منوعات

رواية حكاية جهاد و سلامه الفصل الثاني 2 بقلم مريم نصار

من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية حكاية جهاد و سلامه الفصل الثاني 2 بقلم مريم نصار ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة

رواية حكاية جهاد و سلامه الفصل الثاني 2 بقلم مريم نصار

بارت 2

حكاية/ جهاد و سلامة.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}

وعلى المسلم أن يحسن الظن بأخيه المسلم حيث أمكن ذلك، حرصًا على سلامة القلوب من البغضاء والتعاون على الخير وقد روي عن عمر أنه قال: 
(لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شرًا وأنت تجد لها في الخير محملًا)
اللهم ارزقنا الصحبة الصالحة.
←←←←←←←←←←←←←←←←←←

بسم الله نبدأ.

ف الحاره.

حليم وشفاعه رجعوا و وقف بالعربيه قدام الورشه،وشفاعه نزلت وبصت ليه واتكلمت وهى محتاره:
ـ وبعدين ياحليم! هقول لأمي ايه لما تسألني عملتي ايه ف السيده نفسيه؟
حليم نزل من العربية ونده ع شقاوه بصوت عالي:
ـ شقاوه؛ انت ياض يا شقاوه!
شقاوه خرج من الورشه وجه جري وقال:
ـ نعمين يسطى حليم! اؤمرني ياغالي.
حليم مد ايدو بالمفاتيح واتكلم:
ـ أمسك ياض طوق العربيه دي وظبطها وتكون قبل صلاة العشا خلصت، الزبون هيجي ياخدها، وقوله؛ الاسطى حليم جربهالك لحد وسط البلد وشغاله وزي الفل.
شقاوه اخد المفاتيح وقال بفضول:
ـ اللاه؛وانت مش هتكون موجود في الورشه ولا إيه يا معلم! ولا انت وراك مشوار، مترسيني ع الحوار علشان اكون على نور.
حليم خبطه في كتفه بغيظ واتكلم:
ـ ياض وانت مال اهلك،هى ورشتك ولا ورشتي؛ أنت العشم واخدك قوي لية ياض! غور من وشي عيل فصيل.
شقاوه:- تشكر ياسطى حليم، بقى ده جزاتي اني بحبك ومعتبرك ابويا التاني اشطا ولا اي اندهاشه، بشوقك يامعلما.
ضحكت شفاعه عليهم وهما بيتناقروا رغم حيرتها، واتمنت أنها تجيب ولد ويكون لمض زي شقاوه، حليم بعد ما خلص منقارته معاه لف ليها وجاوبها ع سؤالها واتكلم:
ـ شوفي ياست البنات، انا ولا فارق معايا اي حاجه غيرك انت ياجميل، تقولي لأمك روحنا ودعينا! اشطا مفيش مُشكل؛ تقولي بردو لأمك إن الدنيا كانت زحمه وخصوصاً انهردا الخميس ورجعنا من نص الطريق! بردو اشطا مفيش مُشكل، شوفي اللي ريحك وقوليه ياست البنات انا معاكي في أي حاجه.
خرجت منها تنهيدة حيرة واتكلمت وقالت:
ـ ياحليم انا لو قلت لأمي أننا فعلاً رجعنا من الزحمه، هتفضل تندب حظها وحظي وأننا منحوسين وحد عامل لنا عمل بوقف المراكب السايره وا…..

قاطعها حليم ع عكس كلامها وقال:
ـ ماله حظك ياست البنات!!، يابت دانتي اكتر واحده في الحارة حظك ضارب في العلالي، حبينا بعض من سنين والباب في وش الباب ولما كنت احب اشوفك اتحجج وارمي خمار امي ف البلكونه بتاعتكوا، واللي كان هيجنن محاسن ازاي الخمار بيقع ف البلكونه واحنا ف نفس الدور، لما قفشتني بنت اللذين وانا برمي الخمار ف مرة وجرستني في الحته، قلت مابدهاش بقى ياض ياحليم، انا رايد البت شوشو والبت شوشو رايداني، فخلاص خير البر عاجله، وكتبت الكتاب ع ست البنات، وعشنا في تبات ونبات وا…..
وسكت بعدها ومقدرش يكمل لانه مخلفش ومش عايز يضايقها؛ رغم ضيق قلبه وامنياته بيها، وكملت شفاعه بوجع والدموع ف عينيها:
ـ بس مخلفناش لا صبيان ولا بنات ياسيد الناس، عرفت بقى امي هتندب حظنا ليه؟
حب يتوه في الموضوع ومش عايز يخلي الفكرة تسيطر عليه اكتر من كده واتكلم وسألها:
ـ اللاه؛ اومال فين كيس الأكل اللي احنا اشترناه، اوعي اكون نسيته في المطعم،دانا واقع من الجوع، ومحاسن هتبيتنا في الشارع.

جه شقاوه وشايل كيس الأكل وبيشم فيه بنهم، وقال:
ـ يسطى حليم،يسطى حليم، الكيس ده كان ف العربيه وشكله كده فيه لحمه مشوية وكباب، صح ياسطى!
ضحكت شفاعه،ولف حليم بغيظ وشد منه الأكل وقال:
ـ صح ياكرشو، عايز ايه بقى!
شفاعه اخدت الاكل من حليم وهى بتضحك وبصت لشقاوه وقالت:
ـ اه ياشقاوه دي لحمه مشوية وكباب تبقى اطلع انت والاسطى حليم ونتغدا كلنا مع بعض.
شقاوه مسح ع بطنه بحركه دائريه وقال بفرحه:
ـ الله عليكي ياست شفاعه، حاسه بكرشي دانا من الصبح ع أربع سندوتشات فول وفلافل.
زقه حليم وقال:
ـ انت عملي الأسو…ف حياتي يالا، خلص ام العربيه ونزل باب الورشه واطلع يابو كرش.

شقاوه أدى التحيه بهزار:ـ حبيبي يسطى حليم ربنا يخليك للغلابه، ونفرح بولادك يمعلم.
ابتسم حليم لأنه بيحبه جدآ ولعب في شعر شقاوه وقال:
ـ بطل غلبه وشوف شغلك وحصلني.
ـ وجب يمعلم.

طلعت شفاعه بالاكل، وغيرت هدومها وصلت فرضها،وحطت الاكل في صنيه وهو متغلف زي ما هو، وراحت عند مامتها، وسمعت صوت انين امها بتنده بألم:

ـ ياشفاااعه، ياشفاااعه، انتي فين يابنت بطني، ااااه الحقوني يانااااس، حد يقومني من الأرض ااااه.

حطت الأكل ودخلت تجري بسرعه وبتهمهم بالكلام بقلق واضح:
ـ يلهوي استر يارب، امي وقعت ولا ايه؟ 
دخلت بسرعه لكن وقفت مكانها وحطت أيدها ع صدرها ونفخت براحة وكانت مامتها زي ما هى ف سريرها، وراحت عندها وقعدت جمبها وبتشربها مايه واتكلمت بعتاب:
ـ كده يما تخضيني عليكي!
مسكت محاسن ايد شفاعه واتكلمت بلهفه:
ـ شفاعه! انتي كنتي فين يابت شيليني من ع الأرض، وقوميني ضهري هيتكسر من رمية الأرض.

شفاعه مسحت ع ضهرها واتكلمت:
ـ ألف بعد الشر عنك ،ارض ايه بس يما؟ انتي زي الفل قاعده ف مكانك اهو، ايه بس اللي هيوقعك ع الأرض مش فاهمه!

عوجت محاسن بُقها بطريقه عفويه واتكلمت بسخريه:
ـ حوش يابت الصحه اللي بتجري فيا زي خراطيم المايه، وانتي مش عارفه يعني مين اللي وقعني! المدعوق جوزك، حليم الزفت جه هنا وعلا صوته عليا وطردته برا البيت وزقني برجله إبن العمشه جابني الأرض، آااااه ياميلة بختك يامحاسن في جوز بنتك.
وبصت ع شفاعه اللي كتفها بيتهز من الضحكه المكتومه، و وكزتها في رجلها واتكلمت بنرفزه:
ـ انتي بتضحكي يابت سلامه الحاوي! اه ماهو سبع الليل جوزك عايز يخلص مني؛ علشان يرتاح مني إبن العمشه، دا امه كانت حوله بتسلم ع اللي جمبي بدل مني، مع إن عينها مدوره تجيب اجدعها جمل الأرض، قُطعت نبويه وقُطع سيرتها.

دخل حليم وحمحم بصوت عالي خضهم الاتنين واتكلم وقال:
ـ ياااارب ياسااااتر.
شهقت محاسن وحدفته بكوباية المايه الفاضيه، واتكلمت بنرفزه:
ـ شوووفتي، شوووفتي إبن الجز*مه جوزك بيفزعني ازاااي! عايز يموتني بدري، آااااه ياميلة بختك يامحاسن، يادي السواد اللي جاي عليكي يامحاسن، هيمو*تك قبل اوانك يختااااي.

شفاعه بتضحك وغمزت لحليم أنه يهدا ع امها شوية وحليم عايز يضحك لكن قعد قدامها وعارف هى بتحب ايه وبتلين إزاي، وبدأ يدلك ف رجليها من غير ما يتكلم.

محاسن بألم في رجلها اتكلمت بحنين:
ـ آااه وانبي ياواد ياحليم أنت إبن حلال مصفي، أيوه ادعك ياواد خلي الدموية تجري في رجليا، آاااه شوفتي ياشفاعه! جوزك حنين عليا إزاي؟ آه دا ابن الغاليه بردوا طمر فيه الطفح اللي كان بياكله هو وابوه؛ خربوا بيتنا منهم لله، يلا متجوزش ع الميت غير الرحمه.
وبصت لحليم بإستفسار وسألته:

ـ إلا هى المنكوبه امك هتخرج من الكركون امتى! سمعت أنها اتمسكت ف حي درب المهابيل، سرقت ايه المرادي بنت المشؤمه!

ضحك حليم من قلبه واتكلم:
ـ درب المهابيل؛ ههههه آااااه يامحاسن والله منورة ياست الكل، بس ابوس ايدك كفايه امي استوت منك تُهم وخناقات، امي ياست الكل بتعمل عمره هى وخالي ومراته والخميس اللي جاي هيوصلوا بالسلامه، هنروح انا وشفاعه نجيبهم من المطار، نودي خالي ع بيته ونرجع بامي ع هنا.

عوجت محاسن بُقها وهمست بسخريه:
ـ ياخي بس يارب تكون توبه نصوحه، أصل ديل الكلب عمره ما يتعدل.

شفاعه قامت تجيب الاكل وهى بتتكلم بضحكه:
ـ وبعدهالك يما! سيبي حليم ف حاله ده فيه اللي مكفيه؛ لما ترجع حماتي تبقى بهدليها زي ما انتي عايزه! انتوا الاتنين محدش يقدر عليكوا لما تقفوا قدام بعض، بس دلوقتي بقى عايزاكي تاكلي وترُومي عضمك كده، شوفتي حليم جابلنا ايه؟

شهقت محاسن وافتكرت وقالت:
ـ آاه صحيح كنت هنسى بت ياشفاعه عملتي ايه في السيده نفيسه؟ زورتي يابنتي المقام؟ ها طمني قلب امك!

شفاعه بصت لحليم وهى بتحط الاكل ومحتاره وهو رد عنها وقال:
ـ ايوه يا ست الكل وانا وصلتها بنفسي وزورنا المقام ودعينا وعملنا كل اللي قولتي عليه؛ وكمان جبتلك من عم زغلول الكباب واللحمه المشويه اللي بتحبيها علشان عارف إنك بتاخدي دوا كتير، لازم تتغذي،ها مبسوطه؟ انا اللي يهمني رضاكي علينا.

ابتسمت محاسن بتنهيدة حُب ورضا ورفعت ايديها برجفه ودعت من قلبها لحليم وشفاعه، هى ايوه بتنسى كتير وبترجع تفتكر تاني، هى ايوه ست كبيره والشقى والتعب هد حيلها واستنزف اللي باقي من صحتها، لكن قلبها عمره ما ينسى أبدا اللي سندها وهى بتقع، واتمنت من صميم قلبها إن ربنا يرزق حليم وشفاعه النبته الصالحه، كانت بتدعي وهى مغمضه وايديها اللي كلها تجاعيد من مُر السنين بتترجف وكانت مستكينه تماماً ودعوتها واصله لسابع سما. 

مسحت شفاعه دموعها بسرعه وابتسمت و وكزت كتف حليم وهمست ليه:
ـ محاسن بتحبك قوي ياحليم وبتدعيلك دلوقتي.

حليم مبتسم وسابها تدعي وراح ع البلكونه ونده ع شقاوه بصوت عالي وقال:
ـ ولااا شقاااوه نزل بااااب الورشه و اطلع يااااااض.

وفاجاة علبة دوا رشقت في قفا حليم من محاسن اللي اتخضت وهى بتدعي واتكلمت بنرفزه:
ـ الله يخربيت اهلك، الواد ده كل ما اصفالهُ اروح رصالهُ.
الضحكه كانت عاليه بينهم والحب الصافي محاوطهم، وطلع شقاوه وقعد معاهم ع صنية الأكل وكانت شفاعه بتهتم بيه بقلب ام عطشان بيتمنى أنه يرتوي.

عدا يوم واتنين وتلاته لحد ما جه الخميس اللي بعدو، وانهردا هيبقى اللقاء المنتظر بين محاسن والست نبوية. 

ف المهندسين.

ام السعد في المطبخ بتعمل الأكل وسمعت صوت رجاء من اوضة جهاد بتنده عليها بحزم:
ـ ام السعد؛ انتي يام السعد، اووو نووو مش عارفه اعمل ايه في الست دي! كمية إهمال مهوله.

دخلت ام السعد بسرعه وكانت رجاء واقفه قدام سرير اطفال متحرك ومربعه أيديها بتوعد وبتبص قوي لأم السعد، وهى بلعت ريقها بتوتر واتكلمت بنبرة قلق:
ـ.خـ.. خير ياست هانم.
شاورت ليها رجاء واتكلمت بلباقة:
ـ تعالي هنا؛ تقدري تقوليلي ايه كمية الإهمال اللي انتي بقيتي فيها دي؟ ومن امتى تعرفي عني اني بحب الإهمال؟
شهقت ام السعد وقالت بعفويه:
ـ ياندامه! انا ياست هانم! ابدا والله، سي جهاد انا مجتش جمبه أبدا علشان حضرتك منبها عليا مجيش جمب منه.
هزت رجاء راسها برفض وقالت:
ـ لأ مش ده اللي اقصده، انتي اهملتي في صحة ابني يام السعد، وده ف قاموسي مرفوض، اتفضلي شوفي كمية التراب اللي ع سرير جهاد؛ ولا الألعاب بتاعته مش متلمعه بمنظف يقضي على الجراثيم، انتي عارفه دلوقتي كام ميكروب في اوضة ابني!
وكملت بخضه وقلق:
ـ اووو نووو ايمبوسيبل، حياة البيبي في خطر.

ام السعد واقفه وهاين عليها تقولها ياست ارحمي امي العيانه، وعوجت بُقها وهمست بسخريه لنفسها:
ـ ايمبوسيبل؛ لأ والاوضه كلها ميكروباصات، وانبي على قد ما انا بحبها، ع قد ما نفسي اقفش في زمارة رقبتها، ده انا بمسح البيت ده اكتر من عدد شعر راسي، دي البكتيريا النافعة والضاره هربت من وشك ياشيخه،دانا اتحل وسطي في سبوع امبارح، تقوليش سبوع نابليون بونابرت. 

