مش عايز أكتر من كده
ثم قال بلهفه :
– تحبيى نتقابل امتى وفين ؟
قالت “نرمين” بحيرة :
– مش عارفه .. بس ياريت يكون مكان عام وفيه ناس كتير 
ضحك الرجل وقال :
– انتى خايفه منى ولا ايه 
قالت بتوتر :
– لأ بس مش هينفع أقابلك الا فى مكان عام
– طيب يا حبيبتى مفيش مشكلة هختار كافيه كويس ومليان ناس على آخره عشان تبقى مطمنه .. اتفقنا
ابتسمت قائله :
– اتفقنا
قال بلهفه :
– امتى ؟
فكرت قليلاً ثم قالت :
– يفضل النهاردة .. لان “مراد” احتمال يرجع فى أى وقت .. ولو رجع مش هعرف أخرج بسهوله
– خلاص اتفقنا النهاردة فى أى ساعة تحدديها .. وهفضى نفسي عشانك .. هنتظر منك تليفون تعرفيني المعاد اللى يناسبك
قالت بخجل :
– خلاص اتفقنا هشوف ظروفى هنا وهعرف أخرج امتى وأكلمك
– منتظر مكالمتك على أحر من الجمر يا حبيبتى .. هتوحشيني لحد ما اشوفك .. خلى بالك من نفسك .. لا اله الا الله 
تمتمت مبتسمه :
– محمد رسول الله
أنهت المكالمة وهى تشعر بسعادة بالغه وبقلبها يقفز فرحاً .. فتحت دولاب ملابسها لتختار ما سترتديه فى تلك المقابله .. أخرجت معظم دولابها على السرير ووقفت أمام المرآه تحاول اختيار ما تراه جميل عليها .. نظرت الى ملابسها بحنق .. فقد كانت محتشمة للغاية .. ودت لو كان لديها شيئاً ضيقاً أكثر ليبرز جمال جسدها الأنثوى .. زفرت فى ضيق وهى تجرب ملابسها لتختار من بينهم .

**********************************************

خرج “جمال” من غرفة العمليات للمرة الثانيه .. طمأنهم الطبيب على حالته .. وعلى نجاح العمليه .. وأذن بالخروج لـ “مريم” .. خرجت “مريم” بصحبة جدها وجدتها وتوجهت فى بيتهما .. استقبلتهم “صباح” قائله :
– كيف “عثمان” دلوجيت يابوى
– الحمد لله يا بنيتى امنيح .. آنى جيت أوصل “مريم” وأمك يرتاحوا ورايح تانى دلوجيت على المستشفى 
قالت “صباح” بلهفه :
– طيب خدنى معاك يا بوى

فى المستشفى وفى غرفة “جمال” .. التف حوله “سباعى” و زوجته و “مراد” و “بهيرة” .. قالت أمه وهى تجلس بجواره باكيه :
– عين وصبتك يا ولدى عين وصبتك
قال “سباعى” :
– الحمد لله انها جت على أد اكده
قال “جمال” :
– مسكوا اللى طخنى ؟
تنهدت أمه فى حسره قائله :
– لا يا ولدى لسه الشرطة بتحجج
قال “جمال” بتهكم :
– هو الموضوع محتاج تحجيج .. أكيد اللى طخنى واحد من عيلة “السمري” ومش بعيد يكون “عثمان”
صاحت “بهيرة” بحده :
– وايه دليلك على اكده .. ولا رمى الناس بالباطل بجه سهل أوى اكده
ابتسم “جمال” بخبث قائلاً :
– يعملوا اللى يعملوه المهم انى هتجوز بنتهم
نظر الجميع الى بعضهم البعض ثم نظروا الى “مراد” الذى كان واقفاً دون أن يظهر أى شئ على وجهه .. فقالت أمه :
– يا ولدى خلاص .. الموضوع ده اتحل
قال “جمال” بدهشة :
– موضوع ايه اللى اتحل
قال “سباعى” :
– خلاص يا ولدى بنت علية “السمري” اتكتب كتابها
صاح “جمال” بحده :
– اتكتب كتابها على مين ؟
قال “سباعى” وهو يشير الى “مراد” :
– على ولد عمك
نظر “جمال” الى “مراد” بغضب :
– ليه تعمل اكده يا ولد عمى .. ليه تعمل اكده .. انت عارف انى كنت هتجوزها
قال “مراد” بحنق شديد :
– والله ان كان عليا أنا مش طايق أسمع اسمها اصلاً ولا عايز اتجوزها .. ولو الموضوع اتحل دلوقتى أنا مستعد أطلقها وأخلص من المصيبة اللى ربنا ابتلانى بيها دى
اقتربت “بهيرة” من فراش “جمال” وأمرت الجميع بالخروج للتحدث هى و “جمال” بمفردهما .. خرج الجميع فنظرت الى “جمال” وقالت بصرامة :
– آنى بعرف امنيح انت ليه عيملت اكده يا ولد خوى
صمت “جمال” ولم يرد فأكملت قائله وهى تمعن النظر اليه :
– انت كان بدك تنتجم من “خيري” نفسه .. ولما عرفت انه مات بجيت زى المجنون مستنى أى معلومة عن ولاده .. وأنى متأكده ان فى حدا من عيلة “السمري” بينجلك المعلومات دى .. كنت بتعرف ان “عبد الرحمن” بيدور على ولاد ابنه .. وكنت مستني يظهرله ولد عشان تفتن عنه لعيلة “المنفلوطى” .. لكن اتحسرت لما عرفت ان عنده بنت واحده .. ففكرت بطريجه تانيه للانتجام .. طريجه ترد بيها اللى حوصل زمان .. فوجعت البنية فى روطة وخليت علية “السمري” هما اللى يترجوك تتجوزها .. وانت ما بدك الا الانتجام من “خيري” فيها .. مش اكده يا ولد خوى
ظل “جمال” محتفظاً بصمته فنظرت اليه “بهيرة” بإحتقار قائله :
– مكنتش أعرف ان جواك حقد وغل اكده .. انت جواك سواد كبير يا “جمال” .. والسواد اللى فى جلبك ده عامى بصرك وبصيرتك وهيضيعك لو مافوجتش لنفسك يا ولدى .. النار مبتحرجش غير صاحبها .. فوج لنفسك واتعظ من اللى حصلك .. ده ذنب البنيه المسكينه اللى افتريت عليها وطعنت فى شرفها .. لو ضميرك مفاجش وصحى .. يبجى متلومش الا نفسك لان انتجام ربنا كبير .. ودعوة المظلوم مستجابه .. خاف من مكر الله يا ولدى خاف .. انت لساتك محتاج علاج كتير عشان تجدر تجف على رجلك من جديد .. ويا عالم هتجف ولا لا .. انت محتاج لربنا جمبك .. كيف هتدعى ربنا انه يشفيك وانت ظالم اكده .. كيف بدك ربك يستجيبلك وينجيك من اللى انت فيه وانت ظالم حرمه بتدعى عليك ليل ونهار .. بكررهالك تانى يا ولدى .. دعوة المظلوم مستجابه ومفيش بينها وبين الله حجاب .. هاى البنت ضعيفة ولحالها لكن سلاحها هو دعاها .. والسلاح هاد أقوى من ميت طبنجه وبندقيه .. سلاح فتاك يا ولدى خاف منيه 
قالت ذلك ثم خرجت وتركت “جمال” خلفها واجماً شارداً .

****************************************

توقفت سياره فارهه على بداية الشارع المؤدى الى شركة الدعاية .. ما هى إلا لحظات حتى أتت “سهى” من بعيد تتهادى فى خطواتها .. فتحت باب السيارة وركبت والتفتت بجانبها وقالت مبتسمه :
– ازيك يا “سامر”
ابتسم لها قائلاً :
– ازيك انتى يا “سهى
قالت برقه :
– كويسه الحمد لله
انطلق بسيارته ثم التفت اليها متطلعاً اليها بجرأة قائلاً :
– بس ايه القمر ده .. انتى كل مرة أشوفك فيها بتبقى أحلى من المرة اللى قبلها 
ضحكت بدلال قائله :
– دى أقل حاجه عندى
صاح بمرح :
– يا جامد انت
ثم قال :
– تحبي نروح سينما .. بقالى كتير أوى مدخلتهاش
قالت مبتسمه :
– مفيش مشكلة .. نروح سينما
توقفا أمام باب السينما يتفحصان الأفلام المعروضة .. قال “سامر” رومانس ولا أكشن ؟
التفتت اليه قائله بدلع :
– رومانس طبعاً مليش فى جو العنف ده
اقترب منها قائلاً :
– أحبك وانت رومانسي .. أنا كمان طالبه معايا رومانسية النهاردة
قطع “سامر” التذاكر ودخلا الى القاعة وجلسا فى مقعدهما .. بدأ عرض الفيلم .. وتشابكت الأيدي ومال بجسده تجاهها ليلتصق بها دون ممانعة منها .
ساعدت جدة “مريم” فى توضيب أغراض “مريم” فى حقيبتها .. كانت “مريم” تشعر بالحزن والاسى لإضطرارها مغادرة بيت جدها .. اقتربت منها جدتها وعانقتها قائله :
– متجلجيش يا بنيتي مش هنتركك لحالك .. هنيجي نزورك .. ولما الحال يهدي اهنه أكيد هتيجي تزورينا
ترقرقت العبرات فى عين “مريم” وقال :
– مكنتش حابه أسيبكوا .. وياريتنى هرجع أعيش لوحدى .. لأ ده انا هعيش مع واحد معرفوش
قالت جدتها بأسى :
– ربنا يريح جلبك يا بنيتي ويسعد أيامك .. معلش ربنا وكيلك
تمتمت “مريم” :
– ونعم بالله
دخل جدها الغرفة واقترب منها مقبلاً رأسها قائلاً :
– لو احتجتى لأى حاجه اتصلى بينا هكون عندك طوالى .. وآنى كل فترة والتانية هتلاجيني حداكى فى مصر
ابتسمت له “مريم” بتأثر وقالت :
– تسلم يا جدو
عانقها “عبد الرحمن” والدموع تترقق فى عيناه وقال :
– على عيني أتحرم منيكي يا بنيتي .. بس ان شاء الله هتلاجيني حداكى دايماً .. واعرفى ان اهنه ليكي عيلة وعزوه .. وهنكون جمبك دايماً .. وبيتنا مفتوح ليكي فى أى وجت
تساقطت العبرات فى عينيها وهى تتعلق بثيابه كما تعلقت بها من قبل .

**************************************

– يعني ايه اتجوزت يا “مراد” ؟!
هتفت “ناهد” بتلك العبارة فى دهشه وهى تستمع الى خبر زواج ابنها منه عبر الهاتف فقال “مراد” بحنق :
– اللى حصل يا ماما
قالت أمه بحده :
– يعني ايه اللى حصل .. وطالما لقيت عروسه وعجبتك ليه ما قولتليش .. وهو فى حد يكتب كتابه فجأة كده ومن غير خطوبه
قال “مراد” بنفاذ صبر :
– اللى حصل .. المهم دلوقتى احنا راجعين النهاردة ان شاء الله 
قالت “ناهد” بدهشة:
– انتوا مين ؟
– أنا وهى
– ازاى يعني ؟ .. وعمتك ؟
– لا هتفضل هنا شوية
قالت “ناهد” وهى تتنهد بضيق :
– هقولك ايه يعني .. صحيح أنا كان نفسي انك تتجوز النهاردة قبل بكرة .. بس كان نفسي أفرح بيك وأحضر كتب كتابك
صمتت قليلاً ثم قالت مستفهمه :
– كتب كتاب بس مش دخله مش كده ؟
قال “مراد” بعصبيه :
– بقولك يا ماما راجعه معايا 
صاحت “ناهد” بغضب :
– وكمان دخله .. ده انت بتستهبل بجد يا “مراد” .. ايه ده عمرى مشوفتش جوازه فى كام يوم .. اهلها ازاى رضيوا بكده .. انت فى حاجه مخبيها عليا ؟
قال “مراد” بنفاذ صبر :
– لأ مفيش حاجه مخبيها .. وبعدين أهلى وأهلها عارفين بعض كويس .. يعني الموضوع بالنسبه لهم مش غريب .. وبجد مش هعرف أتكلم دلوقتى لانى مشغول جداً .. أنا جاى النهاردة بالليل نبقى نتكلم براحتنا 
قالت وهى تحاول اخفاء ضيقها :
– ماشى يا “مراد” .. منتظراك انت وعروستك .. مش عارفه أقولك ايه .. مبروك يا ابنى .. طالما انت مرتاح ومبسوط أنا كمان هبقى مرتاحه ومبسوطه
تنهد قائلاً :
– الله يبارك فيكي 
أنهى المكالمة وهو يزفر بضيق .. كان يشعر بغضب شديد لهذا المأذق الذى وجد نفسه بداخله .. وهذا الزواج الذى يرفضه عقله تماماً

الفصل العشرون من هنا 


في نهاية مقال رواية قطة في عرين الاسد الفصل التاسع عشر 19 بقلم بنوتة أسمرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى