رواية عهود الحب والورد الفصل الأول 1 بقلم سارة أسامة نيل
[ad_1]
رواية عهود الحب والورد الفصل الأول 1 بقلم سارة أسامة نيل
رواية عهود الحب والورد البارت الأول
رواية عهود الحب والورد الجزء الأول
رواية عهود الحب والورد الحلقة الأولى
– يا أختي بُصي على نفسك، دا إنتِ شافك خمس عرسان وهربوا ومحدش شاف وشهم تاني، ولا كلفوا نفسهم باتصال يقولوا كل شيء نصيب، شهادة أيه إللي جيباها وفرحانه بيها، دا كبير الشهادة دي كام يعني هو حتة جنية.
ابتلعت “عهود” تلك الغصة الجافة ودمعت عيناها فقد هانت عليها نفسها، خبأت الشهادة التي حصلت عليها من أستاذها الجامعي وجاءت بها تُحلق سعادةً لتُريها شقيقتها التي ألجمتها بهذا الرد الزاجر، قالت بنبرة هادئة تُخبأ من طياتها حزنها:-
– الشهادة مش بقيمتها المادية بل بالقيمة المعنوية، ودي كانت أخر سنة ليا في الكلية وقبل كدا محدش عطاني أي شهادات فأنا فرحانة جدًا حققت أول إنجاز في حياتي ولو كان صغير.
نظرت لها شقيتها التي تصغرها بثلاثة أعوام بنفور واستهزاء وهدرت بها:-
– طب يلا خديها واطلعي من هنا بدل ما أقطعها وأرميها في وشك ده.
تطلعت بها “عهود” بحزن وخرجت بقلة حيلة فهي لا تعلم لما شقيقتها دائمًا لا تتمنى لها شيئًا جيدًا وتكون في قمة سعادتها إذا أصابها سوء حتى أنها من الممكن أن تكتأب وتحزن جدًا إذا حدث لها شيء مُفرح أو إذا تقدم لخطبتها أحد على الرغم من أنها مخطوبة لشاب جيد.
جلست بردهة المنزل بمفردها فقد كان أبويها خارجًا وهمست وهي تطبطب على موضع قلبها:-
– بطلي تفاهة الموضوع مش مستاهل يا عهود، دا كله تكفير ذنوب، يلا هقوم أصلي وأقرأ الوِرد بتاعي..
وبعدين متسمحيش لحد يبوظ فرحتك خليكِ سعيدة دايمًا كدا ومُبهجة..
وجعلت تنظر للشهادة بفخر وفرحة حقيقية وتقول:-
– من بكرا هقدم على الدراسات العُليا وهدور على شغل وأبني كياني وهسعد نفسي بنفسي..
دي عهود الورد بتاعتنا يا عهود.
توضأت وأدت فرضها ثم أخذت تقرأ في المصحف بسعادة وقد شحنت بعض من طاقتها المهدورة وهي تستعد ليوم جديد من حياتها غدًا.
***********
بصباح يومٍ جديد، وقبل أن تتصاعد الشمس مستيقظة من مخدعها كانت تستيقظ “عهود” بنشاط وهي تقهر حالة الكسل وحب النوم التي تُهاجمها صباحًا.
أدت صلاة الفجر وأخذت تقرأ أذكار الصباح ثم وِردها الصباحي من القرآن.
خرجت من غرفتها بينما الكل غارق بثبات عميق حيث بدأت أجازة آخر العام، بدأت تنظف المكان ثم تنتقل للمطبخ تجلي الأطباق وترتبه ثم إنتهى بها المطاف لتحضير الإفطار.
– كدا تمام علشان أنا هغيب برا وكفاية هما هيعملوا الأكل وأنا هاجي أكل منه على الجاهز علشان محدش يتضرر وبيقوموا يتجنبوني ومحدش يرضى يتكلم معايا ويبقوا مكشرين في وشي.
واتجهت لغرفتها ترتبها ثم بدأت ترتدي ملابسها المكونة من فستان باللون الأسود المتناثر فوقه ورود صغيرة بيضاء وعلى رأسها فارتدت حجاب طويل لفته بطريقة رقيقة جميلة.
حملت حقيبتها ووضعت كل أوراقها اللازمة ومستنداتها وشهادة تخرجها وخرجت من الغرفة لتجد والدتها مستيقظة.
– صباح الخير يا ماما.
ردت والدتها بنبرة عادية:-
– صباح النور.
ابتسمت عهود بإشراق وأخبرتها بحماس:-
– أنا هنزل إن شاء الله يا ماما هقدم أوراقي في دراسات عُليا وهدور على شغل في مكان كويس يكون بتخصصي.
مقابل كل هذا الحماس أجابت والدتها بكلمة واحدة:-
– ماشي.
مُحت إبتسامة عهود وهي تقترب من والدتها وتقول بلطف:-
– مالك يا ماما .. إنتِ زعلانة مني في حاجة.
رمقتها بغضب وهدرت بها:-
– أنا لما بشوفك بتغم ونفسي بتتسد عن الدنيا وما فيها.
شعرت عهود كأن خنجر سام اخترق قلبها من كم هذا الجفاء، ابتلعت ريقها وتسائلت بألم:-
– ليه دا كله يا ماما، أنا عملت أيه مزعلك دا كله.!
– إنتِ عارفة كويس متستهبليش يا بت إنتِ، طريقة لبسك البيئة دي، لبسالي جلابية وخمار زي الواحدة إللي عندها مية سنة، عمري ما هرضى عنك وإنتِ لابسه كدا..
ماله لبس أختك ما بتلبس شميزات وتحتها بنطلون ومتقوليش حرام وتألفي الشميزات بتاعتها طويلة مش على كامر البنطلون وكمان واسعين ومفيش داعي تطولي الحجاب كدا بلاش قرف.
لا تعلم ما تفعل بهذا الأمر فوالداها لا يرضون أبدًا على ملابسها، قالت عهود بهدوء وهي تبتسم:-
– بس دا إللي بيرضى ربنا وأنا نفسي يرضى عني، كمان بعيد عن دا كله أنا برتاح كدا نفسيًا وكل حاجة، اللبس التاني مش برتاح فيه.
دفعتها بقسوة وقالت بقسوة أكبر:-
– خلاص خليكِ قاعدة في قرابيزنا بقاا كل ما حد يجي يتقدملك يطفش من وشك …هتفضلي زي البيت الواقف كدا محدش هيعبرك.
وتركتها وحيدة في الردهة لتظل الكلمات تتردد بأذنها كأنها طنين قوي..
هبطت تسيير بشرود كأنها بعالم أخر، همست بداخلها:-
– أعمل أيه يارب ارشدني للطريق الصح، يا ترى مين الصح ومين الغلط أنا تايهة وغرقانة في الوجع يارب..
حاسة إن أما غريبة عايشة في البيت زي الغريب بالظبط.
بعد مدة قصيرة قد يسر الله لها أمرها وجلبت الشهادة من الجامعة من كلية الزراعة التي تخرجت منها لتستطيع أن تقدم دراسات عُليا وتحضر الماجستير.
أثناء خروجها تفاجأت بأصدقاءها من الدفعة “نهى ودينا ورغدة” يسرعون نحوها كأنهم يزفون خبر سعيد..
أقبلت نُهى ترتدي بنطال من قماش الجينز كان على جسدها كجلدٍ ثانٍ، وسترة قصيرة على بدايته من الأعلى، أما الحجاب فحدث ولا حرج، قطعة شفاشة صفيرة جدًا تكاد تطير من على رأسها، وكان الباقي مثلها تمامًا بل كانت دينا لا ترتدي حجاب على رأسها من الأساس بل أطلقت لخصلاتها العنان.
– عهود عاملة أيه وأخبارك.
– الحمد لله بخير، إنتوا عاملين أيه وأخباركم يا بنات.
قالت دينا:-
– كويسين وفرحانين جدًا جدًا..
رددت عهود بسعادة لأجلهم:-
– طب الحمد لله ربنا يسعدكم ويفرحكم دايمًا.
قالت رغدة وهي تسحبها بمرح:-
– وإنتِ كمان هتفرحي معانا جدًا جايبين لكِ خبر إنما أيه.
– بجد طب قولوا عالطول، يا بركة الله .. والله الواحد متعطش لحاجة تنعش القلب كدا..
أردفت نهى تقول بفرحة:-
– يا ستي صاحب مجموعة مشاتل كبيرة جدًا وصاحب شركة هندسة زراعية كبيرة عرض إن السابعة الأوائل على الكلية ليهم فرصة يتدربوا عنده في المشاتل بتاعته شهر واحد وإللي هيثبت جدارته هيتثبت في الوظيفة.
كانت إغاثة الله لها، غبطت قلبها سيول من السعادة تغرقه، جعلت تحتضن أصدقائها وقالت:-
– أنا فرحانة جدًا، دي فرصة عظيمة أووي لنا بجد أسعد خبر سماعته في حياتي.
قالت رغدة بسعادة:-
– أما أروح بقى أقول للكراش بتاعي وافرحه معايا..
نطق كلًا من دينا ونهى في صوتِ واحد:-
– أنا بلغت بتاعي الحمد لله.
صمتت عهود لتستدير لها نهى وتقول:-
– أيه يا عهود مش هتتخلصي من عُقدك دي وتسمحي لحد يتقرب منك، يا بنتي افتحي باب قلبك .. طول ما إنتِ بالطريقة دي محدش هيعرفك وهتفضلي قاعدة كدا..
اتعرفي على حد وحِبي علشان تتخطبي وتتجوزي.. عيشي حياتك يا عهود مش تدفني نفسك بالحيا..
حقًا إنهم مساكين، أرشدهم الله إلى الطريق الصحيح وأزاح تلك الغمة عنهم..
قالت لها نهى:-
– يا بنتي مش شايفة كل إللي حولينا .. الدفعة كلها مرتبطة، وفي منهم إللي هيتجوز، متقوليش كلامك المفعص ده إنهم مش بيكملوا وإنها مجرد تسلية..
يا بيتجوزوا وإللي بيسيب بعض بيبقاا مش مناسبين وبيدورا على المناسب أكتر.
لم يعد لديها طاقة للجدال الذي لا يُجدي نفعًا من الأساس، ابتسمت لهم ثم تسائلت:-
– وهنروح إمتى المشاتل دي؟
تنهدت رغدة وقالت:-
– النهاردة عالطول …هناخد الشهادة ونروح.
– طب ما يلا بينا، إنتوا عارفين المكان.؟
– أيوا عارفين المكان، هنبقى إحنا الأربعة ومعانا فادي وعلي ومحمود دول باقي السابعة الأوائل..
أنا هروح مع فادي، ونهى هتروح مع علي، ودينا مع محمود..
إنتِ عارفة كل واحدة مرتبطة بواحد، لو عايزة تركبي معانا يا عهود مفيش مشكلة..
نفت عهود سريعًا قائلة:-
– لا لا خليكم براحتكم، قوليلي بس العنوان وأنا هروح لواحدي يا رغدة.
– أوك يا عهود.
انصرفت كل فتاة مع الشاب المرتبطة به كما يُطلقون وبقت عهود بمفردها، خرجت من الجامعة تنتظر سيارة أجرة لتقلها.
– ربنا يهديهم وينور بصيرتهم، يارب أنا ضعيفة جدًا ومعرضة للإنهزام في أي لحظة وأنا بحب طريقك وبحب قربك قويني يارب ونور دربي وطريقي.
أخرجت هاتفها تضغط على بعض الأزرار ثم رفعته تهاتف والدها تخبره:-
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إزيك يا بابا.
– كويس، خير يا عهود.!
– كان في عرض للسابعة الأوائل على دفعة إنهم يتدربوا في مجموعة مشاتل كبيرة جدًا لمدة شهر وبعدين إللي هيثبت جدارته هيتثبت في الوظيفة، والكلية رشحتنا وكدا..
فأية رأيك أروح معاهم.
رد والدتها باقتضاب:-
– أعمل إللي يريحك إنتِ حرة، اشمعنا دي إللي هتسمعي كلامنا فيه وإنتِ عصيانا .. يلا مع السلامة.
وأغلق وهو ينظر لوالدتها التي تجلس بجانبه قائلًا:-
– أنا مش عارف بنتك عايزة مننا أيه والله.
– سيبها على راحتها إللي بيشيل قربة مخرومة بتخر على راسه خليها مكركبة نفسها في الهدوم إللي شبه الشوال إللي هي بتلبسها، بتبقى ماشية شبة الخيمة..
– محدش هيقبل ببنتك وهتفضل قاعدة جمبنا.
– هي تستاهل دا جزاء إللي ميسمعش كلام أبوه وأمه.
**************
– عهود لسه ما وصلتش!
تسائلت نهى وهي تهبط من السيارة.
أجابتها دينا بنقم:-
– لا لسه، كان فيها أيه يعني لو ركبت مع حد فينا.
سخرت رغدة وهي تبتسم:-
– هتقول حرام، كل حاجة عندها لا يجوز.
أردف فادي بنزق:-
– مش عارف عهود دي معقدة ليه كدا ومتشددة أوي.
رد عليه علي وهو يسحب نهى مُمسكًا يدها:-
– سيبكم من البت الأوڤر دي تولع ولا تنحرق ملناش فيه.
قالت نهى بشفقة:-
– قافلة على نفسها وللأسف عمرها ما هتلاقي إللي يبصلها هتفضل طول عمرها كدا..
– هي حرة يا نهى ويلا بينا ندخل، دا مقر الإدارة تقريبًا.
– شكله كدا، بس المكان هنا كبير أووي وحاجة عالية جدًا.
– يلا بينا.
كانت عهود قد وصلت بسيارة الأجرة وسمعت كل ما دار بينهم من حديث، جثم الألم على قلبها وترقرق الدمع بأعينها لكن نمت إبتسامة على شفتاها وهمست:-
– أنا كدا اتأكدت إن ماشية في الطريق الصحيح.
دخلت مقر الإدارة وهي تذكر اسم الله قائلة:-
– يارب وفقني وارزقني حلال طيب يارب، خليك معايا في كل خطوة من حياتي ولا تكلني إلى نفسي فتهلكني.
اقتربت من مكتب الإستقبال وتسائلت بتهذيب:-
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحت أنا من طلاب كلية الزراعة المطلوبين للتدريب، ممكن أعرف أروح فين أو أعمل أيه.
– وعليكم السلام، هتطلعي الدور الخامس يا فندم في قاعة الإجتماعات هتقابلي رئيس مجلس الإدارة وصاحب المشاتل وهو هيفهمكم كل حاجة.
بس ممكن الملف والشهادة بتاعتك..
– طبعًا اتفضل حضرتك.
– بالتوفيق إن شاء الله.
صعدت عهود للأعلى، وجدت الجميع جالسون في رُدهة واسعة، اقتربت منهم تتسائل:-
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عملتوا أيه، هما طلبوا منكم حاجة وليه مش دخلتوا.
ردت نهى مبتسمة:-
– لسة على ميعادنا نص ساعة يا عهود، السكرتيرة هتعطكِ استبيان كدا امليه..
– تمام .. شكرًا جدًا يا نونا.
واتجتهت نحو السكرتيرة لينحني علي نحو محمود هامسًا:-
– بصراحة عهود دي مش لايقة على المكان دا خالص..
شاركه الأخر الضحك والسخرية بمنتهى السذاجة.
بينما عهود ملئت هذا الإستبيان، ووجدت شرفة واسعة تطل على زروع كثيرة وعلى جميع المشاتل، ابتسمت بسعادة وهي تقترب فتخرج وتشاهد هذا الجمال.
– ما شاء الله تبارك الرحمن، المكان هنا حقيقي في غاية الجمال والروعة وفي شوية هواا إنما أيه يردوا الروح..
في إحدى الزوايا كان يجلس يرتل بعض أيات القرآن، تنائ لسمعة تلك الكلمات فتبسم، التفت ليعلم من هنا فوجد فتاة تعطي له ظهرها..
عقد ما بين حاجبيه واستفهم يقول:-
– إنتِ مين.؟!
التفتت عهود باندهاش، لتقف مُتصنمة وهي تعود للخلف بصدمة، ونطقت بأعين جاحظة:-
– إنــــــتَ.
لم تقل صدمته هو الأخر وتراجع للخلف ثم نبس بنفس الضمير لكن تاءهُ مكسورة:-
– إنـــــــــتِ.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عهود الحب والورد)
Source link