رجاء واقفه بتتكلم وبتشرح ليها تعمل ايه بالظبط وكملت:
ـ ازاز البيت كله يتلمع والتحف الموجوده، وخصوصاً اوضة جهاد ،وياريت تكوني لابسه جلافز وحسك عينك تقربي اي منظفات من ابني، وأهم حاجه سرير ابني يبقى نضيف جدآ ويبرق زي الكريستال،ولو الاوضه معجبتنيش! هترجعي تنضفيها تاني قدام عينيا انتي فاهمه؟ انا هاخد جهاد مؤقتا اوضتي اعقمه من اول وجديد، تكوني انتي قضيتي ع كل الجراثيم الموجودة.
وشالت رجاء ابنها بشويش وخرجت من الاوضه، خبطت ام السعد أيدها فوق بعض واتكلمت بتريقه.
ـ اقضي على كل الجراثيم! ليه فكراني ديتول! يلا خليها عليا؛ تعالي يامقشتي ندور على الجراثيم الوحشه دي، جاتنا نيله ف حظنا الهباب.

وبدأت تروق ف الاوضه من تاني باهتمام كبير خوفاً من رجاء، لأنها بتخاف على جهاد جداً من الأمراض، كانت بتلمع سرير جهاد وبعدها بصت قدامها وسألت نفسها بتعجب:
ـ هى ست رجاء هانم قالت هتعقم ابنها؟ 

في غرفة نضال ورجاء 

رجاء بتلبس جهاد لبس جديد وبتتكلم معاه وهى بتضحك ومبسوطه:
ـ بيبي جهاد حبيب ماَماَ انت، انا مش عايزاك تقلق خالص ياروحي، انا هنا جمبك وههتم بيك ديما، بنضافتك واكلك ولعبك وكل حاجه، وهعلمك الاتيكيت وهخليك شاب راقي وكيوت قوي.

دخل نضال وكان راجع من الشركه وسمعها ورد عليها:
ـ كيوت! ده حتى عيب ع إسمه، جهاد نضال طلعت حرب؛ يعني اسم يهز جبال، ده اسمه لوحده حامل سلاح، ولا ايه يا جهاد! 

وقرب منها وباس ع راسها ولسه هيبوس ابنه، شهقت بصدمه وحطت أيدها ع صدره بتحذير وقالت:
ـ اووو نووو ايمبوسيبل، لأ يانضال ارجوك انت راجع من شغلك وايديك كلها ميكروبات وجراثيم، ادخل خد شاور الأول وتعالى سلم عليه، اوكي!

نضال بص لايديه بتعجب وهمس:
ٕـ جراثيم؟ يعني أنا لما احب احضن ابني استحمى الأول؟ ده ايه الابوه اللي هتجيبلي ذبحه صدريه دي! 
ولف ليها ولسه هايتكلم، لكن رجاء رفعت ايدها بمعنى أنه قضى الأمر، خد شاور علشان تعدي! ونفخ بزهق واستسلم وراح ع الحمام ياخد شاور، وابتسمت برقه وهمست لابنها بحب كبير:

ـ بابا نضال شكله انزعج مني، لكن انا هصالحه، أنت ابننا ولازم نخاف عليك ونحميك من اي اذى اوكي ياروح ماما.
وبعد كده نضال خرج من الحمام ورايح عند ابنه لكن وقف وقال بزعل مصطنع:
ـ ها كده تمام! اقدر اشوف ابني ولا احلل الأول؟ 
ضحكت رجاء وقامت لعندو مسكت ايدو وراحت بيه عند جهاد واتكلمت بصوت حنون:
ـ أنت مش محتاج لأي حاجه،لكن انت عارف إن النضافه مهمه جدا لإبننا ولينا ياحبيبي، بليز تفهم الأمر يانضال ارجوك انت مهم جدا عندي وجهاد كمان، انا ماليش غيرك انت وجهاد احافظ عليهم.
ابتسم نضال وربت ع خدها واتكلم بضحكه:
ـ يعني دلوقتي الدار امان! اشيله؟ اصلي خايف ألاقي خديجه هانم داخله فاجأة وتقول هااااااا، او ماي جاد! سيب حفيدي لا يتلوث! بتكلمني ع اساس اني جرثومه متحركه.

ضحكت رجاء وشالت جهاد وحطته بين ايديه وقالت بنفس وتيرة الحب:
ـ تتمنى جهاد يبقى ايه ف المستقبل يانضال؟
فضل نضال باصص لابنه شوية لدرجة أثارت الفضول جوه قلب رجاء من طول صمته، لكن اتنهد وجاوبها :
ـ ابويا كان نفسه يبقى حاجه كبيرة ومهمه في الدوله لكن محصلش نصيب، وحط امله كله فيا اني احققله الحلم ده؛ ولما كان صعب عليا تحقيقه! قررت اني اسمي ابني جهاد وابوه نضال اسمه يحرك القوه جواه لتحقيق أهداف واحلام كانت جوانا، وإن شاء الله بتمنى إنه يكون ظابط جيش قد الدنيا، الظابط جهاد نضال طلعت حرب!

ف الحاره

الست محاسن ف سريرها ومعاها جارتها الست فاتن اللي ساكنه في الدور اللي فوق وهى نازله تطمن عليها وقاعده معاها لحد ما عبد الحليم وشفاعه يرجعوا من المطار بالست نبويه، وبيتكلموا مع بعض وبيراجعوا زكريات زمان، وكملت فاتن وسألتها:
ـ وبعدين! ايه اللي حصل بعد كده ياستي محاسن!
كحت وبتجاوبها وهى مبسوطه من تكرار سرد حكايتها مع جوزها سلامه الحاوي وكملت:
ـ وانبي ياختي اول ما شافني نازله ولابسه العبايه السودا وحاطه الكُحله في عيني! حدف اللي ف ايدو ع آخر ما عندو، وجه زي سبع الليل كده و وقف قدامي وقالي، ايه ياكيداهم حُرمه حُرمه رايحه كده ع فين العزم.
ضحكت فاتن من قلبها وكملت:
ـ ايه ده يعني مش زعقلك؟ انا قولت بس مدام جالك زي سبع الليل هيزعقلك ويبهدلك في الشارع!
نهرتها محاسن بحده:
ـ يزعق لمين يابنت الاجرب! الكلام ده عندك ابوكي اللي كانت كل الحاره بتبوس ع ايدو علشان يستحمى وينضف! وبتكلميني انا كده؟ انا محاسن مرات سي سلامة الحاوي يجي اليوم يزعقلي ويبهدلني؟

عوجت فاتن بُقها واتكلمت بنرفزه وغيظ:
ـ اللاه، جرا ايه ياستي هو انا قولت ايه لده كله؟ أنا بستفسر علشان افهم منك يووه!

وكزتها محاسن وكملت بشماته:
ـ اه تستفسري؛ ماهو ده داء أمك روحيه راديو، كانت ترميكي بره البيت طول اليوم زي الغفير تحومي حوالين البيوت، ولما يحل الليل تروحيلها و تقعد تقرر فيكي ولا اجدعها عسكري؛ جاتك الهم انتي وهما.

نفخت فاتن وحاولت تهديها خوفاً من شفاعه وهجومها ع أي حد يزعل أمها وقالت:
ـ خلاص حقك عليا ياستي، معلش زلة لسان والله؛ انا عارفه إن عمي الحج ابو شفاعه الله يرحمه مكنش في زيه ف الحاره ابدا، ده حتى امي بتقول كان بيساعد الغلابه.
ابتسمت محاسن بفخر وخرجت منها تنهيده :
ـ ايوه اومال؛ ده سي سلامة اللي كان يوقف الحاره كلها ع رجل، آاااه سابني لقسوة الأيام الله يسامحه مكان ماهو مدفون؛ ناولني بُق مايه ياللي تنشكي نشفتي ريقي.
فاتن كاتمه الضحكه وجابت ليها كوباية ماية وشربت وحمدت ربنا، وسمعوا دوشه في الحاره، وراحت فاتن بصت من البلكونه وضحكت بفرحه وقالت:
ـ اللهم صل على النبي، الحاجه نبوية رجعت من العمرة يا ألف بركة.
زعقت محاسن وقالت:
ـ خدي يابت يا فاتن، خدي يابنت روحيه اقولك.
جت فاتن وقالت نعمين يستي عايزه حاجه؟
سألتها محاسن بصوت واطي:
ـ هى نبويه وشها منور كده زي الحريم وهى راجعه من الحجاز؟ ولا غضب ربنا ع وشها؟

شهقت فاتن بدهشه، لكن ردت ع كلامها:
ـ وشها منور ايوه طبعاً، طب دي خالتي نبويه وشها زي البدر، مدور كده وكله بياض بحمار.

همست محاسن بصوت متغاظ و واطي:
ـ بياض بحمار! تكونشي نقعا وشها اسبوع قبل ما تيجي، يلا بيضه لنفسها،وحماره لنفسها، اعدلي يابت ملاية السرير قبل ما يطلعوا، اومال تقول علينا معفنين يعني؟ اخلصي.

ف الحاره اغلب الجيران بتزغرد وبتهني وبتسلم ع الست نبويه وحليم بيساعدها تدخل العماره وشفاعه طالعه وراهم و ولاد الحاره بيطلعوا الشنط، ودخلت نبويه لمحاسن وفتحت أيديها بفرحه واتكلمت:

ـ محااااسن، حبيبتي وحشاني ياولية مو*ت عامله ايه ياقلب اختك.
وحضنتها بشوق واضح وباستها من خدودها بتكرار كأي ست مصرية اصيله، وضمتها محاسن بشوق كبير وترحاب أكبر وطبطبت ع ضهرها واتكلمت بضحكه وفرحه:
ـ نبويه! بقى كده الغيبه الطويله دي؟ قطعتي بيا يابنت العمشه، فينك ياولية من سنه محدش شاف وشك.
وكملت محاسن بنرفزه:
ـ كنتي فين يابنت الرفدي، سايباني اولول واغني ظلموه لوحدي؟ هانت عليكي العشره؟ بقى كده تتجوزي بعد بركات جوزك؟ 

شهقت نبويه واتكلمت بعتاب:
ـ جواز ايه وهباب ايه؟ بقى انا اتجوز بعد العمر ده كله؟ يامحاسن انا كنت في السعوديه عقبال عندك.
كشرت محاسن عينيها بتعجب واتكلمت بعفوية:
ـ السعوديه! يكونش جالها عقد عمل بره وحد بعتلها تأشيرة سفر؟ آاااه شوف الولية الخبيثة؟ طول عمرك ماشيه ورا مصلحتك.
وكملت بتهكم وتريقه:
ـ واشتغلتي ايه بقى هناك؟ بتغلسي صحون؛ولا بتسيقي سلالم؟
حليم وشفاعه واقفين بيتفرجوا و بيضحكوا ع المناوشات الكوميديه بينهم، خبطت نبويه ع صدرها بزهول واتكلمت بدهشه:
ـ يندامه؟ غسيل صحون واسيق سلالم؟ اااخ منك أنتي ياولية، تموتي في الندب والعويل، ياستي انا كنت ف السعوديه بعمل عمره،يارب عقبالك كده.
شهقت محاسن بفرحه واتكلمت بسعادة:
ـ هييي! وانبي صحيح؟ عملتي عمره يابت يانبويه؟ يختي ألف بركه، ورحمة أبويا فرحتلك.

وبصت لشفاعه ورجعت بصت ليهاوقالت:
ـ دعيتي للبت شفاعه يانبويه؟
أكدت نبويه وجاوبت بتنهيدة تمني وقالت:
ـ دعيتلها وحياتك يا غاليه، كل يوم ادعيلها من جوه قلبي ياما نفسي اشوف عيالهم قبل ما اموت.
ردت عليها محاسن بعفوية وضحكه:
ـ يختي موتي مش يمكن انتي اللي موقفه المراكب السايره.
نبويه فتحت عينيها بزهول وبصت لحليم وشفاعه وقالت لهم بغيظ:
ـ عاجبكوا عمايلها دي؟ الولية دي هتمو*ت لو قالت كلمتين حلوين ع بعض؟ الداية سحبتها من لسانها العشره متر ده! 
عوجت محاسن بُقها وهمست بطريقه تضحك:
ـ عشره متر؟ ليه خرطوم مطاطي وانا مش واخده بالي؟ وانبي خساره فيكي دكر البط اللي جبتهولك من عند روحية راديو، انتي تستاهلي طبق بصاره من اللي امك كانت منشفه بيها مصارينك.
صكت نبوية ع سنانها واتكلمت بنرفزه مكبوته:
ـ أستغفر الله العظيم يااارب، الواحد مش هيلحق يغسل ذنوبة منك ياشيخة اهمدي بقى!
رفعت محاسن حاجبها وهزت راسها بتريقه:
ـ تغسلي ذنوبك؟ خلي الطابق مستور يابنت منصور وقومي قومي غيري الأبيض ده والبسي الفسكوز يطري ع قلبك ومراوحك لاتفطسي مننا.
وقفت نبوية بغيظ ولسه هتزعق، حليم وشفاعه شافوا الحوار هياخد مسار تاني كالعاده وكل واحد راح عند حماته، وشفاعه مسكت دراع حماتها بلين وقالت: 
ـ وبعدهالك يما! انتي يعني غاوية تهزري كده ع طول؟ طيب أنا بقى هقول لحماتي إنك امبارح طول الليل فرحانه وكنتي عايزه النهار يطلع علشان تشوفي صحبة عمرك كله، ولا نسيتي كمان إنك حلفتي عليا اعمل حلة ملوخية جمب دكر البط علشان هى بتحبه؟ مش كده يما! 
وقعد حليم جمب حماته وكمل:
ـ ولا بقى امي طول الطريق كلت وداني من سؤالها ع حماتي، وتسألني! محاسن عامله ايه ياواد ياحليم؟ اوعى تكون نسيتني في الكام يوم دول ياواد ياحليم؟ انا جبتلها خمار وسبحه من العمره هتفرح لما تشوفهم انا عارفه، مش كده يام حليم؟

الاتنين سمعوا ولادهم والست نبوية هديت ع طول لأنها عارفه أنها مريضه وغير كده دي عشرة العمر كله وماينفعش تزعل بعد كل العمر ده وابتسمت نبويه لما شافت ضحكة محاسن وكمان سمعتها وهى بتقول:
ـ بت ياشفاعه انتي واقفه عندك ليه؟ اجري يابت هاتي ازازة شربات و وزعي على أهل الحارة، وبنبه عليكي اهو يانبوية تعدميني لو روحتي بيتك انتي هتعيشي معايا هنا انا لوحدي ومفيش حد بيدخل عليا غير جوز البقر دول؛ عمره مقبوله يابنت منصور.

ضحكت نبويه وخبطت كف بكف وقالت:
ـ ماشي يختي بس كام يوم بس وعقبالك يابنت صدفه.

عدا اليوم بسلام وتاني يوم نبوية ومحاسن قاعدين مع بعض ف الصاله وبتفرجها ع الحاجات اللي جابتها من العمره ومسكت سجادة صلاة لونها أزرق واتكلمت:
ـ والمصلية دي بقى جبتها لروحية ام فاتن، وهديها سبحه وحجر مسك وفاتن هديها خمار وسبحه حلو كده يامحاسن ولا إيه؟
محاسن مسكت سجادة الصلاة ودققت النظر فيها قوي وبتملس عليها بإيدها وشافت أنها أحسن من سجادتها اللي باللون الأخضر وقالت بتهكم:
ـ يختي طول عمرك بتستخسري فيا الحلو، وترميلي الفاضلة بتاعتك.
نبوية سمعتها وفهمت هى عايزه إيه وردت بحيرة:
ـ والله انا احترت معاكي ياولية انتي، عارفه لو كنت اديتلك الزرقا؟ كنتي بردوا هتشبطي في الخضرا، طول عمرك قاطعه نفسي وراكي.
وزكزتها محاسن وعوجت بُقها وبصت ليها بتريقه:
ـ انا قاطعه نفسك؟دانتي زي القطط بسبع ترواح داحنا دافنين خمسة عليكي، وياجبلة خلي عندك دم، وانتي لو بتفهمي في الأصول! كنتي حطيتي الحاجة قدامي وقولتي اختاري ياجارة عمري، ولا ياحماة أبني ،إنما انتي بخيلة جلده، ومخبية كل حاجه ف الأوضة هناك جوه، وخايفه لاشوف انتي جايبه إيه؟ حوش يابت الصحة وبجري زي الرهوان وهجري افتش وراكي، هتفضلي طول عمرك نتنة؛ تدي لروحية راديو أحسن حاجه، حتي ف سبوع عيال بناتك تختاري ليها الكيس اللي فيه ملبس اكتر، روحي ياشيخه تتحرقي انتي وروحية راديو سوا في يوم واحد.
خبطت نبويه ع رجليها بقلة صبر وبصت لفوق ونفخت بغيظ وكلمت نفسها بنرفزه:
ـ الصبر من عندك يااارب، اعمل فيها إيه؟ سوء النيه عندها اكتر من دوا الضغط.
وبصت ليها بتعتب عليها بغيظ:
ـ بقى ياولية ياكبيرة مش عيب عليكي اللي انتي بتقوليه ده؟ سبوع ايه وملبس ايه؟ دانتي اللي كنتي بتوزعي السبوع بنفسك، وبتوزعي اللحمه ع الناس وخربتيها يومها وتكبشي بايدك وتحطي للناس فاكرة نفسك في مولد، لما جوز بنتي راح اشترى لحمه تاني،وف ايدك كل حاجه علشان انتي ست كبيرة تقومي تتبلي عليا كده؟ومالها يختي المصلية الخضرا؟ ده انا منقيالك لون يشرح القلب، بووريه منك بوووررريه، والله لو ولعتلك صوابعي العشرة شمع لاتقولي صباعك الصغير بيخلص بسرعه، جاتنا الهم مش هنخلص من حوراتك.
حدفت المصلية وشهقت من كلام نبوية:
ـ هييييي؛ حواراتي؟ انا بردوا اللي بتاعة حورات؟ يشيخه منك لله على ظلمك ليا ومش عايزه من وشك حاجه، انا أصلا بصلي وانا قاعده، عقبالك قولي انشاله.
نبوية حطت أيديها فوق راسها وبتهز راسها بقلة صبر:
ـ اااااخ منك أنتي؛ وانا هقدر عليكي؟ انتي ميقدرش عليكي غير ربنا، المهم قصروا يختي هتاخدي انهي سجاده الزرقا ولا الخضرا؟
محاسن بتطبق المصلية واتكلمت كأنها عادي جدا وقالت:
ـ لأ انا هاخد الخضرا، قلبي انشرحلها كده، إنما الزرقا دي غامقه لأ مش حلوه، اديها لروحية راديو أحسن.
نبويه فتحت عينيها بعدم استيعاب واتكلمت من بين أسنانها:
ـ ولما هى غامقه ومش عجباكي، عامله مناحة ليه م الصبح و وجعه قلبي معاكي ليه؟ الصبر من عندك يارب.
ضحكت محاسن واتكلمت:
ـ يابت انا قولت حاجه انا بنكشك بس وطولة لسانك وحشتني علشان اقصهولك.
وبصت محاسن للمصلية بين ايديها كشرت عينيها وقالت:
ـ اللاه. ايه المصلية دي يانبوية؟ واية اللي جابها في أيدي؟ هو العصر إدن؟
أخدت نفس طويل، وربتت ع أيد صحبة عمرها وابتسمت وقالت:
ـ لأ ياحبيبتي لسه، بس دي مصلية انتي اختارتيها علشان ابعتها لروحية ام فاتن عجبتك وانتي قولتي حلوه ليها.
هزت محاسن راسها وسكتت وحطت أيدها ع خدها واترسمت ع ملامحها الحيرة والحزن وغمضت عينيها وبتتنهد، شافتها نبوية كده واحتارت وطبطبت ع كتفها وسألتها بحيرة:
ـ مالك يختي إيه اللي زعلك قوي كده وشايلة هم ايه؟
فتحت عينيها ومسكت راسها بحزن حقيقي واتكلمت:
ـ هم شفاعه بنتي يا نبوية يختي، خايفه أمو*ت ومشوفش ليا حفيد، وخايفه البت تكون مبتخلفش من اساسه، كل يوم ادعيلها وانا بصلي، مش عارفه الأيام مخبيالها ايه شفاعه بت محاسن.
نبويه اتنهدت بحزن،هى كمان خايفه جواها يكون العيب من حليم، مع أنه مش عيب ولا حاجه، ده قضاء و أمر الله بس إحنا اللي اطلقنا ع اللي ربنا مرزقهوش بخلفه أنه معيوب!! مع إن عقولنا هى اللي معيوبه عقول عقيمه وتفكير غلط، وبنعترض ع أمر إلهي مالناش يد فيه، المهم الصمت طال بين نبويه ومحاسن وبيفكروا في حال ولادهم وكسرت الصمت ده شقهة محاسن وقالت:
ـ هيييي بت يانبوية، يكونش حد عامل عمل لحليم وشفاعه بعدم الخلفه؟
كشرت عينيها لكلامها وفكرت بتركيز وقالت:
ـ والله ممكن، ليه لأ؟ صدقي انا شاكة في الولية أم سيدة دي، ااه هى ست شرانيه وبتاعة اسحار.
ردت عليها محاسن:
ـ طيب وبعدين هنفضل ساكتين كده؟ لازم نوديهم لشيخ يكشف المستور والمستخبي، حابس حابس، كابس كابس.
ردت نبوية بإيجاب:
ـ أيوه يختي عندك حق، أنا هسأل بكرة البت عنايات بتاعة الفراخ والخضار هى بت مخطوبه لطبال بس قرارة وتعرف كل شبر في درب البرابره كلة، واسمع أنها بتشكر في الشيخ مدكور يختااااي اشتاتا اشتوت، اشتاتا اشتوت.
همست محاسن بصوت واطي وقربت منها:
ـ هششش وطي صوتك ياللي تنشكي هتحضريهم هنا وانا جتتي مش خالصه يختاااي حابس حابس، واللي جاي قالع مش لابس.

دخلت شفاعه بالصدفه وشافتهم راسهم في راس بعض وبيتكلموا بصوت واطي كأنهم بتفقوا ع سرقة بنك، وهى مش عارفه هما بيقولوا ايه ،وقربت منهم بشويش وماشيه ع طراطيف صوابع رجليها وقربت من راسهم وقالت:
ـ بتعملوا ايه؟
الاتنين صوتوا ونبوية بتنفخ في هودمها من الخضه، ومحاسن بتخبط ع صدرها وبتهز راسها من الخضه واتكلمت.
ـ يختاااااي شمعتنا قااايده، شمعتناا قااايدااا، حابس حابس واللي جاي قالع مش لابس يختااااي رجليا اتربطت يابت يانبوية.
ردت عليها نبوية بنفس الوتيرة:
ـ اشتاتا اشتوت، واضربه بالشلوت، ولو مسمعش الكلام اديله بالنابوت.
ضحكت شفاعه من قلبها وقعدت ع الكرسي وقالت: 
ـ هههه مالكوا اتخضيتوا كده، اللي يشوفكوا بتتودودا كده يقول بتفكروا ف مصيبه، ولا ماسكين في فروة حريم الحارة، مالك يما..! 

محاسن بتشرب ماية وشاورت لنبوية تتكلم، ونبوية شرحت كل حاجه لشفاعه ومحاسن كملت:
ـ اهو سمعتي حماتك قالت ايه؟ جربي ياشفاعه يابنتي مش هتخسري حاجه؟
وكملت نبوية بحماس: 
ـ وانا اللي هوديكي للشيخ مدكور بنفسي، بس هعرف مكانه من البت عنايات هى اه بتاعة مشاكل وحوارات بس شاطرة ولهلوبه وتعرف كل شبر في الحاره، هااا قولتي ايه ياشفاعه يابنتي؟

سمعتهم شفاعه ومحتارة تعمل ايه لكن الزن ع الودان، وكمان شافت حماس حماتها وأمل في عيونهم ومحبتش تكسر خاطرهم لكن خافت من حليم واتكلمت بحيرة:
ـ أيوه معاكي ياحماتي بس..بس حليم مش بيصدق اي حاجه من الكلام ده، ولو عرف بس بحاجة زي دي هيسود عيشتي وا…..
قاطعتها محاسن:
ـ حليم مش مهم يعرف.
هى ردت ـ ازاي بس يما؟ مينفعش! 
ردت حماتها بتفكير: 
ـ اسمعي يا شفاعه أنتي لو قولتي لحيلم هيقفل دماغه ابني وعارفاه، بصي إحنا نروح بس للشيخ ده ونشوف هيقول إيه؟ مش يمكن حاجه سهله وتتفك بسرعه، وربنا يفك النحس ونشوف ولادكوا بقى، ولا ايه يامحاسن يختي؟
وافقتها محاسن بحنين:
ـ آاااه يسلام ونشيل الواد سلامة هيبقى اسمة سلامة بركات إن شاء الله، وافقي يابت يا شفاعه مش نفسك تشيلي عيل لا ايه؟
اتنهدت بتمني وردت عليهم باشتياق: 
ـ دانا نفسي ومنى عيني أغمض وافتح عينيا واجيب لحليم العيل اللي نفسه فيه.
وبصتلهم بموافقه وابتسمت:
ـ ماشي انا هاجي معاكي للشيخ ياحماتي بس سايق عليكي النبي، حليم مايعرف لأحسن طريق المشايخ ده مبيحبش حد يفتح سيرته.
نبوية ومحاسن ف صوت واحد: 
ـ لأ حليم مش هيعرف.
وكملت نبوية بحماس أكبر: 
ـ اطمني يقلب أمك، وكلها يومين ونروح للشيخ مدكور يختااااي اشتاتا اشتووووت واديلو بالشلوووت.

وجه تاني يوم ونبوية سألت عنايات بطريقه غير مباشره بحيث محدش يعرف أنها بتسالها علشان مرات ابنها، وعرفت عنوانه بعد حارتين من حارتهم وآخر الشارع، وقالت لشفاعه هيروحوا بكره قبل المغرب وهيقولوا لحليم أنهم رايحين يزوروا اخواته البنات، وفعلاً جه الوقت وشفاعه لبست ومتوترة وخايفه ونزلت هى وحماتها.
ـ ع فين يا شفاعه..!! ——–يتبع

حكاية / جهاد و سلامة
بقلم/ مريم نصار

الفصل الثالث من هنا 


في نهاية مقال رواية حكاية جهاد و سلامه الفصل الثاني 2 بقلم مريم نصار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى