رواية تمرد عاشق 2 الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم سيلا وليد
من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية تمرد عاشق 2 الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم سيلا وليد ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة
رواية تمرد عاشق 2 الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم سيلا وليد
رواية تمرد عاشق 2 البارت الحادي والأربعون
رواية تمرد عاشق 2 الجزء الحادي والأربعون
رواية تمرد عاشق 2 الحلقة الحادية والأربعون
العودة للصفحة السابقة
❈-❈-❈
بمدينة شرم الشيخ
قد هلت بشائر الفجر نورا فأحيا آذانه إستعدادا لتكبيرات العيد..
فتحت غنى عيناها تتأمله بحب لوهلة نسيت ماصار لشهور.. وكأن النوم بأحضانه انتشلها من آهات قلبها.. ليزداد
هيمانها به عشقا.. وضعت رأسها بصدره تستنشق أكسجين عطره الخلاب الذي تعشقه وخاصة بآوانتها الأخيرة
تفقدته ببصرها فأصبح بدرها في عتمة السماء.. اقتربت تقبله وتتمسح به كقطة أليفة… فتح عيناه أخيرا فلأول مرة تغفو جفونه سالما مطمئنا وقلبه هادئا بعد شهور جفاها الخوف والأنهيار على طفلهم فاليوم ابتدت زوجته بالشهر السابع لينكشف عنها الخوف من فقدان جنينهم..بدأ الأطمئنان لقلوبهم… ليتوج ليلة عيدهم بجسد يكسوه الحب.. داعبت أنامله خصيلات شعرها بعشق تنطق به عينيه قبل قلبه
رفعت بصرها وابتسمت قائلة:
– صباح الحب حبيبي.. عيد سعيد
اخفض رأسه يبتسم بحب يضع يديه على أحشائها ثم تحدث بصوتا مبحوح من أثر النوم
– صباح العشق والجمال على أجمل عيون شافتها عيوني ولاحت ذاكرته بمجنونته بالأمس عندما صاحت به
– هتنام بالتيشيرت يابيجاد.. من إمتى؟
قوس فمه وابتسامة لاعوب على وجهه وهو ينظر إليها
– بردان.. وبعدين مش إنت اللي كنتِ زعلانة من شوية.. مالك انا بالتيشيرت ولا حتى بالجلابية… اعتدلت جالسة على ركبتيها وجذبت كنزته تصرخ به
– طيب والله ماهيحصل وهشوف كلام مين اللي هيمشي.. طالع حالتها وغضبها ود لو يسحقها بحالتها التي اودته لمشاعر جمة.. دفعته بعدما وجدت شروده بها وخلعه لكنزته ودفنت وجهها بصدره
ضمها بذراعيه ورفع ذقنها ينظر لمقلتيها فأردف بآسف
– آسف قالها عندما جذبها ليدخلا جنة عشقهما.. خرج من ذاكرته عندما وضعت ذقنها على صدره تنظر إليه:
– هننزل القاهرة دلوقتي ولا إمتى.. سحبها بهدوء لتكون بمقابلته ثم حاوط خصرها وأنامله تداعب جسدها
– مستعجلة ليه حبيبي هنقضي اليوم كله هنا.. وبعد كدا هننزل القاهرة
لكزته بخفة بجنبه:
– إيدك يابيجاد أوعى تفكرني نسيت اللي عملته إمبارح.. دنى ينظر لشفاه.. ثم رفع أنامله يتحسسها
– مش قولت قبل كدا بلاش هزارك مع مالك وحمزة ليه مابتسمعيش الكلام ياحبي.. إنتِ اللي نرفزتيني.. ضم وجهها بين راحتيه
– مش هخبي عليكِ وأعمل فيها الراجل المغرور.. رفع كفيه وأزال خصلاتها المتمردة على وجهها وأزالها ثم ابتسم
– بغير عليكِ اوي حتى من بابا نفسه.. أخذ يتأمل ملامحها الجميلة ثم رفع ذقنها وطالع مقلتيها وأستطرد بذكرياته
– من أول ماعيننا اتقابلت وانت عندك شهور.. مع إني شيلتك وانتِ لسة صغنونة أوي كنتِ أيام لسة بس وقتها كنت مضايق علشان مكنتيش بتبصيلي خالص.. وقتها ماما قالتلي دي لسة صغيرة عينيها مش هتثبت غير بعد كام شهر هتبدأ تشوفك كويس وتفرق في الوشوش.. لحد ماجه اليوم اللي شيلتك فيه وبصيت في اللون الرمادي اللي جذبني زي المغناطيس.. مكنتش اعرف إن دا هيخرج من صدري من مجرد نظرة او ضحكة من عيونك.. بحبك بجنون ياغنى.. مش عارف دا عادي ولا أنا اللي اتجننت بس حقيقي بموت لو شوفت حد بيقرب منك حتى لو اخواتي وباباي
أمسكت كفه الذي يلامس وجنتيها وقربته من ثغرها وطبعت قبلة بداخلة جعلت منه أسيرا لها.. ظلت عيناهم تحاكي الكثير من العشق بينهما فأكمل
– متزعليش مني لما اتعصب عليكِ علشان قربك من أخواتي.. اولاً دا غلط ثاني دا من حبي فيكِ
أخمد بركانها الذي اشعله بقلبها ببعض الكلمات التي دلفت لقلبها كنسمة ريح في يوما شديد الحرارة
عانق شفتيها بقبلة جامحة ثم فصلها وصدره يعلو ويهبط
– وبعدين إحنا اتصالحنا بالليل وعيدنا كمان… إيه نسيتي كل حاجة بسرعة كدا.. عادي ياحبي مستعد أصالحك تاني وبالهدواة خالص مالص
ابتسمت بخجل من مغذى كلماته رفع حاحبه وتسائل:
– إيه حوريتي لسة زعلانة وعايزاني أصالحها ولا إيه:
ضحكت بصوتا مسموع وضربته بخفة على ظهره
– لا خلاص إنت ماصدقت ولا إيه
تنهد بصوتا عالٍ لدرجة إنها لاحظت ارتفاع صدره متخذا نفسا طويلا فتحدث قائلا:
– غنى عايزك متزعليش مني لو جيت في وقت اتعصبت عليكِ.. وقتها حاولي متتكلميش معايا خالص وابعدي عن الجدال أنا لما بتعصب ببقى صعب أوي.. بقولك كدا عشان… وضعت أناملها على شفتيه وتحدثت
– إن شاء الله مفيش زعل بينا ليه بتقول كدا ياحبيبي.. وعامة ياسيدي هبعد عنك بس مش كتير آهه
لم يشعر بنفسه إلا حينما جذبها لأحضانه فهي تسللت لأعماق روحه دون مجهود.. ذابت في حضنه اعتصر جسدها متناسيا حملها حتى دفعت يديها بألما.. يتمنى يختلط عظامها بلحمه.. هل يوجد هكذا عشقا .. حادث به نفسه
– بيجاد حاسب بطني
زفر بضيق ثم قال
– وبعدين بقى في البطيخة اللي مانعة عني الهوى دي.. لكمته بمعدته
– بطيخة في عينك.. دا حبيبي وابن حبيبي وإياك تغلط فيه
رفع جاجبه ساخرا
– شوف إزاي وأنا اللي فكرته بطيخة قرعة طلع عيل.. طيب وحياة ابنك اللي فرحانة بيه دا لازم ابلبطه في المية لحد مااخرجه يسبح دلوقتي
حاولت التملص من بين أحضانه عندما علمت بنيته ولكنه حملها متجها للبحر وهو يطلق ضحكات صاخبة:
– هنعيد كلنا في البحر ياروحي متخافيش
بدأت تحرك ساقيها تحاول ان تنزلق من بين ذراعيه ولكنه ضمته كانت أقوى
❈-❈-❈
بعد شهرين
بالقاهرة بفيلا جواد الألفي
كانت تجلس بجناحها.. شعرت بغثيان بمعدتها هرولت للمرحاض لتخرج مافي معدتها.. دلف بعد يوما شاقا في العمل بالأجتماعات بحث بعينيه بالجناح بأكمله ولكنه لم يجدها… أستمع لتأوهات بالحمام.. أسرع إليها وجدها تقوم بالأستفراغ بطريقة متعبة لجسدها.. حاوطها بذراعيه يساعدها على الاعتدال مع غسل وجهها.. ارتعش جسدها بالكامل من مجهودها الذي انهكته في الاستيقاء
– ياسمينا مالك حبيبي.. شكلك أخدتي برد
طالعته بوهن واردفت بتقطع:
– أوس شلني مش قادرة أتحرك حبيبي.. حملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش يمسد على خصلاتها بحنان.. امال برأسه يقبل جبينها:
– هشوف ماما كدا تتصل بدكتورة من معارفها… رمشت بأهدابها الكثيفة وتحدثت
– لا مالوش لزوم هبقى كويسة.. يمكن علشان نمت في درجة تبريد عالية
هز رأسه رافضا حديثها ثم قام يهاتف والدته التي اتت إليهما
جلست بجوارها وقامت بالكشف المبدئي وابتسمت إليها:
– مبروك ياقلبي شكلك هتكوني مامي قريب.. لكن لازم نعمل تحاليل الأول.. بعد كلامك دا بقول حمل.. لكن الكشف والتحليل عند مختص هنتاكد.. رفعت كفيها تلامس وجنتيها مع ابتسامتها الخلابة
– مع أني متأكدة إنك حامل.
ابتسمت ياسمينا تطالع أوس الذي رأت سعادة بعينه لا توصف… نهضت غزل تمسد على ظهر ولدها
– مبروك ياحبيبي.. بس قبل كل حاجة نتأكد الأول..
بجناح جاسر
كانت تجلس تراجع دروسها مع الأستماع لموسيقى غربية هادئة.. دلف بهدوء يبحث عنها وجدها تجلس بالشرفة وتدرس دروسها.. اتجه بخطوات سلحفية وحاوطها خصرها مقبلا وجنتيها
– فيروزتي بتعمل إيه؟
تأففت بضحر وهي تضغط على بعض الورقيات التي أمامها
– أوف الموضوع دا مش عارفة استوعبه
حملها بين ذراعيه
– عندي موضوع أهم من دا كله لازم افهمهو لك.. قهقهت بصوت مرتفع
– جاسر مش معقول.. عندي مذاكرة كتيير وحضرتك فاضي ياحضرة الظابط
اتجه بها للمرحاض وأنزلها بهدوء
– ينفع كدا.. عايز اخد شاور والحمام مش جاهز..
قطبت مابين حاجبيها؟
-أنت جايبني علشان كدا… دنى يهمس أمام شفتيها وكاد يلامسها:
– اومال إنتِ مفكرة إيه ياروحي.. نيتك وحشة وظلمتي حبيبك ولازم تصالحيه.. هو زعلان
ضيقت عيناها ونظرات نارية خرجت من عيناها
– ماكر مخادع حبيبي.. عرفت بخديعتك تضحك عليا.. قالتها فيروز ثم دفعته بعيدا عندما استمعت لضحكاته التي ارتفعت بالمكان.. دلفت للمرحاض واغلقت الباب وهي تسبه وقامت بتجهيز المرحاض ويكاد غضبها يحرق ما يقابلها.. صمتت للحظات وابتسمت بغرور انثى.. عندما اتجهت للبانيو وملئته مع بعض الروائح التي يعشقها وقامت بنزع ملابسها ودلفت لتأخذ حماما مريحا لأعصابها الذي أغضبها زوجها المغرور كما ادعت.. جلست وهي مغمضت العينين مرة تبتسم بحبور عندما تخيلت دخوله عليها وهي بهذه الحالة
رجعت بجسدها ووضعت رأسها على حافة البانيو تتلاعب برغوة الشاور وتبتسم بخفوت منتظرة دخوله..
