رواية قطة في عرين الاسد الفصل الرابع عشر 14 بقلم بنوتة أسمرة
من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية قطة في عرين الاسد الفصل الرابع عشر 14 بقلم بنوتة أسمرة ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية قطة في عرين الاسد الفصل الرابع عشر 14 بقلم بنوتة أسمرة
الحلقة14 … قطه فى عرين الاسد
توجه “طارق” الى مكتب الدعاية بصحبة “سامر” الذى أصر على الحضور معه .. قال له “طارق” بضيق وهو يقود سيارته :
– عايز تيجي معايا ليه .. أنا هسلتم الشغل مش أكتر .. يعني مكنش فى داعى نروح احنا الاتنين
قال له “سامر” بخبث :
– انا مش رايح عشان الشغل .. رايح أظبط المزه اللى فى المكتب
التفت اليه “طارق” بحده قائلاً :
– انت مش شوفتها واتأكدت انها مش ستايلك يا “سامر” .. يعني متنفعكش .. هى مش بتاعة صحوبيه والعك اللى انت عايزه ده
ضحك “سامر” فإزداد غيظ “طارق” الذى قال بضيق الشديد :
– ماشى مفيش مشكلة حابب تجرب بنفسك جرب .. بس أنا متأكد انها هتصدك
قال له “سامر” ضاحكاً :
– يا ابنى أنا مش رايح عشان “مريم” دى .. أنا رايح عشان أم بادى روز .. دخلت دماغى بصراحه .. وشكل كمان الصنارة غمزت معاها .. ده اللى حسيته من نظراتها المرة اللى فاتت
شعر “طارق” بالراحة .. وقال لـ “سامر” محذراً :
– اعمل اللى تعمله بس مش عايز مشاكل مع الشركة دى .. فاهم يا “سامر” .. يعني عايز تعمل اى حاجه اعملها بره الشغل .. انت حر .. انت أدرى بمصلحتك
– متخفش يا “طارق” مفيش مشاكل ولا حاجه
دلفت الإثنان الى مكتب .. نظر “طارق” الى المكتب الفارغ ثم توجه الى “مى” قائلاً :
– صباح الخير .. هى آنسه “مريم” مش موجودة النهاردة ؟
اضطربت “مى” لرؤية “طارق” أمامها ..وشعرت بالألم يغزو قلبها لسؤاله عن “مريم” .. تطلعت اليه لحظة فى حزن .. ثم أسرعت بخفض بصرها قائله :
– “مريم” سفرت
قال “طارق” مستفهماً :
– هترجع امتى ؟
نظرت اليه “مى” بحده قائله :
– مش هترجع
قال بدهشة :
– ازاى يعني
قالت له “سهى” التى كانت سعيده بنظرات “سامر” اليها :
– سافرت عند أهلها فى الصعيد تعيش معاهم هناك ومش هترجع هنا تانى
شعر “طارق” بالضيق الشديد .. راقبت “مى” تعبيرات وجهه فى حنق .. قال “سامر” الى “سهى” وهو يرمقها بنظرات الإعجاب :
– يعني معدتش هتشتغل هنا تانى
بادلته نظراته وابتساماته قائله برقه :
– لأ .. بس لو حبين انها تستمر فى حملة شركتكوا مفيش مشكلة .. أستاذ “عماد” مدير الشركة قالها تستمر فى الشغل وهيبعتلها الأوردرز عن طريق النت .. يعني هتفضل تشتغل لحساب شركتنا
سألها “طارق” بلهفه :
– طيب معاكى رقمها ؟
نظرت اليه “مى” بحده وقالت :
– مستحيل طبعاً نديك رقمها
التفت اليها “طارق” وقال بهدوء :
– أمال هتفق معاها على الشغل ازاى
قالت بحنق :
– راسلها على ايميل الشركة زى ما العملاء الأجانب بيعملوا معانا
ابتسم “طارق” وقد شعر بالراحه لوجود خيط يوصله اليها فنظر الى “مى” قائلاً :
– طيب متشكر .. هروح لأستاذ “عماد” مكتبه أستلم منه الشغل اللى اتطبع
هم بأن ينصرف لكنه التفت الى “مى” قائلاً وهو ينظر اليها بتمعن :
– ممكن أعرف انتى بتكلميني بحده ليه
ارتبكت “مى” ولم تستطع النظر اليه لكنها ردت بتماسك :
– مش بتكلم بحده ولا حاجه .. لو حضرتك حسيت بكده فمعلش ممكن يكون بس من ضغط الشغل
خافت أن تنظر اليه فيكتشف كذبها .. قال “سامر” ل “سهى” مقترباً من مكتبها :
– أنا بأه مليش فى الشغل بالمراسله ده .. أنا أحب أتعامل مع الناس فيس تو فيس وبعدين عشان لو فى تعديلات أقدر أشرحها كويس .. وبصراحه حابب أتعامل معاكى
صمت قليلاً ثم ابتسم اليها قائلاً :
– ممكن رقمك .. يعني عشان لما احتاجك أوصلك بسرعة
ابتسمت “سهى” بسعادة ودونت رقمها على ورقة وأعطته اياها قائله برقه :
– اتفضل وتحت أمرك فى أى وقت يا استاذ …..
ابتسم لها قائلاً :
– “سامر” .. وانتى ؟
– “سهى”
قال بخبث :
– آدى أول حاجة مشتركة بينا .. احنا الاتنين اسمنا بيبدأ بحرق السين
ربت “طارق” على كتف “سامر” وقال بنفاذ صبر :
– يلا يا “سامر”
خرج الاثنان وعينا “سهى” تتابعانهما ..نظرت اليها “مى” بغيظ وقالت بحده :
– انتى اتهبلتى فى عقك يا “سهى” .. من امتى بندى أرقام تليفوناتنا للعملا اللى بيجولنا
قالت “سهى” بنفاذ صبر :
– قالك عشان يعرف يوصلى بسرعة .. أمال شغله يتعطل يعني
قالت “مى” بحزم :
– كل الناس اللى مبتقدرش تيجي مكتبنا أو بيكونوا مشغولين .. بيراسلونا على ايميل الشركة .. على فكرة لو أستاذ “عماد” عرف حاجه زى كده أنا واثقه انه مش هيسكت
هتفت “سهى” بحده :
– انتى هتخوفيني بأستاذ “عماد” ولا ايه .. لا أنا مبخفش من حد .. عايزة تروحى تقوليله قوليله .. أنا محدش يلوى دراعى
عادت “مى” الى عملها وهى تشعر بالغيظ الشديد .. من “سهى” … و من “طارق”
***************************************
التفت “سامر” الى “طارق” فى السيارة وهى يشير الى الورقه التى بيده قائلاً :
– شوفت يابنى بدون أى اعتراض ادتنى رقمها على طول .. مش قولتلك الصنارة غمزت معاها
نظر اليه “طارق” بتهكم وهو يقود قائلاً :
– ودى حاجه كويسه يعني ؟ .. انها تديك رقمها بالسهولة دى .. اذا كان البنت اللى مسافره مرضتش صحبتها تديني رقمها .. أكيد لانها عارفه ان ممكن صحبتها تعمل مشكله معاها لو ادتهولى .. يبقى اللى هنا فى القاهرة واللى سهل اوى تخطف رجلك لحد شركتهم تديك رقمها بسهوله كده
ثم قال :
– مش عارف بتستفيد ايه لما تعمل علاقة مع كل واحدة شوية .. وكل ما تزهق من واحده تسيبها وتدور على الجديدة
قال “سامر” مبتسماً بتهكم :
– اذا كان هما نفسهم مبيبقاش عندهم مانع للعلاقات دى .. هاجى أنا وأقول لأ
قال “طارق” بهدوء :
– سيدنا “يوسف” قال لأ
صاح “سامر” :
– ده سيدنا “يوسف” يعني نبي .. أنا مش نبي
ثم ضحك قائلاً :
– أنا شيطان
هز “طارق” رأسه وقد علم أن لا فائده من الحوار معه .. وشرد فى “مريم” التى تركت القاهرة فجأة توجهت الى الصعيد .. تُرى ما قصتها بالضبط ؟!
عاد “طارق” الى مكتبه .. وتوجه الى حاسوبه وفتح ايميله وهم بإرسال رسالة لـ “مريم” .. ظل متردده كثيراً .. الصفحة مفتوحة أمامه دون ان يكتب حرفاً .. كلما بدأ فى الكتابة عاد لمسح ما كتب .. حتى استجمع شجاعته وكتب لها :
– السلام عليكم .. آنسه “مريم” .. أنا روحتلك النهاردة الشركة وعرفت انك مسافره عند أهلك الصعيد وانك مش راجعه الشركة تانى .. وشغلك هيكون عن طريق النت .. أنا كنت حابب ان الكلام بينا يكون وجهاً لوجه بس للأسف سافرتى قبل ما أعرف أتكلم معاكى .. وكمان صحبتك رفضت تديني رقمك .. فملقتش غير انى أراسلك على ايميل الشركة .. مقدمة طويلة أنا عارف بس كنت حابب أعرفك السبب فى انى ببعتلك الكلام ده عن طريق الميل .. أنا مش عايز أقولك كلام يضايقك منى .. أو تعتبريه جرأة زايده .. بس أنا معجب بيكي جداً .. وشايف فيكي الزوجة المناسبة ليا .. كنت حابب تكونى هنا عشان أقدر آتكلم معاكى وأعرف ظروفك لانى معرفش معلومات عنك غير انك كنتى مكتوب كتابك وخطيبك اتوفى .. وعارف انك هترفضى الكلام معايا سواء نت أو تليفون لانى التمست فيكي انك بنت محترمة ومش ممكن تسمحى بحاجه زى كده وانك عارفه ربنا كويس وبتعرفى تحطى حدود لأى راجل أدامك مهما كان هو مين .. ودى حاجه أنا احترمتها فيكي جداً .. لانى زيك مليش فى العلاقات والكلام الفارغ ده .. أنا لما أعجب بواحده .. احب ان كل حاجه بينا تكون فى الحلال .. عشان ربنا يباركلنا فى بعض .. ولو أنا طلبت منك غير كده يبأه أنا لا بحبك ولا بصونك ومستهلكيش أصلاً .. عشان كده مفكرتش أطلب منك اننا نتكلم على النت أو التليفون .. أنا كل اللى طالبه منك رقم ولى أمرك .. وهتكلم معاه وان شاء الله آجى أزوركوا في الصعيد وأعرف ظروفك وتعرفى ظروفى .. ولو لينا نصيب فى بعض أكيد ربنا هييسر الأمور .. منتظر منك رسالة برقم ولى أمرك فقط .. مش طالب منك أكتر من كده .. “طارق عبد العزيز”
قرأ الرسالة مرات ومرات ثم أخيراً ضغط Send وقلبه يخفق بشدة وهو يفرك كفيه بقوة من فرط التوتر .. ليس أمامه سوى الإنتظار .. حتى ترى الرساله وترد عليها .
***************************************
اتصل “جمال” بـ “صباح” وأخبرها بضرورة لقائها فى مكانهما المعتاد .. ذهبت “صباح” وهى تتطلع خلفها خشية من أن يراها أحد يعرفها .. وغطت ونصف وجهها يطرحتها الطويلة .. استقبلها “جمال” قائلاً :
– حبيبتى وحشتيني جوى يا “صباح”
صاحت “صباح” بتهكم :
– لا والله .. بعد اييه .. بعد ما سميت بدنى بكلامك وجولتلى انك مش هتتجوز واحده من عيلتنا
اقتربت منها وابتسم قائلاً :
– ما انتى كمان استفزتيني يا “صباح” لما جولتى انك غلطانه انك خليتى واحد من عيلة الهواري يجرب منيكي
قالت “صباح” بحزم :
– جولى عايز اييه خليني أمشي يا “جمال”
اخرج من جيبه علبه قطيفه وقدمها لها .. نظرت الى العلبه بريبه وقالت :
– ده اييه ؟
ابتسم قائلاً :
– افتحيها
أخذتها صباح وفتحتها .. وجدت سلسلة ذهبية كبيرة .. نظرت اليها بإعجاب قائله :
– اييه ده يا “جمال” .. دى جميلة جوى
قال لها :
– عجبتك
قالت “صباح” بفرحه :
– جوى جوى يا “جمال”
ثم بدا وكأنها تذكرت شيئاً فأخفت ابتسامتها وقالت :
– مش هجبلها منيك .. انت عايز تضحك عليا بسلسله
قال لها هامساً :
– لا يا حبيبتى .. ده جزء من شبكتك
نظرت اليه بشك قائله :
– شبكتى
– اييوة طبعاًً .. هو أنا اجدر اعيش من غيرك يا “صباح” ده انتى اللى فى الجلب يا بت
قالت بدلال :
– أمال اييه الكلام اللى جولتهولى المره اللى فاتت يا “جمال”
أحاطها بذراعيه وقبلها قائلاً :
– سيبك من اللى فات آنى كنت متضايق شويه وفشيت غلى فيكي .. اذا مكنتيش انتى تتحمليني مين يتحملنى يا “ًصباح”
ابتسمت وهى فى أحضانه وقالت :
– طبعا أتحملك يا حبيب جلبي .. بس جولى امتى هتيجي تتجدملى بجه
قال هامساً :
– باجى الجليل يا “صباح” متجلجيش يا حبيبتى
قالت بدلال :
– طيب آنى ماشيه بجه
– استنى خليكي معاى شويه كمان ملحجتش أشبع منيكي
قالت بضيق :
– أعمل اييه لازمن أرجع البيت عشان أمى متدنيش الطريحه عشان سايبه اللى اسمها “مريم” دى لحالها
ابتعد “جمال” عنها فجأة وقال بإهتمام :
– تجصدى بنت “خيري” ؟ .. هى إجت
– اييوه إجت وأعده حدانا
قال “جمال” بحده :
– أمال مجولتليش ليه من الصبح يا بت .. مش أنا جايلك ومنبه عليكي لما توصل تخبريني
قالت بغضب :
– وانت مالك ومالها اصلا .. ملكش صالح بيها واصل ده دى
ثم قالت وهى تهم بالمغادرة :
– آني ماشيه بجه العواف
**************************************
دخلت “مريم” مع جدتها المطبخ تساعدها فى تحضير الطعام .. قالت جدتها :
– اجعدى انتى ارتاحى يا بنيتى .. “صباح” زمانها راجعه من عند خالتها
ابتسمت “مريم” وهى تشمر ذراعيها قائله :
– لأ يا تيته حابه أساعدك متخفيش أنا بعرف أطبخ كويس
ابتسمت جدتها وربتت على كتفها قائله :
– ربنا يبارك فيكي يا ابنيتي .. بس لو زهجتى أو تعبتى خلاص سبينى وأنا أكمل
عادت “صباح” لتجد “مريم” تساعد أمها فى المطبخ فقالت بتهكم :
– انتى بتعرفى تطبخى ولا هتبوظيلنا الوكل
التفتت اليها “مريم” وابتسمت قائله :
– متخفيش يا “صباح” بعرف أطبخ
قالت “صباح” بإستفزاز :
– بس أكيد مبتعرفيش تطبخى زيينا .. احنا عندنا أسرار فى الطبيخ محدش يعرفها غييرنا .. حتى التوابل اللى بنستخدمها مفيش منها عنديكوا فى مصر
قالت “مريم” وهى مازالت محتفظة بإبتسامتها :
– وأنا فرحانه أوى انى هتعلم منكوا الطبيخ بطريقتكوا .. أكيد طبعاً هتكون أحسن من طريقتى بكتير
ابتسمت لها جدتها وقد شعرت بمدى نضج “مريم” التى تدير الحوار بعقل وحكمة .. ونظرت الى “صباح” قائله :
– يلا يا بت .. ادخل غيري خلجاتك وتعالى ساعديني .. أخوكي وأبوكى زمانهم جايين .. يلا دجيجه وألاجيكى أدامى
خرجت “صباح” من المطبخ متأففه .. وهى تتمتم بكلمات غاضبة
***************************************
قال “جمال” الى والده “سباعى” وهو فى مكتبه بالشركة :
– تعرف ان بنت “خيري السمري ” اجت الصعيد وعايشه مع أهل بوها
رفع “سباعى” نظره اليه قائلاً :
– وانت عرفت منين
قال بفخر :
– ليا مصادرى الخاصه
قال “سباعى” محذراً :
– مش عايز مشاكل يا “جمال” .. ملناش صالح مين اجه ومين مجاش .. متدخلش فى خصوصيات علية السمري .. مش عايزين مشاكل يا ولدى
قال “جمال” وهو يهم بالإنصراف :
– أمرك يا بوى
****************************************
عادت “مى” الى عملها .. ودخلت عرفتها وألقت بنفسها على فراشها باكيه .. فتحت أمها باب غرفتها فجأة بعدما سمعت شهقات بكائها من خلف الباب .. دخلت أمها وأغلق الباب واقتربت منها قائله :
– “مى” فى ايه .. بتعيطى ليه
اعتدلت “مى” فى جلستها ومسحت دموعها قائله :
– مفيش يا ماما .. مفيش حاجه
جلست بجوارها على الفراش وقالت :
– لأ فيه .. قوليلى يا حبيبتى حصل حاجه .. حد ضيقك .. حد عملك حاجه
هزت رأسها قائله :
– لأ .. أنا بس مخنوقة شوية
نظرت اليها أمها بتفحص قائله :
– عشان سفر “مريم”
قالت “مى” دون أن تنظر اليها :
– أيوه
– بس أنا قلبي حاسس ان فى حاجه تانية
كادت أن تعاود البكاء مرة أخرى لكنها تمالكت نفسها قائله :
– لأ صدقيني مفيش حاجه
مسحت أمها على رأسها قائله بحنان :
– طيب براحتك بس اعرفى انى موجوده ومستعده أسمعك فى أى وقت .. أنا أكبر وأعقل منك وخبرتى أكبر منك فى الدنيا دى .. يعني أكيد هفيدك أكتر من أى واحده صحبتك .. وانتى عارفه انى دايماً بتعامل معاكى كصديقه مش كأم .. فأنا هسيبك برحتك لحد ما تيجي تحكيلى بنفسك على اللى مضايقك
قالت ذلك ثم نهضت وغادرت الغرفة .. ظلت “مى” تفكر فى كلمات أمها وهى فى حيرة من أمرها .
*****************************************
اقتربت “ناهد” من “مراد” الجالس فى الشرفة يقرأ أحد الكتب .. جلست على المقعد بجواره وقالت :
– “مراد” عايزه أتكلم معاك شويه
أغلق الكتاب قائلاً :
– اتفضلى يا ماما
تنهدت “ناهد” وهى تنظر اليه بأسى قائلاً :
– عارفه انك مش حابب تتكلم فى الموضوع ده بس يا “مراد” أنا نفسي أفرح بيك بأه
ظهر الضيق على وجه “مراد” فأكملت قائله :
– والله فى بنات كتير كويسة .. انت بس ادى لنفسك فرصه انك تتعرف على واحدة فيهم
شجعها صمته وهدوئه على الاسترسال فقالت بحماس :
– لو وافقت .. من بكرة هجبلك صور 10 عرايس شوفهم كلهم واتكلم مع كل واحدة فيهم واختار اللى قلبك يرتاحلها .. قولت ايه يا “مراد”
بدا عليه التفكير وظل محتفظاً بصمته فأكملت قائله بحنان :
– لو مش عايزنى أنا أدورلك على عروسه .. و فى واحدة انت حاطط عينك عليها قولى وأنا أخطبهالك
خرج “مراد” عن صمته قائلاً :
– لأ مفيش حد
ابتسمت قائله :
– خلاص يبقى زى ما اتفقنا .. هجبلك صورهم بكرة .. وشوف منهم مين تحب تتكلم معاها وتتعرف عليها .. ماشى يا حبيبى ؟
أومأ “مراد” برأسه موافقاً فاتسعت ابتسامة أمه ودعت الله أن يقذف بحب احدى الفتيات فى قلبه .
***************************************
– انت اتجننت يا “جمال” ازاى تطلب منى حاجه زى اكده
تفوهت “صباح” بهذه العبارة بغضب وهى تلتقى بـ “جمال” سراً فى مكانهما المعتاد .. قال لها “جمال” :
– انتى مش بتجولى انك مش طايجاها وعايزه تخلصى منيها
صاحت بحنق :
– بس مش للدرجادى يعني .. مش لدرجة انى أأذيها اكده
قال “جمال” وهو يحاول اقناعها :
– هى مش هتتأذى بالعكس دى هتتجوز يا بت وتسيبلك البيت تمرحى فيه لحالك .. وتروح هى على بيت جوزها ومش كل شويه يجولولك “مريم” عملت “مريم” سوت
فكرت “صباح” قليلاً ثم قالت :
– بس مين الراجل اللى هيرضى يعمل اكده .. وايه مصلحته يعني يجيب لنفسه مصيبه زى دى
قال “جمال” شارحاً :
– الفلوس يا بت .. الفلوس تعمل أكتر من اكده .. آنى بعمل اكده عشان صالحك يا “صباح” دى لو فضلت حداكم أكتر من اكده مش بعيد تلحس عجل أبوكى وتخليه يكتب كل حاجه بإسمها وتطلعى انتى وأخوكى من المولد بلا حمص
هتفت “صباح” قائله :
– يا مصيبتى هى ممكن تعمل اكده
قال “جمال” ينفث سمه :
– اييوه يا بت وأكتر من اكده كمان .. دى واحده كانت عايشه فى مصر لحالها يعني مخها يوزن بلد .. وأكيد أكيد جايه عشان تأش اللى وراكوا واللى جدامكوا وتاكل عجل أبوكى وأمك
تمتمت “صباح” بغل :
– بنت الـتيييييييييت
– ها جولتى اييه
قالت متردده :
– بس انت متأكد ان الموضوع هينتهى بجواز مش بدم ؟
قال بسرعة :
– اييوه اييوه متجلجيش أنا عارف دماغ أبوكى امنيح .. وبعدين طالما الراجل هيرضى يتجوزها خلاص ايه لازمته الجتل عاد
بدا عليه التردد مرة أخرى فقال لها :
– اعرفى انك اكده بتدافعى عن حجك وحج أخوكى .. وكمان بتحمى أبوكى وأمك من واحدة زى دى .. انتى بتعملى اكده عشان صالح عيلتك يا “صباح” .. وعشان تخلصى من الحربايه دى
قالت “صباح” بحزم :
– ماشى يا “جمال” آني موافجه
ابتسم “جمال” وقد شعر بالإرتياح وقال :
– وأوعدك يا “صباح” بمجرد ما الحكاية دى تخلص هتجوزك على طول يا بت
قالت بلهفه :
– بجد يا “جمال”
– اييوه طبعا أمال .. بس اثبتى انتى بس انك جدها وانك تستحجى تكونى مرت “جمال الهواري”
قالت بثقه :
– متجلجش يا “جمال” آني جدها .. بكرة تشوف
*******************************************
أخذ “مراد” يشاهد الصور التى أحضرتها والدته لعدة فتيات مرشحات لتكون احداهن زوجة المستقبل .. ظل ينظر الى صورة تلو الأخرى .. وهو يشعر أنه فى حيرة من أمره .. كلهن جميلات .. لكن .. ولا واحدة منهن جذبته ليفضلها عن الأخريات .. اعاد مشاهدة الصور مرة أخرى .. مرات ومرات .. ونفس الأمر .. لم يتوقف عند واحدة بعينها .. ترك الصور من يده وزفر بضيق ثم أحضر دفترة وقلمه .. وكعادته أخذ يبوح لدفتره بما يجيش فى صدره
فى اليوم التالى ذهبت “سارة” الى عملها مع “مراد” كالمعتاد .. توجهت الى الطابق الذى يحوى مكتب “مراد” و “طارق” وباقى الإداريين .. كانت تشعر بخفقات قلبها تتسارع .. لا تعلم ماذا تفعل .. ولا ماذا ستقول ل “مراد” اذا رآها .. لكنها أخذت تسير فى الردهة على غير هدى .. ثم شعرت بسخافة ما تفعل .. فتوجهت الى المصعد وانتظرت صعوده .. فى تلك اللحظة انفتح أحد الأبواب ورأت “طارق” يخرج منه .. ازداد خفقان قلبها بشدة وشعرت بتوتر بالغ .. كان بيده احد الملفات التى يتفحصها فبدا وكأنه لا يراها حتى توقف بجوارها أمام المصعد .. رفع رأسه ونظر اليها تلاقت أعينهما فشعرت بإضطراب بالغ .. هز رأسه مرحباً ففعلت المثل .. انفتح باب المصعد فنظر اليها مبتسماً وأشار الى المصعد بيده قائلاً :
– اتفضلى
ثــم …. نزل هو عن طريق السلالم .. تابعته “سارة” بعينيها حتى اختفى .
*******************************************
دخلت “صباح” الى غرفة “مريم” تحاول تفحص أغراضها .. دخلت “مريم” الغرفة فارتبكت “صباح” وقالت :
– كنت بدور عليكي
ابتسمت “مريم” وقالت :
– كنت مع جدو كان بيفرجنى على البلد .. بلدكوا حلوة أوى يا “صباح” .. وفيها أماكن جميلة .. جدو قالى انه هياخدنى آخر الإسبوع ويفرجنى على أماكن أجمل كمان من اللى شوفتها النهاردة
شعرت “صباح” بالحقد والحسد وقالت ببرود :
– امنيح
رأت “صباح” قلاده ذهبية فى رقبة “مريم” فأقبلت نحوها وأمسكتها قائله بإعجاب :
– جميلة جوى
ابتسمت “مريم” وقالت بسعادة :
– جدو جبهالى النهارده
نظرت اليها “صباح” وهى تحاول أن تخفى حنقها وضيقها وقالت :
– بجولك ايه يا “مريم” متيجي نخرج سوا وأفرجك على بلدنا صوح
قالت “مريم” بسعادة :
– طبعاً يا حبيبتى شوفى يناسبك نخرج امتى
قالت “صباح” بحزم :
– بكره ان شاء الله .. هنخرج سوا بكره
عانقتها “مريم” وقالت مبتسمه :
– أنا فرحانه أوى انى موجودة وسطيكم .. ربنا ما يحرمنى منكوا أبداً
*************************************
فى اليوم التالى خرجت “مريم” مع “صباح” .. التى أخذتها الى أماكن عدة .. كانت تتطلع الى هاتفها كأنها تنتظر شيئاً .. ثم رن هاتفها معلناً عن وصول رسالة فأجابت عليها ثم قالت ل “مريم” :
– يلا يا “مريم” هفرجك على مكان تانى
قامت “مريم” معها وهى تنظر الى الطبيعة والمبانى حولها والابتسامه على شفتيها .. كانت “صباح” تشعر بالتوتر .. وتنظر خلفها .. جذبت “مريم” من ذراعها وأدخلتها فى المكان الذى تلتقى فيه ب “جمال” وقالت لها :
– “مريم” خليكي اهنه آنى رجعالك كمان شوى
قالت لها “مريم” بقلق :
– ليه يا “صباح” هتروحى فين
قالت “صباح” :
– فى واحدة صحبتنى هتجابلنى جريب من اهنه هروح أخد منها حاجه وأرجعلك
قالت “مريم” :
– طيب خديني معاكى .. هقف بعيد مش هضايقكوا
قالت لها “صباح” بحزم وهى تغادر :
– لأ خليكي اهنه .. على الأجل تتحمى من الشمس .. آنى رجعالك مش هتأخر
قالت ذلك ورحلت دون أن تعطى “مريم” فرصة للإعتراض .. وقفت “مريم” تتطلع الى المكان حولها .. والى البيت الذى لم يكتمل بناءه .. فى تلك الأثناء وعلى بعد خطوات .. كان رجلاً ما يتابع ما يحدث .. وبمجرد أن رآى “صباح” تغادر وتترك “مريم” بمفردها ..جرى مسرعاً وذهب الى رجلين جالسان معاً على أحد المقاهى وقال لهما بهمس :
– الحجوا يا رجاله .. لجيت “جمال” ابن “سباعى” مع واحدة فى حته جريبه من اهنه وهاتك يا غرام
صاح أحد الرجلين بغضب :
– أعوذ بالله .. هى وصلت لاكده
قال الآخر بغضب :
– ده تييييييييت صحيح .. فاكر نفسه فين ده
قال الرجل وهو يلهث من الجري :
– يعني هنسيبه اكده يعمل اللى على مزاجه مع بنات الناس .. ليه هى البلد مفيهاش رجاله ولا اييه
هب الرجلين واقفين وذهبوا بصحبة الثالث الى مكان البيت .. بمجرد أن رآهم “جمال” الذى كان يتخفى بجوار البيت .. دخل على “مريم” التى فزعت لرؤيته وهجم عليها معانقاً اياها .. حاولت “مريم” ابعاده عنها ففشلت .. دخل الرجال وصاح أحدهم :
– بتعمل ايه يا “جمال” يا تيييييييييييييت
نظر اليهم “جمال” ليتأكد من أنهم قد رأوه بالفعل ثم قفز من الشباك وجرى فى اتجاه بيته .. وقفت “مريم” مصدومة مندهشة لا تدرى ماذا حدث ولماذا حدث .. أقبل عليها أحد الرجلين وهو يصيح بغضب هادر :
– انتى مين وبنت مين
قالت بصوت مرتجف والعبرات تتساقط من عينيها :
– أنا “مريم” .. بنت “خيري عبد الرحمن السمرى”
نظر الرجلين الى بعضهما البعض وصاح فيها أحدهما :
– عيلة السمرى .. يعني من عيلتنا .. أنا ليا صرفه مع “عبد الرحمن” جدك و “عثمان” عمك اللى مش عارفين يربوا بنتهم
جرت “مريم” وهى منهارة ..لا تدرى حتى طريق البيت .. سألت امرأة كانت تسير فى الطريق فأرشدتها الى مكان البيت .. جرت مسرعه الى غرفتها .. وجلست على الفراش تلف نفسها بذراعيها لتوجف رجفه جسدها و تحاول استيعاب ما حدث .. ما هى الا دقائق حتى سمعت صوت طرقات عاليه على باب البيت حتى كان أن يتهشم .. ثم سمعت أحد الرجال يصيح قائلاً :
– “عبد الرحمن” .. شوفت اللى عملته بنت ابنك
قال “عبد الرحمن” بفزع :
– ايه اللى حوصل
قال الرجل بغضب هادر :
– بنت ابنك كانت بتجابل “جمال الهوارى” شفناها وهى فى حضنه ومسخرة وجله أدب
قال “عبد الرحمن” بدهشة :
– بنت ابني مين ؟
قال الرجل بغضب :
– جالتلنا ان اسمها “مريم”
قال الآخر بصرامة :
– لو معرفش كيف تربي بناتك يا “عبد الرحمن” احنا نربيهالك
كان “عبد الرحمن” مذهولاً مما يسمع .. تمتم قائلاً :
– لا مش ممكن
قال الرجل بصرامة :
– بجولك شفناها بعنينا وهى معاه هتكدبنا ولا اييه
لم يستطع “عثمان” التحمل أكثر هب فى اتجاه غرفتها فأسرع “عبد الرحمن” خلفه قائلاً :
– لا يا “عثمان” متجتلهاش دى بنت خوك
أخذت جدة “مريم” تصرخ وهى تلحق بهما .. اقتحم “عثمان” غرفة “مريم” فنظرت اليه “مريم” الجالسه على فراشها بفزع .. جذبها من شعرها وصفعها بقوة على وجهها وصرخ فيها قائلاً :
– على آخر الزمن جايه تفضحينا .. صحيح محدش عرف يربيكى ويعلمك الأدب .. ماشيالى على حل شعرك فاكره مفيش فى عيلتك رجاله ولا اييه
كانت “مريم” تبكى من الألم والصدمة والخوف .. خلصها “عبد الرحمن” من يده قائلاً :
– اتركها يا “عثمان” بجولك اتركها
جذبتها جدتها الى حضنها وأبعدتها عن “عثمان” الذى صرخ فى والده قائلاً :
– اتركها كيف يا بوى بعد ما جرستنا وسط الخلج
قال “عبد الرحمن” بصرامة :
– آنى هشوف حل للموضوع ده انت لا تتدخل واصل .. سمعنى يا “عثمان” لا تتدخل واصل
ثم خرج وهو غاضب بصحبة الرجال متوجهاً الى بيت علية “الهوارى”
قال “سباعى” بحزم :
– اللى غلط يصلح غلطته .. “جمال” لازمن يتجوز “مريم”
تفوه “سباعى” بهذه العبارة بعدما أقبل عليه الرجال من عيلة “السمرى” وعلى رأسهم “عبد الرحمن” .. كادت الحرب أن تندلع بين العائلتين مرة أخرى .. ولم يكن حل أمام الجميع سوى زواج “مريم” من “جمال” .. أقبل “سباعى” تجاه “عبد الرحمن” قائلاً:
– متجلجش يا “عبد الرحمن” .. “جمال” هيتجوزها .. عرضك متصان متخافش
قال “عبد الرحمن” بصرامة :
– لو ده محصلش يا “سباعى” يبقى بتعلن الحرب بنفسك
أكد “سباعى” بثقه :
– جولتلك هيحصل .. احنا كمان ما بدناش حرب معاكم .. “جمال” هيتجوز “مريم” بنتكم آخر الاسبوع .. ومفيش الا عيلتنا وعيلتكم اللى هتعرف بعملة التنين دول .. طالما غلطوا يبجى يستهلوا جطم رجابيهم والغلطة دى تتصلح بالجواز بدل ما العيلتين ياكلوا فى بعض .. ما فيش حل الا اكده
قال “عبد الرحمن” بحزم قبل أن ينصرف هو والرجال :
– اتفجنا يا “سباعى” .. كتب الكتاب آخر الاسبوع
***********************************
صاح “سباعى” بغضب هادر :
– ملجتش الا بنت عيلة السمرى اللى تفضحنا معاها يا ابن الـتييييييييييت
– هى اللى غوتنى يابوى وجالتلى أجيلها فى هداك البيت
صرخ فيه قائلاً :
– ومدام هيه حرمه تيييييييييت .. بتسمع كلامها ليه الا اذا كنت تيييييييييت زيها
ثم قال بحزم :
– اخر الاسبوع هتكتب عليها والدخلة بعديها بيوم .. انت فاهم
قال “جمال”وعيناه تلمعاه خبثاً :
– فاهم يا بوى .. فاهم .. وموافج كمان
***********************************
لم تتوقف “مريم” لحظة عن البكاء فى حضن جدتها وظلت تردد :
– انا مظلومة والله العظيم مظلومة
ربتت جدتها على رأسها وهى تشاركها بكائها فى صمت .. أقبل “عثمان” واقتحم الغرفة ففزعت “مريم” وانزوت أكثر فى حضن جدتها التى أحاطتها بذراعيها لتحميها منه .. قال “عثمان” بغضب وقسوة :
– اعملى حسابك ان كتب كتابك على “جمال” هيكون آخر الاسبوع والدخلة بعدها بيوم
تجمدت “مريم” فى مكانها واتسعت عيناها من الدهشة وقالت بصوت مرتجف :
– ايه .. بتقول ايه .. “جمال” مين .. كتب كتاب مين
صرخ فيها :
– أمال كنتى عايز تمشى على حل شعرك ونسيبك تعملى ما بدالك .. هتتجوزيه يعني هتتجوزيه .. لازمن نتستر على اللى حوصل ده
هبت “مريم” واقفه وقالت بغضب :
– أنا مغلطتش .. أنا معملتش حاجه غلط .. هو اللى طلعلى فجأة وحضنى غصب عنى معرفش طلعلى منين ومعرفش ليه عمل كده .. أصلا انا معرفش حد فى البلد .. ولا عمرى جيت هنا .. ازاى يعني هعرف واحد فى الكام يوم اللى أعدتهم هنا .. وانا مخرجتش لوحدى أبدا .. بخرج مع جدو أو “صباح” .. ازاى هيكون عارفه واحد يعني
قال بقسوة :
– يا تتجوزى اللى فضحتينا وضيعتيى شرفك وشرفنا معاه يا هجتلك بيدي يا بنت خوى
واجهته قائله بحزم :
– مش هتجوزه
نظر اليها “عثمان” بغيظ ثم صفعها على وجهها مرة أخرى وصرخ فيها :
– طبعا لازمن تبجى بجحه وجليله الحيا ما انتى كنتى أعدالى فى مصر لحالك وأكيد كنتي هناك برده ماشيه على حل شعرك
صرخت أمه وهبت واقف وأخفت “مريم” خلفها وصاحت فى “عثمان” :
– أبوك جالك لا تدخل فى الموضوع ده يا “عثمان” .. امشى اطلع بره
خرج “عثمان” وهى يغلى من الغضب .. انهارت “مريم” على الأرض باكيه وجلست جدتها بجوارها وأخذتها فى حضنها .. نظرت اليها “صباح” التى جاءت على اثر صراخهم .. لم تكن لتجرؤ على أن تقص الحقيقة على أحد .. كانت تشعر بألم قاتل فى قلبها .. فقد اتفق معها “جمال” على أن رجلاً آخر هو الذى سيقوم بذلك ويتزوج “مريم” .. لم تكن تعلم بأن “جمال” أراد “مريم” لنفسه .
*******************************
قالت جدة “مريم” لـ “عبد الرحمن” فى غرفتهما :
– آنى مش مصدجه ان “مريم” تعمل اكده
قال “عبد الرحمن” واجماً :
– الرجاله شافوها مع “جمال”
ثم أكمل بحيره :
– لحجت منين تعرف “جمال” وتسلمه حالها اكده
قالت زوجته :
– وعشان اكده بجولك ان مستحيل تكون عملت اكده هى جالتلى انه طلعلها فجأة
قال “عبد الرحمن” بحزم :
– خلاص مفيش فايده من الحديث ده ..لو متجوزتوش الناس هتفضل تتكلم عنها وعنا وانتى عارفه “عثمان” دمه فاير .. لو متجوزوش والله ليجتلها هى و “جمال” وتبجى الحرب بين العيلتين نارها جادت تانى
قالت زوجته بحسره :
– وذنبها ايه المسكينة دى .. اذا كان معملتش حاجه
قال “عبد الرحمن” بحزم :
– مصلحة الجبيله فوج كل شئ .. لازمن يتجوزا يا اما هنشوف بحر دم بين العيلتين .. متنسيش ان اللى حوصل زمان لسه ناره مبردتش لحد دلوجيت
ثم قال بحيره :
– وبعدين يعني كيف معملتش حاجه .. يعني “جمال” هيجيب مصيبه لنفسه ويتجوزها غصب عنه ليه يعني
تنهد قائلاً :
– اللى رايده ربنا هيكون ومحدش هيجدر يمنعه واصل
******************************
التقى “جمال” بالرجل الذى أخبر الرجلين على المقهى برؤيته لـ “جمال” مع امرأه .. أعطى له رزم نقديه قائلاً :
– آدى بجيت حجك
قال الرجل فرحاً :
– تسلم يا “جمال”
ربت “جمال” على كتفه قائلاً :
– طلعت راجل .. كنت خايف لتبوظلى المصلحة
– عيب يا “جمال” هو أنا عيل ولا اييه .. ده أنا خلتهم أعدين مش على بعضهم وجاموا معايا يشوفوا اللى بيحصل .. بس انت شيطان يا “جمال” بجد شيطان .. مكنتش أعرف ان جلبك مغلول للدرجة دى من عيلة “السمري”
قال “جمال” بقسوة :
– العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم .. زمان خدوا منينا حرمه بفضيحة .. ودلوجيت خدنا منيهم حرمه بفضيحة .. اكده معدش حد أحسن من حد
صمت لبرهه .. ثم قال بغل وعلامات الحقد والكره على وجهه :
– لا ومش أى حرمه .. دى بنت “خيري عبد الرحمن السمري” .. أخيراً عرفت أردلك اللى عيملته فينا يا “خيرى” .. وبنتك اتجرست زى ما مرت عمى اتجرست بالظبط.
الفصل الخامس عشر من هنا
في نهاية مقال رواية قطة في عرين الاسد الفصل الرابع عشر 14 بقلم بنوتة أسمرة