رواية انصاف القدر الفصل الثامن عشر 18 بقلم سوما العربي
من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية انصاف القدر الفصل الثامن عشر 18 بقلم سوما العربي ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية انصاف القدر الفصل الثامن عشر 18 بقلم سوما العربي
الفصل الثامن عشر
وقف أمامها بعجز والم لكن وما العمل.. كل شئ مقدر بمقدار ولا يستطيع تغيير اى شئ.
هناك ضوابط وقوانين مجتمعيه تحكمنا
تقدم خطوتين منها اكتر وقال بابتسامة يحاول أن يخفي المه على نفسه وعليها :لسه مالبستيش.
استدارت له فتمزق قلبه على عيونها الباكيه حمراء كالدم.
اغمض عينيه بألم :مليكه عشان خاطري كفاية عياط انا مش هستحمل اشوفك كده.
مليكه :امال هتستحمل ايه؟ انك تلبس وتتشيك وتحط برفان وتروح تخطب واحدة تانية عشان هى مناسبه اكتر.. انت اخترت حياتك خلاص وخرجتنى منها.
لما لم يأخذه تفكيره لهنا… يخطب غيرها معناها انه حدد خطواته فعلاً واخرجها من حياته.
تشتت عقله.. لا يعلم ماذا يفعل ولا كيف سيتصرف ولا يستطيع اخراجها من حياته.
عامر :ايه الى بتقوليه ده… يعنى ايه خرجتك.. انتى ماينفعش تخرجى من حياتى.
مليكه :طيب قولى انت معناه ايه اللي بيحصل النهاردة… انت رايح تخطب بنت خالتك وامبارح كلهم رفضوا جوازك من بنت صغيرة.. وانت قعدت ساكت.. كان ممكن تحكم رائيك.. تقول هى دى وبس… والى مش عاجبه يخبط دماغه في الحيطه.
عامر :انتى شوفتى بعينك رد فعل الكل وهما عرفوا بس انها بنت صغيره مش انتى كمان.. الرفض هيبقى الضعف لما الناس تعرف ان عينى راحت على مليكه الى ربيتها.. عارفة هيتقال عليا ايه وهتشبه بأية… هبقى راجل سايب على نفسه ماعرفش يمسك نفسه قدام بنت حلوة لا وكمان كانت فى بيته… طب عارفة كمية الاشاعات الى هتتطلع عليا وأنى اكيد أتجاوزت حدودى معاكى ولا يمكن بعمل زى ما ناس كتير بنسمع عنهم بيتحرشوا باطفال من عيلتهم مستغلين وضعهم ومكانتهم… انتى متخييييله.
صرخ بالاخيره بغضب.. أشياء كثيرة تدور برأسه لا يستطيع التعبير عنها او تفسيرها لها.. وهى كل ما تراه انه مقصر فقط لا تعلم مخاطر الموضوع وكل الاشياء المترتبه عليه… سيقال عنه مريض يتحرش ويعجب بالصغيرات.
اغمض عينيه.. غضبه بدأ يتفاقم وهو لا يريد ذلك الآن.. يعلم سنها صغير ولا تستوعب او تدرك أشياء كثيرة.
حاول أن يتحدث بهدوء :مليكه اسمعى… فى فرق كبير بينى وبينك انا بفكر في الكل وفى كل الجوانب الى هتأثر على العيله دى وعلى اولادها واحفادها الى هييجوا بعد كده… انا كده هبقى بوقع الكل… أسهل ماعليا انى اخدك واتجوزك واتمتع بيكى ومعاكى ويولع اى حد تاني.. بس انا بفكر في الكل.. طب وبعدين.
ضحكت بسخرية وقالت :ههه مانت كنت عايز كده ولا نسيت.
القى بجسده على الاريكه خلفه بتعب يقول :من تعبى.. من يأسى وغلبى.. اعمل ايه.. من ناحية بحبك وعايزك ومن ناحية اهلنا والناس.
جلست لجواره تقول :يا عامر طنط ناهد بتحبنى اوى يمكن لو عرفت انك تقصدنى انا تغير رأيها وتوافق.
ابتسم قائلاً :بتحبك طول مانتى مليكه البنت الصغيره الكيوت الى اتربت معاهم هنا لكن لو هتبقى خطر على مستقبل او سمعة اى حد من عيالها هترفض ومش هتبقي كده… دى غريزه في اى ام.
تجهمت معالمها ووقفت تعطيه ظهرها تقول :انا الى شايفاه انك بتلعب بيا زى الكوره وعمال تسدها فى وشى من كل ناحيه… اختصر وقولى انك جاى دلوقتي تنهى اى حاجة بينا.
هب من مكانه سريعاً يقول :ايه الى بتقوليه ده.. انسى انك تبعدى عنى اصلاً.
استدارت له تقول :امال انت عايز ايه.. أفضل متعلقه بامل عمره ما هيحصل لأن ببساطة انا الى ماشيالك لوحدى انت واقف مكانك مش عايز تقابلنى فى نص الطريق عشان نقرب المسافات.. عايزنى أفضل كده فى السر.. واستحمل خطوبتك.. اشوفك وانت قاعد جنب واحده تانيه.. ماسك ايدها وبتلبسها دبلتك.. وبعد كده فى اى مكان ولا اى مناسبه تبقى هى الى جنبك والاحق.. وانا أفضل مليكه الوحيدة… انا مش هيعيش الدور ده تانى… مش هفضل دايما الموجوعه فى القصه دى.
عامر :وانا.. انا مش موجوع وأنتى قدامى ومش عارف اضمك ليا.
مليكه :انا قدمت تنازلات كتير… فضلت سنين احبك بينى وبين نفسي.. استحملت استهزاءك بيا وبمشاعرى… وحاجات كتيييير انت عارفها كويس… مش هفضل جوا القالب ده كتير… انا لازم احرر نفسى منك.
قبض على ذراعها يغرس اطافره بلحمها.. تاوهت.. لأول مرة يعاملها بهذا العنف.
عامر :تقصدى ايه بكلامك ده.
نظرت له بتحدى:اقصد ان من هنا ورايح كل واحد مننا يمشى في طريقه.
عامر :بتستهبلى صح.. طريق ايه الى يمشي فيه
مليكه :الطريق ده انت الى حددته لينا واخترته مش انا.
عامر :بتحلمى.. لو فكرتى أنى ممكن اسيبك كده عادى تبقى بتحلمى.
مليكة :علاقتنا محكوم عليها بالفشل.. وانت اول واحد حكمت عليها قبل حتى ما الناس تحكم.. انا الوجع الى شفته معاك أقل بكتييير من السعاده… انت لسه حاببنى من كام يوم لكن انا بحبك من زمان.. يعنى بتعذب من زمان وخلاص تعبت واستكفيت.. حقى اعيش زى كل البنات والاقى حد يحبنى ويقدرنى.. يتمنالى الرضا ارضا… يجبلى الدنيا كلها تحت رجلى ويحارب الدنيا عشانى.
احتدت عيناه اكثر:انتى عارفه لو كان سمعتك جايبه سيرة راجل تانى على لسانك هعمل فيكى ايه.
تحدثت بتحدى:لا هجيب.. هتشوف.
عامر :عايزه راجل تانى فى حياتك يا مليكه.. راجل غيرى… ده بعدك.. سامعه.. من هنا ورايح فى نظام تانى.. كل حاجه هتبقى بحساب… عشر دقايق بالظبط وتبقى جاهزه تحت.. سامعه.
خرج من غرفتها وكل ما يشغل باله.. العصفوره تريد الخروج من عشه… سيقصص لها اجنحتها تلك… لن يدعها تفر منه ابدا حتى لو اتهمته بالانانيه والظلم… ليس بيده.. يعشقها هو.
_________________________
جلست كالدميه تضع احمر شفتيها تستعد لتلك الخطبة العظيمه.
دق شقيقها الباب ثم دلف ينظر لها بسخط معلقا :وبعدين
اغمضت عينيها تزفر بتعب :طب قولى انا اعمل ايه.. هو انا كنت اعرف انه ممكن يفكر يخطبنى… انا بس كنت بحاول اكسب وقت مع بابا
نادر :وعملتى ايه فى كل الوقت الى فات… ولا حاجة مافيش غير إنك تقريباً بقيتى عروسه ماريونيت.. امك ماسكه حبل من ناحية وابوكى حبل من ناحية.
هديل بحزن:عندك حق.. انا بقيت حاسه اني انا مش انا… زى ماكون شبح او خيال.
نادر :ماشى.. ماردتيش عليا.. وبعدين.. هتعملى ايه.
اشاحت وجهها تقول :مش عارفة مش عارفة بجد.
خرج من عندها بملل منهم جميعاً… كلهم سلبيين.. يراهم هكذا.. حتى تلك الغبيه التى عشقها بصمت.
فى نهاية اليوم.
كانوا فى طريقهم للعودة إلى بيت الخطيب.
ناهد عينيها مرتكز على عيني ابنها.. كل ثانية ينظر فى المرأه الاماميه يتواصل ببصره باهتمام شديد مع تلك الجالسه بالخلف.
عينيه لم تتزحزح عنها طول اليوم.. لم ينظر لهديل ولو مره تلك النظرة الخاصة… ابنها وتعلمه جيدا… نظراته لها غير.. عينه بها نظره الم على تعب مع اعتذار وصرامه ايضا كأنه ينذرها الا تتركه او ربما ترجى.. لا تعلم لكن نظرته غير عادية… وهى عيناها تحمل الكثير أيضاً.. أشياء حتى لم تستطع تحديدها كما حددتها مع ابنها… لكن بها من الحزن مالم تستطيع اخفاءه.
فى سيارة محمد
جلست كارما بغضب :هو انا ممكن افهم يعنى انا ليه مارجعتش مع عامر.
محمد :انا الى عايز اعرف مالك كده ولا فيكى ايه.. بقالى شهور مش عارف ولا اتلم عليكى ولا اكلمك فى ايه
كارما :يااااه.. ولسه فاكر تاخد بالك دلوقتي
محمد:ده مش رد على سؤالى على فكره
اغتاظت كثيرا وعلى صوتها قائله :وانا مش هرد على كل اسئلتك.. ولو سمحت من هنا لحد مانوصل انا مش عايزه أسمع منك اى كلام.
محمد :نعم.. انتى اتهبلتى ولا ايه.. انا خطيبك.
كارما :خطيب مين يامحمد… انا مش موافقة عليك ولا بحبك.
توقف بسيارته فجأة فاصطدم رأسها قليلاً
صرخت بغضب:ايه الى عملته ده.
محمد بغل:ايه ال قولتيه ده… مالك كده ماتظبطى فيكى ايه.. انا شايفك كده متغيره من فتره وسايبك بمزاجى… لكن خلاص كفاية اوى كده.. على آخر الزمن مش هعرف ألمك ولا ايه.
حقير.. حقير….حقير..اخذت ترددها بقلبها قبل عقلها.
اشتعلت عيناها بغضب ثم ولأول مرة تجرأت.. فتحت باب السيارة وترجلت وبلمح البصر كانت إشارة لسيارة اجرى على الطريق.
زاد غضبه منها.
لا بل اشتعل… منذ متى وكارما لها لسان او اى رد فعل امامه.. فقد كانت كالصلصال… حسناً سيعود للبيت الان يريها العين الحمراء ويجعلها تعود كما كانت… يعلم هى تهابه وتخاف عامر كثيراً… سيخبرهم فقط بما فعلته الان… يقسم لن تكررها ثانية.
بعد مده
توقف بسيارته امام الباب الداخلي للبيت.
كانت اول من ترجل من السيارة وذهبت سريعاً لغرفتها.
هبط من سيارته يتنهد بتعب وألم.. فاق على صوت والدته تنظر له نظرة غريبه عليه تقول :هى مليكه مالها يا عامر.. طول اليوم قاعده بعيد وتقريبا مش بتبص ناحيتك ودلوقتي كمان مش على طبيعتها.
يعلم والدته جيدا…إنها تشك به وبها خصوصا بعد حديثه أمس عن حبه لفتاة صغيرة.. ماذا يفعل او يقول.
كان يبحث عن رد مقنع ولكن انقذه توقف محمد بسيارته بعضب لجوار سياره الأجرة التى توقفت الان هى الآخرى.
اندفع بسرعه وذهب يفتح الباب يمد يده ويخرجها بطريقة مهينة يقول :تعالى يا هانم… تعالى.. قوليلهم… هتقوليلهم الى قولتيه وعملتيه ولا اقول انا.
تقدم عامر بغضب ينتزع يده من عليها يصرخ به:هى هبت منك ولا ايه يا باشا… انت هتمد ايدك عليها وكمان قدامى.
محمد :شوف اختك بتقولى ايه.
عامر :اى أن كان الى حصل.. مالكش حق انك تمد ايدك عليها حتى لو بقيت جوزها.. اصحى كده وفوق مش عايزين نخسر بعض.
محمد بصوت عالي :ردى يا هانم وقوليلهم الى لسه قايلاه.
ناهد :ماتوطى صوتك يابنى عيب واعمل حساب انى واقفه.
عامر :ماتقول انت يابيه ولا لسانك اتقص.
محمد:لا اقولك حاضر وماله… الهانم بتقولى انت مش خطيبى وانا مش بحبك اصلاً… لاااا ومش كده وبس دى كمان نزلت من العربيه وراحت ركبة تاكسى… ولا كأنى قرطاس لب.
صمت خيم على الجميع.. فى نفس الوقت خرجت مليكه من شرفتها ترى ماذا يحدث.. أول ما وجدت كارما تبكى أسرعت إليهم.
خرجت إليهم وهى تسمع محمد يقول :سمعت يا عامر بيه… سمعت يا كبير.. رد انت بقا… انا مستنى حكمك يا كبيرنا.
يحرجه ببراعه.. نطقه لكلمه كبير أكثر من مره.. محمد شخص يستطيع اللعب بالكلمات جيدا ويحول الظالم مظلوم.
عامر :طب اول حاجة توطى صوتك كده وتهدى ها.
نظر تجاه كارما وهى تبكى فى احضان حبيبته وقال:كارما ليه قولتى كده وعملتى كده.
ظلت على صمتها تبكى.. لا تسعها الكلمات حقا.
محمد :شايفين… مش هاممها حد ولا بترد على حد لأ وكمان مش بترد.
عامر :كارما لو سمحتي تجاوبينى… ليه عملتى كده.
رفعت راسها تقول باعين غاضبه :عشان انا بنى ادمه… بفهم وبحس.. البيه عمره ما حبنى اصلا… دايما كان بيضحك عليا بكلمتين… كل همه الشغل والأسهم.. عمره ما خرجنى ولا اهتم بيا… بس بصراحة شاطر اوى فى الكلام.. هه كل يومين يثبتنى بكلمتين حلوين وانا ارضا واتثبت فعلاً… بس كل يومين ينكشف ليا.. من أول مارفض جوازه فادى كأنها ضربة وفوقتنى… انا مش عايزه اكمل فى العلاقة دى.
محمد:ايه الهبل والكلام الفارغ ده.. انتى جرى لمخك حاجه اكيد.
عامر :كارما اعقلى الأمور مش بتتوزن كده.
نظرت له ثم لمليكه و قالت :وانا مش هعيش غير الحياة إلى انا عايزاها… مش هعيش الحياة الى تسعد غيرى.. انت عايز تعمل كده انت حر في نفسك…مش همشى على هوى الناس.. سامعنى.. انا مش هبقى نسخه تانية من هديل.
أنهت حديثها وذهبت سريعا لغرفتها… تاركه الجميع ينظر لاثرها بصدمه… حديثها كله الغاز وإشارات لأشياء يبدو أنها تفهمها وتلتزم الصمت.
اما مليكه نظرت له نظره مطوله.. كأنها تخبره (كارما بتلقح عليك )
ذهبت لغرفتها بهدوء وخطوات ثابته وهو يقف متصلب… مندهش.. ومحمد يعد ويحصى الخسائر.
__________________________
لن ينتظر أكثر من هذا… مر الكثير على وفاة شقيقتها… لابد من انهاء تلك القصه.
ولكن سيد… لايستطيع الاستعانه به.. ظل على موقفه منه.. سيذهب بمفرده… لا ينقصه يد أو قدم.
وقف امام بيت خالد يدق الباب.
فتح له مهللا:معلم رجب… يا اهلا يا اهلا… البيت نور والله.
دلف رجب يضع نظره ارضا :احححمم.. ياساتر.
خالد:اتفضل يا معلم ماحدش هنا راحوا عند حماتى انا قاعد لوحدى.
رجب :احسن بردو عشان نعرف نتكلم.
خالد:تشرب ايه.
رجب:انا مش ضيف…اقعد بس خلينا نتكلم.
جلس خالد بقلق يقول :خير يا معلم… شكلك رجعت فى كلامك.. انا عاذرك وعارف انه موضوع محرج… ولو انت عايز ترفع ايدك عن الموضوع مش هزعل.
رجب بخبث:صراحه يا استاذ خالد انا بين نارين… اول هام كلمتى الى عطيتهالك وانت عارف الراجل بيتربط من كلمته… وتانى هام كلام الناس على الموضوع ده… مش سايبنى فى حالى… وانا خلقى ضيق… انا مش عارف اعمل ايه.. وانتو الصراحه اتأخرتوا عليا اوى… انا لما وافقت كان على اساس العده قربت تخلص وقوام قوام نحل المشكله.. لكن الموضوع طول وبهوق اوى.
ابتسم بجانب فمه وهو يرى لهفة خالد:لالا يامعلم.. احنا هنخلص على بكره بإذن الله… متأخذناش ماعلش ظروف موت اختى هى الى اخرتنا.
تهلل وجه رجب رغما عنه وقال باندفاع:وحياة النبى صح… بكره بكره يعنى.
خالد:اه يامعلم فى ايه.
حاول السيطره على فرحته التى فضحته وقال يدعى الرزانه:لا ولا حاجة.. احمم.. زى ما بقولك عايز انهى الموضوع ده وانا مديك كلمه ومش المعلم رجب الى يرجع فى كلمته ابدا… مش اخلاقى.
خالد :معلوم يا معلم انت راجل مافيش منك.
وقف رجب بفرحه كبيره داخل قلبه:بالاذن انا بقى… اشوفك بكره عند ست ال.. ااا.. عند الست ام ندى.
خالد:بإذن الله.
خرج رجب من عنده.. سيتوقف قلبه حقا… اخذ يدندن… ياولاد بلدنا يوم الخميس…. هكتب كتابى وابقى عريس…. جايلك… جايلك ياست البنااات
____________________________
صباح يوم جديد
استيقظت على صوت هاتفها الذى يدق أكثر من مره بإلحاح.
نظرت لاسم المتصل وأغلقته ثم عاودت النوم.
ثانية اثنين ووجدت من يصرخ عليها:ملييكه.
فتحت عينيها… وجدته هو.. لن يكف عن تلك العاده الغير آدمية.
تحدثت بوهن:خير
عامر :بقا اقعد كل ده اتصل وسيادتك مابترديش.. وفى الأخر كمان تقفلى الموبيل خالص وتنامى.. ايه اللي بتعمليه ده.
اعتدلت على فراشها ترفع الشرشف عليها وتنظر له بصمت.. ثم قالت :اولا عيب اوى لما تدخل اوضتى كده وانا نايمه.. ثانيا لو سمحت وقبل اى كلام تخرج برا
اتسعت عينيه يقول :نعععم.
مليكه :زى ما سمعت بالظبط… انا كنت نايمه فى اوضتى واكيد لابسه خفيف فى الحر ده.. ماينفعش اقعد قدامك ولا تشوفني كده.
عامر :مليكه… ماتخلنيش افقد اعصابى…انتى بتدارى نفسك عنى.. عنى انا يامليكه… هو انا مش قولتك قبل كده إنك بتاعتى.
احتد صوتها والتمع صوتها بنبرة الغضب تقول :انا مش بتاعت حد يا ابيه.
عامر :انا مش ابيه انا عامر حبيبك ولا نسيتى.
مليكه :اه.. نسيت.. وهبدا من اول وجديد.. مش هربط نفسي بواحد فضل الكل عليا… لو سمحت اخرج عايزه اعرف اقوم واغير هدومى.
يشعر ان كل شئ ينهار من حوله… مليكه تستعد للخروج من تحت جناحيه وهذا غير مسموح به.
انتزعها من على الفراش يقول :لو قولتى الكلام ده تانى رد فعلى مش هيعجبك.. قولتك انتى ليا.. وافقتى او لأ.. ومش هسيبك لغيرى يا مليكه.. حذرتك قبل كده انا لما بحب ببقى صعب.
نظر لها واتسعت عينيه وهو يراها بذلك الهوت شورت الاسود مع تي شيرت لمنتصف معدتها… جميله جمال مهلك عليه وعلى أعصابه.
ضمها له بدون تفكير.. يتحسس بيده ذراعيها ثم شعرها.
لكن فى ثوانى نفضت يده عنها ونظرت له بشراسة قائله:شيل ايدك عنى… ايه انت فكرتها سايبه… لكن زى ما قولتلك العيب مش عليك… لو سمحت تطلع برا حالا.
عامر :انتى بتحوشى نفسك عنى يامليكه… طب مش طالع.
رفعت حاحبها وكتفت دراعيها قائله بتحدى:خلاص.. خليك.. اطلع انا بلبسى ده.
باتت تعلمه جيدا وتضغط على كل نقاط الضعف… تعلمه غيور جدا.
احتدت عينيه وهو يراها تهم بالتحرك للخارج.
قبض على ذراعها يوقفها قائلاً بغضب:استنى عندك رايحه فين… انتى هتطلعى كده اتجننتى ولا ايه.
مليكه :يبقى اتفضل اخرج انت.
رغماً عنه خرج… لكنه لن يتركها.
يبدوا انها قد اعلنت تمردها.. وهذا مالن يسمح به… ستظل له.. ملتصقه به أينما كان.
هبط الدرج ثم صطك اسنانه غيظا.. مالذى جاء بهذا الثقيل الآن.
رسم على شفتيه ابتسامة مهينة أكثر منها مرحبه يقول :عدى باشا عندنا.. خير.. شايفك حابب القصر عندنا اوى.
عدى :اوى اوى.
عامر :اممم وعلى كده بقا هت…. قطع حديثة صوت محمد يقول :ايه يا عامر… من امتى بنعامل ضيوفنا كده طول عمرك راجل زوق.
حسنا لقد أخرجه عشقها عن السيطرة.
يعلم ذلك… عامر دائما كان رجل مجامل لأقصى حد… حتى مع أعدائه.
عامر :لا بس عدى بيه مزودها شويه ولا انا بيتهيئلى.
تدخلت ناهد :عامر ايه اللي جرالك.
ابتسم عدى وقال :ولا يهم حضرتك يا طنط يظهر ان عامر باشا اعصابه تعبانه الفتره دى لدرجة انه فقد السيطرة عليها… بس يا عامر باشا انا جاى هنا بناء على معاد من انسه مليكه ليا.
اشتعلت عينيه قائلا :نعععم.
ابتسم عدى مجدداً بخبث وشماته:زى ما سمعت بالظبط.
عامر :مش ناقصه جنان على الصبح… ايه اللي بتقولو ده.
قطعت ذلك الحديث الساخن بصوت هادئ تماما كأنها تتحداه وقالت:صباح الخير.
ابتسم عدى وقال:يا صباح الجمال.
عامر :يابنى اظبط يابنى هزعلك على نفسك.
عدى :انا مش عارف ياعامر بيه انت ايه اللي معصبك كده.
عامر :مالك بمليكه ولا عايز منها ايه.
تقدمت هى تقول :ولا حاجة يا ابيه.. كل ما فى الموضوع ان استاذ عدى محامى شاطر وعنده مكتب كبير وعرض عليا انزل اتدرب معاه فى مكتبه وطبعا ده عرض مغرى جدا وفرصة لأى حد لسه مبتدئ… فأنا وافقت
قالت الاخيره بثقة وقوه تقصد أهدافها
كل هذا بيوم واحد كثير عليه.. مليكه تستعد لأن تحلق بعيدا… لكن كما ردد داخله… على جثته….
الفصل التاسع عشر من هنا
في نهاية مقال رواية انصاف القدر الفصل الثامن عشر 18 بقلم سوما العربي