– معرفش ماله بقى مغرور اوي ابن جواد الألفي.. عيلة كلها تنكة.. بس على مين هجيبك زاحف ياجسورتي.. قالتها بإبتسامة لاعوب
بالخارج
اتجه لشرفته يجلس بها ينظر لكتبها.. ذهب بأنظاره لمنزل صهيب الذي يقابله.. وجدها تجلس كعادتها بفترتها الأخيرة أمام لوحاتها وتقوم بتلوينها ولم تشعر بمن حولها.. كانت نهى تجلس بجوارها تمسد على خصلاتها بحنان.. وكأنها تتحدث معها ولكنها لاتعيرها وكأنها لم تشعر بها
– فيروز حبيبي هنزل شوية عند عمو صهيب وراجع لما تخلصي.. اتجه سريعا حيث مرسمها الذي اتخذته هروبا به
قابله جواد على باب فيلا صهيب.. طالعه مستغربا سرعته
– رايح فين ياحبيبي.. بتجري ليه كدا
ابتسم لوالده ثم اشار على مرسم جنى
– هشوف جنى شوية يابابا.. حضرتك عارف مبجيش غير يومين بس هنا.. فعايز منها حاجة مهمة
أمسكه من ذراعيه وسحبه
– تعالى ياجاسر عايز اتكلم معاك شوية حبيبي
بعد شهرين آخرين
بأقدام خاوية.. وعينين مغروقتين بغشاوة الدموع.. جلست أمام والدتها تضع بعض الأوراق التي تعد لبعض التحاليل
طالعتها غزل مستفهمة:
– إيه دا ياروبي.. انسدلت دموعها على وجنتيها وتحدثت بشهقات
– شوفي إنتِ يامامي… فتحت غزل الورق سريعا عندما وجدت إنهيار ابنتها أمامها
جحظت عيناها وهزت رأسها بالنفي
– لا مستحيل.. أكيد فيه حاجة غلط ياقلبي
جلست تبكي ربى وكأنها لم تبك من قبل
هموت ياماما بنتك هتموت.. ضمتها سريعا لأحضانها وهي تحاول أن تسيطر على حالتها اولا ثم على حالة ابنتها
– حبيبتي إهدي ممكن يكون فيه غلط وممكن كمان.. هزت رأسها واردفت
– عملته مرتين ياماما ونفس النتيجة.. شوفيلي حل.. رفعت كف والدتها وقبلته
– وحياتي عندك ياماما شوفيلي حل.. مش هقدر أقول حاجة لعز.. مش هقدر انا هنهار قدامه
ضمتها غزل وانسدلت دمعة من عينيها ثم أردفت.. رب الخير لا يأتي إلا بالخير حبيبتي.. وتذكري دايما إن ربنا عنده الأحسن والأفضل.. أخرجتها من أحضانها تضم وجهها بين كفيها:
– الطب اتقدم دلوقتي وكل حاجة وبقالها علاج.. نسيتي غنى واللي حصلها.. ازالت غزل عبرات ابنتها وتحدث بيقين إيمانها من ربها:
– جهزي نفسك للحج وبعد مانيجي انا هشوف الموضوع دا ياقلبي.. ومش عايزة نظرة اليأس دي.. وعايزة دايما يكون عندك ثقة في ربنا..
تنهدت ثم طالعتها وتحدثت
– بلاش بابي يعرف ولا تقولي لعز حاجة دلوقتي لحد مانرجع من الحج
عند نغم وريان
❈-❈-❈
دلف لمزرعته بسيارته الفارهة.. وجدها تجلس تنتظره بأبهى طلة.. فكيف تكون طلتها بنظره وهي أجمل نساء حواء بنظره.. رسمها بعينيه كريشة فنان مبدع
وحفرها بقلبه بدقاته التي تعد كمعزوفة لأحيائه على البقاء للعيش
اقترب بخطوات مهرولة.. وكانت دقاته تسابق خطواته حتى وصل إليها.. نهضت تقابله بإبتسامتها الخلابة وعيونها الزيتونية التي وقع صريعا إليها من أول لقاء جمعهما
حاوطها خصرها بذراعيه ودنى يطبع قبلة عميقة على جبينها إن دلت فتدل على مدى عشقه التام إليها وحدها
رفعت بصرها وتحدثت بصوتها الذي يخمد بركانه إن غضب:
– أتأخرت ياحضرة الدكتور
احتوى كفوفها بحب ثم طبع قبلة ببطانها وتحدث آسفا
– غصب عني يانغمتي..كنت بخلص كل اللي شغلني عنك
جذبها ثم ضمها لحضنه وحاوط خصرها
– خلاص يانغم أنا خلاص أديت الرسالة وخلصت مهمتي..رفع ذقنها عندما وجدت حيرتها من كلاماته وأجاب على تساؤلات نظراتها
– سلمت عمر وبيجاد الشغل كله.. خليت نفسي من الشغل كله.. وكمان مالك وحمزة
استلموا شغلهم
احتضن وجهها بكفيه وأنزل بجبينه فوق جبينها وأكمل
– عايز الباقي من عمري يكون لنغم حياتي وعمري.. وكمان لأحفادنا
حاوطت خصره بيديها الأثنين ووضعت رأسها بصدره وتحدثت
– ربنا يخليك لينا ودايما منور حياتنا ياحبيب عمري إنت
سحبها متجها للأعلى
– تعالى نجهز نفسنا علشان السفر… غمز بطرف عينيه واعمل طقوس هتحرم منها لشهر كامل.. ضحكت عليه
– جدو ريان كبر واتجنن.. توقف يطالعها بمكر واردف بمغذى:
– وذنب جدو ريان ايه بدل تيتة نغم كبرت وعجزت ومبقتش تنفع
شهقة قوية خرجت من جوفها ولكن لم تتجاوز اعتاب شفتيها جراء صدمتها من حديثه فطالعته بغضب:
– طيب يبقى اعملها ياريان وشوف هعمل فيك.. يابجح
تعالت ضحكاته حتى ملئت المكان فجذبها يضمها لأحضانه
– ولا ستات الكون كله تساوي نظرة من نغمة حياتي… لكزته بجنبه وتحركت غاضبة
– بكاش يابن المنشاوي.. حتى الولد مالك وبيجاد نسخة طبق الأصل منك
عند جاسر وفيروز
كان جالس يتلاعب بطعامه.. طالعته فيروز متسائلة
– مالك ياجاسر..؟ بقالك فترة وانت على طول سرحان!!
اتجه بنظره إليها ونهض واقفا
– مفيش حاجة.. أنا عايز ارجع بيت بابا.. مش عارف أعيش لوحدي يافيروز.. من وقت مااتولدت وحياتي كلها على اللمة
سحب نفسا وأكمل
– حياتنا باردة مفيش أجمل من لمة العيلة بلاقي نفسي بين اخواتي.. حاسس بقيت منبوذ من الكل.. لو سمحتِ فكري في الموضوع لحد مانرجع من الحج.. أتمنى نرجع هناك
زفرت بغضب واتجهت تقف أمامه:
– ودا كان شرطي من الأول ياجاسر.. إن حياتنا تكون مستقلة مش عايزة حد يتدخل في حياتنا وعلى فكرة
أنا مش هسافر معاك للحج… نظر اليها مذهولا فتسائل:
– إيه اللي بتقوليه دا.. احنا مش متفقين.. تحركت متجهة للجلوس على الأريكة وهي تنادي للعاملة
– شيلي الأكل.. حضرة الظابط مالوش نفس كالعادة… اشتعل وجهه بالغضب وتحرك لغرفته دون حديث
زفرت ترجع خصلاتها بغضب تكاد تقتلعها وحدثت نفسها:
– وبعدين معاك ياجاسر.. أنا بحاول اعمل حياة هادية بعيد عن المشاكل وأنت بتجرني للمشاكل.. بحاول أبعد ماما عن باباك وأنت مش عايز تفهم كدا.. تحركت خلفه متجه إليه
وجدته يجلس بالشرفة ينظر بالخارج.. جلست بجواره وامسكت كفيه
– جاسر حبيبي ممكن تبصلي.. استدار ينظر إليها فتحدثت بهدوء:
– جاسر أنا عايزة حياتنا خاصة بينا لوحدنا.. عايزة أكوّن أسرة ليا لوحدي.. مش حبيت اللمة بتعتكم دي.. حاسة كلكم داخلين في بعض وكمان نظرات تقربك من جنى تعبني
نهض وصاح بغضب
– وأنا فهمتك من قبل جوازنا يافيروز إن جنى زيها زي تقى وغنى وربى وزي مابعامل دي بعامل دي وعلى مااعتقد قولتلك جنى لوطلبت عيني مش هتأخر
وقفت بمقابلته وأجابته بهدوء
– وأنا تقبلت دا علشان كانت على علاقة بجواد لكن دلوقتي مفيش رابط بينهم
ركل المقعد أمامه وصاح بها
– جنى اختتتتتي وهتفضل أختي ومهما تشوفي ولا غيرك يشوف ماليش دعوة انتو شايفين إيه.. المهم أنا حاسس بإيه.. وبعد كدا مش عايز كلام في الموضوع دا فهمتي.. وقت ماتحسي إن جوزك عينه راحت لواحدة تانية وقتها بس ليكي تحاسبيني غير كدا لا
– والله طيب ووجع قلبي وأنا شايفكوا مع بعض زي الحبيبن دا اسميه إيه
جلس يمسح على وجهه يستغفر ربه.. رفع بصره وتسائل:
– مطلوب مني إيه يافيروز؟ عايزاني ابعد عن جنى حاضر وعد مش هكلمها إلا في حدود القرابة بس.. هي أصلا معدتش بتكلمني فمتخافيش.. إنما افضل في الحياة الباردة دي إنسي.. سمعتيني .. أنا عايز ارجع أحس بنظرة ابويا الحنينة لما يقعد يحكي لنا عليه هو وماما.. وقصصه الدينية.. عايزة ارجع اقعد في حضن عمو صهيب وهو بيملس على شعري ويقولي كبرت ياحمار ولسة مخك زي ماهو.. عايز ارجع اروح العب تنس مع عمو سيف وعمو حازم زي الأول.. عايز ارجع اقعد كل جمعة مع ولاد عمي ونلعب ونحكي اللي عملناه طول الأسبوع.. عايز ارجع اعيش.. أنا هنا ميت
استدار ينظر حوله بأرجاء المنزل
– بصي حواليكي كدا.. مفيش غير حياة باردة رغم إننا بنحب بعض بس مفيش حياة.. لو سمحتِ لو بتحبيني بجد فكري في كلامي
– تمام ياجاسر هنرجع فيلا الألفي لكن بشروطي.. بس مش هسافر معاك للحج المرادي.. مرة تانية نكون لوحدينا
مسح على وجهه بغضب ثم خرج ونيران صدره تحرقه بالكامل
بعد أسبوع وصل الجميع
شدو الرحال نحو مكة المكرمة اطهر بقاع الكون حيث الكعبة المشرفة ملتقى القلوب في رحاب الله.. وصلت طائرتهم إلى المملكة العربية السعودية واتجهو الى الجحفة ميقات اهل الشام ومصر والسودان.. انطلقوا مع الفوج شطر المسجد الحرام لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك
توقف جواد أمام بيت الله الحرام.. بجواره اولاده وبناته ونظر مبتسما وهو يدعو الله بقلب عبدا محبا بقضاء الله وقدره ثم رفع يديه يلمس الكعبة الشريفة ودعا بقلبه قبل لسانه
” اللهم زِدْ هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة، وزِدْ من شرَّفه وكرَّمه ممَّن حجَّه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًّا، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحَيِّنَا ربنا بالسلام”.
اتجه الجميع كل فردا بأسرته لمكانه المخصص.. ليرتاحوا من عناء السفر.. وفي صباح يوما جديدا.. يوما مليئا بالأيمان والحب لله وحده لا شريك له يوم الوقوف بعرفات … يوما مليئا بالتكبيرات.. ملبين الحجاج…
لبيك قلباً تائهاً يرجوك…..
لبيك إننا متعبون؛..لبيكَ وَإِن قست القلوب …..لبيكَ وَإِن فاضت الذنوب ….لبيكَ إنَّا عائِدُون ، تائِبُون ، نادِمُون .”لبيّك إنّا مُتعبون، اجبُرنا كأننا لم نرى حُزناً.”
وبعد ذلك اتجهوا المبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة
إلى أن توصلوا لليوم الأخير وهو المنسك الأخير وهو طواف الوداع
انتهى الجميع من مناسك الحج.. اتجه جواد يضم صهيب وسيف متحركا اتجاه الفندق الذين يمكثون به.. بينما تحرك جاسر مع أوس وياسين وولاد عمه عز وفارس وجواد متجهين للمدينة المنورة
كان ريان يقف منتظرا زوجته التي تقف بجوار غزل بعد انتهاء مناسك الحج بالخارج…
ابتسمت لغزل وأردفت
– أنا هاخد ياسمينا ونلف شوية مع ريان في المدينة وبعد كدا هنرجع على هنا.. رفعت بصرها لغنى
– عاملة ايه حبيبتي النهاردة.. شايفة وشك متغير أوي لو تعبانة إرتاحي
أومأت برأسها وتحدثت:
“الحمد لله كويسة”.. ورغم ماقلته غنى إلا أنها تشعر بآلالاما تمزق أحشائها وظهرها
اتجهت غزل لبناتها تضمهم وهي تبتسم وتنظر إلى السماء بعيون تتلألأ بالدموع داعية الله بقلبا راضي
“الحمد لله رب العالمين، يُحب من دعاه خفيًا، ويُجيب من ناداه نجيًّا، ويزيدُ من كان منه حيِيًّا، ويكرم من كان له وفيًّا، ويهدي من كان صادق الوعد رضيًّا، الحمد لله ربّ العالمين، الّذي أحصى كلّ شيء عددًا، وجعل لكلّ شيء أمدًا، ولا يُشرك في حُكمهِ أحدًا، وخلق الجِن وجعلهم طرائِق قِددا».
«الحمد لله رب العالمين، الذي جعل لكل شيء قدرًا، وجعل لكل قدرِ أجلًا، وجعل لكل أجلِ كتابًا، الحمد لله رب العالمين، حمدًا لشُكرهِ أداءً ولحقّهِ قضاءً، ولِحُبهِ رجاءً، ولفضلهِ نماءً، ولثوابهِ عطاءً، الحمد لله رب العالمين، الذي سبحت له الشمس والنجوم الشهاب، وناجاه الشجر والوحش والدواب، والطير في أوكارها كلُ له أواب، فسبحانك يا من إليه المرجع والمآب».
رفعت بصرها لغنى التي تنظر لزوجها وهو ينتظر بالقرب منهما.. تركت والدتها وأتجهت إليه.. قابلها عندما وجد آثار التعب على هيئتها.. وقفت أمامه تبتسمت
– خلصنا إحنا كمان.. أتأخرت ليه
ضم أكتافها وهو يشير بيديه لغزل
هاخدها أنا متخافيش روحي ارتاحي
أومأت غزل إليه برأسها وعينيها تتابع ابنتها فاتجهت لربى
– شكل غنى هتولد النهاردة يارُبى
ابتسمت رُبى وهي تنظر لأختها التي تحاول أن تسير بهدوء
– ربنا يكملها على خير ياماما.. منمتش خالص امبارح طول الليل رايحة جاية وبيجاد صعب عليا والله.. مسبهاش ولا لحظة
رفعت ذقنها ونظرت لمقلتيها
– دعتلك ياحبيبتي أنتِ كمان ربنا يرزقك الذرية الصالحة.. ضمت والدتها
– يارب ياماما يارب.. بحق هذا الفرض العظيم ربنا يرزقني ويقر عيني بمولود
ربتت على ظهرها وترقرقت عيناها وهي تؤمن على دعاء ابنتها.. وصل عز إليهما
وقف ينظر مبتسما لزوجته.. خرجت من أحضان والدتها وهرولت إليه
– مبروك ياحج عز.. رفعها يضمها وطبع قبلة على جبينها
– تقبل الله زوجتي الجميلة.. ابتسمت بخجل تنظر إليه بهالة من عينيها التي ابهرته بسحرها ود لو يسحقها فالتو فقد اشتاق إليها كثيرا
مد يديه يحتضن كفيها وهو ينظر لغزل ووالدته التي وصلت:
– معلش هخطف مراتي خمسين يوم.. هنستناكم في شرم
عند غنى وبيجاد
بدأت تتحرك معه ببطئ تحاول السيطرة على آلالامها فتسائلت
– اتأخرت ليه يابيجاد… استنيتك كتير
ضمها من اكتافها وتحدث قائلا:
– لسة يادوب مخلص.. وكنت بعمل شوية تليفونات.. اخبارك إيه والولا العفريت دا عامل معاكي ايه.. وحشتوني اليومين دول
توقفت عندما اشتد الألم عليها ولم تعد تقو على الحركة.. ضغطت على كفيه عله تستمد قوته.. نظر إليها بخوفا
– حبيبتي مالك إنت تعبانة!!
اتجهت سريعا ببصرها لوالدتها وهي تصرخ
ماما إلحقيني..رفعت عيناها لزوجها بيجاد شكلي بولد.. لم تكمل حديثها معه عندما شعرت بالمياه تتدفق بين ساقيها… آه صرخت بها وهي تمسك بزوجها الذي نظر إليها ورأى المياه تحت أقدامها.. لحظات تمزق قلبه كأنه شعر بتوقف دقاته عندما صاحت بصرخات متتالية
بعد قليل وصلوا إلى اقرب مشفى حيث تواجدهم.. دلفت غزل مع ابنتها عندما علموا بهوية إنها طبيبة.. ظل الجميع بالخارج على أعصاب تكاد تزهق الأروح بعد إتصال بيجاد بوالده وجواد
ظل يزرع المكان ذهابا وإيابا وكأن روحه تخرج من جسده.. اتجه ريان إليه
– حبيبي ممكن تهدى.. مش ينفع اللي بتعمله دا
نظر في ساعته
– اتأخروا يابابا.. بقالهم كتير.. ربت والده على ظهره وتحدث:
– حبيبي دي ولادة يعني بياخدو وقت شوية ومتاخروش ولا حاجة .. هز رأسه رافضا حديث والده.. اتجه ببصره لجواد الذي يجلس يقرأ بمصحفه بهدوء وكأن لا شئ يحدث حوله
قاطعه تأمله لجواد خروج غزل من غرفة العمليات.. خرجت غزل وجثت على الأرض تحاول سحب نفسا طويلا.. هب جواد سريعا ينظر لحالتها.. جلس بمقابلتها عندما وجدها بهذه الحاله
– غزل البنت جرالها حاجة.. قالها جواد بلسانا ثقيل.. هب الجميع بيقظة تامة منتظر حديثها.. بينما بيجاد الذي دفع الباب ودخل للغرفة.. رفعت بصرها وانسدلت دموعها
– مبروك ياجدو.. جالك حفيد زي القمر.. هنا توقف الزمن ومعه توقفت عقارب الساعة.. دقات عنيفة أصابته بالكامل طالع زوجته بدموع الفرحة
– غنى عاملة إيه.. لم يكمل سؤاله وخرجت على سرير نقال متجهة لغرفة خاصة.. بينما فحص الطبيب الطفل للأطمئنان عليه ثم اعطاه لريان الذي وقف ينتظر خروجه بينما بيجاد الذي ذهب خلف زوجته منتظر إفاقتها.. جلس الجميع بالخارج ينتظرون افاقتها.. بينما بالداخل جلس بجوارها يضم كفيها بين راحتيه ويقبلهما
– غنايا يلا حبيبي افتحي عيونك.. كانت غزل تتابعه وهي جالسة بجوار نغم.. لحظات قليلة واستمع لهمهمات تخرج من فمها
-“بيجاد” ابني.. مسد على خصلاتها
انا هنا حبيبي افتحي عيونك يلا علشان تشوفي ابننا.. رمشت بأهدابها تحاول فتح عيونها.. ابني.. دنى وهمس اليها
– بتسألي على ابنك طول الوقت ومفيش مرة واحدة تسألي فيها على أبو ابنك.. نهضت غزل سريعا إليها للأطمئنان عليها
❈-❈-❈
بعد أسبوع
هبطت الطائرة المتجه من الأراضي السعودية على الأراضي المصرية.. ترجل الجميع متجهين لصالة المطار.. منتهين معاملتهم ثم اتجهو للخارج
توقف جواد أمام ريان
– رحلة سعيدة تقبل الله مننا جميعا.. حج مبرور وذنب مغفور… ابتسم الجميع اليه.. أخذ سفيان من ريان وقبله على جبينه.. تحرك ريان هو اولاده ثم توقف ينظر لحازم
– على ميعادنا ان شاء الله ياباشمهندس.. يوم الجمعة كتب الكتاب والخطوبة.. اتجه مالك بنظره يغمز لتقى التي بعدت ببصرها عنه
أومأ حازم وهو ينظر لمليكة
– ان شاء الله.. ربنا المستعان.. امسك جواد الطفل ثم اعطاه لوالده..
– خلي بالك من ابنك يابغل وبطل سهوكة.. اتجه ببصره لجاسر وتحدث إليه
– هتروح مع أوس ولا هتروح لباسم تجيب مراتك..
نظر جاسر للبعيد واجابه
– هروح أجيب فيروز.. بس هنسافر شرم يومين كدا وأرجع على البيت..
أومأ رأسه بتفهم وتحرك يسحب غزل من كفيها وتحدث
– فيه مشوار هروحوا أنا وماما وانتوا اسبقونا..يومين كدا وهنرجع..طالع ياسمينا
فاتجه لأوس
– روح مراتك شكلها تعبانة ومتنساش إنها حامل.. سحب كفيها وتحرك لسيارة الأجرة التي ستتحرك بهما.. بحث جواد بنظره عن عز وربى وتسائل
– عز وربى فين.. اجابته غزل
– سافروا شرم الشيخ.. ضيق عيناه وتسائل
– امتى؟ اتجه بنظراته لصهيب الذي يقف يحادث حازم بعيدا وهو يضم جنى
فسحب كف غزل وتحرك متجها إليهما..
توقف بيجاد أمامه وضيق عيناه
– مش هتقولي رايح فين وسايب الكل محتاس يابوص.. رفع حاجبه بسخرية مردفا
– هو أنا مخلفك وناسيك يابني.. ابوك مشي قاعدلي ليه.. رفع بيجاد يديه وتصنع تظبيط ياقة قميص جواد وأردف:
– لا ماهو قالي اتوصى بحماك والصراحة انت صعبان عليا.. شكلك تعبان كدا فأنا هوصلك مكان ماانت رايح
ضحكت غزل بقوة على بيجاد
أنزل جواد يديه بغضب ونظر اليه شرزا:
– عارف لو لمحت ابنك بيعيط هنفخك يابيجاد.. خلي بالك من الولد بدل ماانت عينك عليا
وضع الولد بيد جواد واردف متهكما
– بقولك ايه متقرفناش انت وحفيدك.. خده معاك أهو يسليك بدل ماانت مش لاقي حاجة تعملها.. وصل صهيب الذي قهقه بصوتا مرتفع عندما استمع لحديث بيجاد
زفر جواد بقوة وطالعه بغضب:
– هقول ايه على واحد وقح ذيك.. مستني مني ايه.. اتجه بنظره لغنى التي تضحك على زوجها ووالدها
– معرفش فيه حد بيحب جحش ياحمارة
ضحك الجميع على حديث جواد.. فتراقص بيجاد بحاجبه
– متعلم منك يامعلم.. وابعد عن مراتي متخلنيش اقلب عليك ياابو الجود.. قالها وتحرك ساحبا كف زوجته وهو يحمل ابنه متجها لسيارته التي بجراج المطار
بعد فترة وصل جاسر إلى منزل باسم.. فتح باسم الباب وآثار النوم على وجهه
– وحشتني يابسوم.. دفعه ودلف للداخل
اجابه باسم بتهكم:
– بس انت ماوحشتنيش يازفت.. رفع يديه بالامباله وتسائل:
– فين فيروز.. هي نايمة… مسح باسم على وجهه بغضب وأردف:
– جايلي الساعة اتنين تسألني عن فيروز.. اهي زفتة نايمة جوا جتك الهم انت وهي
دلف سريعا إليها.. وجدها تغط بسبات عميق.. جثى أمام الفراش يمسد على وجنتيها.. ثم أمال يلتقط ثغرها بقبلة مطولة استيقظت على اثرها.. فتحت عيناها تنظر اليه بذهول:
– جاسر إنت جيت إمتى.. مال برأسه يضعها بعنقها يستنشقها كجرعة مخدر لرئتيه
– وحشتيني أوي أوي فيروزتي.. لامست وجنتيه ودنت من شفتيه
– وانت كمان ياحبيبي.. لم يدعها تكمل حديثها ليدخل بها لعالمه الساحر.. فقد أشتاق إليها إشتياق فاق الحدود
عند غزل وجواد
وصلا لمنزل المزرعة وترجل من السيارة متجهين للداخل..توقف أمامها احتضن وجهها..دلوقتي هنفذ وعدي لحبيبة روح جود.. تمسحت بصدره وهي تضم خصره
– وحشتني أوي أوي ياجود
سحبها وهو يضحك عليها
– لا بلاش تقولي حاجة دلوقتي.. خلينا نشوف العندليب والست شادية اللي قرفتيني بيهم.. صفقت كالأطفال وتحركت معه اخرج دراجته وركبها وأمسك يديها لتركب أمامه وبدأ يقودها بين الزروع الموجودة بالمزرعة ويدندن اغنيته التي وعدها بها “حاجة غريبة” لعبدالحليم حافظ وشادية انسجمت غزل معه وبدأت تغني معها.. بعدما حررت حجابها وهي ترفع يديها كبنت تبلغ من العمر عشرون عاما.. رجعت بجسدها للخلف على صدره
– حبيبي كدا هندخل المستشفى قبل مااخد حقي من نانا غزل..
❈-❈-❈
بعد شهرا ذات مساءا
دلف لغرفته وجدها تجلس على الأريكة وتحمل طفلها بين يديها وتغفو بإرهاقا
وصل بهدوء وحمل الطفل يضعه بمهده.. ثم اتجه إليها يحملها متجها للفراش
وضعها بهدوء ودثرها بالغطاء وقام بإطفاء المصابيح يمسد على خصلاتها عندما فتحت عيناها
– بيجاد سفيان بيعيط.. اتجه بنظره لطفله الذي صاح بكاءا بأرجاء الغرفةثم امال وطبع قبلة على جبينها:
– نامي حبيبة بيجاد وأنا ههتم مالكيش دعوة المهم ارتاحي لو بتحبي بيجاد
همست مابين نومها
– بموت فيك حبيبي.. قبلها بجانب شفتيها
وبيجاد بيعشقك ياروحي.. ظلا يمسد على خصلاتها وصوت بكاء ابنه يصم الاذان.. زفر متحركا إليه
– اعمل فيك ايه.هتصحي ماما ولد اد عقلة الأصبع وعامل مهرجان كان.. والله لو لفيتك في الساندوتش مش هتبان فيه.. حمله ينظر إليه واكمل حديثه
– بتعيط ليه ياحلوف على رأي حماي.. لا بقولك ايه انا معنديش ياما ارحميني والله احطك في الخلاط مش ناقص وجع دماغ
اسمع كلام بابي كدا وخليك مؤدب علشان نعرف نعيش أسرة مع بعضينا.. نظر للولد والخوف امتلكه عندما صمت
– يخربيتك هو انت بتفهم.. طيب ياحلو بدل بتفهم كدا فبلاش تصيع عليا.. ورب الكعبة مالميت نفسك وسبت ماما ترتاح
صمت وبدأ يحدث حاله
-دا أقوله إيه.. ماعلينا هو شكله خاف فهيسكت.. اتجه يضعه بمهده مرة أخرى فاستمع لصياحه هز رأسه وهو ينظر إليه:
– كدا أنا فهمت عايز تتشال يابن بيجاد وماله ياحبيبي بس كدا.. تعالى حمله متجها للخارج وهو يتحدث إليه
– هنقعد في المكتب مع بعض راجل لراجل ولو سمعت صوتك هحطك في الدرج.. سمعتني يلا.. قالها وهويبتسم.. قبل جبينه ينظر لعيناه التي تشبه عين والدته فتحدث
– تعرف أنا بحبك أد أيه.. بحبك علشان جيت لنا في وقت يأس وضغوط كتيرة.. ربنا يحفظك ياحبيبي وتكون قرة عين لينا
بأقدام حافية تهرول بخفة كالفراشة على الشاطئ حتى ترتطم مياة البحر برمال الشاطئ بأقدامها وهي تحمل بيديها حذائها ذا الكعب العالي..
طالعته بنظراتها العاشقة..وجدته يسرع إليها كتمت صوت ضحكاتها وهي تقفز كالطفلة وترفع يديها كحمام سلام
– خلاص..آسفة…آسفة وحياتك مش هعملها تاني
أرتفعت أنظاره على أثر ضحكاتها التي انطلقت بصخب حينما رسمت خبثها الطفولي عليه
عض على شفتيه السفلية بغل يود أن يضعها بين فكي أنيابه ولكنها نجت من براثنه
جلس جاسر يصطنع آلالام بصدره على الشاطئ ثم وضع كفيه على صدره وكأنه لا يقو على التنفس…هرولت إليه سريعا
جلست فيروز أمامه وتلألأ الدمع بعيناها
– حبيبي مالك إيه اللي حصل
اقترب فجاءة وتسلطت عيناه على شفتيها المرتعشة.. وحدث حاله
– كيف استطاع أن يهدأ أمام كتلة هذا الجمال
أعتدل بجلسته ثم رفع أنامله يلمس بها كرزيتها التي وجبت للتذوق
دفعته بكفيها الصغيرة وتمتمت بكلمات مستائة محاولة الفرار من قبضته الفولاذية
رفعت كفيها على زر قميصه تحدثه بصوتها الأنثوي الرقيق حينما علمت بإصراره.. جذبها جاسر حتى أختلطت أنفاسهما.. فيما عزمت هي أمرها على أن تفر من شظايا تحكمه اللئيم راكضة بعدما أشعرته بإستجابة لأنامله التي تتحرك بسخاء على شفتيها.. ركضت بعيدا حتى وصلت إلى الشاليه ولكن فجأة اصطدمت بجواد
وقفت امامه كالتلميذة
– عمو جواد آسفه.. رفع نظره لجاسر الذي وصل إليهما.. طالع والده
– فيه حاجه يابابا.. هز جواد رأسه وتحرك
– لا يابابا كنت بدور على ربى وعز هما فين
اشار جاسر اتجاه الشاطئ وتحدث
– ركبوا اليخت ودخلوا البحر.. اومأ برأسه وتحرك تاركهما.. توقفت تفرق بيديها ونظرت بخجل لجاسر:
– دلوقتي باباك يقول ايه.. ضمها لأحضانه
– ولا حاجة ياحبي.. بابا مفيش احن منه
وضعت رأسها على صدره واردفت
-أنا بحبك أوي ياجاسر.. حضن وجهها ونزل بشفتيه يلتقط ثغرها أخيرا.. ثم سحبها متجها للشاليه
على متن سطح اليخت
وقفت تنظر لمياه البحر وامواجه المرتطمة.. حاوط خصرها بذراعيه
– عز فيه حاجة لازم تعرفها.. أدار وجهها إليه ورفع ذقنها بإبهامه
– فيه ايه حبيبي
امسكت كفيه ووضعتها على بطنها ورفعت بصرها إليه
– هتكون أجمل بابي شافته عيوني.. لحظات يحاول إستيعاب كلماتها.. فجأة حملها وهو يدور بها ويضحك بصخب
– ياما انت كريم يارب.. ظل يدور بها في وسط ضحكاته يضمها كالطفل الرضيع.. انزلها بهدوء وهو يحاوط جسدها بذراعيه
– روبي ياأجمل زهرة في حياتي.. بحبك يابنت عمي.. بحبك ياحب صغري وشبابي.. بحبك ياأجمل هدية ليا في الدنيا.. كنت عارف ربنا هيكرمنا.. رفعت كفيها وانسدلت عبراتها على وجنتيها
كنت عارف ان فيه مشكلة
هز رأسه وأجابها.. لو محستيش بيكي يبقى مستهلش حبك ياحبيبة عز
– أنا بعشقك ياعزي أنا.. بعشق الحب علشان اتولد في قلبي بسببك
بعشقك وبعشق دنيتي علشان انت فيها
سحبها متجها للأسفل وهو يتحدث
– لا كدا كتير على قلبي.. بلاها نظري بحب العملي وأهو أسلم على ابني
عصرا على شاطئ الحب بالغردقة
استيقظ جواد من غفوته قبل المساء ومع ذهاب الشروق وإستقبال الغروب بشعاعه الأحمر.. بحث عنها بالشالية ولكنها ليست موجودة.. وقف ينظر من النافذة وجدها تجلس أمام الشاطئ وتدون أشياء بمذكراتها
أخذ يتنفس الصعداء عندما رآها.. اتجه متحركا إليها.. توقف خلفها فكانت تدون آخر جملتها
” وهكذا انتهت قصة ذلك الحب المتمرد الذي اُدعى بأنه ماليس إلا وهم للحب.. فلو حبُك وهما لي فإني لعشقت هذا الوهم وكرهت همساته.. فما الحب إلا حبا”
نزل بجسده وحاوط جسدها من الخلف عندما وضعها بين ذراعيه
أغمضت جفونها عندما لافحها بأنفاسه قائلا
– دا لسة قصة المتمرد طاغية على حبيبي
تطلعت غزل بعيناها التي اعتبرها ترانيمه المقدسه وأجابته:
– ليه متعرفش إن المتمرد محفور بروحي.. أنا وهو مينفعش ننفصل ابدا.. فلو انفصلنا هنموت
سحب كفيها حتى استقامت وأصبحت تقف بمقابلته.. ثم جذبها يضمها لأحضانه.. تمنى أن يدخلها بين ضلوعه حتى يُخفيها عن العالم… ذابت بحضنه واعتصرت جسده فلما لا وهو حصنها وآمانها.. فمنذ أن فتحت عيناها فلم ترى ماأجمل من شخصه ولا أدفى من أحضانه.. ولا أحن من لمساته.. فهو الحصن المنيع.. الحضن الدافئ.. هو الحياة… هو عشقها هو جوادها وحدها
تحدث.. متنسيش تكتبي كمان..
– عندما قلت لكِ…:
“قلبي أمانة عندكِ حافظي عليه..
قلتي لي حينها
وهل تؤتمن الروح عند من يسكنها
كم صدقتكِ وتركت قلبي لكِ …
فما كان إلا أنه امتزج بروحكِ فأصبحتِ لهما الحياة
رسمت عيناها ملامحه لتحفرها بنبضات قلبها
– أقترب لأخبرك إنك السعادة لقلبي وأنا بدونك جسد لا يحيى ابدا
دنى هامساً
” لو سألوني ماتعني لك.. لقولت لهم إنها نبض وعافية لا تفارق قلبي وروحي ابدا
وما أحببتكِ إلا أن تكونِ لي الحياة”
❈-❈-❈
إقتباس من الجزء الثالث
قامت فيروز بالاتصال عليه
– جاسر هتتأخر.. نظر للطريق أمامه وأجابها..:
– مش قبل خمس ساعات حبيبي.. عندي مأمورية مهمة فيه حاجة.. انتِ كويسة والبيبي كويس
زفرت بغضب واجابته:
– كويسين بس زهقت من القعدة لوحدي.. خطرت على بالها فكرة
– بقولك ماتكلم جنى تيجي تقعد معايا.. بدل مفيش حد.. هي كانت مع خطيبها ولسة راجعة
مسح على وجهه بغضب وتوقف بالسيارة
– حاضر هكلمها لكن اتمنى متزعلهاش بكلامك زي كل مرة يافيروز
تأففت فيروز وتحدثت:
– قولت لك مش قصدي ياجاسر…
نظر من نافذة سيارته وتحدث بهدوء رغم حزنه
– تمام حبيبتي خلي بالك من نفسك.. اغلق معها وقام الاتصال بجنى التي دلفت حي الألفي بعدما ودعت خطيبها
خطت عدة خطوات واستمعت لهاتفها.. اخرجته فنظرت لأسمه الذي يضي بصورته على شاشة هاتفها
سحبت نفسا ولملمت شتات نفسها ثم وضعت الهاتف لتسمع لصوته الحنون
– عاملة ايه ياجنجون..
– كويسة.. إنت عامل إيه وفيروز عاملة إيه من زمان متقبلناش
شعر بنيران مستعيرة بداخل صدره ولا يعلم لماذا.. فأجابها
– شغلي ياجنى هعمل ايه..ربنا يوفقك ياجاسر..هذا ماقالته وهي تتحرك متجه لمنزل حازم..حمحم جاسر وأردف
– كنتِ برة مع خطيبك
توقفت تنظر حولها فقطبت مابين حاجبيها واردفت متسائلة:
– ايوة عرفت ازاي..مسح على خصلاته يرجعها للخلف واجابها:
– مش مهم..المهم طالب منك حاجة..هو رجاء..انا قدامي خمس ساعات لحد ماارجع وانتِ عارفة فيروز حامل في شهورها الاولى وخايف عليها ليحصلها حاجة ممكن تروحي تقعدي معاها لحد ماارجع.. آسف مش قدامي غيرك بعد سفر الكل للأسكندرية وطبعا مش كويسة اطلب من عمتو مليكة.. تذكر شيئا ثم تحدث متسائلا
– هوانت هتباتي عند عمتو مليكة
هزت رأسها بالموافقة واردفت
– ايوة مينفعش أبات لوحدي وخصوصا بعد سفر عز وربى..
جواد عندك تسائل بها جاسر
– معرفش. ثم تراجعت وتحدثت
– أنا خارجة من حي الألفي اهو خلي مراتك تعرف البواب أنا برة.. نظرت للبوابة المفتوحة فتحدثت إليه:
– لا البوابة مفتوحة والبواب شكله بيجب حاجة..
طيب روحي وأنا معاكي على التليفون.. قالها جاسر وهو مازال بالسيارة.. تحركت إلى إن وصلت لباب المنزل ووجدته مفتوحا.. ظلت تنادي على فيروز ولكنها غير موجودة
– جاسر فيروز مش هنا.. رأت خيال لأحدهما بالخارج فتحدثت
– استنى شايفة حد برة.. يمكن فيروز هشوفها كدا.. ماان خطت خطوة حتى استمعت لصوت احدهما
– البنت اهي هاتوها.. تسمرت بوقفتها عندما وجدت الكثير من الرجال الذين يظهر عليهم الأجرام.. فصرخت تحادثه
– الحقني ياجاسر.. فيه ناس غريبة في بيتك.
تسمر للحظات يحاول إستيعاب ماقالته.. فصاح بعد برهة بها:
– جنى شوفي فيروز فين وامشي من عندك بسرعة.. بكت عندما وجدت احدهما يتقدم منها.. فهرولت للاعلى وهو خلفها وهي تحادثه
– مش هعرف ملين الجنينة. الحقني ياجاسر.. صاح بها بجسد مرتعش وهو يقود سيارته بسرعة جنونية
– جنى حبيبتي اطلعي على أوضتي بسرعة واقفلي على نفسك بالمفتاح وأنا هتصرف لو معرفتش اوصلك بسرعة.. يلا حبيبي
هوت على الدرج وهي تسرع وتبكي واحدهما خلفها يصيح بها
– هتروحي فين ياروح امك.. استمع جاسر لذاك الرجل وكأن احدهما وضع سيخا حديدا بصدره تسارع بأقصى سرعته وهو يكاد بتصادم بكثيرا من الحوادث
دلفت لغرفته وأغلقت بالمفتاح عليها وجسدها يرتعش.. استمعت لصياحه
– جنى حبيبي معايا. أنا في الطريق.. اهدي وحاولي تتخبي كويس.. ادخلي اوضة الملابس اتصرفي.. كانها لم تستمع له.. امسكت هاتفها بيد مرتعشة اغلقت معه متجه الاتصال بعز كان عز يجلس بجوار جواد وهم ينظرون لطفلة اوس ويضحكون ولكن قاطع حديثهما اتصال جنى
– ايوة ياجنجون.. هنا هب واقفا وكأن روحه خرجت من جسده.. طالع جواد حالته..
في ايه ياعز.. هرول للخارج وهو يصيح حتى توقف الجميع عن الاحتفال
– جنى ياعمو فيه حد بيجري وراها عند جاسر
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق 2)
في نهاية مقال رواية تمرد عاشق 2 الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم سيلا وليد نختم معكم عبر بليري برس