روايات

رواية لعنه عشقك كامله جميع الفصول بقلم رحمه سيد

من خلال موقع بليري برس تستعرض معكم في هذا المقال ،رواية لعنه عشقك كامله جميع الفصول بقلم رحمه سيد ، لمزيد من التفاصيل حول المقال تابع القراءة

(الفصل الاول)


يجلس بهـدوء تام على اريكـة مكتبـه.. أول ازرار قميصه مفتوحة لتظهر عضلات صدره الضخمـة والصلـبة..
يـدب على المكتب بأصابعه بخفة وعقله مخطوف لكـون آخر وملكوت اخر..!!
عقله خطفته تلك الجنيـة الصغيرة منذ اول وهلة وقعت عيناه عليها فأصبح عقله وروحه الجافة بين قبضتهـا…
تسحقه بتجاهلها له..
بخوفهـا المبرر منه…
لم يتمنى يومًا سواها.. سوى امتلاكهـا.. إلتهامها !!…
وهو لم يتمنى شيءً ولم يحصل عليه !…
فهو الديكتاتور “آدم صفـوان” ملك المافيـا…
قـانونه قاسي.. مخيف.. وحاد كالحديد الملتهب…
ولكن ذاك الحديد حتمًا ينصهر امام صغيرته الباردة فتُشكل هي قانونًا جديدًا يليق بعهدها !!…..
طرقـات هادئة على الباب أفاقته من شروده فقال بصوت خشن :
-ادخل
دلفت المدعـوة بزوجته “جمانـة” تقدم قدم وتؤخر الاخرى..
قلبها يرتجف بعنف بين ضلوعها مما تود فعله!!..
اصبحت امامه مازالت واقفة لا تجرؤ على الجلوس حتى قبل ان يأمرها بذلك، وهو لم يكن قاسيًا اذ امرها ببساطة :
-اقعدي يا جمانة بس ياريت تقولي اللي عندك بسرعة وتتكلي على الله!







ابتلعت ريقها بتوتر.. وبدلًا من ان تجلس على الاريكة جلست على قدمـاه.. تنظر لعينـاه السوداء التي لم تهتز إنش واحد…
فتجرأت لترفع يدهـا ببطء تلعب في ازرار قميصه ملامسة صدره عن عمد وهي تهمس بحرارة ؛
-وحشتني.. وحشتني اوي يا ادم، ماوحشتكتش ليالينا سوا ؟
تقوس فاهه بابتسامة باردة وهو يرد :
-لا ماوحشتنيش!!
ثم اعتدل بحركة مفاجأة ليحيط خصرها بيداه وجسدها ظاهر من ذاك القميص المغري بالنسبة لاي رجل الا هو !…
ثم أردف وهو يحدق بعينـاها التي كادت تلمع من رغبتها به :
-بس مفيش مانع لو اتسلينا شوية
لم يعطها الفرصة فقبلها بعنف.. قبلة خالية من المشاعر الا الرغبة.. الشراسة … !
نهض وهو محيطًا بها ليلقيها على الفراش.. ابتسمت وهي تنظر له بإغـواء فلم يتحرك وهو يفك ازرار قميصه كاملًا..
ليلقيه ارضًا مع باقي ملابسه…. واقترب منها بجسـده…
ولكن روحه في تلك الغرفة التي تقبع بها تلك الفتاة التي قلبت حياته رأسًا على عقب!!!
إنتفض بعد فترة قصيرة جدًا ليبعدها عنه وهو يردد بصوت أجش :
-يلا قومي امشي مش عايزك
حدقت به غير مصدقة تسأله :
-آدم ؟!!!! للدرجة دي مابقتش طايق لمستي؟؟ ولا البت دي آآ….
ولكنه قاطعه بنظرة حادة ثاقبة ومخيفة من بؤرة عينـاه الحالكـة.. فابتلعت باقي حروفها على الفور.. حينها استطرد بحدة عالية وهو يُخرج بعض الاموال ليلقيها في وجهها :
-خدي اللي أنتِ جيتي عشانه، يلا غوري من وشي
ولكن لم يعطها الفرصة لتنهض فارتدى هو ملابسه بثواني عدا قميصه ليبقى عاري الصـدر… وغادر الغرفة متجهًا للغرفة التي كاد يجن جنونه من صاحبتها !!…
كان احد حرسه يقف في اسفل الغرف حراسةً لتلك الصغيرة بالاعلى ولكن حُرم عليه الصعود لاعلى مهما حدث…
اقترب منه ادم فأحنى رأسه مسرعًا بأدب يردد :
-أمرني يا باشا
أمــره ادم بجدية خشنة :
-هات مفتاح اوضتها
أخرج المفتاح بسرعة ليعطيه اياه فاستدار ادم ليغـادر متجهًا لتلك الغرفة….
دلف الى الغرفة فاخترقت رائحتها التي تجعله ثمل أنفه.. أحرقت دواخله كما تفعل عادةً !!
تحركت عيناه بتلقائية نحوهـا ليجدها تجلس امام الشرفـة المغلفة بحديد دون ان تتحرك… تأسر عيناها مظاهر الزهور كما يأسرها هو !!…
لم تتحرك عندما شعرت به يقترب منها.. ولكن ارتجفت حرفيًا عندما شعرت بيداه الثقيلة تحط على كتفها ويسألها ساخرًا :
-هموت وانا بفكر أنتِ بتسرحي فـ مين كل ده؟!
فردت هي بتلقائية هامسة دون أن تنظر له :
-فـ حبيبي
ازداد السواد بعينــا “ادم” بدرجة مخيفة..
وجهنم أصبحت تشتعل بين عينـاه الان !!….
اشتدت قبضته بعنف وهو يضمها بقوة حتى أصدرت عظامه صوتًا مخيفًا.. فلم تشعر بعدها الا وهو يجذبها من شعرها الناعم الطويل بقوة حتى التف حول يداه ليلصقها بالحائط….
اصبحت تتنفس بصوت عالي.. مغمضة عيناها ليس ألمًا بل خوفًا من نظراته التي تتيقن من أنها حالكـة كـعين ذئب يوشك على إلتهام فريسته !!…
جذب شعرها بعنف جعلها تصرخ بألم ليتشدق بصوت أجش :
-إياكِ.. اياكِ تذكري اسم راجل قدامي
اومأت بسرعة ولم تهمس الا بصوت متألم :
-انت بتوجعني…. ادم !!!
عندما نطقت حروف اسمه هكذا.. بدأت قبضته تخف تدريجيًا.. ليغمس وجهه بين خصلاتها… وأنفاسه الساخنة تلفح وجهها الابيض بقوة.. ليقول بنبرة متملكة :
-وانتِ دايمًا بتوجعيني، مع اني مش عارف سبب الوجع ده.. بس أنتِ ليا يا اسيا.. ملكي انا بس !!
جادلته متأففة تحاول الابتعاد عنه :
-انا مش سلعة عشان اكون ليك او لغيرك
ولكن في اللحظة التالية كانت ملتصقة بصدره عندما جذبها بعنف.. يحدق بعينـاها الزرقـاء المتنمـرة… يعرف أن صغيرته ليست لينة ولكن هو ايضًا ليس بالصلب المتساهل!!…
خرجت حروفه هادئة ولكنها خطيرة كجلد الثعبان :
-ماتنسيش.. أنتِ مراتي، مراتي انا!! وحياة ابوكِ كلها فـ إيدي لو عاوز ادمره هبلغ عنه العصابة اللي بتدور عليه، مش هلوث ايدي بدمه حتى!!
عندهـا لم تتحمل تصنع البرود فظلت تضربه بجنون على صدره وهي تصرخ بانهيار :
-ملعون ابو الجوازة دي، انا ما وافقتش عليها من الاساس، ابويا اللي جوزني منك بعد ما هددته اكيد
لم يرد عليها فلم يكن منها الا ان اشتعل انفجارها فأكملت صارخة :
-زهقت من الحياة دي.. بقالي شهر قاعدة فـ الاوضه الملعونة دي وانا مش عارفة انت عايز مني ايه؟!! لية اتجوزتني!! مش عارفة الا انك عايزني زيي زي اي كرسي فـ البيت ده ملكك بس
نظر في عيناها التي تحبس دموعها بصعوبة… لتغيم عينـاه السوداء بالرغبة فيزداد سوادها وحلكتها اكثر وهو يهمس مقتربًا منها ببطء :
-عايزك.. ومفيش ست فـ الدنيا هتجنن عليها زيك !
اصبح ملتصقًا بها شفتاه تتلمس اذنها وهو يكمل هسيسه الخطير :
-عايز اجيب منك اطفال.. اطفال كتيير منك أنتِ بس !
زمجرت باندفاع :
-مش هتلمس شعرة واحدة مني، ومستخيل أخلف من انسان قذر زيك بكرهه اكتر من اي حاجة !!!
صفعهـا بقوة لتسقط ارضًا من قوة صفعته.. شعرت كما لو أنها كاد خدها أن ينخلع من مكانه !!….
فلم تشعر بدموعها الصامتة التي بدأت تنزل بهدوء تام..
رفعها من ذراعها هو فجأة ليردف بحدة :
-هتخلفي مني وهيحصل حمل غصب عنك حتى لو اجبرتك على ده، أنا مابتنازلش عن حاجة ملكي، وانتِ ملكي من يوم ما عيني جت عليكِ
ختم اخر حرف له بقبلة لشفتاها المنفرجة امامه فلم يستطع تمالك نفسه…
إلتهم شفتاها بعنف.. بعشق وقوة وهو يحيطها برفق غير مباليًا بدموعها التي ازدادت هطولًا وهي تحاول التحرر من بين يداه !!…
ابتعد اخيرًا بعد دقائق يلهث وهو يقول بجنون :
-كوني ليا الليلة.. الليلة بأرادتك حسسيني إنك مراتي بجد !
أصبح يقبـل وجههـا ببطء شديد عله يحرقها كما تحرق كل خلية به.. ولكنها كانت باردة بدرجة كافية وهي تخبره :
-مش هيحصل انا بكرهك ابعد عني
ولكنه لم يبتعد بل على العكس ازدادت قبلاته تطلبًا.. ويداه تتجرأ عليها اكثر حتى رفع طرف ثوبها
حينها صرخت وهي تدفعه بعيدًا عنها :
-ابعد عني.. مش طايقة لمساتك، ومحدش هيلمسني الا اللي احبه !!!
ولكنه لم يبتعد ايضًا.. اصبح كالمُغيب عن الوعي يسعى لما يريد طوال شهور عديدة…
ولكن عند نطقها تلك الحروف التي أصابت جنونه بها لم يكن منه الا أن صفعها للمرة التالية ولكن هذه المرة بعنف أكبر جعلها تفقد الوعي… ولكن ربما ليس بسبب تلك الضربة بل من الضغط النفسي !!!…..
فنهض هو ببطء متجهًا للخارج وأغلق الباب خلفه وبمجرد أن اغلقه امسك مزهرية موضوعة ليضربها بالحائط بعنف حتى تكسرت ثم امسك قطعة زجاج ليجرح بها يده التي صفعتها وببطء دون أن يأن بآهة ألم حتى !!!!….
ثم ألقاها وهو ينادي احدى الخادمات المخصصة لــ “اسيا” لتدلف لغرفتها سريعًا وهو يغادر بصمت مخيف ودموع تلك الصغيرة تمزق مخيلته كلما تذكرها ؟!!!!
******






وفي ظلمة ذلك الليل في مكان اخـر..
كان يركض كلاهمـا بسرعـة رهيبة ممسكين بيد بعضهمـا…
وبعض الاشخـاص يركضـون خلفهـم بأقصى سرعة محاولين اللحاق بهم.. !!!
نظـر “ادهم” خلفه وهو مستمر بالركض ليجدهم بالقرب منه فهتف بسرعة وهو يقبض على كفها :
-اسـرع يا شروق.. اجري بأقصى قوة عندك يلا
وفجأة إلتوت قدماها لتسقط صارخة بتعب :
-مابقتش قادرة، اجري انت.. اهرب
هـز رأسه نافيًا بعنف ومد يده ليرفعها ولكن قبل أن يجذبها ليركضا مرة اخرى كان هؤلاء الاشخاص قد وصلوا ليمسكوا بها ويجذبونها بعيدًا عنه واخرين يحاولون تقييده….
كان كالثـور الهائج وهو يراها بين يداهم وهي تصرخ محاولة الإفـلات.. ولكن فجأة سكن بمكانه عندما سمـع صوت رئيسهم يقول مهددًا بخشونة :
-اهدى والا هخليهم يغتصبوها قدامك دلوقتي!!!
صـدر صوت قوي نتيجة احتكاك اسنانه ببعضهـا بعنف بينما انفاسه العالية كعلامة لبدء الحرب….!
ضرب احدهم بقوة ليقع ارضًا ثم بدأ يضرب الاخرين بجنون وهو يزمجر بوحشية :
-مفيش قذر منكم هيقدر يقربلها لان ساعتها هيكون فـ قبر منتن يليق بيه !!!
أمسك احد الرجال بشـروق من ذراعها بقوة ليُسقطها ارضًا ثم بدأ يحاول تمزيق ملابسهـا عندما اشار له قائدهـم….
تعالت صرخات شروق المرتعدة وهي تنادي :
-ابعد عني يا حقير.. ادهممم ارجوووووك !
ترك “ادهم” ذلك الرجل مسرعًا ليقع الرجل ارضًا فقال صارخًا بسرعة :
-خلاص اهو سبته… ابعد عنها يا ندل
وبالفعل ابتعد الرجل عنها ليقول كبيرهم بصوت اجش :
-يلا اديني اللي سرقته يا حرامي
أغمض ادهم عينـاه بقوة يلعن ذلك الحظ.. لم يفشل ولو مرة في مهامه !!
ولكن الان فشل وبجدارة بمجيئها معه …!
أمشك بالحقيبة التي كان يحملها على ظهره ليلقيها ارضًا وهو يردد بحدة :
-هاوريك الحرامي ده هيعمل فيك ايه
أخذها الرجل سريعًا وهو يسخر منه متابعًا :
-كنت مفكر اننا هنسيب لك فلوس تساوي ملايين؟! ده انت اهبل اوي
اومأ ادهم دون ان يرد… ثم تنفس بصوت عالي يأمرهم بلهجة مُخيفة :
-يلا سيبوها حالا
وبالفعل تركوها لتركض نحوه ترتمي بأحضانه وقد بدأت شهقاتها تتعالى.. ليحتضنها هو بقـوة… الخطأ منه لانه سمح لها أن تأتي !!..
ضمها له بشدة وقد رأى هؤلاء يغادرون المكان بسرعة.. أغمض عينـاه وهو يضغط على خصرها ويضمها له اكثر هامسًا :
-هششش.. ارجوكِ اهدي يا بندقتي، أنتِ معايا دلوقتي محدش هيقدر يلمسك !!!
رددت وأنفاسها الساخنة تلفح عنقه :
-كنت هموت من الرعب يا ادهم، خوفت بجد عشان كدة كنت بقولك شغلك مع ادم افضل من السرقة
كـز على أسنانه بعنف وهو يسب بشراسة.. ليخبرها بصوت هادئ وحازم :
-الخوف اتحرم عليكِ وأنتِ فـ حضني ! ويلا بقا على البيت
ابعدها عنه برفق ليمسك يداها ويغادرا معًا بهدوء تام…..
وصلا بعد مدة لمنزلهم الصغير في احدى الحـارات الشعبية الضيقة..
دلفت هي اولًا لتجلس على السرير في غرفتها بصمت تام…
تحاول الخروج عن سطو تلك الحالة التي أرهقت روحها حرفيًا…!!
جلس هو الاخـر جوارها فمالت هي للخلف تتمدد على الفراش.. ليميل هو عليها ببطء حتى لثم جبينها بعمق زافرًا أنفاسه الثقيلة..
نظر في عيناها لتهبط دموعها رويدًا رويدًا فمد يده يمسح دموعها بأصبعه وهو يهمس بصوت حنون :
-ماتبكيش ارجوكِ انتِ متعرفيش دموعك بتعمل فيا ايه !!
ثم أكمل بوعيـد شيطاني :
-اقسم بالله هخليهم يعيشوا فـ ألم ضعف اللي انتِ عشتيه اللحظات دي !!…
وتحركت شفتاه رغمًا عنه ليُقبل عنقهـا ببطء وعمق جعلها كالمخـدرة…
ولكن سرعان ما دفعته بعيدًا عنها وهي تستطرد بهدوء حاولت جعله مرح :
-اللي يشوفنا كدة يقول اننا اتنين عُشاق مش زي الاخوات !!..
اومأ مؤكدًا وهو يستدرك نفسه بسرعة :
-ايوة احنا مش اخوات فعلا
احتضنت ذراعه مبتسمة وهي تكمل :
-اتربينا سوا في الملجأ القذر ده بس انت زي اخويا فعليًا
عندها لم يستطع فدفعها بعيدًا عنه صارخًا بجنون :
-قولت انا مش اخوكِ ومش هكون اخوكِ !!!!
ارتعشـت شفتاهـا وهي تهمس بصوت خفيض :
-خلاص ما تتعصبش أنت مش اخويا يا ادهم..!
ثم نهضت تكاد تغـادر الغرفة وهي تحبس تلك الدمـوع بصعوبة.. لتجده يسحبها من ذراعها فجأة بقوة لتصطدم بصدره العريض فوجدت نفسها بين احضانه.. يحيطها بذراعاه بينما يتنفس بعمق ليخزن برائحتها رئتيـه وانفاسه تُلهب رقبتها… ليهمس بصوت متألم :
-ادهم بيموت.. نار بتولع فيه وأنتِ مش حاسه بيه !!!
*******
-خـارج مصر في احدى الدول الاجنبية-
رجـل عجـوز بالخمسين من عمره تقريبًا.. يجلس في غرفة ما امام الشرفـة وبين يداه صـورة لأبنته الوحيدة “اسيـا”
يتحسسها بأصبعه وهو يردد بشرود وكأنه في دنيا اخرى غير تلك التي بدأت تظهر له مخالبها بعد النعيم :
-اشتقت لك يا طفلتي.. اشتقتلك جدا !!
ثم ابتسم بحزن متابعًا :
-بقيتي تلاته وعشرين سنة بس لسة طفلة بالنسبة لي …
كادت دموعه تنهمـر ويكمل بصوت مبحوح متذكرًا ما حدث :
-بُعدي عنك على عيني يا نور عيني.. الله يلعن اليوم اللي قررت اشتغل فيه فـ الشغل المشبوه لولاه ماكنش هددوني الحثاله دول!!
مسح دموعه بسرعة ثم اكمل بصلابة :
-سامحيني ملاقتش مكان أمن اكتر من حضن ادم صفوان.. حتى الشيطان مايقدرش يأذيكِ هناك
هز رأسه ثم أردف وكأنه يحادثها :
-اه هو صعب شوية.. لا شويتين الصراحة !! بس انا متأكد إن طفلتي هتخليه يلين معاها هي ! بالرغم اني ما تعاملتش مع ادم الا كام مرة بس عرفت انه وقع فـ شباك عشفك يا طفلتي، وقع زي منا وقعت في عشق والدتك الله يرحمها.. عشق يمكن مؤلم ومتعب كمان في البداية بس انا واثق انك مُدرسه تقدر تتعامل مع عنفه بس لما تعشقيه !!….
تمدد ببطء على الاريكة يحتضن الصورة بحنان وهو يتابـع :
-مش هقدر اعرضك للخطر معايا واتنقل بيكِ من مكان لمكان كل يومين !!
وارتسمت ارق ابتسامة على وجهه هامسًا :
-تصبحي على خير يا طفلتي… !
******
-القـاهرة الكبـرى… المعادي-
كانت “سيليا” تسير بخطى هادئة مترنحة نوعًا ما بسبب السجائر المكونة من “مخدرات” التي شربتها ولاول مرة .. !!
لم تبالي عندما ركضت خلفها صديقتها فأصبحت تمشي دون توقف حتى وصلت منطقة شبه مهجورة وحدها…
سقطت على الارض وهي تردد بلا وعي بصوت مبحوح :
-لية بيحصل معايا كدة؟! كل حاجة فلوس فلوس.. الحياة مابتمشيش من غير الفلوس !!!
نظرت للسمـاء الزرقـاء لتلمـع عينـاها الزيتونيـة وهي تهمس بحروف زائغة :
-واضح إن شقيقتي الوحيدة هتموت لو ماجبتش الفلوس دي، وهبقى مليش مكان اقعد فيه كمان !!
وفجأة صرخت بانهيار :
-طب اجيب الفلوس دي منيين !!!!؟
أمسكت بهاتفها لتلقيه بعنف على الارضية وهي تكمل صراخها المبحوح :
-والحيوانة شروق مابتردش ليية.. مابتفتكرنيش غير فـ المصايب بس!! هأ وانا متوقعة منها ايه ما احنا اتربينا فـ ملجأ حقير واتعلمنا كل حاجة وحشة مانفعناش الا انه كان مكان نقعد فيه !!!!
وفجأة إنتبهت لشخص مـا يقف امامها فرفعت عينـاها ببطء لتتجمد عندما وجدت من ينظر لها بترقب ولكن نظراته لم تكن ثابتة اذ كان يبدو من هيئته انه “ثمـل” وبشدة !!….
نهضت مسرعة وهي تسأله بحروف متقطعة :
-عايز ايه انت كمان؟ اوعى تقول عايز فلوس زيي!!؟
وفجأة وجدته يمسك ذراعها بقوة ضاغطًا عليه وهو يقول برغبة :
-لا مش عايز فلوس.. عايزك أنتِ !!
دفعته ببطء وهي تسبه بحنق :
-ابعد عني، الله الله ايه مشكلتك معايا عايزني ايه وجنون ايه ؟!!!
استدارت وكادت ترحل مترنحة ولكن فجأة وجدته يسحبها معه بجنون وهي تهذي بكلمات غير مفهومة….
ثم أسقطها ارضًا وهو فوقها يمزق ملابسها بعنف.. وهي تحاول دفعه بعيدًا عنها بعشوائية…
بينما هو لم يراها… كان يرى زوجته الراحلة…. الخائنة فقط !!!
زوجته التي جعلته يصبح قاتلًا على اعتقاد أنها قُتلت غدرًا ولكن اليوم فقط اتضح له انها لم تكن سوى خائنة !!….
اصبح يُقبل “سيليا” بجنون وهو يردد :
-لية عملتي كدة؟ هاا جاوبيني انا اذيتك فـ ايه؟!!!!
ولكن الاخرى كانت كمن يقاوم حتى يدفعه… تقاوم لتتمسك بوعيها ورشدها ولكنها صارت تستطرد بوهن :
-ابعد عني عشان مش أذيك بجد!!!
وفجأة شعرت بملابسها تمزق بسرعة وهو يُكبل يداها الاثنان بقبضته القوية السمراء…
بينما يهمس عند اذناها :
-هششش اسكتي.. مش هتحصل حاجة وحشة، هتحبي الموضوع !!!
همس بأخر حرف وهو يُقبل شفتاها بعنف حتى شعر بدماءها بين شفتاه…
حاولت ابعاده اكثر من مرة… ولكن ارتخت أعصابها عندما يأست من تركه لها !!….
لمساته الخبيرة كانت تؤثر فيها نوعًا ما وهي مستسلمة…
ولكن شعور الالم الذي اصبح كالمُخدر اقوى منها… !!
كانت تشعر بكل شيء… ولكن كمن ليست قادرة على اعطاء رد فعل !!
******
-قصر آدم صفـوان-
في الصباح دلف “ادم” إلى غرفة صغيرته الحمقـاء بهدوء…
لم يلقي تحية الصباح حتى على زوجته المصونة فهو متأكد من أنها لا تفرق معها تلك الامـور…
ما يفرق معها حقًا هي الاموال !!…
الاموال التي تزوجته من اجلها ليس الا..
كانت “اسيا” تغط بنوم عميق عندما دلف ليتجه نحو فراشهـا…
جلس على الفراش جوارها لينزل بعيناه ببطء عند بطنها البيضاء التي ظهرت من التيشرت القصير الذي ترتديه عند النوم..
فمد يده بهدوء شديد يتلمسها ببطء.. ليلفت نظره الاثـر الواضح على وجنتها من صفعته امس..
فاقترب منها ليطبـع قبلة رقيقة على وجنتها أشعلت ما يدفنه داخله من اجلها !!…
لا يريدها ان تخافه اكثر… لو دخلت داخله وعلمت الجنون الذي ينشب كأقوى وأعنف المعارك تجاهها لهربت رعبًا ليس اكثر !…
تحسس موضع الصفعة وهو يهمس بشرود :
-اسف يا طفلتي.. حاجتين مابقدرش اتحكم فيهم… عصبيتي و….
اغمض عيناه وهو يلثم جانب ثغرها برقة :
-وهوسي بيكِ !!… هوسي ومرضي اللي انا مش عايز علاج ليهم …
وفجأة استيقظت لتفتح عيناها وهي تدفعه بعيدًا عنها حتى كاد يسقط :
-ابعد عني ماتقربش مني كدة، أنت ما بتفهمش عربي؟؟
اغمض عيناه بقوة يحاول التحكم بأعصابه حتى لا يفتك بها…
فلو كانت شخصًا اخر لكان أفرغ رصاصه بعقله الان !!!….
فتح عيناه المظلمة فجأة ليقول بخشونة :
-يلا البسي هدومك وانزلي هنفطر سوا
ثم خرج دون ان يعطيها فرصة الاعتراض.. فاتسعت عيناها وهي تحدث نفسها بحيرة :
-معقول كلامي امبارح عن خروجي أثر فيه فعلًا؟! ده عمره ما فكر يخرجني من الاوضه دي !!!!
ثم ضربت رأسها وهي تنهض بسرعة :
-بطلي رغي يا اسيا وقومي.. انا هاوريه مين هي اسيا الشرقاوي !!
وصلت للدولاب المخصص لها…
لا تنكر أنه يعيشها برفاهية كما كانت في منزل والدهـا.. ولكن اشياء اخرى كالشعور بالسكينة تفتقدها !!….
وفجأة وجدت من يدلف دون طرقة حتى الباب.. إلتفتت لها مسرعة لتجد زوجته “جمانة”
فسألتها أسيـا ببرود :
-يا ترى عايزة ايه عشان اتشرف بوجودك فـ اوضتي!؟
كـزت جمانة على أسنانها بغيظ.. ثم أردفت بهدوء مصطنـع :
-ولا حاجة.. ادم بس أمرني اني اديكِ الهدوم دي عشان تلبسيها وتنزلي للجنينة !
عقدت أسيا حاجبيها مفكرة بكلامها.. فهي لم تتعامل مع جمانة سوى مرة او مرتان تقريبًا… ولكن لم تبدو لها المرأة المسكينة اطلاقًا !!!….
قطـع تفكيرها صوت جمانة المتلهف بخوف مصطنع خال على اسيا قبل ان تغادر :
-يلا يلا.. واحب افكرك انه عطاكِ مهلة عشر دقايق وتكوني ادامه والا هتشوفي رد فعل مش هيعجبك ابدًا
ثم أغلقت الباب خلفها لتفتح اسيا تلك الملابس التي كانت عبارة عن شورت چينز يصل لما قبل الركبة وتيشرت نصف كم ضيق…
ارتدتهم بلامبالاة متجاهلة كلام ادم الذي اخبرها به منذ أتت لمنزله
“اقسم بالله لو شوفتك بالهدوم دي ادام راجل تاني غيري هاوريكِ الجحيم في الدنيا ” !!!!
فتحت الباب وخرجت بهدوء متجهة للحديقة.. لم يكن الحرس موجودين فابالطلع امرهم ادم بالخروج لتهبط هي….
توجهت نحو الحديقـة حيث يجلس كلًا من “ادهم” وادم الذي كان يستمع لأدهم -صديقه المقرب- وهو يقول :
-كنت هموت من القلق امبارح يا ادم، مكنتش متخيل ان يحصل لشروق حاجة وحشة وبسببي كمان !!
ابتسم ادم متهكمًا ببرود :
-تستاهله.. كام مرة قولتلك تيجي تشتغل معايا بس انت كالعادة بترفض وانت بتقول زي البغبغان ” لا يا ادم.. السرقة اهون من تجارة السلاح يا ادم “!!!
وقبل ان يرد ادهم كانت “اسيـا” تندفع تجاههم بطلتها السارقة للأنفاس..
ليُنزل ادهم عيناه بسرعة قبل أن يدقق بها.. وعندما رأى عينا “ادم” التي أحمرت وهو يصك على أسنانه بعنف حتى اصدرت صوتًا همس بقلق :
-الله يرحمك يا مرات اخويا كنتي طيبة !!!
وكذلك كان حال اسيـا التي تراجعت بارتعاد عندما هب ادم واقفًا وهو يصرخ بأسمها بجنون :
-أسيــــــا ….!
وبلحظة كان يقترب منها مندفع كالثور الهائج الذي يوشك على ارتكاب جريمة الان بينما هي تتراجع كالقط المذعور……..!!!
الفصل الثاني من هنا

 

في نهاية مقال رواية لعنه عشقك كامله جميع الفصول بقلم رحمه سيد نختم معكم عبر بليري برس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى