رواية قطة في عرين الاسد الفصل الثامن عشر 18 بقلم بنوتة أسمرة
من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية قطة في عرين الاسد الفصل الثامن عشر 18 بقلم بنوتة أسمرة ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية قطة في عرين الاسد الفصل الثامن عشر 18 بقلم بنوتة أسمرة
الحلقة18 … قطه فى عرين الاسد
نامت “بهيرة” ليلها فى احدى حجرات المستشفى بعدما ازداد عليها تعبها .. استيقظت فوجدت “مراد” الى جوارها .. فاقترب منها قائلا :
– صباح الخير يا عمتو .. ازي صحتك دلوقتى ؟
قالت بضعف :
– بخير يا ولدى الحمد لله
ثم قالت :
– كيف حال “جمال” ولد عمك
ابتسم قائلا :
– الحمد لله بخير .. لسه مفاقش بس الدكاتره طمنونا الحمد لله .. ان شاء الله تعدى على خير
– على الله يا ولدى على الله
صمتت قليلا ثم نظرت اليه قائله :
– ناديلي الممرضة تساعدنى ألبس عشان تاخدنى على بيت “عبد الرحمن السمري”
صاح “مراد” بدهشه :
– دلوقتى يا عمتو .. انتى تعبانه .. اجلى الزياره دى شويه .. مع انى مش فاهم سببها اصلا .. ليه تروحى تزورى واحده زى دى .. عايزه تتكلمى معاها فى ايه مهم كده
قالت “بهيرة” بحزم :
– جولتلك ناديلي الممرضة وملكش صالح بأى حاجه واصل
استسلم “مراد” لرغبة عمته .. وافق الطبيب على خروجها من المستشفى على أن تواظب على تناول أدويتها فى موعدها .. مرا على غرفة “جمال” الذى أفاق واطمئنا على صحته .. قال “جمال” متهكماً بصوت ضعيف :
– جيت أدخل دنيا كنت هخرج منها
قالت أمه بلهفه :
– بعد الشر عليك يا ولدى لا تجول اكده
ابتسم له “مراد” قائلا :
– حمدالله على سلامتك يا “جمال” ان شاء الله تقوم بالسلامه وتبقى زى الحصان
– تسلم يا ولد عمى
دخلت الممرضة وقالت :
– لو سمحتوا كفاية لحد كدة وسيبوا المريض يرتاح
خرج الجميع من الغرفة وأصر “سباعى” و زوجته على البقاء فى المستشفى .. خرجت “بهيرة” مع “مراد” وتوجها الى بيت “عبد الرحمن” .. استقبلهم “عثمان” ببرود .. فواجهه “مراد” ببرود مماثل .. أدخلهم الصالون وذهب ليوقظ والده .. رحب بهم “عبد الرحمن” .. قالت “بهيرة” :
– عايزه أشوف حفيدتك يا “عبد الرحمن”
قال “عبد الرحمن” بقلق :
– “مريم” .. خير يا “بهيرة” .. عايزاها فى اييه
قالت بحزم :
– ملكش صالح يا “عبد الرحمن” .. عايزه أشوفها
أدخلها “عبد الرحمن” الى غرفة “مريم” فطلبت أن تمكث معها بمفردها فخرج “عبد الرحمن” وتركهما بمفردهما .. نظرت اليها “مريم” بدهشة وهى لا تعرف من تلك المرأة التى دخلت عليها غرفتها .. تفحصتها “بهيرة” من رأسها الى أخمص قدمها وقالت :
– اللى خلف مماتش .. فيكي من أبوكى كتير .. بس انتى أحلى منيه .. أكيد أمك كانت منيحه
ابتسمت “مريم” لإطراء المرأه وقالت :
– متشكره
أشارت “مريم” الى السرير قائله :
– اتفضلى حضرتك اعدى
جلست “بهيرة” دون أن ترفع عينها عن “مريم” التى جلست بجوارها .. بدأت “بهيرة” الحديث قائله :
– آنى عايزه أسألك سؤال واحد بس .. مش أكتر من اكده
قالت “مريم” بهدوء :
– طيب ممكن أعرف الأول حضرتك مين
قالت “بهيرة” :
– آني “بهيرة الهواري” .. أخت “سباعى” و “خيري”
نظرت اليها “مريم” بدهشة وقالت :
– حضرتك أخت “خيري الهواري ” ؟
– ايوة يا بنتى أنا
قالت لها “مريم” بلهفه :
– أنا كنت عايزه أسأل عن حاجه مهمه .. ومكنتش عارفه أسأل مين .. وانتى أكتر حد هيفيدنى
– عن اييه عايزه تسألى يا بنيتي ؟
قالت “مريم” وهى تمعن النظر فى المرأة :
– “خيري” أخوكى .. اللى هرب من التار على القاهرة .. كان مخلف ولدين مش كده ؟
ضاقت عينا “بهيرة” وقالت :
– أبوكى حكالك اييه بالظبط
قالت “مريم” بحماس :
– لأ بابا محكاليش حاجه خالص .. بس تيته امبارح حكتلى عنكوا وعن جريمة القتل اللى حصلت .. واللى لفت نظرى اسم الراجل اللى من عيلتكوا اللى هرب هو كمان على القاهرة .. الراجل ده يبقى أبو جوزى
نظرت اليها “بهيرة” بدهشة قائله :
– أبو جوزك ازاى؟
قالت “مريم” بحماس :
– أنا مرات “ماجد” .. “ماجد خيري الهواري”
اغرورقت عينا “بهيرة” بالعبرات وقالت :
– مش معجول .. انتى اتجوزتى “ماجد” ابن خوى
قالت “مريم” بتأثر :
– أيوة .. ومكنتش أعرف انه ابن الراجل اللى فيه بينه وبين بابا عداوة .. محدش قالى لا بابا قالى ولا “ماجد” قالى
قالت “بهيرة” بلهفة :
– وينه ؟ .. وينه ابن خوى
اغرورقت عينا “مريم” بالعبرات وقالت :
– اتوفى .. من أكتر من سنة
أجهشت “بهيرة” بالكباء .. فلم تتحمل “مريم” فشاركتها بكائها .. ضمتها المرأة الى صدرها وقالت :
– كان نفسي أشوفه جبل ما يموت .. كان نفسي أشوفه جوى
شعرت “مريم” بالأمان فى حضن المرأة التى لم تصدق حتى الآن انها اتقت بها .. بعمة “ماجد” .. رفعت “مريم” رأسها قائله والعبرات تتساقط على وجهها :
– ادعيله ان ربنا يرحمه ويغفرله
قالت “بهيرة” بتأثر :
– ربنا يرحمك يا خوى انت وولدك
قالت “مريم” بإهتمام :
– أنا من يومين شوفت صدفه واحد شبه “ماجد” بالظبط .. شبهه بشكل غير عادى .. ده أخوه مش كده ؟ .. أخوه من أم تانيه ؟
صمتت “بهيرة” وبدا عليها التردد ثم قالت :
– ايوة أخوه .. “مراد”
ثم قالت بجدية بالغة :
– سيبك دلوجيت من اكده .. آنى عايزة أسألك سؤال وعايزاكى تقسمى بالله انك هتجولى الحجيجة ومش هتكدبي
قالت “مريم” بسرعة :
– من قبل ما أعرف السؤال .. والله العظيم مش هكذب وهقول الحقيقة
سألتها “بهيرة” وهى تفرس فى وجهها تراقب تعبيراته :
– فى حاجة حصلت بينك وبين “جمال” ابن “سباعى” زى ما الخلج بتجول ؟
قالت “مريم” بثقه دون أن يرف لها رمش :
– لأ مفيش .. ولا عمرى شوفته قبل كده
قالت “بهيرة” وهى مازالت تتفرس فيها :
– بس رجال من عيلتك شفوكى معاه
قالت “مريم” بحزم :
– كل الحكايه انى كنت خارجة مع “صباح” وسابتنى وراحت لواحده صحبتها فجأة لقيت اللى اسمه “جمال” ده طلعلى وحضنى وفى كام راجل دخلوا فجأة ومبقتش فاهمة أى حاجه ولا فاهمة مين دول ولا ايه اللى بيحصل بالظبط .. وفجأة لقيت نفسي مضطره أتجوز اللى اسمه “جمال” ده
أومأت “بهيرة” برأسها وتنهدت قائله :
– كان جلبي حاسس انه جاصدها
قالت “مريم” بإستغراب :
– قاصد ايه ؟
قالت “بهيرة” وهى تنهض:
– هتعرفى كل حاجة يا بنتى لكن فى وجتها .. أهم حاجه دلوجيت متجلجيش مش هخلى “جمال” ابن خوى يلمس شعره منيكى
ابتسمت “مريم” وهى تحمد الله أن رزقها بتلك المرأة لتقف بجوارها وتنصفها .. اقتربت منها “بهيرة” ومسحت على شعرها قائله :
-هنحكى كتير جوى مع بعض بس لما الأمور تهدى والمشكلة تتحل .. والكلام اللى دار بيناتنا دلوجيت عايزاه يفضل سر بيني وبينك لحد ما يحين أوان الكلام .. اتفجنا يا ابنيتى
اتسعت ابتسامتها قائله :
– حاضر .. حضرتك متقلقيش مش هجيب سيرة لحد
*****************************************
هتفت “سهى” فجأة :
– هاااااااااار اسود .. الحقى شوفى “طارق” كاتب ايه لـ “مريم”
رفعت “مي” رأسها وقالت بدهشة :
– كاتبلها فين
ضحكت “سهى” قائله :
– على ايميل الشركة .. شكله فاكر ان هى لوحدها اللى بتدخل عليه
قالت “مى” بدهشه :
– وانتى ايه يخليكي تفتحى ايميل مبعوت من الأستاذ “طارق” ده عميل “مريم”
ابتسمت “سهى” قائله :
– فضول .. وكان عندى حق .. قومى شوفى كتبلها ايه
قالت “مى” ونظرت الى الرسالة .. قرأتها وهى تحاول بصعوبة التحكم فى ذلك الألم الذى بدأ فى غزو قلبها .. قالت “سهى” :
– يا عيني .. شكله واقع لشوشته .. ميعرفش ان “مريم” قفل مسوجر
سألتها “مى” بإهتمام :
– الرسالة كانت مفتوحة لما دخلتى عليها .. يعني حد قراها قبلك ؟
– لأ مكنتش مفتوحة
أمسكت “مى” الماوس وحذفت الرساله .. صاحت “سهى” :
– حذفتيها ليه ؟
توجهت “مى” الى مكتبها دون أن تجيبها وأخرجت هاتفها من حقيبتها ثم ضربت بأصابعها فوق لوحة المفاتيح وسجلت أحد الأرقام على هاتفها ثم غادرت المكتب ووقفت أمام باب الشركة .. اتصلت بالرقم وقلبها يخفق بقوة .. أتاها صوت رجولى :
– ألو
صمتت قليلاً فقال :
– ألو
قالت بتوتر وهى تحاول وقف ارتجافة صوتها :
– ألو .. أستاذ “طارق”
– أيوة مين معايا
– أنا الآنسه “مى” من شركة رؤية للدعاية والإعلان
– أيوة ايوة أهلا بيكي يا آنسه “مى”
– أهلا بحضرتك .. أنا بس كنت عايزة أعرف حضرتك حاجة
– اتفضلى
قالت بإضطراب :
– الإيميل اللى حضرتك بعت عليه الرساله لـ “مريم” ده ايميل الشركة .. يعني مش “مريم” بس اللى بتدخله .. كل الديزاينرز اللى فى الشركة معاهم الباسوورد
صاح “طارق” بحرج :
– اووووف .. يعني تقصدى تقولى ان الناس كلها شافت رسالتى
قالت بصوت خافت :
– لأ .. انا و “سهى” بس
شعر “طارق” بحرج بالغ وقال وهو يشعر بالغيظ من نفسه :
– معرفش ازاى اتغبيت للدرجة دى .. أكيد طبعاً ايميل الشركة مش هيكون خاص بيها لوحدها .. موقف محرج جداً
قالت “مى” محاولة ضبط انفعالاتها :
– أنا بس حبيت أقول لحضرتك .. انى مرضتش أديك رقم “مريم” لانها مش بتدى رقمها لاى عميل ولا لأى راجل .. بس من رسالتك واضح ان حضرتك حد جد وعايز حاجه رسمي .. لان “مريم” واحدة محترمة ومش هتوافق بحاجه غير كده زى ما انت قولت عنها فى رسالتك .. وعشان كده أنا هديك رقمها هيكون التواصل معاها أسرع وكمان متقلقش أنا حذفت الرسالة اللى حضرتك بعتها يعني متقلقش محدش تانى هيشوفها
قال “طارق” بإرتياح :
– بجد مش عارف أشكرك ازاى
قالت بصوت خافت :
– لا أبداً مفيش حاجه
أعطته الرقم ودونه عنده .. ثم قالت :
– قبل ما اقفل بس أحب أقول لحضرتك حاجه .. “مريم” لسه متأثره بموت خطيبها .. يعني حبيت أقولك كده عشان لو رفضتك من أول مرة متستسلمش .. ده لو انت عايزها بجد .. يعني الموضوع هيبقى متعب شوية .. بس “مريم” بجد انسانه تستاهل ان الواحد يتعب عشانها
قال “طارق” برقه :
– انتى مخلصة أوى .. “مريم” محظوظة ان عندها صاحبه زيك
شعرت بالتوتر الشديد لإطرائه فأنهت المكالمة بسرعة :
– أنا مضطرة أقفل دلوقتى .. مع السلامة
أغلق الهاتف وحاولت ضبط انفعالاتها لتستطيع العودة الى داخل المكتب .. لكن رغماُ عنها سقطت عبرة حزينه على وجنتها فى صمت .
كانت “مريم” فى غرفتها تقرأ وردها .. عندما سمعت صوت صراخ وضرب نار بالأسفل ..شعرت بالفزع .. وخرجت من الشرفة لتجد عمها “عثمان” ملقى على الأرض وغارقاً فى دمائه .. هرعت الى الخارج وهى تصرخ :
– الحقيني يا تيته .. الحقيني يا “صباح”
خرجت مسرعة وانحنت بجوار عمها وهى تبكى قائله :
– عمو .. عمو متمتش .. عمو
وضعت يديها على الجرح تحيط بنصل المطواة المغروزة فى جسده تحاول وقف النزيف .. أخرجت هاتفها من جيبها واتصلت بجدها الذى كان يزور “جمال” فى المستشفى .. هتفت قائله بهلع :
– الحقنى يا جدو عمو ضربوه بالمطوه
صاح “عبد الرحمن” بفزع :
– بتجولى اييه يا “مريم”
قالت وهى تبكى والدماء تغرق يدها :
– بينزف جامد أوى .. اطلبلنا الاسعاف بسرعة يا جدو .. عمو مبيردش عليا خايفة يكون مات
أغلق “عبد الرحمن” الهاتف وشرع فى طلب الاسعاف اقترب منه “سباعى” قائلاً :
– ايه اللى حصل يا “عبد الرحمن”
التفت اليه “عبد الرحمن” بلهفه قائلاً :
– الحقنى يا “سباعى” طعنوا “عثمان” بالمطاوى
صاح “سباعى” :
– لاحوة ولا قوة الا بالله
وقف “مراد” يتابع ما يحدث فى وجوم
وصل “عثمان” الى المستشفى بصحبة “مريم” و أمه استقبلهم “عبد الرحمن” وأخذ ينظر الى ابنه المحمول على النقالة والى ملابس “مريم” الغارقة فى الدماء .. صاحت “مريم” باكيه :
– ليه يا جدو عملو كده فى عمو ليه
أحاطها “عبد الرحمن” بذراعيه وأدخلها احدى الغرفة وأمر الطبيب الممرضة بإعطائها بعض المهدئات
اقترب “سباعى ” من “عبد الرحمن” قائلاً :
– يمين بالله يا “سباعى” آنى ماليا دخل باللى حوصل .. ولو عرفت ان واحد من عيلتى هو اللى عيميلها لأكون مسلمه للشرط بيدى
قال “عبد الرحمن” واجماً :
– بعرف يا “سباعى” بعرف .. بس باجى الرجال ما بيعرفوا .. وفى رجال الغضب بيعميهم ومابيخليهم يشوفوا جدامهم
قال “سباعى” بحسرة :
– لولا اللى حصل لـ “جمال” كان زمانا خلصنا من المشكلة دى
اجتمع خارج المستشفى عدد كبير من رجال العائلتين وبدا وكأن معركة ستحدث بينهما .. خرج لهم كل من “عبد الرحمن” و “سباعى ” .. أخذ الرجال يكيلوا الاتهامات لبعضهم البعض وتوتر الجو لولا تدخل الحكيمين “عبد الرحمن” و “سباعى” .. قال “عبد الرحمن ” :
– يا رجاله “عثمان” امنيح .. وآنى متأكد ان الى عمل اكده بعيد عن عيلة “الهواري”
قال أحد الرجال :
– كيف يتعرف يعني يا “عبد الرحمن” .. معرفوش يهربوا من الجوازه جاموا جتلوا “عثمان” كمان
صاح أحد رجال “الهواري” :
– وليه متكنوش انتوا اللى طخيتوا “جمال” بعد ما فضح بنتكوا
صاح أحد رجال “السمري” :
– اتكلم عن حريمنا امنيح يا تييييييييت
قاح أحد رجال ” الهواري” :
– مانتوا لو كنتوا عرفتوا تربوا بنتكوا مكنش ده حوصل
صاح أحد رجال “السمري” :
– انتوا اللى ابنكوا ناجص ربايه وبيتعدى على حرمة غيره
صاح “سباعى” غاضباً :
– خلاص مفيش داعى للكلام ده عاد .. الجوازه بين العليتين هتتم .. ومش عايز حد يفتح خشمه بالموضوع ده بعد اكده واصل
صرف “عبد الرحمن” الرجال الذين انصرفوا فى غضب وكل منهم ينظر للآخر شزراً
ما كاد “عبد الرحمن” و “سباعى” يدخلون المستشفى حتى استقبلهم “مراد” قائلاً :
– دخلوه أوضة العمليات .. ان شاء الله خير
رفع “عبد الرحمن” كفيه قائلا :
– يارب جيب العواجب سليمه
سمعا من خلفهم صوت “بهيرة” تقول :
– ايه اللى حوصل لـ “عثمان” صحيح اللى سمعته
هرع اليها “مراد” قائلاً بحده :
– عمتو ايه اللى جابك .. نفسي تريحى نفسك بأه .. انتى تعبانه
التفتت الى “عبد الرحمن” و”سباعى” قائله بحزم :
– الحكاية مش هتنتهى الا بالجواز .. ودلوجيت .. كتب الكتاب يتكتب دلوجيت
صاح “سباعى” بحنق :
– كيف يعني دلوجيت يا “بهيرة” .. مش لما “جمال” يفوق من اللى فيه .. ده لسه فى عمليه تانى بكره
قالت “بهيرة” بحزم :
– “مريم” مش هيتجوزها “جمال” .. مستحيل تكون لـ “جمال”
قال “عبد الرحمن” بحده :
– تجصدى اييه يا “بهيرة” .. لو محصلش الجواز ده هيكون فيها دم .. مينفعش ابنكوا يتعدا على حريمنا وتجولى مينفعش يتجوزها
قالت “بهيرة” :
– “مريم” هتتجوز .. بس مش “جمال”
ثم التفتت الى “مراد” قائله :
– هتتجوز “مراد” ولد خوى “خيري”
قال “مراد” بدهشة :
– بتقولى ايه يا عمتو
– اللى سمعته يا ولدى انت اللى هتتجوزها
صاح “مراد” بغضب :
– مش ممكن طبعاً .. مستحيل أتجوز واحدة ظبطوها مع ابن عمى
قالت “بهيرة” بحزم :
– متظلمهاش يا ولدى مش كل اللى بينشاف بيكون هو الحجيجة اسألنى آنى
قال “مراد” بحزم :
– مش ممكن أتجوزها يا عمتو شوفولها راجل تانى .. الرجاله ماليه العيلة
قالت “بهيرة” :
– انت اللى عليك الدور يا ولدى .. لو ابتدا التار بين العيلتين هيبجى انت اللى عليك الدور بعد “جمال” .. هاى العادة المتخلفة راح فيها رجال كتير .. مش عايزين نعيدها تانى .. مش كل الرجاله بتحكم عجلها .. فى رجاله بتمشى ورا غضبها من غير تفكير .. ودول بيحكموا غضبهم وبينسوا شرع ربنا .. وبسببهم هتجيد النار تانى بين العيلتين ومفيش حل الا الجواز .. لازمن تتجوز “مريم”
صمت “مراد” وهو يشعر بالحنق الشديد ثم قال بصرامة بعد تفكير :
– لو فاكرة انى ممكن اتجوزها واعيش معاها زى اى زوجين طبيعين فده مش هيحصل يا عمتو .. انا ممكن انقذ الموقف واكتب كتابى عليها مش اكتر من كده عشان المشكلة دى تتحل وبعدين نسافر القاهرة ونحل الموضوع
قالت “بهيرة” :
– وآنى مش عايزة أكتر من اكده يا ولدى تكتب عليها وتاخدها معاك على مصر لحد ما أتأكد ان الأمور اتحلت اهنه وبعدين أجيلكوا على مصر واللى رايده ربنا ساعتها هو اللى هيكون
زفر “مراد”بضيق ثم قال بعنف وهو يكظم غيظه :
– طيب .. ماشى .. بس فهميها ان طول ما هى اعده معايا ولحد ما حضرتك ترجعى القاهرة هتنفذ كل اللى هقولها عليه بالحرف .. أنا مش هسمح أبدا بالتسيب اللى هى كانت عايشه فيه .. لحد ما نشوف هنخلص من المشكلة دى ازاى.. ولو شوفت منها غلطة واحدة مهما كانت صغيره هطلقها فوراً ومش هسمحلها تستنى فى بيتي لحظه واحده .. ولو كلامى ده معجبهاش يبقى شوفولها راجل غيري يحل المشكله دى
قال “عبد الرحمن” بصرامة :
– بنت ابنى متربيه امنيح عيب تتكلم عنها اكده
ابتسم “مراد” بسخريه وتهكم وقالت “بهيرة” :
– فينها “مريم” ؟
أشار “عبد الرحمن” الى غرفتها .. دخلت “بهيرة” الغرفة لتجدها نائمة على الفراش وعلامات الارهاق على وجهها .. التفتت اليها الممرضة قائله :
– هديت دلوقتى بعد ما ادتلها المهدئ
أومأت “بهيرة” برأسها واقتربت منها قائله :
– كيفك يا ابنيتى
التفت اليها “مريم” بأعين دامعه وقالت بصوت مرتجف :
– ليه عملوا فى عمو كده .. كان شكله صعب أوى وهو واقع فى الأرض وعماله بينزف .. ليه عملوا فيه كده
مسحت “بهيرة” على شعرها قائله :
– ولو مسمعتيش كلامى ايديهم هتطول جدك وكل رجال عيلتكوا
قالت “مريم” وشهقات بكائها تتصاعد :
– ليه .. ليه كل ده
تنهدت “بهيرة” فى حسرة قائله :
– بعد عن ربنا وعن شرع ربنا .. للأسف فى ناس بيخلوا الأحكام والأعراف والعادات تتحكم فيهم حتى لو كانت بتخالف شرع ربنا
قالت “مريم” بتأثر :
– أنا مش عايزه حد من عيلتى يحصله حاجه وحشه أنا ما صدقت لقيتهم
ابتسمت لها “بهيرة” قائله :
– يبجى تسمعى اللى هجولك عليه .. وخليكي متأكده انى مستحيل أضرك أبدا يا ابنيتي ده انتى مرات الغالى ابن الغالى .. يعني مكانك فى جلبي من جوه يا “مريم”
ابتسمت لها “مريم” وقالت بضعف :
– عارفه يا عمتو انك مستحيل تضريني
مسحت “بهيرة” على شعرها مرة أخرى قائله :
– آنى أنقذتك من جوازك من “جمال” ابن خوى لانى عارفه هو عايزك ليه .. عايز ينتجم منيكي .. وعشان تخلصى من الورطة دى ومن المشكلة اللى دايره بين العيلتين .. مفيش الا حل واحد
قالت “مريم” بضعف :
– ايه هو
قالت “بهيرة:
– تتجوزى “مراد” ابن خوى
نظرت اليها “مريم” وقد اتسعت عيناها دهشة وقالت :
– اخو “ماجد”
– ايوة
– مستحيل .. مستحيل
قالت “بهيرة” بحزم :
– اسمعى كلامى ومتبجيش عنيده .. هو ده الحل اللى يخرجك من ورطتك .. وبعدها آنى بنفسي هحل موضوع زواجك منه .. بس نخلص من المشكلة اللى فى يدنا الأولى .. يا اما اكده .. يا اما تنتظرى بجه لما “جمال” يفوج وصحته ترجعله ويتكتب كتابك عليه
نظرت اليها “مريم” بحيرة والم وقالت :
– طيب شوفيلى حل تانى مفيهوش جواز
قالت لها “بهيرة” بحنان :
– لو كان فى مكنتش اتاخرت .. بس مفيش .. حل الورطة دى الجواز .. تسافرى فورا على القاهرة بعيد عن اهنه لحد ما ارجعلك وكل شئ هيتحل ساعتها وكل اللى مستخبي هيبان .. بس افضلى محافظة على السر ومتجبيش سيرة لحدا واصل لحد ما ارجعلك .. اتفجنا يا ابنيتي
بلعت “مريم” ريقها بصعوبة .. وأخذت تفكر وهى حائرة .. كانت تشعر بالضعف والوهن .. لا تدرى أهذا بسبب الأحداث المتتالية والتى لم تتخيل من قبل أن تحدث لها .. ام بسبب المهدئ الذى يسري فى دمائها .. كان الشئ الوحيد الذى تريده هو أن تعود الى حياتها الطبيعية .. الهادئة .. الساكنة .. بلا مشاكل وبلا دماء .. وبلا كره وحقد وضغينة .. حثتها “بهيرة” بحنان قائله :
– ها جولتى ايه .. هتحطى يدك فى يدى عشان أنقذك .. ولا أسيبك اهنه يعملوا فيكي اللى رايدينه ؟
نظرت اليها “مريم” دامعه .. وقالت بوهن :
– انا واثقه فيكي .. معرفكيش قبل كده .. بس كفايه انك تكونى عمة “ماجد” عشان أثق فيكي
ثم قالت :
– ماشى موافقه
ابتسمت “بهيرة” وقالت :
– امنيح يا ابنيتي امنيح
قالت لها “مريم” برجاء :
– متتأخريش عليا وتسبينى معاه كتير .. هنتظرك ترجعى وتحليلى الموضوع ده
قالت “بهيرة” بحنان” :
– متخافيش واصل .. متخافيش
خرجت “بهيرة” وطلبت من “مراد” الذهاب واحضار المأذون .. قال “مراد” بحنق :
– بالسرعة دى
قالت “بهيرة” بصرامة :
– لازمن المشكلة تنحل بأسرع وجت .. بيكفى الدم اللى سال
توجه “مراد” الى خارج المستشفى وعينا “بهيرة” تتابعانه وتمتمت فى خفوت :
– كله سلف ودين ولازمن ترد الجميل يا ولدى
بعد ساعة .. حضر المأذون بصحبة “مراد” وفى مشهد غريب عجيب فى أحد زوايا المستشفى .. بدأت مراسم الزواج وأخذ المأذون يلقن كلماته لـ “عبد الرحمن” و “مراد” .. والتى انتهت بـ “مراد” وهو يقول بحنق وضيق شديد :
– قبلتُ زواجهــا.
الفصل التاسع عشر من هنا
في نهاية مقال رواية قطة في عرين الاسد الفصل الثامن عشر 18 بقلم بنوتة أسمرة