منوعات

رواية قطة في عرين الاسد الفصل العاشر 10 بقلم بنوتة أسمرة

من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية قطة في عرين الاسد الفصل العاشر 10 بقلم بنوتة أسمرة ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة

رواية قطة في عرين الاسد الفصل العاشر 10 بقلم بنوتة أسمرة 

الحلقة10 … قطه فى عرين الاسد 

فى اليوم التالى سافر كل من “عبد الرحمن” و “عثمان” الى القاهرة للبحث عن ابنتهم “مريم” .. ذهبا الى العنوان الذى حصلا عليه .. لم يجدا أحداً فى المنزل .. انتظراها قرابة الخمس ساعات أمام الباب لا يتحركان من مكانهما .. أكد لهما الجيران أنها تبيت فى بيتها كل يوم .. ولا تبيت برة البيت أبداً .. وأنها تعود قبل المغرب من عملها .. انتظراها حتى رآى فتاة تصعد درجات السلم وتقف أمامهما فى دهشة وهى تراهما يجلسان على السلم أمام باب شقتها .. وقف “عبد الرحمن” بمجرد أن رآها .. أخذ يمعن النظر فيها وقد اغرورقت عينا بالدموع .. قالت “مريم” بدهشة :
– أفندم .. فى حاجة حضرك .. دى شقتى
اقترب منها “عبد الرحمن” فرجعت للخلف فى خوف وقالت :
– فى ايه حضرتك
قال “عبد الرحمن” بتأثر شديد :
– انتى بنت “خيري” .. بنت “خيري ولدى
نظرت اليه “مريم” بدهشة وقد عقد لسانها .. فقال بصوت مرتجف :
– ايوة انتى بنته .. أنا واثج انك بنته .. عرفتك بجلبي يا بنت ابنى .. آني جدك “عبد الرحمن” يا بنتى .. آنى جدك
ازدادت دهشت “مريم” واضطرابها وهى تنقل نظرها بين الرجلين .. فأشار “عبد الرحمن” الى “عثمان” قائلاً :
– هاد عمك “عثمان” يا بنتى .. عمك أخو بوكى الله يرحمه ويحسن اليه
كانت “مريم” تشعر وكأن لسانها عقد من الصدمة .. اقترب منها “عبد الرحمن” فتوترت .. فقال “عثمان” :
– وريها بطاجتك والصور يابوى يمكن تطمن شوى
أخرج “عبد الرحمن” من جيبه بطاقته وأعطاها لـ “مريم” أخذت تتفحص الاسم وقلبها يخفق بشدة .. مد يده وأعطاها عدة صور قائلاً :
– دى صور بوكى يا بنتى .. صورى آنى وهو وعمك “عثمان” وعمتك “صباح” وعمك” ياسين” الله يرحمه ويحسن اليه
تطلعت “مريم” الى الصور وقد أغرورقت عيناها بالعبرات وهى تتطلع الى صورة والدها وعائلته .. كانت تنظر صور والدها بشوق ولهفة .. تساقطت عبراتها الصامته .. لم يتحمل “عبد الرحمن” أكثر فضمها بشدة الى صدره وهو يردد :
– بنت ولدى .. ما عاد سيبك واصل .. احنا اهلك يا بنتى .. احنا منك وانتى منينا .. وحشتينى كتير .. دورت عليكي كتير .. على ولاد الغالى .. والحمدلله لجيتك .. الحمد لله .. الحمد لله
رغم العبرات التى كانت تتساقط من عينيها وشهقات بكائها الصغيرة التى خرجت منها رغماً عنها .. إلا أنها وجدت ابتسامة صغيرة وقد رسمت على شفتيها وأخذت تتمسك بيديها بملابس هذا الرجل الذى يعانقها .. تشبثت به وكأنها تخشى أن يتركها .. كالغريق الذى يتعلق بطوق نجاته .. لكم افتقدت هذا الحضن الحانى .. حضن عائلتها التى فقدتها منذ سنوات .. وذاقت بعدهم مرارة الوحدة واليتم والحرمان .. وها هو الله الآن قد رزقها بعائلة والدها .. لتعوضها عن فقدان عائلتهــا .. ولتخرجها من وحدتها القاتلــة المميتـــة .
دلف ثلاثتهم الى داخل البيت .. رحبت “مريم” بهم بحماس قائله :
– اتفلضوا .. اتفضلوا
جلس جدها وعمها فى حجرة الصالون وأخذا يتطلعان الى الشقة المتواضعة وأثاثها المتواضع .. استأذنتهم ودخلت المطبخ لتعد لهم الشاى .. لم تشعر بنفسها إلا وهى تسجد شكراً لله على أرض المطبخ .. تشكره لأنها أخيراً ستشعر أنها وسط عائلة كأى فتاة أخرى .. لها عم وجد وعمه .. يا ما أحلى ذلك .. أخذت تتسائل تُرى هل جدتها على قيد الحياة .. هل لدى عمها وعمتها أطفال .. هل سيرحب الجميع بها .. لكم تتمنى رؤيتهم جميعاً .. والتعرف عليهم .. عادت بلهفة حاملة أقداح الشاى وقدمتها اليهما .. جذبها جدها من يدها وأجلسها جواره قائلا :
– تعالى يا بنت الغالى ..اجعدى جمبى اهنه .. حاسس انى شامم فيكي ريحة المرحوم “خيري” 
ابتسمت له وجذبها الى حضنه وقبل رأسها .. ابتسمت فى سعادة .. رفعت رأسها وقالت :
– أنا لسه مش مصدقة .. حسه انى بحلم .. أنا فرحانه أوى .. فرحانه أوى انكوا جيتوا وانكوا دورتوا عليا
قال “عبد الرحمن” بتأثر :
– من يوم ما عرفت بموت أبوكى وأنا عم دور على ولاده .. والحمد لله لجيتك يا بنتى .. الحمد لله
قال “عثمان” مستفهماً :
– انتى عايشه لحالك اهنه
نظرت اليه وابتسمت بخجل قائله :
– أيوة عايشة لوحدى
شعرت فوراً بالألفة مع جدها .. لكنها كانت متوجسه خيفه من عمها .. ربما لتعبيراته الجامدة التى تظهر على ملامح وجهه .. ربما لو ابتسم لها لذاب الجليد قليلاً .. نظرت الى جدها قائله :
– أنا هقوم أحضر العشا
قال “عثمان” :
– لا نبجى ناكل فى البيت ان شاء الله .. يلا لمى خلجاتك عشان تيجي معانا
نظرت اليه “مريم” بدهشة وشعرت بالإضطراب قائله :
– آجى معاكوا فين
قال “عثمان” :
– تيجي معانا البلد .. النجع .. بيت أهل أبوكى
بدت عليها الحيرة فقال “عبد الرحمن” :
– مش معجول نسيبك عايشه اهنه لحالك يا بنتى .. انتى مهما كان بنت وصغيرة والدنيا معدتش أمان
ارتطمت عيناه بالدبلة فى أصابع يدها اليمنى فابتسم قائلاً :
– انتى مخطوبة يا بنتى ؟
نظرت “مريم” الى دبلتها ولمستها بأصابعها بحزن وقالت بصوت خافت :
– مكتوب كتابى
اتسعت ابتسامة جدها وقال :
– ما شاء الله .. خلاص كلمى جوزك ييجى عشان نتعرف عليه ويتعرف علينا عشان يعرف انك ليكى أهل وعزوة
ترقرقت العبرات فى عينيها وقالت بصوت مرتجف :
– هو .. ميت
ظهر الحزن على وجه جدها وقد شعر بالحزن الذى بداخلها .. قال “عثمان” :
– وليه لابسه دبلته .. مات الله يرحمه .. لازمن تجلعيها للناس تفتكرك مخطوبه 
تضايقت من طلب عمها .. لكنها تمالكت “مريم” نفسها وأخفت حزنها وضيقها سريعاً .. وابتسمت قائله :
– هو تيته موجودة .. يعني عايشه ؟
قال “عبد الرحمن” بإستغراب :
– تيته .. تيته مين ؟
قال “عثمان” :
– تجصد أماى يا بوى .. اييوه عايشه
ابتسمت بسعادة وقالت :
– نفسي أشوفها أوى .. بابا الله يرحمه كان بيحكيلى عنها كتير
ربت “عبد الرحمن” على ظهرها قائلاً:
– وهى كمان نفسها تشوفك كتير .. هى مستنيانا .. يلا جومى يا بنتى جهزى حالك
قالت “مريم” بتردد :
– بس مش هينفع آجى كده مرة واحدة .. يعني أنا عندى شغل .. ومش عارفه .. مكنتش متخيلة أبداً انى هفارق البيت ده
قال “عثمان” بحده :
– عيزانا نسيبك لحالك اهنه ولا اييه .. ليه عيلتك مفيهاش راجل ولا اييه
قالت “مريم” بسرعة :
– لأ مش قصدى يا عمو .. بس أنا أقصد ان فى مصالح ناس فى ايدي .. يعنى فى الشغل .. ومينفعش أمشى كده فجأة من غير معرف حد .. وكمان معرفش أنا طول عمرى عايشه هنا .. معرفش عمرى ما روحت فى مكان تانى غير هنا
قال “عبد الرحمن” وقد شعر بالحيرة والتوتر داخلها :
– طيب يا بنتى .. هجولك على اجتراح وان شاء الله يعجبك
التفتت اليه قائله :
– اتفضل يا جدو
– بصى يا بنتى .. هنسيبك اهنه اسبوع .. تفكرى منيح .. وتعرفى صاحب الشغل انك هتمشى .. عشان بردك مصالح الناس اللى فى يدك متتعطلش .. وبعدين تيجي تعيشي حدانا شهر .. وتشوفى هترتاحى حدانا ولا ترجعى اهنه تانى
قال “عثمان” بحده :
– كيف يعني ترجع اهنه تانى يا بوى .. كيف تجول اكده
قال “عبد الرحمن” بصرامة بصوت مرتفع :
– مالك صالح يا “عثمان” .. الحكى بينى وبينها لا تتدخل واصل
سكت “عثمان” على مضد .. التفت “عبد الرحمن” الى “مريم” وقال بحنان :
– ايه جولك يا بنتى
ابتسمت “مريم” قائله :
– ماشى يا جدو موافقه
ابتسم “عبد الرحمن” وأخذها فى حضنه قائلاً :
– ربنا يبارك فيكي يا بنتى ويكملك بعجلك
نظرت اليه قائله :
– بلاش تروحوا النهاردة يا جدو .. خليكوا بايتين هنا النهاردة .. أوضة بابا وماما الله يرحمهم فاضيه .. وأنا بنضفها على طول .. باتوا فيها النهاردة
ابتسم “عبد الرحمن” قائلاً :
– ماشى يا بنتى .. كيف ما بدك
قالت له “مريم” بحماس :
– احكيلى عن المكان اللى عايشين فيه يا جدو
أخذ “عبد الرحمن” يحدثها عن بلدهم وبعض من عاداتهم وهى تستمع اليه وعلى ثغرها ابتسامه وفى عينها فرحه غابت عنها طويلاً .. قالت له عندما انتهى من حديث :
– أنا فرحانة أوى انى هعيش معاكوا هناك
قال “عبد الرحمن” وعلى ملامحه الجديه :
– قبل أى حاجه لازمن تعرفى الأول حكاية التار اللى كان على أبوكى الله يرحمه لعيلة “المنفلوطى”
قالت “مريم” بهدوء :
– عارفه يا جدو
– عارفه ايه بالظبط يا بنتى ؟
– بابا الله يرحمه قالى ان فى حد عندكوا اتقتل وهما اتهمومها فى بابا الله يرحمه .. وعشان كده هرب من بلده وجه القاهرة .. بس هو معملش كده .. مش هو اللى قتل الراجل اللى مات
سألها “عبد الرحمن” :
– مجالكيش حاجه تانى
– لأ قالى كده بس .. وأصلا مكنش بيحب يتكلم فى الموضوع ده
أومأ “عبد الرحمن” برأسه قائلاً :
– فعلاً محدش فينا بيحب يتكلم فى الموضوع ده .. بس لازمن تعرفى شئ .. محدش يعرف ان أبوكى مات .. لأن لو عيلة “المنفلوطى” خبرت انه مات وان معندوش الا بنت .. يبجى هياخدوا بتارهم من عمك “عثمان” يا بنتى .. وعشان اكده خبر موت أبوكى ما هيخرجش من عيلتنا .. كلياتهم عارفين انه هربان بره الصعيد .. لكن محدش يعرف انه مات الله يرحمه .. فهمتى يا بنتى ؟
أومأت “مريم” برأسها وقد شعرت ببعض الخوف .. ثم ما لبثت أن تناست خوفها وذكريات ماضى والدها .. و قامت “مريم” وحضرت العشاء لجدها وعمها .. ارتدت عباءة وشعرت بالخجل من الكشف عن شعرها بالرغم من أنهم محارمها .. كانت تشعر بالراحه مع جدها وكأنها تعرفه من زمان .. لكن خجلها الأكبر كان من “عثمان” الذى بدا جامداً فلم تستطع الشعور بالألفة تجاهه
قضت “مريم” ليلتها وهى تشعر بالراحة والأمان .. لأول مرة منذ سنوات تشعر بالأمان وهى فى بيتها .. تشعر بأنها ليست بمفردها .. كانت من فرط سعادتها لا تستطيع النوم .. كلما سمعت صوتاً فى الخارج ابتسمت .. ياه لكم تفتقد العيش مع غيرها .. لكم تفتقد أن تسمع فى البيت أصوات وحركات غير صوت جهاز التلفاز .. أصوات آدمية تعيش معها وتتحدث معها .. قامت على آذان الفجر .. خرجت لكى تتوضأ فوجدت جدها وعمها وقد استيقظا .. ابتسمت لهما قائله :
– صباح الخير
ابتسم “عبد الرحمن” قائلاً :
– صباح الخير يا بنتى
قال “عثمان” :
– صباح الخير يا بنت خوى
قال “عبد الرحمن” :
– سمعنا صوت مسجد جريب من اهنه
قالت “مريم” شارحه :
– أيوة يا جدو .. حضرتك انزل من العمار امشى شوية يمين هتلاقى المسجد
– طيب يا بنتى هننزل نصلى ونرجعلك
أومأت برأسها وأغلقت الباب خلفهما .. صلت الفجر وجلست تقرأ وردها .. سمعت صوت جرس الباب .. شعرت بالخوف لأول وهله .. ثم مالبثت أن تذكرت جدها وعمها .. ابتسمت بحزن وهى تحاول أن تتذكر متى آخر مرة سمعت فيها صوت هذا الجرس .. فتحت لهما وأدخلتهما .. قال “عثمان” :
– احنا هنمشى يا بنت خوى 
قالت “مريم” بحزن :
– دلوقتى .. طيب نفطر سوا
قال “عبد الرحمن” بحزن :
– معلش يا بنتى بس جالنا تليفون ان جدتك بعافيه شويه
قالت بقلق :
– ليه مالها 
– مفيش شوية تعب .. وكمان لينا مصالح هناك .. مينفعش نتأخر عليها واصل .. آنى كنت فاكر اننا هنرجع امبارح
شعرت “مريم” بالأسى .. جذها جدها الى حضنه قائلاً :
– هو اسبوع واحد زى ما اتفجنا وهنيجى ناخدك .. ماشى
أومأت برأسها قائله :
– ماشى يا جدو
آلمها رحيلهما سريعاً .. كانت تتمنى بقائهما فترة أطول .. طلبت من جدها ترك الصور معها .. جلست على فراشها وهى تتطلع الى صور أفراد العائله وهى مبتسمه وفرحه .. مضى وقت طويل لم تشعر فيه بهذه البهجة .. ذهبت الى عملها والابتسامه باديه على محياها وحيت “مى” و “سهى” قائله :
– السلام عليكم .. ازيكوا يا بنات
قالت “مى” :
– وعليكم السلام ازيك يا “مريم”
قالت “سهى ” :
– الحمدلله ازيك انتى
قالت مبتسمه :
– كويسة الحمد لله
قالت لها “مى” وهى تتمعن فى النظر اليها :
– خير .. شكلك مبسوط
قالت “مريم” بسعادة :
– جدا يا “مى” جدا
صاحت “سهى” :
– ايه اتخطبتى ؟
نظرت اليها “مريم” وبدا وكأنها سمعت حديث يضايقها .. فقالت بضيق :
– لأ
مطت “سهى” شفتيها قائله :
– أمال ايه اللى يفرح غير كده
قالت “مريم” بسعادة :
– امبارح زارنى جدى وعمى
قالت “مى” بدهشة :
– جدك وعمك !
قالت “مريم” بابتسامه واسعة :
– أيوة وليا كمان عمه وجده
هتفت “مى” بسعادة :
– بجد ولا تهزرى
– أيوة بجد
– ما شاء الله .. أخيراً عرفتى طريق أهلك
ضحكت بسعادة :
– ومش كده وبس .. عايزينى أروح أعيش معاهم كمان
قالت “مى” بدهشة :
– تعيشي معاهم فين ؟
– فى الصعيد
شهقت “سهى” قائله :
– الصعيد .. بتهرجى يا “مريم”
قالت “مريم” بهدوء :
– لأ مش بهرج .. دول كمان كانوا عايزنى أسافر معاهم امبارح .. بس أنا مرضتش أسافر بسرعة كدة
قامت “مى” من مكتبها وجلست أمام “مريم” قائله :
– بتتكملى بجد .. يعني فعلاً هتسافرى الصعيد
قالت “مريم” بحيرة :
– مش عارفه يا “مى” حسه انى متلخبطه .. بس كل اللى أعرفه انى ليا أهل ومش عايزه أبعد عنهم .. أنا تعبت أوى من العيشه لوحدى يا “مى” .. أنا حبه أكون وسطيهم .. حبه أعيش معاهم .. بس هى فكرة الصعيد دى اللى مخوفانى .. أنا مش عارفه نظام حياتهم ازاى .. وهعرف أعيش معاهم ولا لأ .. ومش عارفه أصلا هما كلهم هيتقبلونى وسطيهم ويحبونى ولا لأ .. خايفه أوى .. وعشان كده جدو قالى أجرب شهر .. ولو ارتحت خلاص أفضل عايشه معاهم .. ولو مرتحتش أرجع القاهرة تانى
قالت “سهى” بسخريه :
– وانتى فكرك هيسيبوكى ترجعى القاهرة .. أكيد لأ طبعا .. مش هيخلوكى ترجعى تعيشي لوحدك .. دول صعايده يا بنتى يعني بيغيروا على بناتهم موت
تنهدت “مريم” قائله بحيره :
– أنا استخرت ربنا .. وراضيه باللى يختارهولى
قالت “مى” بأسى :
– على الرغم من انى فرحانه انك أخيراً عرفتى أهلك وقابلتيهم بس اضايقت أوى لما عرفت انك ممكن تسافرى ومترجعيش تانى
ابتسمت “مريم” قائله :
– عارفه يا “مى” انتى هتوحشيني أوى أوى بس حتى لو سافرت أكيد هاجى هنا كل فترة .. وبعدين هيكون بينا تليفونات ان شاء الله 
قالت “سهى” مبتسمه :
– ربنا يسعدك يا “مريم” انتى طيبه وتستاهلى كل خير

توجهت “مريم” الى مكتب “عماد” لكى تخبره بأمر سفرها وتركها للعمل قال بوجوم :
– بصراحة أنا مضايق جداً انى هخسر واحدة زيك يا “مريم” .. انتى أفضل ديزاينر عندى فى الشركة
ابتسمت قائله :
– متشكره يا أستاذ “عماد” ..بس فى كتير زمايلى هنا موهوبين أكتر منى
قال بجديه :
– لما أقولك انك أفضل ديزاينر يبأه بقول الحقيقة ومش بجاملك 
صمت قليلاً وبدا عليه التفكير ثم قال :
– طيب يا “مريم” أنا عندى اقتراح .. ايه رأيك تستمرى فى العمل فى الشركة حتى وانتى مسافره
قالت “مريم” بدهشة :
– ازاى ؟
ابتسم “عماد” قائلاً :
– عن طريق الانترنت .. هنتواصل معاكى ونبعتلك الأوردرز المطلوبة وانتى تنفذيها وتبعتيها على الميل ومرتبك يوصلك عن طريق البنك
ابتسمت “مريم” وقد شعرت بسعادة غامرة لأنها لن تضطر الى ترك عملها الذى تعشقه .. قالت بسعادة :
– بجد متشكرة جداً يا أستاذ “عماد” .. انا فعلاَ مكنتش حبه أبداً أسيب شغلى لانى بحب شغلى أوى .. ومش متخيله انى ممكن أبعد عنه
قال “عماد” بسعادة :
– خلاص اتفقنا .. وربنا يوفقك فى حياتك يا “مريم” انتى مش بس ديزاينر ممتاز .. لأ وعلى المستوى الشخصى بنت ممتازة كمان 
أطرقت رأسها بخجل وقالت لخفوت :
– شكراً يا أستاذ “عماد” .. بعد اذنك
خرجت “مريم” من مكتبه وقلبها يقفز فرحاً .. ستعيش وسط عائلتها وفى نفس الوقت ستستمر فى عملها بالشركة .
جلس “عبد الرحمن” على المائدة مع زوجته و”عثمان” و “صباح” .. قالت زوجته بلهفه :
– شكلها ايه يا حاج
ابتسم “عبد الرحمن” قائلاً :
– حلوة وصغيره بس سفيفه جوى شكلها مبتتغذاش منيح
قالت “صباح” :
– متجوزه يابوى ؟
– لا .. كان مكتوب كتابها بس جوزها مات
قالت زوجته بحسره :
– لا حول ولا جوة الا بالله .. يعني اترملت جوام جوام
قال “عبد الرحمن” :
– بس هى لساتها صغيره .. والحياة أدامها .. وان شاء الله نجوزها حدا من عيلتنا واحنا أولى بلحمنا
أومأ “عثمان” برأسه قائلاً :
– اييوه يا بوى نشوفلها حدا من عيلتنا مينفعش تبجى لحالها اكده خاصه من بعد ما اترملت .. مش عايزين حدا يتكلم عليها
– ان شاء الله يا ولدى .. ان شاء الله

الفصل الحادي عشر من هنا 


في نهاية مقال رواية قطة في عرين الاسد الفصل العاشر 10 بقلم بنوتة أسمرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى