منوعات

رواية ود الفصل الأول 1 بقلم سلمى خالد

من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية ود الفصل الأول 1 بقلم سلمى خالد ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة

رواية ود الفصل الأول 1 بقلم سلمى خالد

رواية ود البارت الأول

رواية ود الجزء الأول

رواية ود الحلقة الأولى

( أشواك)
غارقة بأحلامها الوردية، لم تشعر به ما أن استيقظ من جوارها كي يعد نفسه للعمل، فهذا اول يوم عمل له بعد أجازة طويلة لأجل زفافها بمحبوبته ( ندى)، تبسم في حب وهو يتطلع لها، فهي كانت حُلمًا صعب لأجل الوصول إليها، والآن قد حقق هذا الحُلم وأصبحت بجواره لا بل تسكن فؤاده، أنهى غلق أخر زر بقميصه واستمع لصوت الباب يدق، غادر الغرفة سريعًا وما أن فتح الباب حتى وجد والدته تتبسم له بحب قائلة:
_ صباح الخير على ابني حبيبي.
مدت حسن يده يمسك بكفها ويقبله بحب، لتربت حسناء على ظهره في رضا قائلة:
_ ربنا يرضى عنك يا حسن.
ثم اضافت وهي تصك على اسنانها:
_ مراتك فين؟!
ابتسم حسن في هدوء يجيبها بنبرة هادئة:
_ نايمة.
رفعت حسناء حاجبها في غيظ قائلة:
_ نعم! هي أزاي نايمة؟ هي مش عارفة انك وراك شغل ولزمًا تقوم عشان تجهز حاجتك؟
حرك رأسه نافيًا، ثم اجابها سريعًا:
_ لا يا أمي، هي جهزت الحاجة من بليل حتى الفطار بتاعي عملته وهاخده وامشي للشغل.
عوجت فمها في تهكم تتمتم سخط:
_ كمان هتأكلك أكل بايت من أولها.
تنهد حسن ثم أمسك بيد والدته، ينظر لها في رجاء قائلًا:
_ عشان خاطري يا أمي ندى اعتبريها بنتك.. مش أنتِ نفسك في بنت.. اعتبري ندى بنتك وهي طيبة… أنا بحبكم أنتم الاتنين انت امي وهي مراتي.
زفرت حسناء في استسلام ثم اردفت:
_ طيب يا حسن، هدخل اصحيها عشان تقعد معانا تحت.
ابتسم لها ثم غادر الشقة، بينما دلفت حسناء للغرفة، ولكن علا شفتيها بسمة ساخطة وهي ترى ندى لا تزال مستغرقة بالنوم، تقدمت منها تمد يدها لتحركها قائلة:
_ ندى.. يا بنتي… قومي دا إحنا دخلين على الضهر وأنت لسه بتشخري.
نهضت ندى في تكاسل، تمسح على وجهها لعلها تزيل أثر هذا النوم، ثم أردفت بصوتٍ متحشرج:
_ مش بشخيي ( بشخر) يا ماما، بس المنبه مينش ( مرنش) ياحت (راحت) عليا نومة.
حدقت بها قليلًا، ثم قالت حاولت أن تتماسك قليلًا كي لا تنفلت تلك الضحكة:
_ مينش.. طب قومي ربنا يهديكِ غيري وتعالي معانا تحت.
:_ حاضي ( حاضر)
قالتها وهي تنهض، بينما غادرت حسناء نحو شقتها الموجودة بنفس الدور، اخذت حمامًا سريعًا، ثم أرتدت ملابس اكثر تحشمًا، وغادرت نحو حماتها، كي يعدون الغداء، فهي قد قررت أن تقوم بغداء جماعي مع ولديها الأثنان.
طرقت ندى الباب ببعض الهدوء، وما أن فُتح حتى قابلت بسمة ساخطة على وجه زوجة أخا حسن ( رجاء) تردف بنيرة متهكمة:
_ ابقى خبطي عدل يا حبيبتي… عشان لولا معدية من جنب الباب مكنش سمعنا.
تعجبت ندى من طريقتها، ولكن ايقنت أنها سأخذ وقتًا حتى تكسب الجميع، منحتها بسمة هادئة تتمتم في وِد:
_ حاضي.
ضحكة ساخر اندفعت من فم رجاء قائلة:
_ حاضي.. ادخلي ادخلي عرفت حسن حبك ليه.
ازدردت لعابها، وحاولت بلع سخريتها التي كانت مثل جمر تلهب صدرها، دلفت للداخل بخطواتٍ تحمل الحرج، ولكن استمعت لصوت حسناء تتمتم بنيرة عالية:
_ تعالي يا ندى عشان تجهزي أكل جوزك.. هو بيحب الورق العنب وجنبه دبوس الفرخة.
تحركت ندى في عجلة، في حين أغلقت رجاء الباب في ضيق قائلة في غيظ:
_ والله لوريكِ النجوم في عز الضهر يا بتاعت حاضي.
ابتسمت في خبث ما أن حضرت لها فكرة، ثم انطلقت نحو المطبخ حتى وجدت ندى تقف امام الإناء ( حلة) التي توضع بها الدجاج كي يطيب، ابتسمت بمكرٍ شديد فقد نجح نصف خطتها، دلفت نحو الداخل هدوء تنظر نحو ندى التي تواليها ظهرها بحقدٍ بات ظاهرًا بحدقتيها، دفعتها بقوة نحو الاناء الساخن ليسقط بعيدًا عنها ولكن وقعت بعض قطرات الحساء على يدها وقدمها، صرخت ندى في عنف، بينما شهقت رجاء ثم وقعت على الأرض، تردد في ألم مزيف:
_ آه يارجلي.. آه على وجعك يا رجاء.
أتت حسناء تهروال لهن، وما أن رأت رجاء تصرخ من الألم، وندى تبكي على قدمها ويدها المحروقتان، حتى قالت في حسرة:
_ ياخبتك يا حسناء في مرتات عيالك الاتنين.
انطلقت تحضر كيسًا من الثلج تعطيه لرجاء، ثم اسرعت نحو الدقيق واحضرته كي تضعه على يد ندى وقدمها قائلة بنيرة ساخطة:
_ أول يوم ليكِ معانا وروحتي بهدلتي الدنيا والمفروض الأكل يجهز.. احمدي ربنا إن لسه في وقت نحضر ونلم القرف اللي حصل.
تطلعت لها ندى في حزن، تذرف الدموع من الآلام باتت تحلق فوق رأسها، بدأت حسناء بإعداد الطعام كله، في حين غادرت رجاء المطبخ وهي تشعر بالانتصار، استطعت أن تخسر ندى هذا الموقف، وجلست بالردهة دون أن تعد الطعام، همست في نفسها بنبرة حاقدة:
_ تستاهلي يا ندى.. أحلى حاجة حصلت من قعدتي مع الست دي إني عمل الغدا.. وهي واثقة إني مش هعمل البهدلة دي.
*********
:_ نورت يا عريــــــــس.
قالها أحد اصدقاء حسن، لتصدع ضحكة رجولية ما أن انتهت هذه الجملة، تقدم حشن يحتضن صديقه في ودٍ، يتمتم بنبرة سعيدة:
_ وحشني أوي يا محمد.
ابتسم محمد يربت على ضهره قائلًا وهو يتطلع لمعالم وجه صديقه:
_ وأنت يا حسن… عامل ايه؟ والجواز عامل ايه معاك؟ بقى اسافر يابن اللذينة وارجع القيك متجوز!
ضحك حسن وهو يضع يده خلف رأسه، يجيبه في حب يحمل بطياته الحب:
_ والله يا محمد الموضوع جه بسرعة، أنا شقتي كانت جاهزة وهي مامتها جهزتها، قاعدنا سنة خطوبة وبعدها عملنا كتب الكتاب والفرح.
حرك رأسه في ايجابية، ثم غمز بعينيه متسائلًا:
_ لا بس الواضح إنها قصة حب؟!
حملت شفتيه تلك البسمة الممزوجة بالحب، يرد بايجابية:
_ بص مش بالمعني، اللي حصل إنها كانت شغالة هنا، وأنا ماشي خبطها بالغلط فقولت مش تخلي بالك، لقيتها ردت عليا وبتقولي يعني كمان أعمى بصي ( بصر) وبصيية (بصيرة)، فضلت متنح شوية ووقعت على نفسي من الضحك من طريقتها وهي متعصبة وبتزعق باللدغة كده كانت عسل، بس طبعًا هي زعلت مني إني بضحك على اللدغة بتاعتها وقالت بزعل:
_ يبنا ( ربنا) يسامحك، هي سبتني ومشيت وأنا الصراحة ندمت وروحت عشان اعتذر ليها وهي قبلت الاعتذر ومن هنا بدأت اسأل عليها كتير ووحاولت اتكلم معاها بس هي بترفض، ولسوء حظي إن هي في قسم ال HR وانا فني فمكناش بنتقابل كتير.. فقولت ادخل البيت من بابه واتقدم… وهي دي القصة كلها يا سيدي.
منحه ابتسم ثم اردف في رضا:
_ ربنا يوفقك في حياتك يا حسن، أنت تستحق كل خير.
نهض حسن يحمل متعلقاته، قائلًا:
_ تسلم يا محمد، عايز حاجة؟!
:_ لا سلام يا غالي.
غادر حسن سريعًا بعد أن أخذ أذن من مديره بالمغادرة مبكرًا، ولكنه قرر الذهاب لمحل خاص ببيع الحلوى ليشتري بعض الحلوى لزوجته، ثم انطلق لمكانٍ ما يناظر به هذا المندوب كي يأخذ منه هدية التي احضرها لندى.
***********
ذهبت ندى نحو شقتها لتبدل ملابسها وما أن انتهت حتى خرجت للردهة شقتها ولكن كانت الدموع تنساب على وجهها بغزارة، أمسكت بهاتفها بيدٍ مرتعشة ثم هاتفت والدتها، وما أن اجابتها حتى قالت:
_ وحشتني أوي يا ماما.
:_ وأنتِ كمان يا حبيبتي، بس مال صوتك؟!
اجابتها ندى بحزنٍ:
_ دخل المطبخ عشان أعمل الغدا لأنه غدا جماعي، بس حلة الشويبة ( الشوربة) وقعت، وطنط حسناء اتييقت ( اتريقت) عليا وقالتلي أول يوم ليا وبهدلت الدنيا.
:_ طيب يا حبيبتي طبيعي تقول كده، إذا كان أول مرة دخلتي عندي المطبخ ووقعتي الحِلل، زعقت فيكي وقولت أنتِ مش نافعة في حاجة تانية، بصي يا ندى هقولك كلمتين تحطيهم حلقة في ودنك، حماتك مهما عملت متزعليش منها، ابنها بعد ما كان ليها لوحدها بقى في واحدة تانية في حياته، كبر واسم الله عليه بقى زينة الشباب قدام عينيها ، فطبيعي هيبقى رد فعلها مش حلو حبتين، هي بس لحد ما تاخد عليكي وتعرف إنك بنت كويسة ومريحة ابنها وقتها هتلاقيها بتعاملك بوِد، وحماتك الحمدلله مش وحشة بتعمل بالأصوال وولاد الأصوال عمرهم ما بيعملوا حاجة وحشة في حد، هتعرفي كلامي دا لما يبقى ليكِ ابن ويتجوز.
مسحت ندى دموعها تتمتم بنبرة هادئة:
_ حاضي ( حاضر) يا ماما.
:_ يا خراشي على حاضي دي.
ضحكت ندى على كلمات والدتها فهي تعلم أنها تعشق كلماتها التي بها تلك اللدغة، أغلقت معها وهي تزعم على كسب رضا حماتها.
*************
حركت رجاء رأسها وهي تفكر بشيءٍ ما، تبتسم بمكرٍ وهي تتمتم بنبرة خبيثة:
_ أحلى حاجة فيكي يا ندى إنك بتجبيلي المصايب كده على طبق من دهب عشان احدفها في وشك يكش نخلص منك.
:_ هو أنتِ مش ناوية تبطلي العادة السودا دي.
قالها أخو حسن ( وليد) وهو يسعد السُلم، بينما استدارت رجاء وهي في توتر قائلة بنبرة ماكرة تحمل كيد النساء:
_ أبدًا يا وليد… دا حلة الشوربة وقعت عليها وروحت اطمن لقيتها بتعيط وبعدها بتضحك فقولت خلاص مش ضروري اخبط.
:_ طب حصل ليها حاجة؟!
قالها في قلقٍ، بينما رفعت رجاء حاجبها في غيظ قائلة بنبرة حقد:
_ نعم! وأنتِ خايف عليها ليه أن شاء الله؟!
نظر لها في دهشة، يجيب :
_ نعم أنتِ بتقولي ايه؟! واحدة لسه جاية أول يوم عندنا بعد الفرح وجوزها لسه سايبها أول يوم شغل وأمانة عندنا كمان وتقولولي خايف عليها ليه.. خايف نتسأل ونروح في داهية.
:_ كويسة يا ابو قلب حنين.
قالتها في تهكم، في حين حرك وليد رأسه في يأسٍ منها ثم قرر أن يمر على والدته قبل أن يصعد نحو شقته، سدعو لزوجته بالهداية.
أتي الغروب وأصبح هذا اللون الأحمر القاني يغمر الأرض، يزيل تلك اللحظة الحزينة، تنسدل معه لحظات من الهدوء والسكينة، صعد حسن أعلى الدرج وهو يتطلع نحو الحقيبة في سعادة يتمتم بنبرة متحمسة:
_ أكيد ندى هتفرح بيها.
اخرج مفتاح شقته ثم فتح الباب وأسرع بالدخول ينادي:
_ ندى.. ندى أنتِ فين يا حبيبتي؟!
فتح باب الغرفة بعد أن بحث عنها بأرجاء الشقة ليجدها تجلس على الأؤض تبكي بشدة، صُدم من شكلها لما تنكمش على نفسها هكذا وما الذي حدث بغيابه، كلها أسئلة دارت بعقله ولم يجد لها اجابة، فذلك المشهد ألم قلبه وبشدة!
يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ود)

في نهاية مقال رواية ود الفصل الأول 1 بقلم سلمى خالد نختم معكم عبر بليري برس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى