منوعات

رواية قطة في عرين الاسد الفصل الثالث عشر 13 بقلم بنوتة أسمرة

من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية قطة في عرين الاسد الفصل الثالث عشر 13 بقلم بنوتة أسمرة ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة

رواية قطة في عرين الاسد الفصل الثالث عشر 13 بقلم بنوتة أسمرة 

الحلقة13 … قطه فى عرين الاسد 

دخل “مراد” الى مكتبه .. وبعد دقائق حضر “طارق” الذى جلس قبالته على المكتب وهو يقول :
– ايه الأخبار .. المحامى عمل ايه مع “حامد”
قال “مراد” بهدوء وهو يتفحص الملفات أمامه :
– خلاص فضينا الشراكة ودفعنا الشرط الجزائي
قال “طارق” بإرتياح :
– أحسن غار فى داهيه
وضع الملف الذى فى يده أمام “مراد” الذى نظر اليه قائلاً :
– ايه ده ؟
ابتسم “طارق” قائلاً :
– ده شغل الفنانه اللى ماسكلنا الحملة
أخذ “مراد” الملف وتطلع الى التصميمات بإمعان .. ثم قال :
– تمام .. ممتاز
شرد “طارق” قليلاً .. تطلع اليه “مراد” قائلاً :
– هنبدأ امتى 
قال “طارق” :
– متقلقش احنا مجهزين كل حاجه وعلى أول الاسبوع ان شاء الله كل الناس هتعرف اسم الماركة بتاعتنا
أومأ “مراد” برأسه وترك ملف التصميمات وعاد الى تفحص الملف الذى أمامه .. نظر اليه “طارق” قائلاً :
– “مراد” عايز أسألك على حاجه
قال “مراد” دون أن يرفع نظره اليه :
– اسأل
بدل على “طارق” التردد قليلاً لكنه قال :
– ازاى تلفت نظر واحدة ليك .. اذا كانت قفله كل الأبواب فى وشك
تطلع “مراد” الى “طارق” فى صمت .. ثم ابتسم قائلاً :
– هى مطلعه عينك أوى كده
ابتسم “طارق” قائلاً:
– بصراحة أيوة .. يعني حتى الكلام مش عارف أتكلم معاها .. بحسها انها بتقطم فى الكلام .. وكلامها ناشف وجد أوى
صمت “مراد” وأخذ يفكر قليلاً ثم قال :
– طيب خلى بالك ليكون فى حد فى حياتها
قال “طارق” بثقه :
– لأ مفيش .. هى كان مكتوب كتابها وبعدين مات من فترة .. وهى مش مرتبطة دلوقتى
قال “مراد” :
– بص يا “طارق” أنا مبحبش اللف والدوان .. أنا مليش الا فى الكلام المباشر .. يعني أنا لو مكانك هروحلها وأقولها أنا معجب بيكي .. وعايز أتقدملك .. ده لو انت فعلاً معجب بيها وسألت عنها كويس وواثق من أخلاقها وواثق انها انسانه كويسه وتصلح زوجه ليك
فكر “طارق” قليلاً ثم قال :
– يعني رأيك أقولها كده خبط لزق انى عايز أتجوزها على الرغم من انها مش مديانى وش خالص
قال “مراد” وهو يعاود فحص الملفات التى امامه :
– أنا قولتلك لو أنا مكانك كنت هعمل ايه .. انت حر بأه اختار الاسلوب اللى يناسبك .. لكن أنا بحب أجيب من الآخر
أخذ “طارق” يفكر فى كلام “مراد” .. وقد بدأ يميل الى وجهة نظره.

*****************************************

عاد “مراد” الى بيته وبصحبته “سارة” التى أشارت لها “نرمين” للذهاب الى غرفتها .. نظرت اليها “نرمين” وقالت بمرح :
– ها قوليلى عملتى ايه .. شوفتى “طارق”
ألقت “سارة” حقيبتها على السرير وقالت بحنق :
– لأ مشفتش حد .. مشفتش أى حد .. لا “طارق” ولا غير “طارق”
قالت “نرمين” بدهشة :
– ازاى يعنى
صاحت “سارة” بغضب :
– أخوكى دفنى فى مكتب فى آخر دور فى الشركة .. وأعدت طول النهارد أدخل أرقام على البرنامج بتاع الشركة لما خلاص جالى حول
ضحكت “نرمين” بسخرية قائله :
– كان لازم أتوقع كده .. أنا برده استغربت لما “مراد” وافق .. قولت يمكن تعبان ولا حاجه .. لكن كده اتأكدت انه سليم
جلست “سارة” على فراشها قائله :
– يعني لا شوفت “طارق” .. ولا شكلى هشوفه .. وبالمنظر ده شكلى هتعمى قريب ومش هشوف حد أصلاً
ضحكت “نرمين” وربتت على كتفها قائله :
– لينا الجنة يا بنتى لينا الجنة .. أنا راحه أوضتى
دخلت “نرمين” غرفتها .. لتجد هاتفها يرن .. ردت قائله :
– السلام عليكم
أتاها صوت رجل عبر الهاتف :
– ألو .. الآنسه “نرمين”
قالت “نرمين” بإستغراب :
– أيوة أنا .. مين حضرتك
قال الرجل بصوت رخيم :
– أنا واحد عارفك بس انتى متعرفيهوش
قالت “نرمين” بحده :
– انت بتستهبل 
قال الرجل :
– لأ مش بستهبل تحبي أثبتلك
قالت بحده :
– أنا هقفل السكة .. متتصلش هنا تانى
قال الرجل بسرعة قبل أن تغلق الخط :
– اسمك “نرمين خيري” وأخوكى الكبير “مراد” و عندك أخت أكبر منك اسمها “سارة” ووالدك متوفى .. وانتى فى آخر سنة فى الجامعة .. وعندك 22 سنة 
قالت “نرمين” بإستغراب شديد :
– انت عرفت المعلومات دى كلها ازاى .. انت مين بالظبط ؟
قال الصوت هامساً :
– أنا معجب
قالت بسخريه :
– نعم .. معجب !
قال بنفس الصوت الهامس :
– أنا مش معجب بس أنا عاشق ولهان
قالت “نرمين” بحده :
– لو ماقولتش انت مين هقفل السكة
قال الرجل :
– بكرة تعرفى انى مش بعاكس يا “نرمين” .. وانى فعلا معجب بيكي .. وحابب أتعرف عليكي
قالت بحده :
– أنا مبتعرفش على حد
– أنا مش أى حد يا “نرمين أنا الراجل اللى هيبقى جوزك .. يعني تتكلمى معايا بإسلوب أحسن من كده
أغلقت الخط فى وجهه وهى تشعر بالدهشة من جرأة ذلك الرجل الذى يعرف عنها كل شئ .. جلست شاردة تحاول أن تخمن من يكون هذا الرجــل !

*************************************

تقابلت “صباح” مع “جمال” فى مكانهما المعتاد خلف أحد الأبنية التى لم يتم الانتهاء من بنائها .. قال “جمال” وهو يمعن التفكير :
– يعني هيا هتيجي كمان كام يوم .. وهتعيش حداكوا على طول
قالت “ًصباح” :
– بوى جال انها هتعد شهر وبعدين تشوف هتعد حدانا ولا هترجع مصر
نظر اليها “جمال” قائلا :
– شكلها اييه .. حلوة ؟
صاحت “صباح” بغضب :
– مالك انت حلوة ولا مش حلوة .. ان شاء الله تطلع قرد مسلسل انت مالك
قال “جمال” ضاحكاً :
– انت بتغيري ولا اييه
قالت “صباح” بحده :
– “جمال” آنى روحى فى مناخيري كفاية عليا المحروسة اللى عمالين يستعدوا لاستجبالها ولا كأن الوزير هيزورنا
قال “جمال” ساخراً :
– طبعاً مش بنت “خيري” 
ثم أكمل بغل :
– “خيري” اللى ضيع مستجبل عمى واتشرد بسببه
قالت “صباح :
– تانى يا “جمال” ليه بتفتح الموضوع ده تانى عاد
قال “جمال” ببرود :
– خلاص جفلنا عليه
اقتربت منه “صباح” قائله :
– “جمال” آنى بدى نتلم فى بيت واحد بجه
قال لها “جمال” بنفاذ صبر :
– يووووه انتى يا معندكيش حكى الا حكى الجواز ده 
صاحت “صباح” بغضب :
– اييوه آنى كنت حسه من الأول انك بتلعب بيا يا “جمال” .. كنت عايزنى أجيبلك أخبار الخلج حدانا مش اكده .. ومبدكش تتجوزنى واصل .. آنى اللى غلطانه أصلا وأستاهل ضرب التييييييت انى سمحت لواحد من عيلة “الهوارى” انه يجرب منى وهو مكنش يحلم يشوفنى حتى فى منامه
صاح “جمال” بتهكم :
– ليه فاكره نفسك مين عاد يا “صباح” .. متفوجى لنفسك وشوفى انتى من عيلة مين وآنى من عيلة مين .. انتى فاكره انى ممكن أتجوز واحدة من عيلتكوا .. ده انتوا أساساً عيلة تييييييييييييييت ومستحيل أتجوز منيكوا
دفعته “صباح” بيدها بغضب وقالت :
– والله العظيم لنتجم منيك يا جمال بكرة تشوف صباح هتعمل فيك اييه
دفعها “جمال” بيده قائلا :
– ابجى وريني هتعملى اييه .. هتروحى تجولى لأبوكى “جمال” كان بيسرح بيا يابوى .. عشان خوكى “عثمان” يفرغ طبنجته فى راسك ونرتاح منيكي
قال ذلك وانصرف .. وتركها تتلوى من الغضب والحقد والرغبة فى الإنتقام لكرامتها المهانه .

*****************************************
خرج “مراد” من شركته وطلب من السائق ايصال “سارة” الى الفيلا .. ثم التفت اليها قائلاً :
– مش هروح دلوقتى هتمشى شوية
– طيب والعربية يا أبيه 
– مش مشكلة هاخد تاكسي
سار “مراد” فى شوارع القاهرة وتحت سمائها .. جلس على أحد الكافيهات المطلة على النيل .. وأخذ يتطلع اليه متئملاً ما حوله .. أخرج من جيبه دفتر صغير وقلم أنيق .. ظل يسطر بضع كلمات .. سرقه الوقت .. واندمج فى الكتابه .. كان متنفسه الذى يعشقه .. هو الكتابه .. كلما شعر بالرغبة فى البوح بمكنونات نفسه أخرج دفتره وقلمه ودون ما يشعر به من مشاعر وأحاسيس خفيه .. لا يعلمها الا هو وربه .. دفتر وراء دفتر .. حتى تجمع لديه أعداد كبيرة منها .. يحتفظ بها فى خزينة مكتبه .. كان يبدأ فى الكتابة بحال وينتهى بحال آخر .. كانت دائماً تريحه وتزيل حمل كتفيه الثقيل .. كان يشعر بنفسه أخف وبقليه أرق .. أطلق تنهيده عميقه .. وأخذ ينعش رئتيه بالهواء المنعش الذى يهب فى تلك الليلة الساحرة .. سمع صوت ضحكات طفل صغير .. التفت فوجد على بعد خطوات زوجين بصحبة ابنهما الصغير .. كان الصغير يضحك بمرح لمداعبة والده له .. نظر اليهم “مراد” مبتسماً .. كان كلما زاد الرجل من مداعباته زاد الصغير من ضحكاته واتسعت ابتسامة “مراد” أكثر .. بعد فترة أخذ الصغير يتلهى بالطعام أمامه وانشغل به .. فاقترب رأسى الزوجان من بعضهما البعض .. هو هامساً وهى مستمعه مبتسمه .. أشاح “مراد” بوجه عنهما وقد شعر بغصه فى حلقه .. ووغزة فى قلبه .. وقال في نفسه “ما شاء الله لا قوة إلا بالله” خشية أن يحسدهما دون أن يقصد . 

فى الصباح صلت “مريم” صلاة الإستخاره للمرة التى لا تتذكر عددها .. وارتدت ملابسها واستعدت لإستقبال عمها “عثمان” الذى حضر بسيارته الفارهه وحمل حقائبها الى السيارة .. جلست بجواره فى المعقد الأمامى وهى تبتسم بسعادة فها هى مقبلة على موطن والدها وبيته وعائلته .. شعرت بأن السعادة قد آن أوانها .. تُرى هل كان شعورها صحيحاً أم خاطئاً ؟!
فى الصباح صلت “مريم” صلاة الإستخارة للمرة التى لا تتذكر عددها .. وارتدت ملابسها واستعدت لإستقبال عمها “عثمان” الذى حضر بسيارته الفارهه وحمل حقائبها الى السيارة .. جلست بجواره فى المعقد الأمامى وهى تبتسم بسعادة فها هى مقبلة على موطن والدها وبيته وعائلته .. شعرت بأن السعادة قد آن أوانها .. تُرى هل كان شعورها صحيحاً أم خاطئاً ؟!
كان “عثمان” صامتاً معظم الوقت .. لم يتحدث الا قليلاً .. وكانت هى لا ترغب فى ازعاجه بكثرة حديثها وأسئلتها .. فالتزمت الصمت .. وصلت “مريم” الى النجع بعد عناء السفر .. كان فى استقبالها جدها وجدتها .. خرجت من السيارة معانقة اياهم بشدة .. قالت جدتها وهى تبكى :
– بنت ولدى الغالى .. يا حبيبي يا ولدى .. الله يرحمك يا “خيري” .. ويرحم مرتك وبنتك
ترقرت العبرات فى عيني “مريم” وأخذت تتساقط على وجهها الذى تبدو عليه علامات التأثر .. أدخلاها الى البيت … كان بيتاً كبيراً له مذاق وطابع خاص .. جلست بين جدها وجدتها التى قالت :
– بصيلي عشان أملى عنيا بشوفتك يا حبيبة جلبي .. ما شاء الله عليكي .. ربنا يحرسك يا بنيتى .. ربنا يحرسك 
خرجت “صباح” لترحب بـ “مريم” .. قال “عبد الرحمن” مشيراً الى “صباح” :
– “صباح” عمتك يا بنتى .. أخت بوكى الله يرحمه
ابتسمت لها “مريم” وقامت لتسلم عليها .. تفحصتها “صباح” من رأسها الى أخمص قدميها .. وقبلتها بشئ من البرود .. قالت لها “مريم” بسعادة :
– أنا فرحانه أوى انى شوفتك يا عمتو
شهقت “صباح” قائله :
– عمتو ايه عمتو دى .. انتى عنديكي كام سنة 
شعرت “مريم” بالإرتباك قائله :
– عندى 30 سنة
قالت “صباح” بتهكم وإستفزاز :
– آني بجه عندى 22 سنة .. يبجى مين اللى يجول للتانى يا عمتى
ابتسمت “مريم” قائله :
– معلش مكنتش أعرف سنك .. جدو ما قاليش .. وأنا مش بعرف أحدد سن اللى أدامى معلش متضايقيش منى يا “صباح”
قالت “صباح” ببرود :
– خلاص محصلش حاجه
قالت والدة “صباح” :
– يلا يا بنيتى روحى حضرى الوكل زمان “مريم” على لحم بطنها 
قالت “صباح” بتأفف :
– حاضر يا أماى
جلس الجميع على الطاولة .. قالت جدتها وهى تضع الطعام أمامها :
– كلى يا بنتي .. كلى امنيح
ابتسمت “مريم” قائلاً :
– باكل يا تيته .. أنا أكلتى ضعيفة أصلاً 
قالت “صباح” بسخرية :
– تيته !
قالت “مريم” بإرتباك :
– طيب أقولها ايه 
نظر اليها “عبد الرحمن” قائلاً بسعادة :
– جوليلها زى ما تحبي تجولى .. مفيش مشكله واصل
قال “عثمان” لـ “مريم” بحزم وهو يتطلع الى الدبلة فى يدها :
– ليه لابسه الدبلة .. مش جولتلك اخلعيها
قالت له “مريم” بهدوء :
– أسفة يا عمو بس مش حابه أقلعها
قال “عثمان” بحده :
– لييه .. مش رايده تخلعيها لييه .. اكده الناس تفتكرك مخطوبة يا بنت خوى
قالت “مريم” بحزم :
– مفيش مشكلة لو افتكرونى مخطوبة 
نظر “عبد الرحمن” اليها وقد شعر بضيقها فالتفت الى “عثمان” قائلاً بصرامة :
– مش وجته الحديث ده يا “عثمان” .. لكل مجام مجال
سكت “عثمان” على مضد .. بعدما انتهى الجميع من تناول الطعام .. شعرت “مريم” بالتعب الشديد والإرهاق .. انتبهت جدتها فقالت لها :
– جومى يا بنيتي ريحيلك شوية
قالت “مريم” معتذرة :
– معلش أنا آسفة بس تعبت من الطريق والسفر وأنا أصلاً مش متعودة على السفر
قال “عبد الرحمن” وهو يربت على ظهرها :
– جومى يا “مريم” جومى
أدخلتها جدتها الى غرفة مرتبة ونظيفه وقالت لها مبتسمه :
– دى غرفتك يا بنيتى .. هتبجى من اليوم ورايح بتاعتك انتى 
ابتسمت لها “مريم” فقامت المرأة بمعانقتها طويلاً وكأنها تعوض بها ابنها الذى فقدته .. نظرت اليها جدتها والعبرات فى عينيها قائله :
– اتحرمت من أبوكى غصب عنى .. بس الحمد لله والشكر ليك يا رب انه عوضنى ببنته .. حته منيه 
قبلت “مريم” رأسها وقد شعرت بالتأثر الشديد وقالت :
– أنا كمان فرحانه أوى انى وسطيكم .. لانى حسه انى وجودى بينكم هيعوضنى عن أهلى اللى راحوا
نامت “مريم” ملء جفونها تلك الليلة وهى تشعر بالراحة والطمأنينة .
***************************************
رن هاتفها فردت قائله :
– السلام عليكم
– ألو .. صباح الخير
قالت “نرمين” بحده :
– انت تانى .. انت عندك كام رقم بالظبط
ضحك قائلاً :
– ما أنا قولت أكيد لو اتصلت بالرقم اللى اتصلت بيكي منه قبل كده مش هتردى عليا .. فجبت خط تانى
قالت بسخريه :
– لأ ناصح .. على أساس انى هرد على ده يعني
– عارف انك ممكن مترضيش على ده تانى .. بس أنا عامل حسابى وجايب خطوط كتير .. خلى بالك أنا مفيش فى قاموسي كلمة يأس
أغلقت الهاتف ووضعت الرقم فى قائمة البلاك ليست .. ظلت تفكر كثيراُ فى محاولة تخمين هوية هذا الرجل .
استيقظت “مريم” فى الصباح .. وهى تشعر بالنشاط .. قامت وفتحت شباك غرفتها لترى المنظر الجميل الذى تطل عليه غرفتها .. حملت فوطتها وفرشتها وتوجهت الى الحمام .. كانت سعيده للغايه وهى تشعر لأول مرة منذ زمن بعيد أنها تعيش مع أشخاص آخرين .. ستسمع صوتاً آخر في البيت غير صوت تنفسها المنتظم .. هبطت من الدرج لتستقبلها جدتها قائله :
– يا صباح الأنوار .. كيفك اليوم يا ابنيتي
قالت “مريم” مبتسمه :
– الحمد لله يا تيته .. ازيك حضرتك انتى
– منيحه يا بنيتي .. يلا عشان حضرنا الوكل .. كنت لسه هبعت “صباح” تصحيكي بس ما شاء الله عليكي بتصحى بكير
قالت “مريم” بحماس :
– أيوة أنا متعودة أصحى بدرى عشان شغلى
قالت جدتها مستفهمه :
– وبتشتغلى اييه يا بنيتي ؟
– ديزاينر
– اييه
قالت “مريم” مبتسمه :
– أقصد يعني مصممة جرافيك .. يعني بصمم لوح أعلانات يفت اغلفة كتب كروت مطويات 
اتسعت ابتسامة جدتها قائله :
– ما شاء الله ما شاء الله باينك ذكيه كتير
ابتسمت “مريم” لطيبة جدتها .. فعانقتها جدتها وقبلتها قائله :
– ربنا يحفظك ويحميك يا بنت ولدى
دخلت “مريم” غرفة المعيشة فاستقبلها جدها بالترحاب قائلاً:
– صباح الخير يا بنتى .. نمتى امنيح
أجات “مريم” وهى تقترب منه وتقبل يده :
– أيوة يا جدو الحمد لله
التفتت قائله ل “عثمان” :
– صباح الخير يا عمو
قال مبتسماً ابتسامه صغيره :
– صباح الخير يا بنت اخوى
اتسعت ابتسامة “مريم” لابتسامة عمها .. بعد قليل حضرت “صباح” قائله :
– يلا عشان الوكل
التفتت اليها “مريم” قائله :
– صباح الخير يا “صباح”
ردت ببرود :
– صباح النور
التف الجميع حول طاولة الطعام ومثلما حدث بالأمس ظلت جدتها بجوارها تحثها على تناول المزيد من الطعام .. كانت “مريم” تنظر اليهم فى سعادة بالغة .. وشعرت بأن أيامها فى النجع .. ستحمل لها الخير .. والسعــادة .

الفصل الرابع عشر من هنا 


في نهاية مقال رواية قطة في عرين الاسد الفصل الثالث عشر 13 بقلم بنوتة أسمرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى